اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم

ياسمينيات
اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قد لا يخلو منزل من وجود مراهق أو مراهقة إلا وسمعوا منهم الاسطوانة ذاتها ‘’متى أصل لسن الثامنة عشرة لأحصل على الليسن’’ فتجدهم يعدون أعمارهم شهراً بشهر ويخططون لنوع ولون السيارة التي يريدون اقتناءها، وكأن قيادة السيارة هي أقصى أمنياتهم وآخر أحلامهم. حتما لن يعجب كلامي هذا كل من هم في العمر، أي كل من لم يحصل على ‘’الكجة’’ بعد ولكن أتمنى أن يكون كلامي ‘’خفيف عليهم’’ فما تشهده شوارعنا يوميا من دماء وأرواح لشباب في عمر الزهور كفيل لأن يعوا بأن قرار رفع سن قيادة السيارة أصبح أمرا لابد منه بل وضروريا أكثر من أي وقت مضى وفي صالحهم للمحافظة على أرواحهم، فلا توجد أي عائلة إلا وفقدت أحداً من أبنائها نتيجة التهور في قيادة السيارة، لا نقول إن جميع مرتكبي الحوادث المرورية هم حديثو العهد بالقيادة ولكن نستطيع أن نقول أغلبهم، فإن لم يكونوا متسببين فهم ضحايا.
قريب لي حديث العهد بالقيادة قانونيا ‘’كان يسرق مفاتيح سيارة والده ليجوب بها الأحياء القريبة كغيره من المراهقين الطائشين ‘’قبض عليه رجال المرور ‘’مشكورين’’ نتيجة السرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته، حيث وصلت سرعته وباعترافه إلى 200 كلم في الساعة وخففها عندما تنبه له رجل المرور إلى 160 كلم في الساعة ‘’ما شاء الله عليه’’، يقول إنه كان يعاني من الملل والضيق فلم يجد غير السرعة سبيلا للتخلص مما هو فيه، وكأنه يعترف أنه كان يلقي بنفسه إلى التهلكة، وعلى شاكلة هذا المراهق الذي للتو أتم الثامنة عشرة كثر، ومن يعود إلى منزله سالما محظوظ وإن كان بعضهم يخطفهم الموت خطفا خلال ثوان قضاها في سرعة.
حري بالإدارة العامة للمرور أن ترفع من سن قيادة السيارة إلى الواحد والعشرين عاما،على أن تستثني في ذلك بعض الحالات التي تكون فيها الأسرة بحاجة إلى أن يحصل ابنها على رخصة القيادة لعدم وجود فرد آخر في الأسرة يقود السيارة لقضاء احتياجات الأسرة، وإن كانت الأسر البحرينية اليوم تضم في كل منزل أكثر من 4 إلى 5 سيارات لأبناء راشدين، كما عليها أن تخصص محاضرات للمتقدمين إلى الإدارة للحصول على رخص القيادة تعرض من خلالها أفلاماً واقعية لحوادث مرورية تبين من خلالها تجارب الضحايا الناجين أو حتى لقاءات مع أهالي المتوفين من الحوادث المرورية، ولم لا تحتذي البحرين بتجارب بعض الدول الأجنبية والتي منها رسم هيئة رجل أو امرأة على الأرض التي تشهد فيها حوادث مميتة كنوع من التحذير من السرعة، قد تبدو الفكرة غير مستساغة عند البعض من قبيل أنها قد تثير نوعاً من الخوف أو التشاؤم لدى البعض، ولكن أليس ‘’من خاف سلم’’ كما يقولون؟ كما أن بعض الدول وضعت في كل طريق سريع -حيث تزداد فيها سرعة القيادة لدرجة جنونية لدى الشباب- سيارات حقيقية شهدت حوادث قاتلة.
في أقل من شهر أي منذ بداية العام الجاري فقدت البحرين الكثير من شبابها في حوادث مرورية، وقبلهم المئات في السنوات الماضية، فلا نريد أن نفقد غيرهم، فإن كانوا لا يعون ما للسرعة من مخاطر فعلى الجهات الرسمية أن تضع حدا لذلك وبأقل الإيمان برفع سن قيادة السيارة إلى الحادية والعشرين،’’ و..اللهم اجعل كلامي خفيفاً على من هم دون هذا السن’’.

العدد 706 – الأحد 18 محرم 1429 هـ – 27 يناير

ياسمينيات
اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم
ياسمين خلف

ياسمين خلف

قد لا يخلو منزل من وجود مراهق أو مراهقة إلا وسمعوا منهم الاسطوانة ذاتها ‘’متى أصل لسن الثامنة عشرة لأحصل على الليسن’’ فتجدهم يعدون أعمارهم شهراً بشهر ويخططون لنوع ولون السيارة التي يريدون اقتناءها، وكأن قيادة السيارة هي أقصى أمنياتهم وآخر أحلامهم. حتما لن يعجب كلامي هذا كل من هم في العمر، أي كل من لم يحصل على ‘’الكجة’’ بعد ولكن أتمنى أن يكون كلامي ‘’خفيف عليهم’’ فما تشهده شوارعنا يوميا من دماء وأرواح لشباب في عمر الزهور كفيل لأن يعوا بأن قرار رفع سن قيادة السيارة أصبح أمرا لابد منه بل وضروريا أكثر من أي وقت مضى وفي صالحهم للمحافظة على أرواحهم، فلا توجد أي عائلة إلا وفقدت أحداً من أبنائها نتيجة التهور في قيادة السيارة، لا نقول إن جميع مرتكبي الحوادث المرورية هم حديثو العهد بالقيادة ولكن نستطيع أن نقول أغلبهم، فإن لم يكونوا متسببين فهم ضحايا.
قريب لي حديث العهد بالقيادة قانونيا ‘’كان يسرق مفاتيح سيارة والده ليجوب بها الأحياء القريبة كغيره من المراهقين الطائشين ‘’قبض عليه رجال المرور ‘’مشكورين’’ نتيجة السرعة الجنونية التي كان يقود بها سيارته، حيث وصلت سرعته وباعترافه إلى 200 كلم في الساعة وخففها عندما تنبه له رجل المرور إلى 160 كلم في الساعة ‘’ما شاء الله عليه’’، يقول إنه كان يعاني من الملل والضيق فلم يجد غير السرعة سبيلا للتخلص مما هو فيه، وكأنه يعترف أنه كان يلقي بنفسه إلى التهلكة، وعلى شاكلة هذا المراهق الذي للتو أتم الثامنة عشرة كثر، ومن يعود إلى منزله سالما محظوظ وإن كان بعضهم يخطفهم الموت خطفا خلال ثوان قضاها في سرعة.
حري بالإدارة العامة للمرور أن ترفع من سن قيادة السيارة إلى الواحد والعشرين عاما،على أن تستثني في ذلك بعض الحالات التي تكون فيها الأسرة بحاجة إلى أن يحصل ابنها على رخصة القيادة لعدم وجود فرد آخر في الأسرة يقود السيارة لقضاء احتياجات الأسرة، وإن كانت الأسر البحرينية اليوم تضم في كل منزل أكثر من 4 إلى 5 سيارات لأبناء راشدين، كما عليها أن تخصص محاضرات للمتقدمين إلى الإدارة للحصول على رخص القيادة تعرض من خلالها أفلاماً واقعية لحوادث مرورية تبين من خلالها تجارب الضحايا الناجين أو حتى لقاءات مع أهالي المتوفين من الحوادث المرورية، ولم لا تحتذي البحرين بتجارب بعض الدول الأجنبية والتي منها رسم هيئة رجل أو امرأة على الأرض التي تشهد فيها حوادث مميتة كنوع من التحذير من السرعة، قد تبدو الفكرة غير مستساغة عند البعض من قبيل أنها قد تثير نوعاً من الخوف أو التشاؤم لدى البعض، ولكن أليس ‘’من خاف سلم’’ كما يقولون؟ كما أن بعض الدول وضعت في كل طريق سريع -حيث تزداد فيها سرعة القيادة لدرجة جنونية لدى الشباب- سيارات حقيقية شهدت حوادث قاتلة.
في أقل من شهر أي منذ بداية العام الجاري فقدت البحرين الكثير من شبابها في حوادث مرورية، وقبلهم المئات في السنوات الماضية، فلا نريد أن نفقد غيرهم، فإن كانوا لا يعون ما للسرعة من مخاطر فعلى الجهات الرسمية أن تضع حدا لذلك وبأقل الإيمان برفع سن قيادة السيارة إلى الحادية والعشرين،’’ و..اللهم اجعل كلامي خفيفاً على من هم دون هذا السن’’.

العدد 706 – الأحد 18 محرم 1429 هـ – 27 يناير

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “اللهم اجعل كلامي خفيفا عليهم

  1. تعليق #1
    الله يعطيج العافية يا استاذه ياسمين
    على فكرة هذي اول مرة اقرى لج هذي المقال والصراحة الموضوع جداً حلووووو…
    اتمنى يكون بينه تواصل عبر الماسنجر
    مشكـــــــــــورة
    باااااااااااي

    ابراهيم الأحد 27 يناير 2008
    تعليق #2
    أولاً مشكورة على طرح هذا الموضوع المهم و ثانياً أعتقد ان الليسن شر لا بد منه و لكن اعتقد بأنه نحن بحاجة إلى الوعي و تثقيف الشباب بأهمية المحافظة على ارواحهم و أرواح الاخرين. هل بأعتقادش انه في حالة رفع اعمار سن قيادة السيارة هو الحل المناسب لهذه المشكلة، و ماذا عن اللذين يسرقون سيارات اهليهم و يخرجون به من غير ليسن؟ و السؤال الثاني من هو الاخطر الذي لديه ليسن ام الذي ليس لديه ليسن؟ و شكراً
    حسين الأحد 27 يناير 2008
    تعليق #3
    حقيقه موضوعش جميل جدا لانه يناقش مهمه يوميا نصادفها في الطريق والشباب يسوقون سياراتهم بجنون طائش وهذه المشكلة نعاني منها في دولنا الخليجية ولحد الان لانرى لها حل من المسؤولين عن هذا القطاع……
    عبداللة التميمي الأحد 27 يناير 2008
    تعليق #4
    الموضوع الذي تفضلتي بطرحه يحتاج الى معالجة من جميع النواحي فكثيرا الذين يقودون سياراتهم بسرعة جنونية فالمراهقين والمراهقات ما أن يحصلوا على رخص القيادة حتى يقومون بالتسابق وكأنهم في حلبات السباق ولايدركون الخطر المتربص بهم وبغيرهم، ان القوانين في بلادنا غير رادعة لهم فكثيرا منهم لايهتم للأمر لكون والده من ذوي النفوذ والسلطات فالقوانين لاتشملهم وأيضا ان المراهق لديه فراغ كبير ، هل سأل المسئولين أين يقضي المراهق وقته وهل هناك من متنفس لهذا المراهق انا لست بصدد الدفاع عنهم ولكن من أجل وضع حلول جذرية لمشكلة يذهب ضحاياها جيل من الشباب.

    هناك مثل يقال ((من أمن القوبة اساء الادب )) لتكن القوانين رادعة تشمل الكبير والصغير والرفيع والوضيع والغني والفقير عندها نستطيع أن نردع هؤلاء الطائشين المراهقين.

    جعفر أبوادريس الأحد 27 يناير 2008
    تعليق #5
    مشكورة على الموضوع بس الي ما يسمع الكلام
    ما يسمع رفعوا سن القيادة او ما رفعوا

    وشكرا على المواضيع الخفيفة

    بنت العرب الأحد 27 يناير 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.