ياسمينيات
ساحل الجن والأشباح
ياسمين خلف
تحسن الجو في الأيام القليلة الماضية دفع بكثير من المواطنين إلى ارتياد الأماكن المفتوحة بعيداً عن المجمعات التجارية التي كبتت أنفاسنا، ولن أقول الأماكن الترفيهية، إذ إنها للأسف لا ترقى لهذا المصطلح.
كغيري وعلى غير عادتي قصدت قبل أيام ساحل أبوصبح لاستنشاق هواء نقي أفتقده فعلاً، واصطحبت معي ابني أختي لاعتقادي وكما أعلم أن الساحل يضم عدداً من الألعاب وان كانت بسيطة، ذهبنا وكلنا أمل أن نحفل بـ «كشتة» مغايرة هذه المرة، لنفاجأ بأن الساحل أشبه بساحل الجن والأشباح، فجزء منه تم تحويطه لمشروع ما، والجزء الآخر حظي بألعاب قديمة صدئة محطمة، تشكل خطراً واضحاً على الأطفال، لم أتمكن من منع ابني أختي من اللعب، خصوصاً أنهما وجداها فرصة لا تعوض بأن يكون هناك بحر وهواء وساحل كبير يركضان فيه بحرية، وهما اللذان لم يتعديا الرابعة من عمريهما، ولم تجد توسلاتي بعدم الاقتراب من الألعاب، ولا يلامان في ذلك، فهل يلام الجائع الفقير إن سرق الرغيف؟ فأخذا يلعبان إلى أن أصيب أحدهما بجروح في ساقيه نتيجة الاحتكاك في «الزحلاقة» كونها محطمة ومتآكلة إثر عوامل التعرية لقرب الألعاب من ساحل البحر، حينها فقط أحسا بخطر تلك الألعاب ورفضا الاستمرار في اللعب رغم تعطشهما للعب في الهواء الطلق.
ساحل أبوصبح من السواحل الأكثر ازدحاماً في العطلات الرسمية كما أعلم، ويقصده عدد كبير من المواطنين ولاسيما سكان المحافظة الشمالية، ورغم المساحة الكبيرة نسبيا للساحل إلا أنها لم تستغل بالصورة الجيدة، وأخذ يعاني من الإهمال الواضح في الألعاب الرثة والقديمة، والتي تشكل كما أسلفت خطرا على الأطفال، كم كلفة هذه الألعاب حتى يتم التغاضي عن استبدالها بأخرى جديدة؟ أنراهن اليوم على صحة وسلامة أطفالنا ببضعة دنانير؟
حال ساحل أبوصبح ينسحب على باقي المرافق الترفيهية، والتي فعلاً نعاني من شحها، وإن كنت أتحفظ على كلمة ترفيهية كثيراً، إذ إنها «تلك القليلة» تجلب الحسرة والضيق أكثر من الفرحة والترفيه، نعم تميزت البحرين بالكثير من الإنجازات وعلى جميع الأصعدة، ولكنها حتى اليوم لم تجد طريقها إلى المرافق الترفيهية، ولم تحاول حتى منافسة الدول الخليجية القريبة التي استطاعت أن تجذب البحرينيين إليها في الأعياد والمناسبات والعطل الأسبوعية ليستمتعوا ولو لساعات باللعب في ألعاب «محترمة»، وإن استثنينا في ذلك «جنة دلمون المفقودة» التي أصبحت حكراً على ما يبدو على أصحاب المداخيل المرتفعة والأجانب أولهم، فحتى عين عذاري التي تعلق عليها آمال كثير من المواطنين تأخر افتتاحها، وبدت الألعاب بداخلها حزينة وفي طريقها إلى التدهور حتى قبل استخدامها، والتي نتمنى أن يصدق المسؤولون هذه المرة ويتم افتتاحها في عيد الأضحى، وعدم تأجيل ذلك لأسباب لا نعرف ماذا ستكون هذه المرة، وليتذكروا فقط كم كانت فرحتهم وهم صغار باللعب فلا تحرموا أطفالكم وأطفالنا منها.
العدد 646 – الأربعاء 18 ذي القعدة 1428 هـ – 28 نوفمبر 2007
ياسمينيات
ساحل الجن والأشباح
ياسمين خلف
تحسن الجو في الأيام القليلة الماضية دفع بكثير من المواطنين إلى ارتياد الأماكن المفتوحة بعيداً عن المجمعات التجارية التي كبتت أنفاسنا، ولن أقول الأماكن الترفيهية، إذ إنها للأسف لا ترقى لهذا المصطلح.
كغيري وعلى غير عادتي قصدت قبل أيام ساحل أبوصبح لاستنشاق هواء نقي أفتقده فعلاً، واصطحبت معي ابني أختي لاعتقادي وكما أعلم أن الساحل يضم عدداً من الألعاب وان كانت بسيطة، ذهبنا وكلنا أمل أن نحفل بـ «كشتة» مغايرة هذه المرة، لنفاجأ بأن الساحل أشبه بساحل الجن والأشباح، فجزء منه تم تحويطه لمشروع ما، والجزء الآخر حظي بألعاب قديمة صدئة محطمة، تشكل خطراً واضحاً على الأطفال، لم أتمكن من منع ابني أختي من اللعب، خصوصاً أنهما وجداها فرصة لا تعوض بأن يكون هناك بحر وهواء وساحل كبير يركضان فيه بحرية، وهما اللذان لم يتعديا الرابعة من عمريهما، ولم تجد توسلاتي بعدم الاقتراب من الألعاب، ولا يلامان في ذلك، فهل يلام الجائع الفقير إن سرق الرغيف؟ فأخذا يلعبان إلى أن أصيب أحدهما بجروح في ساقيه نتيجة الاحتكاك في «الزحلاقة» كونها محطمة ومتآكلة إثر عوامل التعرية لقرب الألعاب من ساحل البحر، حينها فقط أحسا بخطر تلك الألعاب ورفضا الاستمرار في اللعب رغم تعطشهما للعب في الهواء الطلق.
ساحل أبوصبح من السواحل الأكثر ازدحاماً في العطلات الرسمية كما أعلم، ويقصده عدد كبير من المواطنين ولاسيما سكان المحافظة الشمالية، ورغم المساحة الكبيرة نسبيا للساحل إلا أنها لم تستغل بالصورة الجيدة، وأخذ يعاني من الإهمال الواضح في الألعاب الرثة والقديمة، والتي تشكل كما أسلفت خطرا على الأطفال، كم كلفة هذه الألعاب حتى يتم التغاضي عن استبدالها بأخرى جديدة؟ أنراهن اليوم على صحة وسلامة أطفالنا ببضعة دنانير؟
حال ساحل أبوصبح ينسحب على باقي المرافق الترفيهية، والتي فعلاً نعاني من شحها، وإن كنت أتحفظ على كلمة ترفيهية كثيراً، إذ إنها «تلك القليلة» تجلب الحسرة والضيق أكثر من الفرحة والترفيه، نعم تميزت البحرين بالكثير من الإنجازات وعلى جميع الأصعدة، ولكنها حتى اليوم لم تجد طريقها إلى المرافق الترفيهية، ولم تحاول حتى منافسة الدول الخليجية القريبة التي استطاعت أن تجذب البحرينيين إليها في الأعياد والمناسبات والعطل الأسبوعية ليستمتعوا ولو لساعات باللعب في ألعاب «محترمة»، وإن استثنينا في ذلك «جنة دلمون المفقودة» التي أصبحت حكراً على ما يبدو على أصحاب المداخيل المرتفعة والأجانب أولهم، فحتى عين عذاري التي تعلق عليها آمال كثير من المواطنين تأخر افتتاحها، وبدت الألعاب بداخلها حزينة وفي طريقها إلى التدهور حتى قبل استخدامها، والتي نتمنى أن يصدق المسؤولون هذه المرة ويتم افتتاحها في عيد الأضحى، وعدم تأجيل ذلك لأسباب لا نعرف ماذا ستكون هذه المرة، وليتذكروا فقط كم كانت فرحتهم وهم صغار باللعب فلا تحرموا أطفالكم وأطفالنا منها.
العدد 646 – الأربعاء 18 ذي القعدة 1428 هـ – 28 نوفمبر 2007
One Comment on “ساحل الجن والأشباح”
admin
تعليق #1
وعلى الدنياء السلام
نعم فقد طرحتي مشكلة من واقنا الذي نعيشه الأخت ياسمين عندما تتكلمي عن كل هذة الاشياء فكأنما تعيشي في أفكار الناس وتتطلباتهم .. يستغرب المواطن فعلا من هذة الامور المهمة وكم يتابني الشعور بالحسره عندما ارى جزر كالنبيه صالح وجزيرة سترة التى تحيط بها المياه من جميع الجوانب ولاكن لايوجد بها متنفس بحري او كورنيش بحري على الساحل او حتى حديقة صغيرة على سواحلها كم هناك زائر لبلدنا العزيز قد أبدى أستغرابه الشديد لهذة المناطق التى لم تكن بها متنفس على سواحلها أشكرك على موضوعك المهم الذي يصب في مصلحة ابنائنا وجميع سكان مملكة البحرين أذ أن هذة الأمور تعتبر بمثابة مشروع يدعم راحة بال المواطن وكم نحتاج الى متنفس ومكان نسترخي به للراحة للأسف الشديد وشكرا لك
تراب الوطن الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #2
فعلا كما قلت في مقالك ( ولن أقول الأماكن الترفيهية، إذ إنها للأسف لا ترقى لهذا المصطلح) .
متهالكة وصدأه , اعتقد ان يوم الاجازة يكون حكرا على اصحاب الفلوس فقط والفقارة مالهم الا البيت ومشاهدة البرامج التى تلوع الجبد. تحياتي لك .
عبدالله اليعقوب الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #3
السلام عليكم اخت ياسمين
من قال لك يا أخت ياسمين اننا نستاهل
او نستحق ان يكون لنا ساحل او حتى قطعة أرض ندفن فيها عند ما نموت
احنا يجب حرقنا ورحمينا في البحار وغيرها طعمة للسمك
احنا بهالديرة وجودنا يسبب مشاكل وعوائق للآخرين احنا بلوة او غصة غاصين
فينا وكما يقول الشاعر الى الماء
من يعص بلقمة الى اين يسعى من يغص بماء
حتى مياه ارض دلمون غارت وانتهت
واحنا للحين باقين ما نستحي يجب
ان نرحل من على هذه الارض كما ذهبت
ثرواتها الطبيعية
عذرا لا اريد ان اطيل فالقلب مليان
HADI الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #4
كان يا ما كان..
كان في جزيرة وسط الخليج .. يحيط بها البحر من كل جانب..
كان البحر لأبناءها كالأم التي تحنوا عليهم لتمدهم بالرزق من الجفاف .. وكانت هناك سواحل يرتادها الصغار ليسبحوا فيها والكبار ليتمتعوا بمنظر الغروب الذهبي..
وبينما الناس كذلك ، حتى جاءت الهوامير!
فأخذت تقضم البحر شيئاً فشيئا..
ولكن الناس لم يأبهوا كثيراً فهذه الهوامير الصغيرة لا تستطيع أن تأخذ كل هذا البحر الممتد!
حتى جاء اليوم الذي يستيقظ فيه الناس على يابسة!؟
تساءلوا : أين البحر؟
فقالت الأرض من تحتهم: أكله الحوت؟ ليعطيه للغرباء…
صالح الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #5
اختي ياسمين خلف
انه من شهر خمسه دخلت اتراي سياقة ورسبت ومن ذاك اليوم ابحث عن مدرب اله لاأن لم اجد وليس انا الوحيد لا بل الكثير من المواطنين يجدون صعوبة في ايجاد مدرب سياقة انه غالبية المدربين يدربون الاجانب ويفضلونهم على البحرينين وحينما تتصل يقول انه ما عندي مجال واحد مسافر واحد عنده محل واحد ما يدرب اله شركات فقط .
اين ادارة المرور عنه هذه الازمة والله اذارة المرور استاذه تخالف المواطنين وتاخذ الرسومات على لمواطنين من كل صوب نهب
المحرر محمود الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #6
موضوع جميل ، ولي عليه اكثر من تعليق.. ولكن ممكن نركز على الطفلين.. ممكن اعرف ويش صار فيهم بالضبط … يعيني إستخدامهم كان كفيران تجارب ولا إثبات حاله…؟؟؟
هل تم إخبار ابويه بالشموخ؟ طبعا لا لأن محد قال لي.. وانا ابوهم!!
هل تم إعطاء العلاج المناسب.. طبعا لا لأنك اكيد كنت مشغولة تستلهمين الموضوع..
يعني معروفين ان احنا ما عندنا بحر ولا نخل… كنا بلد المليون دوار والحين حولناها إلى مليون إشارة..
كنا جزيرة وما زلنا جزيرة بس كما قال “صالح”| الحوت بلعها وللغربان عطاها..
فليش الطفلين … يعيني كنتِ تقدرين تودينهم كورنيش الخبر او السعوديه.. كلش كلش عندك قطر فيها متكب للتوظيف ،، يمكن يقلبونه مركز للترفيه بعد..
نرجع للطفلين يعني الحين صادهم خوف ورعب من الألعاب.. هذه احنا شاكرين لكِ، لأنها عقدة نفسية مفيدة في بلد ما فيها العاب واللي موجود يطير اللي باقي من المعاش بعد إستقطاع 2% للمجنسين وللأجانب اللي ماخذين كل الأشغال..
والحين صلاح الإماراتي زادت عنده الفضايح فضيحة جديدة طبعا والفضل للطفلين…
ياسمين.. اولادي ثم اولادي ولا بسوي فيش نفس ما سووا في طالبة العشرين دينار بوصل الموضوع إلى اخواتك الكبار وإخواتي…
وعلى فكرة ،اي مسؤوليين انتي تتكلمين عنهم.. واي عذاري .. جهزي روحش الموضوع بعد العيد راح يكون التالي : عذاري للأجانب ام لنا… او يمكن “عذاري تقصف المعاش قصفا والمسؤولون يقولون ان العائد سيوزع على ابناء دارفور”
ولا تخافين أطفالهم ما راح ينحرمون … في ديزني لاند باريس كل يوم يلعبون ، وبدون اي شموخ..
كان يا ما كان…
عندي ولدين بدون شموخ..
وعلشان هذه الموضوع صاروا بشموخ..
وكما كان جدهم يقول “عساه عن خير، عساه عن خير”…..
محمد الأربعاء 28 نوفمبر 2007
تعليق #7
ياسمين
البحرين عبارة عن ارخبيل فيه 33 جزيرة طبيعية و5 جزر صناعية ( دفان) 97% من سواحل البحرين لـ ( الهوامير) و3% للشعب اكيد ما بتحصلين اهتمام في السواحل لأنها ما تهم الهوامير فلا اتعبين رووحج ورجعي على المجمعات علشان سلامتج وسلامتج اليهال ( ولد اختج ) وعلى موضوع عين عذاري صارلي زمان اقول حق خواتي بوديكم لين تفتح بس شكلها لما تفتح بصير صغير في عينهم ان قللت من مستواهم وديتهم هالحديقه المريضة.
عاشق ياسمينات الأربعاء 28 نوفمبر 2007