والله البحريني «قنوع»

ياسمينيات
والله البحريني «قنوع»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما الذي يريده البحريني اليوم؟ وما هي أقصى أمنياته؟ وكيف لنا أن نوقف تذمره المستمر والذي تعلو صرخاته يوما بعد يوم؟ أسئلة قد تحوم في بال الكثيرين منا، وكأني أرى أن السواد الأعظم من البحرينيين يريدون أن يحيوا بكرامة بعيدا عن ذل السؤال والفاقة، فلا يريدون غير أن يستر الله عليهم في البيت ”المُلْك طبعا” وراتب يكفيهم وعيالهم حتى نهاية الشهر لا منتصفه أو حتى ربعه كما هو حال فئة هي الأكثر بين البحرينيين اليوم، وعلى الطرف الآخر شباب يسعى إلى الحصول على أية وظيفة براتب يمكنه من التفكير بمشروع الزواج لا أن يؤجله إلى أجل غير مسمى قد لا يأتي أبدا إن بقى الحال على ما هو عليه، حينها فقط الكثير من المشكلات في هذا البلد ستؤول إلى الحل، فالبحريني والله ”قنوع”. محمد رضا البحريني الذي لجأ إلى اقتحام بيت إسكان في مشروع اللوزي في قرية كرزكان أخيرا، كان يحمل رسالة إلى الوطن بأن البحريني لا يريد غير أربعة جدران تؤويه وأسرته وراتب يعينه على متطلبات الحياة الأساسية، لم يطالب بالرفاهية في بلدنا النفطي ولكن قال ”أريد أن أعيش بكرامة في منزل أو حتى شقة متواضعة تتوافر فيها مقومات السلامة” لا كشقته التي تتحول إلى بركة سباحة في الشتاء تضطره إلى فصل التيار الكهربائي حفاظا على سلامته وسلامة أهله، كحق من حقوقه في هذا البلد. لا نعطي الشرعية لهذا المواطن لاقتحام المنزل، ولكن أليست الظروف القاهرة هي التي دفعته إلى أن يعّرض نفسه وزوجته وطفليه (3 أعوام و9 الأشهر) إلى أن يقوم بهذا الفعل الذي يعلم سلفا بأنه سيجبر على إخلاء المنزل حتى وإن استخدم معه أسلوب القوة كما حدث فعلا قبل أيام؟ 200 دينار كراتب شهري يتسلم منه 184 ديناراً بعد اقتطاع التأمين، ويذهب منه 70 ديناراً كإيجار للشقة ”السردين” التي يقيم فيها حاليا، ناهيك عن 65 ديناراً أخرى يسدد فيها قرض البنك، يعني بحسبة رياضية هينة يتبقى له 49 ديناراً فقط، والحكيم الاقتصادي من يستطيع أن يقول كيف لأربعة أفواه أن تتصرف بهذه الدنانير حتى نهاية الشهر، ألا يأكلون كباقي البشر؟ ألا يلبسون؟ هل دفعهم المرض إلى العيادات الخاصة؟ ألا يحتاجون إلى التنقل عبر السيارة التي وحدها تستهلك بنزينا قد يفوق هذه الدنانير؟ ألا يستخدمون الهاتف؟ والكثير الكثير من المتطلبات الحياتية التي أخذت تشتعل في أسعارها حارقة قلوب المواطنين، أقسم بالله أنه ليضربني العجب في قدرة مئات بل وألاف من الأسر العيش ضمن حفنة الدنانير هذه، أتراها البركة في المال الحلال كما يقال. أمثال محمد كثر، منهم من تنفس الصعداء عندما قرأ خبره على صفحات الجرائد ومنهم من تمنى أن يقوم بالفعل ذاته وآخرون وجدوه الصوت الذي علا ليوصل رسالة للمسؤولين وأصحاب القرار بأنهم لا يطالبون بغير تحسين الأوضاع المعيشية والحصول على سكن ملائم، لا أن ينتظروا سنوات قد تصل إلى أكثر من 15 عاما للحصول على بيت قد لا يمهلهم القدر العيش فيه طويلا، أعانك الله يا محمد على ما أنت فيه وأعان الله أمثالك.

العدد 667 – الأربعاء 9 ذو الحجة 1428 هـ – 19 ديسمبر 2007

ياسمينيات
والله البحريني «قنوع»
ياسمين خلف

ياسمين خلف

ما الذي يريده البحريني اليوم؟ وما هي أقصى أمنياته؟ وكيف لنا أن نوقف تذمره المستمر والذي تعلو صرخاته يوما بعد يوم؟ أسئلة قد تحوم في بال الكثيرين منا، وكأني أرى أن السواد الأعظم من البحرينيين يريدون أن يحيوا بكرامة بعيدا عن ذل السؤال والفاقة، فلا يريدون غير أن يستر الله عليهم في البيت ”المُلْك طبعا” وراتب يكفيهم وعيالهم حتى نهاية الشهر لا منتصفه أو حتى ربعه كما هو حال فئة هي الأكثر بين البحرينيين اليوم، وعلى الطرف الآخر شباب يسعى إلى الحصول على أية وظيفة براتب يمكنه من التفكير بمشروع الزواج لا أن يؤجله إلى أجل غير مسمى قد لا يأتي أبدا إن بقى الحال على ما هو عليه، حينها فقط الكثير من المشكلات في هذا البلد ستؤول إلى الحل، فالبحريني والله ”قنوع”. محمد رضا البحريني الذي لجأ إلى اقتحام بيت إسكان في مشروع اللوزي في قرية كرزكان أخيرا، كان يحمل رسالة إلى الوطن بأن البحريني لا يريد غير أربعة جدران تؤويه وأسرته وراتب يعينه على متطلبات الحياة الأساسية، لم يطالب بالرفاهية في بلدنا النفطي ولكن قال ”أريد أن أعيش بكرامة في منزل أو حتى شقة متواضعة تتوافر فيها مقومات السلامة” لا كشقته التي تتحول إلى بركة سباحة في الشتاء تضطره إلى فصل التيار الكهربائي حفاظا على سلامته وسلامة أهله، كحق من حقوقه في هذا البلد. لا نعطي الشرعية لهذا المواطن لاقتحام المنزل، ولكن أليست الظروف القاهرة هي التي دفعته إلى أن يعّرض نفسه وزوجته وطفليه (3 أعوام و9 الأشهر) إلى أن يقوم بهذا الفعل الذي يعلم سلفا بأنه سيجبر على إخلاء المنزل حتى وإن استخدم معه أسلوب القوة كما حدث فعلا قبل أيام؟ 200 دينار كراتب شهري يتسلم منه 184 ديناراً بعد اقتطاع التأمين، ويذهب منه 70 ديناراً كإيجار للشقة ”السردين” التي يقيم فيها حاليا، ناهيك عن 65 ديناراً أخرى يسدد فيها قرض البنك، يعني بحسبة رياضية هينة يتبقى له 49 ديناراً فقط، والحكيم الاقتصادي من يستطيع أن يقول كيف لأربعة أفواه أن تتصرف بهذه الدنانير حتى نهاية الشهر، ألا يأكلون كباقي البشر؟ ألا يلبسون؟ هل دفعهم المرض إلى العيادات الخاصة؟ ألا يحتاجون إلى التنقل عبر السيارة التي وحدها تستهلك بنزينا قد يفوق هذه الدنانير؟ ألا يستخدمون الهاتف؟ والكثير الكثير من المتطلبات الحياتية التي أخذت تشتعل في أسعارها حارقة قلوب المواطنين، أقسم بالله أنه ليضربني العجب في قدرة مئات بل وألاف من الأسر العيش ضمن حفنة الدنانير هذه، أتراها البركة في المال الحلال كما يقال. أمثال محمد كثر، منهم من تنفس الصعداء عندما قرأ خبره على صفحات الجرائد ومنهم من تمنى أن يقوم بالفعل ذاته وآخرون وجدوه الصوت الذي علا ليوصل رسالة للمسؤولين وأصحاب القرار بأنهم لا يطالبون بغير تحسين الأوضاع المعيشية والحصول على سكن ملائم، لا أن ينتظروا سنوات قد تصل إلى أكثر من 15 عاما للحصول على بيت قد لا يمهلهم القدر العيش فيه طويلا، أعانك الله يا محمد على ما أنت فيه وأعان الله أمثالك.

العدد 667 – الأربعاء 9 ذو الحجة 1428 هـ – 19 ديسمبر 2007

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “والله البحريني «قنوع»

  1. تعليق #1
    أشكر الأخت ياسمين على مقالها المعبر عن الواقع المعيشي بالبحرين . نعم ايتها الاخت كلام حقيقي من واقع نتعايشة كل يوم الى متى تتغير الحاله البحرينية منذ سنوات والكل يناشد ويطالب بحياة معيشية تغطي متطلبات المواطن البحريني فهو فعلا قنوع نتجة الى 15% التي اعطيت لموظفين الحكومة وكأنها 10 دينار لكل مواطن نعم لم تكن فعلا 15 % واي نسبة هذة مقارنة بواقع معيشي صعب بالبحرين لو قلنا ان هناك تسهيل في الحصول على مسكن او ارض او حتى قرض وراتب محترم يملأ العيون لقنا 15% ليست لها داعي ولاكن نتكلم عن راتب مجرد من الاساس من جميع المقطوعات فتقاعد ياخذ بحقة والتعطل يأخذ منة والقروض تقصفة والايجار تدمرة ويبقى للمواطن مبلغ يعد في يدة المواطن الفقير اتحدى الكل ان يعمل استبيان في النصف او نهاية الشهر للمواطنين ويسئلهم عن الاموال او ماتبقى من راوتبهم هل تكفي لنهاية الشهر اذا كانت الاجابة تكفي باعلى نسبة فهناك حلم بالبحرين او لازلنا نائمين .. دعواتي لرب العالمين ان يغير الاحوال الى الافظل
    ودعواتي لك يا اخت ياسمين التقدم والتوفيق ونشكرك على مواضيعك الرائعة التي تصب في مصلحة الوطن ودمتي رمزا للحقيقة ..
    وشكرا
    تراب الوطن الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #2
    اي والله نحن شعب قنوع لا نطلب الكثير ولا كن حكم القوي عالضعيف
    ابو احمد الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #3
    حسبي الله ونعم الوكيل
    ابو حسين الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #4
    عيد ياسمين يعوده علينا وياكم بالف صحه وعافيه , والمثل يقول :
    كل شيء حسبنا حسابه الا وقفتنا على بابه , الله يعيننا الله يعيننا الله يعيننا , وألف شكر .
    الدكتور حداد الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #5
    شكرا

    اتفق معكي 100%

    العربي الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #6
    السلام عليكم
    شكرا اختى ياسمين على الموضوع وانا من المعجبين صراحة بموضيعك التى تهتم بالواقع البحريني وكلامج عين الصواب فالبحريني لايرد فلا ولا مرسيدس ولا وظيفة مدير فهو قنوع حتى بال200 وان كان هضم في حقه صراحة سعر البرميل وصل 100 دولار والراتب 200 وما كان يوصل للمئتين لولا مشروع التوظيف واما البيت فأنت من المحظوظين ادا حصلت عليه بعد 15 عاما لكن غيرنا يجتس ويحصل على بيت ويوظف براتب مجزي ويحصل على مكافأت كل دلك في فترة لا تتجاوز الست شهور والبحريني ظل مقهور في بلدك بلد الخير والازدهار لكن لمن اسألو عذاري لمن توزع خيرها وشكرا ويعطيج الف عافيه اختى ياسمين
    jaffer الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #7
    مقال جيد

    الحوت الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #8
    العجب كل العجب يأتي حين نرى محمد هذا بهذة الحالة وفي المقابل نرى من حصل على الجنسية وهو في بلادة واتى إلى البحرين وفي جيبة جواز بحريني ودخل كالمواطن ومن المطار إلى منزلة الأسكاني مباشرة وفي اليوم التالي على وظيفتة المفضلة ونهاية الشهر الراتب جزء منه يكفية لسد رمق عيالة وزوجاتة والباقي يرحل إلى بنوك في وطنة الصلي ليذخر عندما تأتي لحظة الفرار من هذا البلد عند اى مشكلة

    هنا العجب كل العجب
    جاسم احمد الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #9
    تسلمين والله على هالمقال وصج هذي هي الحقيقه.. ازمه الحصول على مسكن والرواتب المتدنيه وارتفاع الاسعار كابوس يعيشه كل بحريني .. الحياه جدآ صعبة في هذة الظروف.. وعجبي من الحكومه اللتي لم تحرك ساكنآ وما قول الا الله يعينك يالبحريني.. والله يفرجها قريب قولوا آمين
    فاطمة الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #10
    و الله يا اخت ياسمين انا من زمان اريد اشكرش جزيل جزيل الشكر على المقالات الجريئه و لى تفرج الهم و لو قليل و تعبر عن مشاعر البحرينى الاصيل.

    ننتضر مقالاتش فى الوقت كل يوم
    لانها داما” مهمه و تلمس حياة الناس
    عموما” يعطيش العافيه

    تحياتي نبيل

    ألاصفر الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #11
    اول شئ تسلم يمناج اختي على هذا المقال والله يكثر من هالاقلام الوطنية الصادقة ، نعم هذا امانة قلم الصحافي في نقل الواقع المرير التي تتعايشه كل اسرة على ارض هذا الوطن الغالي، مملكة نفطية! هل اهوا شعار براق من غير تلئلؤ؟ هل شعار يريد من خلاله كلمة باطل؟ (محسود الفقير على ماميش بالعامي).لو لوحظ وبتمعن شنو المشكلة الرئيسية التي تعاني منها المملكة على سبيل الاوضاع المعيشية لنراها جداً سهلة وبسيطة وحلها متواجد في ايدي الجميع، الا وهو القضاء اولا على التجنيس والكشف عن العمالة السائبة ومعالجة الفساد الاداري والمالي في حين انه تبقى حرية التصرف ففي فائض الموارد النفطية عند الشعب……وغيرها.من متى سمعنا ان شعب البحرين اصبح مليونا واكثر بقليل في حين ان49% من سكان هذا الوطن غير بحرينيا اصلياً!!!!!!!!!!!!!!!!!! وهذه اشياء بسيطة لو تم القضاء عليها راح يكون فائض في الوظائف وفائض في القسائم السكنية وايضاً تخفيف الازدحامات …وغيرهاومافي القلب يبقى اكثر وامر من المذكور وهذه لفته وطنية من مواطن غيور على تراب هذا الوطن،وانا مثال حي من المواطنين الخريجين بشهادة جامعية واعمل براتب170 دينار شهرياً ؟؟؟؟هل يعقل؟؟؟واكثر من ثلاث سنوات ابحث عن وظيفة تستر لي عيشتي.وفي حديث الى الامام علي (ع) يقول لو كان الفقر رجلاً لقتلته.فها انا اقول هل هذه مملكة نفطية؟؟؟؟؟؟والله يكثر من امثالج اختي وتسلمين على هذا المقال وكل كلامج فيه عين العقل وكل اللي تكتبينه احنا معاج فيه ونشجعج على مواصلة مثل هذه المقالات التي تمس المواطن البحريني. واسمحوا لي على الاطالة.
    جعفر علي الأربعاء 19 ديسمبر 2007
    تعليق #12
    أختي العزيزة ياسمين،،

    اشكر لك طرحك لموضوع في غاية الأهمية كهذا .. ولكن هل لك بطرح حلول لهذه المشكلة؟؟؟ قلوبنا تتقطع يوما بعد يوم بسبب ما نراه امامنا ..

    هناك ايضا سؤال موجه للسلطات العليا في البحرين … ما هو حال المواطن البحريني بعد عشر او عشرين سنه؟؟ ولو افترضنا ان الأجور تحسنت يبقى السؤال من اين له السكن في زمن اذا حصل له على قطعة ارض يدفن فيها من غير اجر (يبوس ايده وش وظهر) في حين المجنسين لهم العيشه الكريمه من راتب محترم وسكن ملائم وخدمات صحيه ومصرفيه و و و و و و و و ……..

    لا املك المزيد من التعليق لأني قد اصاب بالاختناق من الالم والحسره على ما وصل عليه حالنا.

    ولكن اريد ان اختتم تعليقي بأني اوجه تحية كبيره الى المواطن محمد .. واطلب من الله عز وجل ان يفك من كربته..

    شكرا
    ديموقراطية الخميس 20 ديسمبر 2

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.