لنطوِ الصفحة

ياسمينيات
لنطوِ الصفحة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أنحتاج إلى أن نضيع من حياتنا 365 يوماً لنقرر أن نبدأ حياة جديدة أفضل من سابقتها؟ فإن كنا سنجيب بـ «لا»، فنحن نتجمل إن كنا لا نكذب، فأغلبنا لا يعيد حساباته إلا مع اقتراب عقارب الساعة للرقم 12 نهاية يوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، باعتبارها ساعة الصفر الفاصلة بين عام وآخر، وإن كنا سنجيب بـ «نعم» فنحن أقرب إلى الواقع من الأماني التي قد نطبقها وقد لا..
ها هو عام كامل قد انطوى إلى غير رجعة، لن تفتح صفحاته إلا يوم القيامة، وها هي سبع سنوات قد رحلت من الألفية الجديدة، بعد أن كان الكثيرون يترقبون فجر القرن الواحد والعشرين على أنه نهاية العالم، ماذا فعلنا؟ وكم من الخير جنينا؟ وكم من الخطايا أثقلنا بها ظهورنا؟ وهل حققنا ما قد خططنا له في العام الماضي؟ وما هي خططنا للعام الجاري؟ وعاصفة من الأسئلة التي قد تجتاحنا مع إطلالة كل عام جديد علينا.
المهم أن نطوي صفحات سوداء لا نتمنى أن تعود بألمها وحزنها، فلما نحزن على أمسنا إن كان لا يد لنا في حدوثه أو حتى تغييره، أليس الأمس ماضياً لا يمكن أن يعود؟ والأهم أن ندوس على أحقادنا لنعيش في سلام فيكفينا خصام وجدال لن يعود علينا إلا بالأمراض الاجتماعية منها والجسمية. لنفتح جميعاً صفحات بيضاء نعاهد فيها أنفسنا بأن تكون في الخير والعطاء، فليس أجدر منها في ملء صحيفتنا الدنيوية والأخروية بالسعادة والهناء، ولنجعل شعارنا «اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، ونمد أيدينا إلى ذاك الذي يحاول أن يدير ظهره إلينا، لنذكره بأن «الدنيا ما تسوى» لا يعرف أحدنا إن كان سيرحل قبل أن ترحل السنة الجديدة، أم سيرحل معها سوية، لنجعل من الابتسامة بوابة لاستقبال من حولنا، فليس أجمل منها لهد أسوار الحقد والضغينة، لنتبادل الهدايا لنتحاب كما أوصانا الرسول (ص).
من أجمل ما في الدقائق الأخيرة من كل عام أن الهاتف النقال لا يتوقف من الرنين من سيل الرسائل النصية القصيرة، حتى يكاد الهاتف أن يتعطل أو يعلن وفاته. قد يجد البعض أن تبادل التهاني بالعام الجديد ضرباً من ضروب البدع الدخيلة على مجتمعنا، اقترب يا صاحبي لأهمس لك «لمَ لا، إذا كانت كلمات بسيطة ستزيح أحقاداً وتقرب القلوب، وتفتح صفحات وتقوي علاقات؟ ما ضيرها إن كانت تدخل في أنفسنا الفرح من دون ضرر أو ضرار؟ وقبل أن أقول لكم «كل عام وأنتم بخير وعساها سنة حلوة عليكم» أرسل لكم جميعاً وخصوصاً من تحملني وتحمل كلماتي طوال السنة الماضية «مسج» بمناسبة العام الجديد يقول «إلهي تجعلها سنة بيضة على الكريم، وسودة على اللئيم، ومنيلة بستين ألف نيلة على من ينكد على الحريم» و«HAPPY NEW YEAR».

العدد 681 – الأربعاء 23 ذو الحجة 1428 هـ – 2 يناير

ياسمينيات
لنطوِ الصفحة
ياسمين خلف

ياسمين خلف

أنحتاج إلى أن نضيع من حياتنا 365 يوماً لنقرر أن نبدأ حياة جديدة أفضل من سابقتها؟ فإن كنا سنجيب بـ «لا»، فنحن نتجمل إن كنا لا نكذب، فأغلبنا لا يعيد حساباته إلا مع اقتراب عقارب الساعة للرقم 12 نهاية يوم الحادي والثلاثين من شهر ديسمبر/ كانون الأول من كل عام، باعتبارها ساعة الصفر الفاصلة بين عام وآخر، وإن كنا سنجيب بـ «نعم» فنحن أقرب إلى الواقع من الأماني التي قد نطبقها وقد لا..
ها هو عام كامل قد انطوى إلى غير رجعة، لن تفتح صفحاته إلا يوم القيامة، وها هي سبع سنوات قد رحلت من الألفية الجديدة، بعد أن كان الكثيرون يترقبون فجر القرن الواحد والعشرين على أنه نهاية العالم، ماذا فعلنا؟ وكم من الخير جنينا؟ وكم من الخطايا أثقلنا بها ظهورنا؟ وهل حققنا ما قد خططنا له في العام الماضي؟ وما هي خططنا للعام الجاري؟ وعاصفة من الأسئلة التي قد تجتاحنا مع إطلالة كل عام جديد علينا.
المهم أن نطوي صفحات سوداء لا نتمنى أن تعود بألمها وحزنها، فلما نحزن على أمسنا إن كان لا يد لنا في حدوثه أو حتى تغييره، أليس الأمس ماضياً لا يمكن أن يعود؟ والأهم أن ندوس على أحقادنا لنعيش في سلام فيكفينا خصام وجدال لن يعود علينا إلا بالأمراض الاجتماعية منها والجسمية. لنفتح جميعاً صفحات بيضاء نعاهد فيها أنفسنا بأن تكون في الخير والعطاء، فليس أجدر منها في ملء صحيفتنا الدنيوية والأخروية بالسعادة والهناء، ولنجعل شعارنا «اعمل لآخرتك كأنك تموت غدا وأعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا»، ونمد أيدينا إلى ذاك الذي يحاول أن يدير ظهره إلينا، لنذكره بأن «الدنيا ما تسوى» لا يعرف أحدنا إن كان سيرحل قبل أن ترحل السنة الجديدة، أم سيرحل معها سوية، لنجعل من الابتسامة بوابة لاستقبال من حولنا، فليس أجمل منها لهد أسوار الحقد والضغينة، لنتبادل الهدايا لنتحاب كما أوصانا الرسول (ص).
من أجمل ما في الدقائق الأخيرة من كل عام أن الهاتف النقال لا يتوقف من الرنين من سيل الرسائل النصية القصيرة، حتى يكاد الهاتف أن يتعطل أو يعلن وفاته. قد يجد البعض أن تبادل التهاني بالعام الجديد ضرباً من ضروب البدع الدخيلة على مجتمعنا، اقترب يا صاحبي لأهمس لك «لمَ لا، إذا كانت كلمات بسيطة ستزيح أحقاداً وتقرب القلوب، وتفتح صفحات وتقوي علاقات؟ ما ضيرها إن كانت تدخل في أنفسنا الفرح من دون ضرر أو ضرار؟ وقبل أن أقول لكم «كل عام وأنتم بخير وعساها سنة حلوة عليكم» أرسل لكم جميعاً وخصوصاً من تحملني وتحمل كلماتي طوال السنة الماضية «مسج» بمناسبة العام الجديد يقول «إلهي تجعلها سنة بيضة على الكريم، وسودة على اللئيم، ومنيلة بستين ألف نيلة على من ينكد على الحريم» و«HAPPY NEW YEAR».

العدد 681 – الأربعاء 23 ذو الحجة 1428 هـ – 2 يناير

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “لنطوِ الصفحة

  1. تعليق #1
    كل عام والحبيبة مملكتنا بخير
    كل عام واهل حارتنا بخير
    كل عام وقلوبنا متصافية بالخير
    وكل عام وياسمينة صحافة البحرين بخير
    كل عام وجريدة الوقت بخير .
    الدكتور حداد الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #2
    يسلموااااااااااااا على الموضووووووووووع
    برشلوني الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #3
    كل عام وأنت بالف خير وصحة ياأختي العزيزة على قلبي ياسمين وكم اسعدنا مواضيعكِ الجميله والقيمة ونقدكِ البناء لهذا الوطن وخوفكِ وغيرتكِ على هذا الشعب من خلال طرح أجراء المواضيع وكيف معالجتها ربي يوفقكِ ويجعل لك عام 2008 تقدم ونجاح دائم ان شاء الله وانت في صحة وعافيه ويعوده علينا ياليمن والمسرات

    Happy New Year

    صـرخة ألــم
    صرخة ألم الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #4
    الى الاخت العزيزة ياسمين أوجه لك الشكر الجزيل إلى ما قمتيه من كتابه مقالات طوال السنة والتي كانت جميلة جدا وانا من متابعينك ،، جعل الله لك ولجميع الاخوة والاخوات الخير والصحه والسلامة وكل عام وانتي بخير
    والجميع بخير

    زياد صالح
    زياد الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #5
    كلام معقول ولاكن اسمحي لي
    الكثير منا لا يضع له خطه لما سيقوم به خلال عام وهذا يعود لضروف الحياة التي تكون مليئة بالمفاجئات التي تسقط كل الحسابات فأي خطة سيكون مصيرها الفشل وهذا حتى على مستوى العالم خطة خارطة الطريق سقطت والشرق الاوسط الكبير ايضا
    فكيف بنا نحن “المعترين”
    علي ناصر الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #6
    ** كل سنة وأنتم جميعاً بخير وصحة وسلامة **
    والسنة الجاية أن شاء الله تكون سنة حب عليكم جميعا ً
    وكل من له حلم وهدف في حياته أن شاء الله يوصل له ويحققه …

    وأتمنى أنها تكون سنة أفضل من أختها ألي اصغر منها .
    وأحب في هذا الصرح الجميل ( صرح ياسمين خلف ) الكاتبه الجميلة الصغيرة .
    أن استغل الفرصة وأن أهنئ جميع أهلي وأحبتي وأن أبدي لهم أهتمامي وأرسم لهم حبي في أطار قد لا يستسرق نظرات من البعض منكم بينما يستحوذ على تحديق البعض الآخر .

    أختي الأولى أخي الأكبر والأصغر . أخواتي الأربع (ل) . (و) . (ي) . (ش) اختي الصغيرة – * أحبكم * * أحبكم * أحبكم جميعاً واتمنى من الله العزيز القدير أن يجعل أيامكم في السنه الجديده أيام كلها ( حب × حب × حب )
    أهلي – صديقاتي ….( كل سنة وأنتم بخير ) .

    في أمان الله ***

    الهدهد الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #7
    ياسمين.. السلام عليكم,
    قلما يشدني قارئ لكي اتابع عموده وعشان اكون اكثر تحديدا.. ثلاثة كتاب ابحث او انتظر مقالاتهم او اعمدتهم و رغم انج اصغر هؤلاء الثلاثه (خبرتا) الا ان كتاباتك تشدني وانتظرها.. يعطيج العافيه وعساج على القوة.. كل عام وانتي بخير
    Ali الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #8
    كل عام وديرتنا بخير
    كل عام وقلوبنا متصافية بالخير
    كل عام وياسمينة صحافتنا بخير
    الدكتور حداد الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #9
    بصراحة الي كان ماضية اسود بينساه والي ماضيه ابيض بتذكرة ولابيطويه والى ماله اول ماله تالي .

    حمد فريد أحمد الأربعاء 2 يناير 2008
    تعليق #10
    أخت ياسمين انما هي ايام نعدها وليس فيها ما يتغير ان اقبل عام وادبر آخر وخصوصاً نحن في العراق نشعر بان الاعوام لا تحمل سوى الحزن … ادام الله قلمك
    زياد برهان الخميس 3 يناير 2008
    تعليق #11
    78 مقال من 30 يوليو 2006 إلى هذا المقال… كم تمنيت ان تُنهي السنة بخاطرة شعرية كما بدأت…
    أشكرك على كل مقال… وأختم تعليقاتي بأول تعليق كتبته لك..
    سأطوي الحزن ولكني لن أطوي الحب..
    “” 30 يوليو 2006
    لا تحزني ولا تبتأسي، فأمك الآن في فضاء الرحمن تراقبكِ وتبعث الأنوار – لقلبُكِ – ، لا تحزني فالجسد فانَ ولكن النفس في السماء تقرأ الأحبة السلام .
    تسمعكِ في كل صلاة وتحنوا عليك وتسأل الرحمن أن يرشدكِ وينير الطرق لكِ يا ملاكها وخليفتها في كل مكانً وزمان.
    أمكِ ليست كأي أم، فهي أعطت للحبِ بُعداً عجز الشعراء في وصفه وعجزت انا في ان أجد مثلهَ..
    لا لم تَمُتْ فهي خالدةٌ فينا خالدةٌ في الحيّ وفي مآتم الحسين وفي كل بيت… لا لم تَمُتْ فها هن وُرُودُها يتقاسمْنّ أوصافها ….
    حيةٌ هي ، مع الله وصدقيني تتبعُكِ مع الريح وتكون شمساً تُدفئكِ وقمراً حين تنامين، لا تستبعدي أن تكون الآن ملاكاً تدعوا الله لكِ وتُرشدكِ لِما هو خيرٌ وصلاح..
    باقية هي أُماً لنا ، فالنفس لا تموت..

    الحمد الله
    فارس الورود الخميس 3 يناير 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.