الخميس 24 يناير 2019
غالباً ما يدرك المضحون بعد فوات الأوان بأنهم بذروا في الأرض الخطأ، فلم يجنوا غير تردد صدى تكسر قلوبهم، عندما لا ينفع حينها البكاء ولا الندم! آثروا آخرين على أنفسهم، فلم يجدوا منهم غير النكران والجحود، وربما لم يجدوا منهم غير الأذى والذم والقدح.
هي العاطفة ربما التي تدفع البعض إلى نكران أنفسهم، بل قل ظلم أنفسهم، وتقديم كل ما يملكون من وقت، وجهد، ومال لأشخاص اعتبروهم أثمن ما يملكون، فأحبوهم أكثر من ذواتهم، فلم يستيقظوا إلا على خيبات الأمل، فليس هناك أكثر ألماً من أن تضع الخير في غير موضعه، والمعروف في غير محله، حينما ستجني ثمرة كل ذلك خذلانا وطعنات في القلب.
فيلم تصويري بسيط لا يتعدى زمنه دقيقتين ربما صور كل ذلك ببالغ الأثر، عندما جعل من المضحي رجلاً حجرياً يتصدى إلى سيل من الحجارة لمنع وقوعها على آخرين، متحملاً كل الألم والأذى في سبيل من لم يقدروا كل ما يفعله لأجلهم، فيلاقي منهم القذف والرشق بالحجارة والسهام من كل حدب وصوب، وفي لحظة استيعاب من هذا الرجل الحجري لما يحدث من نكران وجحود، يقرر أن يتنحى جانباً ليترك الحجارة تأخذ طريقها لهؤلاء الجاحدين، ليروا حجم التضحية التي يقدمها لهم، فتتهدم بيوتهم خلال لحظات على رؤوسهم! وهكذا لعمري واقع الحياة.
ففي زمن “نفسي نفسي، وأنا ومن بعدي الطوفان”، قليل ما يصادفك من يضع نفسه في آخر قائمة اهتمامه، ويؤثر الآخرين على نفسه، ومحظوظون من يصادفون هؤلاء، فالعطاء والبذل ليس بسذاجة بقدر ما هو رفعة في الأخلاق، وقليلون من يتسمون بها، وفي المقابل قلة يقدرون ذلك.
السلوى أن كل ما تقدمه وتبذله في عين الله، والحسنة بعشر أمثالها، ومع كل ذلك أحب نفسك ولا تبخس حقها. قدم ولكن لا تنس نفسك، وتذكر أن للتضحية حدودا ولنفسك حقا عليك، وأن عطاءك قبل أن يكون للآخرين ليكن لنفسك، كي لا يأتي اليوم الذي تنطبق عليك مقولة: “من يعطي كثيراً… يندم كثيراً”.
ياسمينة: لا تبالغ في التضحية، فتكون الضحية.
الخميس 24 يناير 2019
غالباً ما يدرك المضحون بعد فوات الأوان بأنهم بذروا في الأرض الخطأ، فلم يجنوا غير تردد صدى تكسر قلوبهم، عندما لا ينفع حينها البكاء ولا الندم! آثروا آخرين على أنفسهم، فلم يجدوا منهم غير النكران والجحود، وربما لم يجدوا منهم غير الأذى والذم والقدح.
هي العاطفة ربما التي تدفع البعض إلى نكران أنفسهم، بل قل ظلم أنفسهم، وتقديم كل ما يملكون من وقت، وجهد، ومال لأشخاص اعتبروهم أثمن ما يملكون، فأحبوهم أكثر من ذواتهم، فلم يستيقظوا إلا على خيبات الأمل، فليس هناك أكثر ألماً من أن تضع الخير في غير موضعه، والمعروف في غير محله، حينما ستجني ثمرة كل ذلك خذلانا وطعنات في القلب.
فيلم تصويري بسيط لا يتعدى زمنه دقيقتين ربما صور كل ذلك ببالغ الأثر، عندما جعل من المضحي رجلاً حجرياً يتصدى إلى سيل من الحجارة لمنع وقوعها على آخرين، متحملاً كل الألم والأذى في سبيل من لم يقدروا كل ما يفعله لأجلهم، فيلاقي منهم القذف والرشق بالحجارة والسهام من كل حدب وصوب، وفي لحظة استيعاب من هذا الرجل الحجري لما يحدث من نكران وجحود، يقرر أن يتنحى جانباً ليترك الحجارة تأخذ طريقها لهؤلاء الجاحدين، ليروا حجم التضحية التي يقدمها لهم، فتتهدم بيوتهم خلال لحظات على رؤوسهم! وهكذا لعمري واقع الحياة.
ففي زمن “نفسي نفسي، وأنا ومن بعدي الطوفان”، قليل ما يصادفك من يضع نفسه في آخر قائمة اهتمامه، ويؤثر الآخرين على نفسه، ومحظوظون من يصادفون هؤلاء، فالعطاء والبذل ليس بسذاجة بقدر ما هو رفعة في الأخلاق، وقليلون من يتسمون بها، وفي المقابل قلة يقدرون ذلك.
السلوى أن كل ما تقدمه وتبذله في عين الله، والحسنة بعشر أمثالها، ومع كل ذلك أحب نفسك ولا تبخس حقها. قدم ولكن لا تنس نفسك، وتذكر أن للتضحية حدودا ولنفسك حقا عليك، وأن عطاءك قبل أن يكون للآخرين ليكن لنفسك، كي لا يأتي اليوم الذي تنطبق عليك مقولة: “من يعطي كثيراً… يندم كثيراً”.
ياسمينة: لا تبالغ في التضحية، فتكون الضحية.
أحدث التعليقات