فليتخيل كل منا نفسه محل بطلة هذه الحادثة عافاكم الله، التي قصدت أحد الأطباء بعد أن عانت لفترة ليست بالقصيرة من آلام المعدة، حيث لم يتوان ”الطبيب” من إخبارها وبأسلوب هزلي بأنها تعاني من السرطان، وطلب منها أن تسرع لإجراء عملية لاستئصال الورم من القولون، مؤكدا لها أنه ليس بأي مرض وإنما ”الخبيث”.
المرأة وهي أم ومتواضعة الثقافة انتفضت فرائصها، وأصيبت بحالة نفسية سيئة جدا، فقدت فيها أكثر من ثلاثين كيلوجراما من وزنها، تقول إن المرض الذي أتعبها لم يوهن قواها بقدر كلام الطبيب، الذي لم يراع حالتها النفسية السيئة أصلا من المرض، وكيف بها إذا ما علمت أنها مصابة بأحد الأمراض القاتلة، زوجها وإخوانها وأبناؤها نالهم من الهم ذاته وانتكست حالتهم الصحية وبدأوا يبكونها ليل نهار.
المضحك المبكي أنها عندما استفسرت منه عن العملية وبالتحديد عن مكان الجراحة وحجمها، أجابها بأن العملية تشبه بالضبط عملية ”فتح البطيخة” بل وقال بالحرف الواحد إنه سيفتح بطنها ويخرج أحشاءها ويستأصل ما يريد منه وأن الجرح سيكون من الرقبة وحتى البطن ”يا له من تشبيه، والأقرب إلى أفلام الرعب”.
المريضة هزتها الكلمات كما هزت أهلها الذين قرروا على وجه السرعة الاقتراض والسفر للعلاج في الخارج، فمن لا يراعي مشاعر المرضى لا يؤمن عنده الجسد، أجرت العملية في إحدى الدول العربية التي باتت مقصدا للبحرينيين، وعلى رغم الكلفة الباهظة والتي وصلت إلى 50 ألف دينار بحريني، إلا أنها راضية تمام الرضا ”الفلوس تروح وتجي لكن الصحة لا تعوض بثمن” تقول إن معاملة الطبيب العربي كانت مختلفة تماما، حيث طمأنها بأن العملية بسيطة ولا تحتاج منها كل هذا القلق، على رغم يقينها التام بأنه كان يخفي عنها الحقيقة، فهي تعلم أنه ورم خبيث، ولكن كانت تحتاج إلى من يدعمها نفسيا لا أن يقتلها نفسيا ويتسبب في انهيار أعصابها، فهي أم وإن لم تكن حياتها تهمها، فإنها حتما لا تتمنى اليتم لأبنائها.
للأسف على شاكلة هذا الطبيب الكثيرون ممن لا يراعون مشاعر المرضى، الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي من قبل الطبيب أكثر ربما من الأهل، فيجعل من المرض بسيطا وهينا في نظر المريض وإن كان الأخير يعلم حق اليقين بأنها قاتلة لا محالة، كما حدث لتلك المريضة.
ربما كثرة تعامل الأطباء مع مثل هذه الحالات، تلبد من مشاعرهم وتقسي قلوبهم، ولكن عليهم أن يعلموا أن الجزء الأكبر من علاج المرض يكمن في العلاج النفسي، وأن التسرع في تبليغ المرضى بحقيقة دائهم قد لا تنفع بقدر ما تضر، ألا يمكن التدرج في توضيح طبيعة المرض، وسبل التكيف والتعامل معه؟ كما من الأجدى أن يبلغ الأهل قبل المريض بنوع المرض خصوصا القاتل منه، فهم أدرى بالطرق الأسهل في إخباره بالمرض، فلربما فضلوا إخفاء اسم المرض، حفاظا على نفسية المريض، الذي سيخضع حتما للعلاج، تماما كما فعلت صديقتي مع والدتها المرحومة التي عانت من السرطان إلا أنها لم تبلغ بنوع المرض ولا اسمه كي لا تنهار ما تبقى لها من صحة.
* من أسرة تحرير الوقت
فليتخيل كل منا نفسه محل بطلة هذه الحادثة عافاكم الله، التي قصدت أحد الأطباء بعد أن عانت لفترة ليست بالقصيرة من آلام المعدة، حيث لم يتوان ”الطبيب” من إخبارها وبأسلوب هزلي بأنها تعاني من السرطان، وطلب منها أن تسرع لإجراء عملية لاستئصال الورم من القولون، مؤكدا لها أنه ليس بأي مرض وإنما ”الخبيث”.
المرأة وهي أم ومتواضعة الثقافة انتفضت فرائصها، وأصيبت بحالة نفسية سيئة جدا، فقدت فيها أكثر من ثلاثين كيلوجراما من وزنها، تقول إن المرض الذي أتعبها لم يوهن قواها بقدر كلام الطبيب، الذي لم يراع حالتها النفسية السيئة أصلا من المرض، وكيف بها إذا ما علمت أنها مصابة بأحد الأمراض القاتلة، زوجها وإخوانها وأبناؤها نالهم من الهم ذاته وانتكست حالتهم الصحية وبدأوا يبكونها ليل نهار.
المضحك المبكي أنها عندما استفسرت منه عن العملية وبالتحديد عن مكان الجراحة وحجمها، أجابها بأن العملية تشبه بالضبط عملية ”فتح البطيخة” بل وقال بالحرف الواحد إنه سيفتح بطنها ويخرج أحشاءها ويستأصل ما يريد منه وأن الجرح سيكون من الرقبة وحتى البطن ”يا له من تشبيه، والأقرب إلى أفلام الرعب”.
المريضة هزتها الكلمات كما هزت أهلها الذين قرروا على وجه السرعة الاقتراض والسفر للعلاج في الخارج، فمن لا يراعي مشاعر المرضى لا يؤمن عنده الجسد، أجرت العملية في إحدى الدول العربية التي باتت مقصدا للبحرينيين، وعلى رغم الكلفة الباهظة والتي وصلت إلى 50 ألف دينار بحريني، إلا أنها راضية تمام الرضا ”الفلوس تروح وتجي لكن الصحة لا تعوض بثمن” تقول إن معاملة الطبيب العربي كانت مختلفة تماما، حيث طمأنها بأن العملية بسيطة ولا تحتاج منها كل هذا القلق، على رغم يقينها التام بأنه كان يخفي عنها الحقيقة، فهي تعلم أنه ورم خبيث، ولكن كانت تحتاج إلى من يدعمها نفسيا لا أن يقتلها نفسيا ويتسبب في انهيار أعصابها، فهي أم وإن لم تكن حياتها تهمها، فإنها حتما لا تتمنى اليتم لأبنائها.
للأسف على شاكلة هذا الطبيب الكثيرون ممن لا يراعون مشاعر المرضى، الذين هم في أمس الحاجة إلى الدعم النفسي من قبل الطبيب أكثر ربما من الأهل، فيجعل من المرض بسيطا وهينا في نظر المريض وإن كان الأخير يعلم حق اليقين بأنها قاتلة لا محالة، كما حدث لتلك المريضة.
ربما كثرة تعامل الأطباء مع مثل هذه الحالات، تلبد من مشاعرهم وتقسي قلوبهم، ولكن عليهم أن يعلموا أن الجزء الأكبر من علاج المرض يكمن في العلاج النفسي، وأن التسرع في تبليغ المرضى بحقيقة دائهم قد لا تنفع بقدر ما تضر، ألا يمكن التدرج في توضيح طبيعة المرض، وسبل التكيف والتعامل معه؟ كما من الأجدى أن يبلغ الأهل قبل المريض بنوع المرض خصوصا القاتل منه، فهم أدرى بالطرق الأسهل في إخباره بالمرض، فلربما فضلوا إخفاء اسم المرض، حفاظا على نفسية المريض، الذي سيخضع حتما للعلاج، تماما كما فعلت صديقتي مع والدتها المرحومة التي عانت من السرطان إلا أنها لم تبلغ بنوع المرض ولا اسمه كي لا تنهار ما تبقى لها من صحة.
* من أسرة تحرير الوقت
أحدث التعليقات