همّ يضحِّك وهمّ يبكِّي

ياسمينيات
همّ يضحِّك وهمّ يبكِّي
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أو كما يحلو للبعض أن يقول ‘’شر البلية ما يضحك’’ مواطنة تفاجأ بإحضارية من مركز الشرطة تطلب منها الحضور للمركز، وتصعق هناك أن شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية «بتلكو» رفعت شكوى عليها لعدم تسديد مبالغ فاتورة الهاتف المتنقل «GSM» المتأخرة، والتي وصلت إلى أكثر من 700 دينار، رغم أنها لا تعلم لا من بعيد ولا من قريب عن هذا الرقم الذي على ما يبدو استخرجه أحد ‘’المجرمين’’ باسمها، حيث إنها تعتقد أن من استخرجه حصل على بطاقتها الشخصية بعدما فقدت محفظتها في مجمع السيف قبل 10 سنوات.
الاحضاريات تتوالى على منزل والدها حيث عنوانها السابق قبل زواجها وانتقالها للسكن في غرفة بمنزل والد زوجها، وأبوها ‘’الشيخ الضرير’’ لا يملك عنوانها ولا يعرف رقم هاتفها لأميته، فكان لها مخرجاً للهرب، وعليه تهربت ولمرات من الحضور للمركز، بعد أن فشلت في إثبات أن خط الهاتف لم تستخدمه واستغل أحدهم هويتها لإصداره ‘’والهذره على ظهرها’’، تقول إنها أم لثلاثة أطفال أصغرهم عمره سنة ونصف وأكبرهم في الرابعة من عمره، وإنها لا تعمل، وزوجها بالمثل عاطل، ولا يملكان قوتهم فما بالكم بدفع فاتورة هاتف تقصم ظهرهم ‘’قصما’’.
الحل الذي تم التوصل إليه عبر المركز هو تقسيط المبلغ على دفعات، بمبلغ يصل إلى 10 دنانير كل شهر، قائل منا سيقول ‘’هينة’’ المبلغ زهيد، ولكنه ليس كذلك على هذه الأسرة المنكوبة، فلا دخل لها فكيف بها بتوفير مبلغ هو في الأساس مبلغ يسد رمق أطفالها ويوفر احتياجاتهم من حفاظات وحليب وخلافه ‘’ورغم أن زوجها استدان من هذا وذاك، ومن أهله وأهلها، إلا أن الديون بدأت تؤرقهم خصوصا أن بعضا من الديّانة بدأ يمل ويطالب بحقه، فتوقفا عن الدفع، فعادت الاحضاريات تتوالى من جديد، فقالت للقاضي، لك الحق في حبسي فأنا لا أملك ما أدفعه، وأفضل هذا الخيار لإسقاط الدين عن كاهلي، إلا أن القاضي رفض حبسها مراعاة لحالتها الصحية حيث كانت حاملاً حينها بطفلها الأخير.
المضحك في الأمر أنها دفعت مبالغ من الدين ولكنها لا تعرف كم بقي منه، وعندما طلبتُ منها الشكوى على من استخدم هويتها «زوجها توصل إليه وتبين أنه يربطها به صلة قرابة بعيدة» قالت ضاحكة وساخرة من وضعها، لا أملك 10 دنانير، فكيف سأوفر 50 دينارا لرفع الشكوى، وبعدها كيف سأسدد أتعاب المحامي، أدفع 10 دنانير أحسن.
الخوف يعتريها من أن يتم إصدار أمر بالقبض عليها، وهي أم وأطفالها صغار بحاجة إليها، كما أنها تخشى نظرة المجتمع إليها، خصوصا إذا ما تم القبض عليها من قبل الشرطة في المنزل، حيث ستكون عرضة للقيل والقال، فهل سيصدق بعض الناس أن سبب القبض عليها فاتورة متأخرة، أم ستلوك الألسن سمعتها؟
تقول إنها غلطة العمر بأنها لم تشتك على فقدانها للمحفظة، واكتفت بإخراج بدل فاقد لبطاقتها الشخصية ورخصة السواقة، وكل ما تطلبه اليوم هو الرأفة بحالها وإسقاط ‘’بتلكو’’ المتبقي من الدين من على كاهلها، لتستطيع النوم بعد أن فقدته، فهل ستسمع ‘’بتلكو’’ استغاثتها؟

العدد 622 – الأحد 24 شوال 1428 هـ – 4 نوفمبر 2007

ياسمينيات
همّ يضحِّك وهمّ يبكِّي
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أو كما يحلو للبعض أن يقول ‘’شر البلية ما يضحك’’ مواطنة تفاجأ بإحضارية من مركز الشرطة تطلب منها الحضور للمركز، وتصعق هناك أن شركة الاتصالات السلكية واللاسلكية «بتلكو» رفعت شكوى عليها لعدم تسديد مبالغ فاتورة الهاتف المتنقل «GSM» المتأخرة، والتي وصلت إلى أكثر من 700 دينار، رغم أنها لا تعلم لا من بعيد ولا من قريب عن هذا الرقم الذي على ما يبدو استخرجه أحد ‘’المجرمين’’ باسمها، حيث إنها تعتقد أن من استخرجه حصل على بطاقتها الشخصية بعدما فقدت محفظتها في مجمع السيف قبل 10 سنوات.
الاحضاريات تتوالى على منزل والدها حيث عنوانها السابق قبل زواجها وانتقالها للسكن في غرفة بمنزل والد زوجها، وأبوها ‘’الشيخ الضرير’’ لا يملك عنوانها ولا يعرف رقم هاتفها لأميته، فكان لها مخرجاً للهرب، وعليه تهربت ولمرات من الحضور للمركز، بعد أن فشلت في إثبات أن خط الهاتف لم تستخدمه واستغل أحدهم هويتها لإصداره ‘’والهذره على ظهرها’’، تقول إنها أم لثلاثة أطفال أصغرهم عمره سنة ونصف وأكبرهم في الرابعة من عمره، وإنها لا تعمل، وزوجها بالمثل عاطل، ولا يملكان قوتهم فما بالكم بدفع فاتورة هاتف تقصم ظهرهم ‘’قصما’’.
الحل الذي تم التوصل إليه عبر المركز هو تقسيط المبلغ على دفعات، بمبلغ يصل إلى 10 دنانير كل شهر، قائل منا سيقول ‘’هينة’’ المبلغ زهيد، ولكنه ليس كذلك على هذه الأسرة المنكوبة، فلا دخل لها فكيف بها بتوفير مبلغ هو في الأساس مبلغ يسد رمق أطفالها ويوفر احتياجاتهم من حفاظات وحليب وخلافه ‘’ورغم أن زوجها استدان من هذا وذاك، ومن أهله وأهلها، إلا أن الديون بدأت تؤرقهم خصوصا أن بعضا من الديّانة بدأ يمل ويطالب بحقه، فتوقفا عن الدفع، فعادت الاحضاريات تتوالى من جديد، فقالت للقاضي، لك الحق في حبسي فأنا لا أملك ما أدفعه، وأفضل هذا الخيار لإسقاط الدين عن كاهلي، إلا أن القاضي رفض حبسها مراعاة لحالتها الصحية حيث كانت حاملاً حينها بطفلها الأخير.
المضحك في الأمر أنها دفعت مبالغ من الدين ولكنها لا تعرف كم بقي منه، وعندما طلبتُ منها الشكوى على من استخدم هويتها «زوجها توصل إليه وتبين أنه يربطها به صلة قرابة بعيدة» قالت ضاحكة وساخرة من وضعها، لا أملك 10 دنانير، فكيف سأوفر 50 دينارا لرفع الشكوى، وبعدها كيف سأسدد أتعاب المحامي، أدفع 10 دنانير أحسن.
الخوف يعتريها من أن يتم إصدار أمر بالقبض عليها، وهي أم وأطفالها صغار بحاجة إليها، كما أنها تخشى نظرة المجتمع إليها، خصوصا إذا ما تم القبض عليها من قبل الشرطة في المنزل، حيث ستكون عرضة للقيل والقال، فهل سيصدق بعض الناس أن سبب القبض عليها فاتورة متأخرة، أم ستلوك الألسن سمعتها؟
تقول إنها غلطة العمر بأنها لم تشتك على فقدانها للمحفظة، واكتفت بإخراج بدل فاقد لبطاقتها الشخصية ورخصة السواقة، وكل ما تطلبه اليوم هو الرأفة بحالها وإسقاط ‘’بتلكو’’ المتبقي من الدين من على كاهلها، لتستطيع النوم بعد أن فقدته، فهل ستسمع ‘’بتلكو’’ استغاثتها؟

العدد 622 – الأحد 24 شوال 1428 هـ – 4 نوفمبر 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “همّ يضحِّك وهمّ يبكِّي

  1. تعليق #1
    راح يدور الفايدة ورجع خسارته زايدة
    الدكتور حداد الأحد 4 نوفمبر 2007
    تعليق #2
    ماأدري والله وماذا أقول ولا و ماذا اكتب – بس صدق شر البليه ما يضحك**

    القصه تصلح لحلقات التلفزيون , اذا قرأها كاتب منكم خل يكتبها ضمن كتاباته
    _ لسناريوا ساخر و مضحك _
    استغفر الله والله ما اقصد الشماته – بس أنتم قولوا ….
    اليست افضل من قصص رمضان ؟؟
    الهدهد الأحد 4 نوفمبر 2007
    تعليق #3
    واللة حرام يا بتلكو تنازلوا هالمرة وأعملو لنفسكم دعاية أنكم طيبين وحسيتو فيها .
    أم زينب الأربعاء 7 نوفمبر 2007

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.