مساحة حرة
كانتا أكثر من شقيقتين، كانتا ورغم عنهما لا تفترقان ولو لثانية!! متلازمتان كالظل في عز الظهيرة، إلا انهما وللحياة القاسية التي تجرعوا منها مرارة العيش، قررنا بعد تسع وعشرين عاماً أن تفترقا، ولو لمسافات بسيطة تسمح لهما برؤية وجهيهما مباشرة، تلكما الوردتين الحمراء والبيضاء لاله ولادان التوأمتين السياميتين اللتين جعلتنا جميعاً نبكي حرقة علي فقديهما… تحققت أخيراً أمنيتيهما بالانفصال وللأبد ولكن في نعشين توجهتا من بعده إلي رحمة الله التي وسعت كل شيء، ذبلتا بعد أن كانتا يانعتين رغم الألم ورغم كل شيء.
من خلال برنامج الحدث الذي عرضته قناة LBC اللبنانية، نقلت لنا جزءا من حياتيهما الصعبة، والتي وإن تحملوها تسعاً وعشرين عاماً لم يسعهما صبريهما التحمل أكثر!!
صور التشوهات الخلقية كثيرة ومؤلمة، والعين لا تجرؤ في كثير من الأحيان علي مشاهدتها، وإن تجرأت فهي لدقائق وجيزة بعد ذلك يشيح المرء بوجهه عنهما، وتسارع أنامله بتغيير القناة لأخري، لتبعده عن ذلك الجو المؤلم الذي سيكون فيه لو أكمل المشاهدة… مؤلمة حقاً تلك التشوهات الخلقية، ولكنها تذكرنا وباستمرار حاجتنا الماسة لله في كل ثانية من حياتنا، وحاجتنا لرحمته ورأفته، نحن عباده الضعفاء.
لاله ولادان نموذج من سيل هائل من النماذج، وقد تكونان أقل وطأة من غيرهم، كحالة التوأمتين السياميتين النيباليتين، وهما الأخريين ملتصقتين من الرأس بطريقة شبه عكسية أو أقرب اليها، وبشكل ابشع وأكثر ايلاماً من حالة التوأمتين لاله ولادان الايرانيتين، بل حركتهما أكثر صعوبة، فإحداهن أقصر من أخري بل وتعاني من تشوه في العمود الفقري، وذلك ما يجعلها محتاجة ولطوال الوقت إلي كرسي متحرك يدفعها للحاق بتوأمها الملتصق بها اينما تحل أو تكون!!
الفرق كبير بين هاتين التوأمتين وبين لاله ولادان رحمهما الله فعلي الرغم من ان الاخيرتين مسلمتين، إلا أنهما قد وصل بهما الصبر حدوده، ولا تستطيعان الصبر أكثر وهن ذوات تسع وعشرين ربيعاً! في حين النيباليتان وهما ذوات واحد وأربعين خريفاً، إلا أنهما تعيشان براحة نفسية، ولا تفكران بالانفصال، ومتقبلتان لحالتيهما، وترجعانه إلي حكمة ومشيئة الخالق، وهن مسيحيتين ، والطريف في الأمر انهما لم يسمعا عن التوأمتين الايرانيتين إلا بعد وفاتيهما ورغبة قناة LBC باجراء مقابلة معهما!!
الأمل والتفاؤل هما ما يمكنك ملاحظته من خلال كلام احداهن، حيث امتنعت الأخري عن الحديث لعدم رغبتها بالظهور إعلامياً في مثل موضوع يناقش التشوهات الخلقية لدي التوأم، إلا أنها مجبورة علي المشاركة ولو بجسدها لملازمتها توأمها الملتصق بها.. والمتحدثة ربة بيت ممتازة وتتمني انجاب أطفال وتكوين أسرة، أما عن الأخري فهي تهوي الغناء، وشاركت في عدة برامج للأطفال ولا تفكر حالياً بالزواج شخصيتان مختلفتان كلياً وإن كانتا ملتصقتين!! .
تلكما حالتان فقط، وقفت عندها العيون مدهوشة، وجعلتا الكل منا يقول سراً وعلانية الحمد لله فهل يحتاج الإنسان لعبر ليتذكر خالقه… ربما البعض!! .
ياسمين خلف
Catfeat
2003-07-25
مساحة حرة
كانتا أكثر من شقيقتين، كانتا ورغم عنهما لا تفترقان ولو لثانية!! متلازمتان كالظل في عز الظهيرة، إلا انهما وللحياة القاسية التي تجرعوا منها مرارة العيش، قررنا بعد تسع وعشرين عاماً أن تفترقا، ولو لمسافات بسيطة تسمح لهما برؤية وجهيهما مباشرة، تلكما الوردتين الحمراء والبيضاء لاله ولادان التوأمتين السياميتين اللتين جعلتنا جميعاً نبكي حرقة علي فقديهما… تحققت أخيراً أمنيتيهما بالانفصال وللأبد ولكن في نعشين توجهتا من بعده إلي رحمة الله التي وسعت كل شيء، ذبلتا بعد أن كانتا يانعتين رغم الألم ورغم كل شيء.
من خلال برنامج الحدث الذي عرضته قناة LBC اللبنانية، نقلت لنا جزءا من حياتيهما الصعبة، والتي وإن تحملوها تسعاً وعشرين عاماً لم يسعهما صبريهما التحمل أكثر!!
صور التشوهات الخلقية كثيرة ومؤلمة، والعين لا تجرؤ في كثير من الأحيان علي مشاهدتها، وإن تجرأت فهي لدقائق وجيزة بعد ذلك يشيح المرء بوجهه عنهما، وتسارع أنامله بتغيير القناة لأخري، لتبعده عن ذلك الجو المؤلم الذي سيكون فيه لو أكمل المشاهدة… مؤلمة حقاً تلك التشوهات الخلقية، ولكنها تذكرنا وباستمرار حاجتنا الماسة لله في كل ثانية من حياتنا، وحاجتنا لرحمته ورأفته، نحن عباده الضعفاء.
لاله ولادان نموذج من سيل هائل من النماذج، وقد تكونان أقل وطأة من غيرهم، كحالة التوأمتين السياميتين النيباليتين، وهما الأخريين ملتصقتين من الرأس بطريقة شبه عكسية أو أقرب اليها، وبشكل ابشع وأكثر ايلاماً من حالة التوأمتين لاله ولادان الايرانيتين، بل حركتهما أكثر صعوبة، فإحداهن أقصر من أخري بل وتعاني من تشوه في العمود الفقري، وذلك ما يجعلها محتاجة ولطوال الوقت إلي كرسي متحرك يدفعها للحاق بتوأمها الملتصق بها اينما تحل أو تكون!!
الفرق كبير بين هاتين التوأمتين وبين لاله ولادان رحمهما الله فعلي الرغم من ان الاخيرتين مسلمتين، إلا أنهما قد وصل بهما الصبر حدوده، ولا تستطيعان الصبر أكثر وهن ذوات تسع وعشرين ربيعاً! في حين النيباليتان وهما ذوات واحد وأربعين خريفاً، إلا أنهما تعيشان براحة نفسية، ولا تفكران بالانفصال، ومتقبلتان لحالتيهما، وترجعانه إلي حكمة ومشيئة الخالق، وهن مسيحيتين ، والطريف في الأمر انهما لم يسمعا عن التوأمتين الايرانيتين إلا بعد وفاتيهما ورغبة قناة LBC باجراء مقابلة معهما!!
الأمل والتفاؤل هما ما يمكنك ملاحظته من خلال كلام احداهن، حيث امتنعت الأخري عن الحديث لعدم رغبتها بالظهور إعلامياً في مثل موضوع يناقش التشوهات الخلقية لدي التوأم، إلا أنها مجبورة علي المشاركة ولو بجسدها لملازمتها توأمها الملتصق بها.. والمتحدثة ربة بيت ممتازة وتتمني انجاب أطفال وتكوين أسرة، أما عن الأخري فهي تهوي الغناء، وشاركت في عدة برامج للأطفال ولا تفكر حالياً بالزواج شخصيتان مختلفتان كلياً وإن كانتا ملتصقتين!! .
تلكما حالتان فقط، وقفت عندها العيون مدهوشة، وجعلتا الكل منا يقول سراً وعلانية الحمد لله فهل يحتاج الإنسان لعبر ليتذكر خالقه… ربما البعض!! .
ياسمين خلف
Catfeat
2003-07-25
أحدث التعليقات