ياسمينيات
ارحمي هؤلاء يا إسكان
ياسمين خلف
لن نفتح الباب لمناقشة أوضاع الكثير من شقق الإسكان من حيث ضيقها من جهة، أو سوء تخطيطها من جهة أخرى ولا من حيث رداءة البعض الآخر منها والتي وان بالغنا قليلا سنقول إنها آيلة للسقوط.
ولكن الأمر لن يشعر به إلا من يعاني فعلا منه، فالنار لا تحرق إلا من يطأها، أو كما يقول آباؤنا (ما تحرق النار إلا رجل واطيها)، فالشقق الإسكانية وخصوصاً تلك التي في الطابقين الثالث والرابع، يعاني قاطنوها الأمرين حتى يصلوا لشققهم.
ٍّوفي حالات كثيرة، قد تكون غائبة عن بال المسئولين في وزارة الأشغال والإسكان، يعاني كبار السن والأطفال والمرضى والنساء الحوامل والذين بالكاد يصلون الى شققهم، من الحر والرطوبة التي تلعب بهم (لعب) خصوصا في هذا الشهر الذي يحرق المسمار في الباب كما يقولون …..
فلو تخيلنا حال تلك المرأة وهي في شهرها التاسع حاملة ما لا يقل عن 15 كيلواً أو أكثر في أحشائها، وكم كيلو أغراض في يدها واليد الأخرى ماسكة طفلها، وهي تصعد الدرج لتصل الى شقتها في الدور الرابع.. فكيف سيكون حالها؟ إن كنا لم نسمع عن امرأة فاجأها المخاض على السلم، فقريبا سيأتينا الخبر. وما حال ذلك الشيخ الكبير الذي يضطر الى صعود السلم إن أراد (التنفيه) عن خاطره ورؤية أصدقائه أو جيرانه في الفريج، من سيحمله لإرجاعه الى شقته مرة أخرى آخر الوقت؟
رجال الإسعاف أنفسهم ذاقوا الأمرين وبحاجة الى جلسات مساج بعد كل بلاغ لإحدى هذه الشقق، فنقل المرضى على الحمالة التي هي أصلا غير مهيأة للانحناء على السلالم، أمر في غاية المشقة بشهادتهم، من منا لم يسمع عن تلك المريضة التي فاق وزنها المئة والعشرين كيلواً وكابد رجال الإسعاف المشقة الكبيرة لإنزالها من شقتها الى سيارة الإسعاف، حتى أنها شكرتهم عبر الصحافة وقالت ‘’أشفقت عليهم فعلا.. كم تكبدوا عناء حملي من الطابق الرابع’’.
شخصيا تألمت كثيرا بعد زيارتي لطفل في الخامسة عشرة من عمره يعاني من ضيق في التنفس، كيف لا وهو الذي يعيش بنصف رئة ويسكن الطابق الرابع! بصوته الطفولي وأسلوبه الذي فاق عمره بكثير قال لا أطلب غير التفاتة من المسؤولين لنقلنا من هذه الشقة الى أخرى في الطابق الأرضي، فأنا لا أقوى على الصعود والنزول!
الحل الوحيد يا ‘’إسكان’’ أن تضيفي مصاعد كهربائية عندما ينخرط مهندسوك في تخطيط الشقق. قد يشكل ذلك إضافات على موازنة الوزارة، لكنه أمر ضروري من اجل الرأفة بالمرضى وكبار السن يا إسكان.
العدد181- الأحد 26 رجب 1427 هـ -20 أغسطس 2006
ياسمينيات
ارحمي هؤلاء يا إسكان
ياسمين خلف
لن نفتح الباب لمناقشة أوضاع الكثير من شقق الإسكان من حيث ضيقها من جهة، أو سوء تخطيطها من جهة أخرى ولا من حيث رداءة البعض الآخر منها والتي وان بالغنا قليلا سنقول إنها آيلة للسقوط.
ولكن الأمر لن يشعر به إلا من يعاني فعلا منه، فالنار لا تحرق إلا من يطأها، أو كما يقول آباؤنا (ما تحرق النار إلا رجل واطيها)، فالشقق الإسكانية وخصوصاً تلك التي في الطابقين الثالث والرابع، يعاني قاطنوها الأمرين حتى يصلوا لشققهم.
ٍّوفي حالات كثيرة، قد تكون غائبة عن بال المسئولين في وزارة الأشغال والإسكان، يعاني كبار السن والأطفال والمرضى والنساء الحوامل والذين بالكاد يصلون الى شققهم، من الحر والرطوبة التي تلعب بهم (لعب) خصوصا في هذا الشهر الذي يحرق المسمار في الباب كما يقولون …..
فلو تخيلنا حال تلك المرأة وهي في شهرها التاسع حاملة ما لا يقل عن 15 كيلواً أو أكثر في أحشائها، وكم كيلو أغراض في يدها واليد الأخرى ماسكة طفلها، وهي تصعد الدرج لتصل الى شقتها في الدور الرابع.. فكيف سيكون حالها؟ إن كنا لم نسمع عن امرأة فاجأها المخاض على السلم، فقريبا سيأتينا الخبر. وما حال ذلك الشيخ الكبير الذي يضطر الى صعود السلم إن أراد (التنفيه) عن خاطره ورؤية أصدقائه أو جيرانه في الفريج، من سيحمله لإرجاعه الى شقته مرة أخرى آخر الوقت؟
رجال الإسعاف أنفسهم ذاقوا الأمرين وبحاجة الى جلسات مساج بعد كل بلاغ لإحدى هذه الشقق، فنقل المرضى على الحمالة التي هي أصلا غير مهيأة للانحناء على السلالم، أمر في غاية المشقة بشهادتهم، من منا لم يسمع عن تلك المريضة التي فاق وزنها المئة والعشرين كيلواً وكابد رجال الإسعاف المشقة الكبيرة لإنزالها من شقتها الى سيارة الإسعاف، حتى أنها شكرتهم عبر الصحافة وقالت ‘’أشفقت عليهم فعلا.. كم تكبدوا عناء حملي من الطابق الرابع’’.
شخصيا تألمت كثيرا بعد زيارتي لطفل في الخامسة عشرة من عمره يعاني من ضيق في التنفس، كيف لا وهو الذي يعيش بنصف رئة ويسكن الطابق الرابع! بصوته الطفولي وأسلوبه الذي فاق عمره بكثير قال لا أطلب غير التفاتة من المسؤولين لنقلنا من هذه الشقة الى أخرى في الطابق الأرضي، فأنا لا أقوى على الصعود والنزول!
الحل الوحيد يا ‘’إسكان’’ أن تضيفي مصاعد كهربائية عندما ينخرط مهندسوك في تخطيط الشقق. قد يشكل ذلك إضافات على موازنة الوزارة، لكنه أمر ضروري من اجل الرأفة بالمرضى وكبار السن يا إسكان.
العدد181- الأحد 26 رجب 1427 هـ -20 أغسطس 2006
One Comment on “ارحمي هؤلاء يا إسكان”
admin
تعليق #1
مرحبا
شكرا على الموضوع. مجرد استفسار والقصصد ورائه فتح عيونكم على الشقق التمليك التي في مدينة عيسى حيث انها جاهزة السكن فيها الاانها ولحد الان واقفة تنتظر تكرم مسؤولي وزارة الاسكان للبت في امرها. فهل ينتظرون ارتفاع الاسعار مرة ثانية ليبيعوها سعر اعلى ام ينتظرون الواسطة.
احمد الزين الأحد 20 أغسطس 2006
تعليق #2
كِتاباتكِ تحف للوقت،…
هل تعلمين إنه وحسب مصادري البسيطة فإن معظم المباني السكنية مخططة بحيث تستطيع إستيعاب المصاعد… أُنظري إلى واجهة المباني السكنية ، السلالم دائما في الواجهه بحيث يمكن بتعديل بسيط إضافة مكعب جديد يعتبر إضافة للمبنى من الأمام… و إسئلي أي مهندس وسيؤكد لك ذلك بعد ان يعاين المباني… ولكن وزارة الإسكان إرتأت ان لا تحرك ساكنا إلى ان يتحرك المجتمع …
محمد طاهر الأحد 20 أغسطس 2006
تعليق #3
السلام عليكم
كيف الحال
مشكورة اختي على هالموضوع
وكلامج كله صح لان انا ساكنة في شقة اسكان واعاني معاناة لازم اقف في نصف الدرج اخذ نفس واحنا لان في الطابق الثالث والله يساعدنا ويساعد الجميع ويعطيج الف عافية على هالموضوع
ام سارة الأحد 20 أغسطس 2006
تعليق #4
شكرا على موضوعك الصادق و فعلا أنا شعرت بتلك المشكلة من خلال زياراتي لبعض المرضى النفسانيين ومن المجهود الكبير الذي تعاني منه كل من يعمل فس هذا المجال. و تخيلي عدد الزيارات التي يقوم بها الفريق المعالج لهذه المجموعة من المرضى و الجهد الذي يتم بذله بشكل مستمر وذلك بسبب وجودهم في الطوابق العليا. شكرا مرة أخرى و يعطيك العافيه.
ام محمد الأحد 20 أغسطس 2006
تعليق #5
الله يكون بالعون واحنا كنا مفكرين نوخد مثل هيك شقق
ام هيثم السبت 26 مايو 2007
تعليق #6
مشكوره اختي هذي الناس عندها سكن وتعاني مشاكل في السكن ما حال الذي لايملك سكن ياوزاره الاسكان ؟؟ يتمني يسكن في السمه وبدون مصاعد كهربائيه
فضولي الأثنين 20 أبريل 2009