ياسمينيات
جامعة البحرين والعاطلين..
ياسمين خلف
ها قد أقترب العام الدراسي الجديد، وما يقارب الــ 1000 طالب وطالبة ضموا لأعداد العاطلين عن العمل، بعد أن فصلتهم جامعة البحرين، ليزداد الطين بله، وكأن طوابير العاطلين من غير حملة الشهادات الجامعية لا تكفي ليضاف لها المئات من المفصولين.!
لا ننكر أن بعضاً من هؤلاء المفصولين يستحقون الفصل (وكسر أعناقهم على إهمالهم)، ولكن أيعقل أنهم جميعا متخاذلون و(كسالى)، وأن كان ،ألا يقدم ذلك مؤشرا خطرا بأن هناك فجوة ما، لابد من التنبه إليها، وسدها بأسرع وقت ممكن وقبل أن يقع الفأس بالرأس ولا يفيد الندم على اللبن المسكوب ،كأن يكون هناك قصور ما في سياسة الجامعة ذاتها، أو في أسلوب هيئة التدريس، أو حتى في الخطط الدراسية والمناهج. كثير من طلبة الجامعة وإن لم يكن أغلبهم يتذمرون من سياسة الجامعة ويتفقون على أنها تطفيشية بالدرجة الأولى، وكثير منهم يستلم شهادة التخرج كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، مرددا <>ما بغينه أنخلص>> وكأن الدراسة أصبحت عبئا لا طريقا للارتقاء ليس الوظيفي فحسب وانما الشخصي كذلك.
نظرة على أحوال هؤلاء المفصولين والذين باتوا اليوم أرقاما في قائمة وزارة العمل ضمن العاطلين، سنجد من بينهم الأكثر حظا بطبيعة الحال وهم من الميسورين، والذين لن يؤثر قرار الفصل إلا على نفسيتهم فقط، إذ أن الانضمام لجامعة خاصة خيارا مطروحا وما أيسره لمن مثلهم. أما المتعسرة ظروفهم (الله يعينهم)، فأما أن يتجهوا الى سوق العمل بالشهادة الثانوية ويقبلوا بالراتب الهزيل، الذي لا أمل في أن (يسمن) وأما أن يكلفوا أهاليهم فوق طاقتهم للانضمام الى تلك الجامعات التي لن ترحم جيوبهم، والخيار الأخير لن يتم إلا مع شبح القروض الذي لا يقل بشاعة عن البطالة ذاتها، وإلا فالأمراض النفسية حتما ستحاصر أولئك المفصولين..
سمعنا عن حالات بعد قرار الفصل أحدها لطالبة من قرية النويدرات في سترة، حيث أصيبت بصدمة أثر علمها بالقرار الصعب، وأصيبت بحالة هستيرية نقلت على أثرها الى قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، فلم تتحمل (المسكينة) خبر الفصل خصوصا أنها في السنة الثالثة ولم يتبق لها من الزمن الدراسي غير عام واحد، ومن يضمن أنها تستطيع حتى تحمل كلف الجامعة الخاصة..
تعاون الجهات كافة، الخاصة منها والحكومية، هو أمر مطلوب للقضاء على مشكلة البطالة التي هي أساس معظم مشاكل المجتمع، وجامعة البحرين دورها أساس في تأهيل الطلبة لإثراء سوق العمل بمخرجات قادرة على تيسير دفة العمل لا تعطيله وعرقلته. المشكلة حقا كبيرة، فإذا تم فصل ذات العدد كل عام ولعشر سنوات فان ذلك يعني 10 آلاف شخص من غير حملة الشهادات الجامعية سيضمهم مجتمعنا، ولربما 10 ألاف عاطل من يدري..!
العدد175- الأثنين 20 رجب 1427 هـ -14 أغسطس 2006
ياسمينيات
جامعة البحرين والعاطلين..
ياسمين خلف
ها قد أقترب العام الدراسي الجديد، وما يقارب الــ 1000 طالب وطالبة ضموا لأعداد العاطلين عن العمل، بعد أن فصلتهم جامعة البحرين، ليزداد الطين بله، وكأن طوابير العاطلين من غير حملة الشهادات الجامعية لا تكفي ليضاف لها المئات من المفصولين.!
لا ننكر أن بعضاً من هؤلاء المفصولين يستحقون الفصل (وكسر أعناقهم على إهمالهم)، ولكن أيعقل أنهم جميعا متخاذلون و(كسالى)، وأن كان ،ألا يقدم ذلك مؤشرا خطرا بأن هناك فجوة ما، لابد من التنبه إليها، وسدها بأسرع وقت ممكن وقبل أن يقع الفأس بالرأس ولا يفيد الندم على اللبن المسكوب ،كأن يكون هناك قصور ما في سياسة الجامعة ذاتها، أو في أسلوب هيئة التدريس، أو حتى في الخطط الدراسية والمناهج. كثير من طلبة الجامعة وإن لم يكن أغلبهم يتذمرون من سياسة الجامعة ويتفقون على أنها تطفيشية بالدرجة الأولى، وكثير منهم يستلم شهادة التخرج كأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة، مرددا <>ما بغينه أنخلص>> وكأن الدراسة أصبحت عبئا لا طريقا للارتقاء ليس الوظيفي فحسب وانما الشخصي كذلك.
نظرة على أحوال هؤلاء المفصولين والذين باتوا اليوم أرقاما في قائمة وزارة العمل ضمن العاطلين، سنجد من بينهم الأكثر حظا بطبيعة الحال وهم من الميسورين، والذين لن يؤثر قرار الفصل إلا على نفسيتهم فقط، إذ أن الانضمام لجامعة خاصة خيارا مطروحا وما أيسره لمن مثلهم. أما المتعسرة ظروفهم (الله يعينهم)، فأما أن يتجهوا الى سوق العمل بالشهادة الثانوية ويقبلوا بالراتب الهزيل، الذي لا أمل في أن (يسمن) وأما أن يكلفوا أهاليهم فوق طاقتهم للانضمام الى تلك الجامعات التي لن ترحم جيوبهم، والخيار الأخير لن يتم إلا مع شبح القروض الذي لا يقل بشاعة عن البطالة ذاتها، وإلا فالأمراض النفسية حتما ستحاصر أولئك المفصولين..
سمعنا عن حالات بعد قرار الفصل أحدها لطالبة من قرية النويدرات في سترة، حيث أصيبت بصدمة أثر علمها بالقرار الصعب، وأصيبت بحالة هستيرية نقلت على أثرها الى قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، فلم تتحمل (المسكينة) خبر الفصل خصوصا أنها في السنة الثالثة ولم يتبق لها من الزمن الدراسي غير عام واحد، ومن يضمن أنها تستطيع حتى تحمل كلف الجامعة الخاصة..
تعاون الجهات كافة، الخاصة منها والحكومية، هو أمر مطلوب للقضاء على مشكلة البطالة التي هي أساس معظم مشاكل المجتمع، وجامعة البحرين دورها أساس في تأهيل الطلبة لإثراء سوق العمل بمخرجات قادرة على تيسير دفة العمل لا تعطيله وعرقلته. المشكلة حقا كبيرة، فإذا تم فصل ذات العدد كل عام ولعشر سنوات فان ذلك يعني 10 آلاف شخص من غير حملة الشهادات الجامعية سيضمهم مجتمعنا، ولربما 10 ألاف عاطل من يدري..!
العدد175- الأثنين 20 رجب 1427 هـ -14 أغسطس 2006
أحدث التعليقات