مساحة حرة

مساحة حرة
مخطئة أنتِ كذلك!!

لم تكن لتتصور ان صدفة قد تقودها الي حقيقة تنسف احلام خمس سنوات متواصلة.. عيناها العسليتان فتحتهما علي الآخر، وبقت صامتة لدقائق، من شدة الصدمة التي وقعت عليها.. لتبدأ من بعدها في تذكر المواقف التي مرت بها وخصوصا تلك التي تؤكد بانه شخص لا يستحق حتي ادني تفكير او ندم.
باختصار هي في السادسة والعشرين من عمرها، أفنت خمس سنوات منها في عشق وهيام شاب في الثلاثينات من عمره، يحتل مركزا مرموقا اجتماعيا ومن عائلة محترمة جدا، تعلم جيدا انه دينجوان ولكنها تأبي ان تصدق ما تسمع عنه، علي الرغم من تحذير صديقاتها لها، وبأنهن شاهدنه مرات مع فتيات من جنسيات متعددة!!
ليس في كل ذلك ما يدعو للكتابة عنه، فمثل هاتيك القصة، قصص عديدة ملئت الصحف والمجلات بها، وما دعاني لذلك رغبة تلك المغدورة في عرض حكايتها مع ذلك الفارس واظنه ملثم وليس بفارس احلام كما اعتقدت تلك الشابة، فالمسكينة ظلت ساعات وهي تسترجع ملفها معه، ومنه اقتطع بعض الصفحات التي حتما تتمني ان ترميها في وجهه او في سلة المهملات فذلك اقل ما يستحقه!!
يتهدج صوتها وتقول: انا آخر العنقود، ومدللة بين اهلي، ولم يمد احد منهم يده عليّ قط، ومع ذلك رفعها عليّ مرات ومرات ومنها تلك التي كادت ان يذهب بها عيني التي تورمت وازرق الجلد من حولها.. وتحملت بخله الذي لم اعتقد يوما انني سأتحمله، وكل ذلك لانني احبه وباخلاص.. وان علقت علي تصرفاته اللامعقولة ويده المغلولة يرد بلجة المحب الولهان ليذيب جبل الجليد الذي بيننا ويقول: لمن افعل كل ذلك؟! اليس لك وحدك؟! اليس لمستقبلنا نحن الاثنين؟! فاعذره وابرر له!!
عشت في وهم حبه سنوات لتأتيني اليوم وتصفعينني بالخبر الذي تؤكدين فيه عزمه علي الزواج من غيري، وبانه يبحث عن ابنة الحلال المغفلة التي لن تري سوي وجهه البريء الذي يخبأ من خلفه ثعلب مكار.. ويا للاسف كان يستغلني لاشتري له الاجهزة الكهربائية لشقة العروس مدعيا في ذلك بانه لمنزل ابيه، فوقته لا يسمح، والحصول علي سعر مخفض من وكالة تلك الاجهزة ممكن بالنسبة لي. بل اكبر غلطة وقعت فيها انني تخليت عن خطيبي وفسخت خطوبتي منه، بعدما طلب مني ذلك ليتسني لنا الزواج!!
للمغدورة فصول مع ذلك الدينجوان ، لست باحثة اجتماعية لاسرد لها نصائح وارشادات كما طبت مني ذلك، ولكني فعلت ذلك عبر مقابلتي معها، فبالفعل قرأت من خلال بريق عينيها الصدق في حديثها، علي الرغم من انني لا اعرفها حق المعرفة، ولا تربطني بها اي علاقة تحت اي مسمي سوي انها وكما تقول احست بالراحة مني، وفتحت قلبها لي وان كانت لم تفعل ذلك لاحد غيري حتي اقرب اخواتها وصديقاتها!!
الخطأ لا يتحمله ذلك الشاب بالكامل وان كان يملؤه من رأسه حتي اغمص قدميه ، فهي الاخري مخطئة بدرجة او بدرجات، فخمس سنوات كفيلة لمعرفة معدن الشخص، واظنها طويلة جدا، كان عليها ان تجعله يتخذ قراره النهائي ليتقدم لها، ولتكون له زوجة لا لعبة يحركها متي يشاء، وان تخاذل لسبب او لعذر اختلقه، عليها ان تغلق بابها الي ان يطرقه بجدية، لا ان تعطيه فرصة تلو الفرص كل تلك السنوات.. تقول انها تعرف عنه وعن علاقاته المتعددة ومع ذلك تغض طرفها عن ذلك، اظنها مخطئة كذلك ! فهو دليل ما بعده دليل علي انه خائن ولن يصدق ولن يخلص لها حتي بعد زواجهما لو حدث ذلك كافتراض! وكيف لها ان تسمح له بان يمد يده عليها! فمن يرفع يده مرة سيرفعها مرات سكما حدث فعلا ومن يرفع تلك اليد الخشنة علي جسد رقيق ليس برجل حقيقي .
اصرت المغدورة علي مواجهته بما عرفت عنه وعن عزمه علي الزواج ولو بمسج صغير تقول فيه، عرفت بانك ستتزوج حسبنا الله ونعم الوكيل، ورغم قرارها الجريء الا ان النوم قد ودعها والحزن استقبلها، وباتت حياتها جحيم كما وصفتها، ولكن نصيحة لك من الاعماق اطوي تلك الصفحات لتبدئي حياة جديدة، ومع ذلك انت مخطئة كذلك عزيزتي .

ياسمين خلف:

Catfeat
2003-08-01

مساحة حرة
مخطئة أنتِ كذلك!!

لم تكن لتتصور ان صدفة قد تقودها الي حقيقة تنسف احلام خمس سنوات متواصلة.. عيناها العسليتان فتحتهما علي الآخر، وبقت صامتة لدقائق، من شدة الصدمة التي وقعت عليها.. لتبدأ من بعدها في تذكر المواقف التي مرت بها وخصوصا تلك التي تؤكد بانه شخص لا يستحق حتي ادني تفكير او ندم.
باختصار هي في السادسة والعشرين من عمرها، أفنت خمس سنوات منها في عشق وهيام شاب في الثلاثينات من عمره، يحتل مركزا مرموقا اجتماعيا ومن عائلة محترمة جدا، تعلم جيدا انه دينجوان ولكنها تأبي ان تصدق ما تسمع عنه، علي الرغم من تحذير صديقاتها لها، وبأنهن شاهدنه مرات مع فتيات من جنسيات متعددة!!
ليس في كل ذلك ما يدعو للكتابة عنه، فمثل هاتيك القصة، قصص عديدة ملئت الصحف والمجلات بها، وما دعاني لذلك رغبة تلك المغدورة في عرض حكايتها مع ذلك الفارس واظنه ملثم وليس بفارس احلام كما اعتقدت تلك الشابة، فالمسكينة ظلت ساعات وهي تسترجع ملفها معه، ومنه اقتطع بعض الصفحات التي حتما تتمني ان ترميها في وجهه او في سلة المهملات فذلك اقل ما يستحقه!!
يتهدج صوتها وتقول: انا آخر العنقود، ومدللة بين اهلي، ولم يمد احد منهم يده عليّ قط، ومع ذلك رفعها عليّ مرات ومرات ومنها تلك التي كادت ان يذهب بها عيني التي تورمت وازرق الجلد من حولها.. وتحملت بخله الذي لم اعتقد يوما انني سأتحمله، وكل ذلك لانني احبه وباخلاص.. وان علقت علي تصرفاته اللامعقولة ويده المغلولة يرد بلجة المحب الولهان ليذيب جبل الجليد الذي بيننا ويقول: لمن افعل كل ذلك؟! اليس لك وحدك؟! اليس لمستقبلنا نحن الاثنين؟! فاعذره وابرر له!!
عشت في وهم حبه سنوات لتأتيني اليوم وتصفعينني بالخبر الذي تؤكدين فيه عزمه علي الزواج من غيري، وبانه يبحث عن ابنة الحلال المغفلة التي لن تري سوي وجهه البريء الذي يخبأ من خلفه ثعلب مكار.. ويا للاسف كان يستغلني لاشتري له الاجهزة الكهربائية لشقة العروس مدعيا في ذلك بانه لمنزل ابيه، فوقته لا يسمح، والحصول علي سعر مخفض من وكالة تلك الاجهزة ممكن بالنسبة لي. بل اكبر غلطة وقعت فيها انني تخليت عن خطيبي وفسخت خطوبتي منه، بعدما طلب مني ذلك ليتسني لنا الزواج!!
للمغدورة فصول مع ذلك الدينجوان ، لست باحثة اجتماعية لاسرد لها نصائح وارشادات كما طبت مني ذلك، ولكني فعلت ذلك عبر مقابلتي معها، فبالفعل قرأت من خلال بريق عينيها الصدق في حديثها، علي الرغم من انني لا اعرفها حق المعرفة، ولا تربطني بها اي علاقة تحت اي مسمي سوي انها وكما تقول احست بالراحة مني، وفتحت قلبها لي وان كانت لم تفعل ذلك لاحد غيري حتي اقرب اخواتها وصديقاتها!!
الخطأ لا يتحمله ذلك الشاب بالكامل وان كان يملؤه من رأسه حتي اغمص قدميه ، فهي الاخري مخطئة بدرجة او بدرجات، فخمس سنوات كفيلة لمعرفة معدن الشخص، واظنها طويلة جدا، كان عليها ان تجعله يتخذ قراره النهائي ليتقدم لها، ولتكون له زوجة لا لعبة يحركها متي يشاء، وان تخاذل لسبب او لعذر اختلقه، عليها ان تغلق بابها الي ان يطرقه بجدية، لا ان تعطيه فرصة تلو الفرص كل تلك السنوات.. تقول انها تعرف عنه وعن علاقاته المتعددة ومع ذلك تغض طرفها عن ذلك، اظنها مخطئة كذلك ! فهو دليل ما بعده دليل علي انه خائن ولن يصدق ولن يخلص لها حتي بعد زواجهما لو حدث ذلك كافتراض! وكيف لها ان تسمح له بان يمد يده عليها! فمن يرفع يده مرة سيرفعها مرات سكما حدث فعلا ومن يرفع تلك اليد الخشنة علي جسد رقيق ليس برجل حقيقي .
اصرت المغدورة علي مواجهته بما عرفت عنه وعن عزمه علي الزواج ولو بمسج صغير تقول فيه، عرفت بانك ستتزوج حسبنا الله ونعم الوكيل، ورغم قرارها الجريء الا ان النوم قد ودعها والحزن استقبلها، وباتت حياتها جحيم كما وصفتها، ولكن نصيحة لك من الاعماق اطوي تلك الصفحات لتبدئي حياة جديدة، ومع ذلك انت مخطئة كذلك عزيزتي .

ياسمين خلف:

Catfeat
2003-08-01

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.