نشرت فى : فبراير 16, 2020

الموت في الملاعب


الخميس 21 فبراير 2019
مفجعة أخبار موت الشباب في الملاعب أثناء ممارستهم التمارين الرياضية، فحوادث موت الرياضيين في الشوارع والنوادي الصحية زادت وتيرتها بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة، هذا يتوقف قلبه وهو يمشي، وذاك يسقط فجأة في النادي الصحي، وآخر تفشل محاولات إنعاشه بعد سقوطه أثناء جريه في الشارع، وكلهم في النهاية يخلفون وراءهم حسرة في قلوب أهاليهم وقلوب كل من يقرأ خبر وفاتهم.

الأعمار بيد الله ولا خلاف في ذلك، والرياضة تُحيي القلوب لا تميتها، وتحافظ على الصحة ولا تسبب تدهورها، كما تعلمنا، لكن أن يتساقط الشباب الواحد تلو الآخر بنفس الطريقة في الملاعب وهم يمارسون تمارينهم الرياضية، يعني أن هناك ممارسات خاطئة تتسبب لهم في مضاعفات مفاجئة وخطيرة، فيدفعون حياتهم ثمناً لها.

لابد من تعميم الثقافة الصحية والوعي الرياضي لدى الناس، فلا يمارس الواحد رياضته إلا بعد أن يتأكد من لياقته وسلامته الصحية، ولا يمارس رياضة تفوق قدرته البدنية والصحية، ولا يمارسها إلا بعد أن يتدرج فيها، فكثر هم من يقررون مزاولة الرياضة، ويأخذهم الحماس فجأة ليبدأوا ممارستها، فتجدهم ومنذ اليوم الأول يمارسونها بمدة زمنية لا تقل عن الساعة الكاملة مثلاً، رغم أن آخر مرة زاولوا فيها الرياضة كانت منذ سنوات! يا أخي حتى الآلات لا يمكن أن تعمل بكامل طاقتها دفعة واحدة وتحتاج إلى التهيئة والتدرج، فكيف بحال بدنك الذي تعود على الكسل والخمول أن يستوعب التغير المفاجئ في نظامه! وقبل أن تبدأ رياضتك على الأقل لا تنسى تمارين الإحماء، ليتهيأ جسمك لهذه التمارين.

خذ مثلاً كذلك أولئك الذين يمارسون رياضة الجري أو المشي، في الجو القائض وتحت أشعة الشمس الحارقة وقت الظهيرة، ظناً منهم أنه كلما زاد تعرقهم زادت قدرة أجسادهم على حرق الدهون، ولا يعلمون أنهم بذلك يعرضون أنفسهم لمخاطر ومضاعفات خطيرة على صحتهم، وليس بعيدا أن يفقدوا إثرها حياتهم على قارعة الطريق، فرفقاً بأنفسكم أيها الرياضيون ورفقاً بنا.

ياسمينة: مارسوا التمارين الرياضية، لكن بوعي وثقافة، فتكفينا أخبار موت الشباب في الملاعب.

وصلة فيديو المقال

الخميس 21 فبراير 2019مفجعة أخبار موت الشباب في الملاعب أثناء ممارستهم التمارين الرياضية، فحوادث موت الرياضيين في الشوارع...

إقرأ المزيد »

مدارسنا والرسوم المتحركة

الخميس 14 فبراير 2019

فتح مقال الأسبوع الماضي “لغتنا الإنجليزية تفشل” شهية أولياء الأمور، الذين أبدوا امتعاضهم من مستوى أبنائهم في اللغة الإنجليزية، ومن مستوى درجاتهم المتدنية في هذه المادة مقارنة ببقية المواد الدراسية، فحتى المتفوق منهم والذي لا تقل درجاته عن التسعينات، لا تتعدى درجاته في اللغة الإنجليزية السبعين، بزيادة درجة عليها أو درجتين! وإن كانت الدرجات أحياناً لا تقيس بشكل دقيق مدى تمكن الطالب من اللغة، إلا أنها في نهاية المطاف تُعتبر مؤشراً عن مستوى الطالب، ولا يمكن غض الطرف عنها.

وزارة التربية والتعليم، خصوصاً بعد توجهاتها الأخيرة في ما يخص تطوير أساليب التعليم، عليها أن تواكب العصر، وتلجأ إلى الطرق التي تُغري الطالب بأن يتعلم، وتجذبه بطرائق محببة إلى قلبه، عليها أن تخصص مثلاً حصصا دراسية لعرض الرسوم المتحركة على الأطفال، فاللغة تُكتسب بالسمع بطريقة أسرع وأسهل، ناهيك عن النطق السليم للغة، خصوصاً إذا ما فتحنا سيرة بعض اللهجات التي تطغى على اللغة الإنجليزية فتدمرها، وتدمر أساسيات تعليم الطفل، فيتعلم الإنجليزية الممزوجة باللهجات العربية، أو يلجأ لحيلة تعريب الإنجليزي.

فالرسوم المتحركة أكثر ما قد يجذب الطفل، ومن خلالها سنكسر الصورة النمطية للمدرسة في مخيلة الطفل، كونها مؤسسة جادة ولنقل مملة، ونخلق صورة ذهنية جديدة للمدرسة بأنها المكان الذي سيتعلم فيه، وسيجد فيه ما يحبه.

نعم جميع الأطفال يشاهدون في منازلهم “الكارتون”، ولكن أن يكون الأمر مع أقرانهم، وتحت إشراف مدرس اللغة الإنجليزية فإن للأمر أبعادا أخرى، هي ليست مشاهدة والسلام، إنما يمكن أن تبنى عليها الدروس والتدريبات العملية، وربما حتى التمثيلية التي يمكن من خلالها إشراك الطفل في عملية التعليم بطريقة تفاعلية، تعزز ثقته بنفسه فيتكلم بطلاقة، ولا نتغافل عن استخدام البرامج والألعاب الإلكترونية في تعليم الإنجليزية، فطفل اليوم رقمي ويشده كل ما هو إلكتروني، وتوظيف هذه التكنولوجيا في التعليم أمر لابد منه اليوم، عبر تحويل المناهج الدراسية – ليس فقط منهج اللغة الإنجليزية – إلى مناهج إلكترونية، فالقضية بحاجة فقط إلى رغبة جادة في تحقيق نقلة حقيقية نوعية في مستوى اللغة الإنجليزية عند طلبة المدارس الحكومية.

ياسمينة: لنواجه الواقع، ونحاكي العالم بلغته، ونعطي الأجيال الجديدة حقها من التعليم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 14 فبراير 2019 فتح مقال الأسبوع الماضي “لغتنا الإنجليزية تفشل” شهية أولياء الأمور، الذين أبدوا امتعاضهم من مستوى...

إقرأ المزيد »

لغتنا الإنجليزية… “تفشّل”

الخميس 07 فبراير 2019

إلى متى ووضع اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية لا يرقى إلى المستوى المطلوب؟ يتخرج الطالب من المرحلة الثانوية وهو لا يزال غير متمكن من اللغة لا تحدثاً ولا كتابةً! يدخل الطلاب الجامعة فيواجهون عقبة اللغة – التي هي عقبة أغلبية طلبة المدارس الحكومية – فتحول بينهم وبين تقديمهم لتخصصات تعتمد بالدرجة الأولى على اللغة الإنجليزية كالهندسة، أو العلوم، أو إدارة الأعمال أو غيرها من التخصصات.

الكارثة كل الكارثة إن ما تم قبول الطالب في تخصص يعتمد على اللغة الإنجليزية بالدرجة الأولى وهو يعاني من ضعف شديد فيها! ولا تقل لي إن امتحانات القبول ستكشف مستواه وسترفضه منذ البداية، فبعضهم يجدون أنفسهم أمام خيار لا ثاني له، عندما يقبلون في تخصص الرغبة الثالثة أو حتى الرابعة، فيتعرقلون دراسياً ويواجهون غول الطرد من الجامعة والسبب ضعف لغتهم الإنجليزية!

مشكلة ضعف مستوى اللغة الإنجليزية لدى طلبة المدارس الحكومية ليست وليدة اللحظة، ووزارة التربية والتعليم واجهتها بإدخالها كمادة أساسية منذ الصف الأول الابتدائي، إلا أنه وللأسف لا يزال الأمر بحاجة إلى تطوير، عبر وضع اليد على الخلل الذي يؤدي إلى مخرجات لا ترقى ليس فقط لمستوى الدراسة في الجامعات بل حتى لدخول سوق العمل، خصوصاً إذا واجهوا منافسة من طلبة المدارس الخاصة الذين وبلا شك ستكون الغلبة لهم باعتبارهم أقوى بمراحل في اللغة الإنجليزية.

عندما تتحدث مع مدرسي اللغة الإنجليزية وخصوصاً لطلبة المرحلة الابتدائية -كونهم المؤسسين الأوائل لمستوى الطالب في اللغة – يؤكدون أنهم يواجهون عدة تحديات تحول دون تطبيق رؤيتهم في التدريس، والتي منها قصر الحصص الدراسية، وارتفاع عدد الطلبة في الفصل الدراسي ناهيك عن الحشو في المناهج بما لا داعي له، مما يضع المدرس أمام تحدي الانتهاء من المقرر في المدة المحددة، وتدريب الطلبة على المهارات اللغوية والتي منها الكتابة.

لماذا لا تستعين وزارة التربية والتعليم بأكاديميي جامعة البحرين في وضع رؤية حديثة لتدريس اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية، بما يتناسب مع مستوى الدراسة في الجامعات، وبما يليق بواقع سوق العمل؟.

ياسمينة: لن يتحسن مستوى اللغة الإنجليزية لدى طلبة المدارس الحكومية إلا بجهود جادة يا وزارة التربية والتعليم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 07 فبراير 2019 إلى متى ووضع اللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية لا يرقى إلى المستوى المطلوب؟ يتخرج الطالب من الم...

إقرأ المزيد »

أبسط حقوق ذوي الاحتياجات

الخميس 31 يناير 2019

لا شيء أقسى على الأم من أن ترى فلذة كبدها مختلفاً نوعاً ما عن أقرانه، تعلمه أبطأ، تجاوبه أقل، تأخره في النطق، أو حتى معاناته من أي نوع من أنواع الإعاقات الأخرى النفسية منها كانت أم الجسدية كفقدان البصر أو السمع والمشي، فبالإضافة إلى كون الأمر جللا على الوالدين، لا نزال ونحن في 2019 غير مؤهلين لاستقبال وتأهيل هؤلاء الأطفال، فنزيدهم غربة على غربتهم في هذه الحياة المعقدة.

أطفال في سن الحضانة والروضة، لا يجدون دورا تحتضنهم، توفر لهم ما يحتاجونه من رعاية أو تعليم “خاص” يضع في الاعتبار اختلافهم، والذي ليس بالضرورة اختلافاً كبيراً أو حتى سيئاً، فلربما يمتلكون قدرات متميزة أو حتى خارقة كالتي يتميز بها الأطفال المتوحدون، إلا أنهم لا يجدون غير الإقصاء، بدلاً من الاحتضان لتفجير القدرات الكامنة، وكأنما جاء هذا الطفل بجريرة إلى الدنيا، وعليه أن يتحمل وزرها.

الآباء اليوم في حيرة وضياع، أين يذهبون بأطفالهم ليوفروا لهم أساسيات التعليم الخاص لممارسة أبسط سلوكيات الحياة، كالاعتماد على أنفسهم في قضاء حاجتهم، أو لبس الملابس بأنفسهم مثلاً، وإذا كانت دور الحضانات والروضات الأهلية ترفض استقبالهم، بحجة عدم توافر الأخصائيين المؤهلين للتعامل معهم – ولهم كل الحق فليس من المعقول أن توكل هذه المهمة إلى موظفة أو عاملة بسيطة لم تتلق التأهيل المناسب لهذه الفئة من الأطفال – فعلى الحكومة أن توفر مؤسسة خاصة مجانية، وتوعز المهمة لوزارة التربية والتعليم لتنشئ حضانة وروضة واحدة على أقل تقدير في كل محافظة من محافظات المملكة، وأن توفر فيها الأخصائيين المؤهلين، القادرين على تمكين هؤلاء الأطفال من الاندماج في المجتمع، واللحاق بأقرانهم.

نعم هناك مراكز، ومؤسسات أهلية متخصصة للتعامل مع هؤلاء الأطفال، لكن بالله عليكم هل ألقيتم نظرة على رسومها ومواعيد جلسات التدريب والتعليم للطفل؟ فهل ساعتين أو أربع ساعات كافية لرعاية الطفل وتعليمه؟ خصوصاً أن معظم الأمهات اليوم موظفات، فتتقاطع تلك الساعات مع دوامهن في العمل، ناهيك عن التهام رسوم تلك المراكز ثلث راتبي الزوجين على أقل تقدير، فارحموهم وارحموا أطفالهم.

ياسمينة: إنشاء دور حضانة وروضة لفئة ذوي الاحتياجات الخاصة حاجة ملحة لا تتحمل أي تأخير.

وصلة فيديو المقال

الخميس 31 يناير 2019 لا شيء أقسى على الأم من أن ترى فلذة كبدها مختلفاً نوعاً ما عن أقرانه، تعلمه أبطأ، تجاوبه أقل، تأخره...

إقرأ المزيد »

ستندم كثيراً


الخميس 24 يناير 2019
غالباً ما يدرك المضحون بعد فوات الأوان بأنهم بذروا في الأرض الخطأ، فلم يجنوا غير تردد صدى تكسر قلوبهم، عندما لا ينفع حينها البكاء ولا الندم! آثروا آخرين على أنفسهم، فلم يجدوا منهم غير النكران والجحود، وربما لم يجدوا منهم غير الأذى والذم والقدح.

هي العاطفة ربما التي تدفع البعض إلى نكران أنفسهم، بل قل ظلم أنفسهم، وتقديم كل ما يملكون من وقت، وجهد، ومال لأشخاص اعتبروهم أثمن ما يملكون، فأحبوهم أكثر من ذواتهم، فلم يستيقظوا إلا على خيبات الأمل، فليس هناك أكثر ألماً من أن تضع الخير في غير موضعه، والمعروف في غير محله، حينما ستجني ثمرة كل ذلك خذلانا وطعنات في القلب.

فيلم تصويري بسيط لا يتعدى زمنه دقيقتين ربما صور كل ذلك ببالغ الأثر، عندما جعل من المضحي رجلاً حجرياً يتصدى إلى سيل من الحجارة لمنع وقوعها على آخرين، متحملاً كل الألم والأذى في سبيل من لم يقدروا كل ما يفعله لأجلهم، فيلاقي منهم القذف والرشق بالحجارة والسهام من كل حدب وصوب، وفي لحظة استيعاب من هذا الرجل الحجري لما يحدث من نكران وجحود، يقرر أن يتنحى جانباً ليترك الحجارة تأخذ طريقها لهؤلاء الجاحدين، ليروا حجم التضحية التي يقدمها لهم، فتتهدم بيوتهم خلال لحظات على رؤوسهم! وهكذا لعمري واقع الحياة.

ففي زمن “نفسي نفسي، وأنا ومن بعدي الطوفان”، قليل ما يصادفك من يضع نفسه في آخر قائمة اهتمامه، ويؤثر الآخرين على نفسه، ومحظوظون من يصادفون هؤلاء، فالعطاء والبذل ليس بسذاجة بقدر ما هو رفعة في الأخلاق، وقليلون من يتسمون بها، وفي المقابل قلة يقدرون ذلك.

السلوى أن كل ما تقدمه وتبذله في عين الله، والحسنة بعشر أمثالها، ومع كل ذلك أحب نفسك ولا تبخس حقها. قدم ولكن لا تنس نفسك، وتذكر أن للتضحية حدودا ولنفسك حقا عليك، وأن عطاءك قبل أن يكون للآخرين ليكن لنفسك، كي لا يأتي اليوم الذي تنطبق عليك مقولة: “من يعطي كثيراً… يندم كثيراً”.

ياسمينة: لا تبالغ في التضحية، فتكون الضحية.

وصلة فيديو المقال

الخميس 24 يناير 2019غالباً ما يدرك المضحون بعد فوات الأوان بأنهم بذروا في الأرض الخطأ، فلم يجنوا غير تردد صدى تكسر قلوبه...

إقرأ المزيد »