طفحــــــنا «خـمـــــــــام»

ياسمينيات
طفحــــــنا «خـمـــــــــام»
ياسمين خلف

ياسمين خلف أشهر والناس تعاني من مستوى النظافة في محافظاتهم ،والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ حتى تأزم الوضع وبات لا يسكت عنه، تصاريح المسؤولين اليومية عن المناقصات مع هذه الشركة أو تلك لا تعني المواطن شيئا، فما يريده هو النتيجة ”بيئة خالية من الروائح الكريهة والقوارض والحشرات والتي أخذت تلهو هنا وهناك آمنة ومطمئنة من وجود ”ماجلة” تكفيها شهرا إن لم يكن دهرا.
مع كل ذلك أبدى الكثير من المواطنين تعاونهم، فلم يجدوا حيلة غير حرق النفايات يوميا في الحاويات الحديدية المنتشرة في بعض المحافظات، ولهذا الأمر أضراره التي يجب أن لا نغفلها، أقلها تلك الروائح المنبعثة من عملية الحرق والمواد الناتجة عنها، والتي قد تكون أضرارها تتساوى أو تفوق أضرار بقائها هكذا ملقاة ،كما أن بعض المواطنين لم يجدوا بدا من القيام بعملية تنظيف الشوارع القريبة من منازلهم، رغم كل تلك الجهود الفردية إلا أن المشكلة تؤرق آلافاً من المواطنين المتضررين من بقاء النفايات أمام منازلهم ،حتى أصبحت الفئران والحشرات وحتى الزواحف جيرانهم بل حلوا ضيوفا في منازلهم.
”عيب والله” أن يعاني أكثر سكان هذه المملكة ”النفطية” من مشكلة النظافة لأشهر من دون التوصل إلى تسوية مع إحدى الشركات، فمعادلة أن تبقى ثلاث محافظات من دون تنظيف أمام محافظتين مستقرتين أمر غير مقبول فعلا، أي أن ثلاثة أخماس هذا البلد رازحا تحت ” الخمام” ولا يخفى على أحد أن مرحلة ما قبل خصخصة قطاع النظافة أرحم بكثير مما آل إليه الوضع بعد الخصخصة، مما يجعلنا نتباكى على حالنا في هذا البلد خصوصا إذا ما قارنا وضعنا مع الدول الغربية كسويسرا مثلا التي تغسل شوارعها صباح كل يوم بالماء والصابون أو سنغافورة التي ”تلق” من نظافتها حتى حرم على سكانها مضغ اللبان تحسبا من أن يلقيها أحدهم في الشوارع فيتسبب في اتساخها، ولم نذهب بعيدا للدول الأوربية فنحن نحتاج إلى مئات السنين لنصل إلى ما وصلوا إليه ،فإحدى الدول الخليجية الشقيقة عمدت أخيرا إلى تحديد ساعات محددة بعد التاسعة مساء لرمي المخلفات ليمر عليها عمال النظافة لإزالتها قبل أن تشرق الشمس ويتنفس الناس روائحها أو يتعكر يومهم برؤية تلك الأكياس.
السواح لهم أعينهم التي ينظرون بها، ولا أظن أن أحدا منهم يتمنى أن يعاود زيارة مكان غير نظيف ، كما ولا ننس أن سباق ”الفورمولا ”1 ليس ببعيد، وأن الآلاف سيحلون ضيوفا عندنا، وليس من اللائق أبدا أن يروا هذا الجانب المظلم في بلادنا ، أعتقد أن الوضع إن لم يعالج فورا ”وأشك في ذلك” فإن الأمر سيتطلب إضافة إلى توفير عمال لإزالة مخلفات المنازل إلى عازف ناي، أتدرون لماذا؟ حتى يتمكن من أن يعزف تلك المقطوعة الموسيقية الساحرة التي تجذب إليها الفئران لنتمكن من القضاء عليها بإيصالها إلى البحر لتغرق، كما شاهدنا ذلك في أحد الأفلام الكارتونية أيام طفولتنا، وذلك بعد أن تعاني هذه المملكة من تفاقم مشكلة القوارض والتي قد تهددنا بالطاعون ”الله يكفينا ويكفيكم الشر”.

ياسمينيات
طفحــــــنا «خـمـــــــــام»
ياسمين خلف

ياسمين خلف أشهر والناس تعاني من مستوى النظافة في محافظاتهم ،والوضع يسير من سيئ إلى أسوأ حتى تأزم الوضع وبات لا يسكت عنه، تصاريح المسؤولين اليومية عن المناقصات مع هذه الشركة أو تلك لا تعني المواطن شيئا، فما يريده هو النتيجة ”بيئة خالية من الروائح الكريهة والقوارض والحشرات والتي أخذت تلهو هنا وهناك آمنة ومطمئنة من وجود ”ماجلة” تكفيها شهرا إن لم يكن دهرا.
مع كل ذلك أبدى الكثير من المواطنين تعاونهم، فلم يجدوا حيلة غير حرق النفايات يوميا في الحاويات الحديدية المنتشرة في بعض المحافظات، ولهذا الأمر أضراره التي يجب أن لا نغفلها، أقلها تلك الروائح المنبعثة من عملية الحرق والمواد الناتجة عنها، والتي قد تكون أضرارها تتساوى أو تفوق أضرار بقائها هكذا ملقاة ،كما أن بعض المواطنين لم يجدوا بدا من القيام بعملية تنظيف الشوارع القريبة من منازلهم، رغم كل تلك الجهود الفردية إلا أن المشكلة تؤرق آلافاً من المواطنين المتضررين من بقاء النفايات أمام منازلهم ،حتى أصبحت الفئران والحشرات وحتى الزواحف جيرانهم بل حلوا ضيوفا في منازلهم.
”عيب والله” أن يعاني أكثر سكان هذه المملكة ”النفطية” من مشكلة النظافة لأشهر من دون التوصل إلى تسوية مع إحدى الشركات، فمعادلة أن تبقى ثلاث محافظات من دون تنظيف أمام محافظتين مستقرتين أمر غير مقبول فعلا، أي أن ثلاثة أخماس هذا البلد رازحا تحت ” الخمام” ولا يخفى على أحد أن مرحلة ما قبل خصخصة قطاع النظافة أرحم بكثير مما آل إليه الوضع بعد الخصخصة، مما يجعلنا نتباكى على حالنا في هذا البلد خصوصا إذا ما قارنا وضعنا مع الدول الغربية كسويسرا مثلا التي تغسل شوارعها صباح كل يوم بالماء والصابون أو سنغافورة التي ”تلق” من نظافتها حتى حرم على سكانها مضغ اللبان تحسبا من أن يلقيها أحدهم في الشوارع فيتسبب في اتساخها، ولم نذهب بعيدا للدول الأوربية فنحن نحتاج إلى مئات السنين لنصل إلى ما وصلوا إليه ،فإحدى الدول الخليجية الشقيقة عمدت أخيرا إلى تحديد ساعات محددة بعد التاسعة مساء لرمي المخلفات ليمر عليها عمال النظافة لإزالتها قبل أن تشرق الشمس ويتنفس الناس روائحها أو يتعكر يومهم برؤية تلك الأكياس.
السواح لهم أعينهم التي ينظرون بها، ولا أظن أن أحدا منهم يتمنى أن يعاود زيارة مكان غير نظيف ، كما ولا ننس أن سباق ”الفورمولا ”1 ليس ببعيد، وأن الآلاف سيحلون ضيوفا عندنا، وليس من اللائق أبدا أن يروا هذا الجانب المظلم في بلادنا ، أعتقد أن الوضع إن لم يعالج فورا ”وأشك في ذلك” فإن الأمر سيتطلب إضافة إلى توفير عمال لإزالة مخلفات المنازل إلى عازف ناي، أتدرون لماذا؟ حتى يتمكن من أن يعزف تلك المقطوعة الموسيقية الساحرة التي تجذب إليها الفئران لنتمكن من القضاء عليها بإيصالها إلى البحر لتغرق، كما شاهدنا ذلك في أحد الأفلام الكارتونية أيام طفولتنا، وذلك بعد أن تعاني هذه المملكة من تفاقم مشكلة القوارض والتي قد تهددنا بالطاعون ”الله يكفينا ويكفيكم الشر”.

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.