نشرت فى : ديسمبر 31, 2015

كحل عيوني

بقلم : ياسمين خلف

أسوأ ما يمكن أن يصدمك، أن صديقك المقرب والذي قد تعتبره أخا لك لا صديقا يسرق أفكارك وخططك ومشاريعك بعد أن تأتمنه على سرك!. “تسولف له” وتفتح له قبل عقلك قلبك، وتحدثه كما تحدث نفسك أمام المرآة عن كل ما يجول في بالك، وما جمعته من معلومات حول مشروع قد تعتبره مشروع حياتك، وفجأة تجده قد نفذ الفكرة وطبقها قبل أن تشرع أنت في تطبيقها!.

زميلة لك، تسرق جهدك وتعبك في ابتكار الدروس والتطبيقات التعليمية، فتحصل هي على الإشادة والترقية، وتظهرين أنت كما المستنسخه لفكرتها، والمطبقة لما تم ابتكاره، وهي التي مثلت دور الزميلة المحبة، الناصحة المرشدة لك، فقط لتحصل على كل التفاصيل! أمثل هذه تؤتمن على تربية أجيال؟!.

مشاريع كبرى، وبعد دراسات جدوى عديدة، وسعي متواصل بين الليل والنهار لدراسة كل إيجابياتها وسلبياتها، يحصل عليها “هوامير كبار” بعد مكيدة بالليل ورشوة في النهار.

البعض يجد أن الحياة تتطلب اللف والدوران، وأن الشاطر من يقتنص الفرص، وأن الأخلاقيات عملة لا تصرف إن ما كانت المصلحة الذاتية تقف ملوحة بكلتا يديها، فالأموال والمناصب تغري البعض أكثر من الصداقة وربما أكثر حتى من الأخوة. حقيقة مرة وعلينا تقبلها رغم قبحها للأسف!.

عليك أن لا يغيب عن بالك بأن أغلب البشر يضعون مصالحهم الشخصية فوق كل اعتبار، وأنهم وإن أحبوك، وأرادوا لك الخير فإنهم وفي نهاية المطاف يحبون أنفسهم أكثر!. وإن مسألة الثقة العمياء قد تكون سذاجة بل لنقل ودون مجاملة “غباء” من البعض لا يتفق مع حياتنا التي بات الأخ فيها ينهش لحم أخيه دونما رحمة.

هناك من يتمكن من سرقة الكحل من العين، كما يقول إخواننا المصريون في مثلهم الشعبي، فعلينا الحذر كل الحذر ممن لا يردعهم دين، وأهالوا التراب على ضمائرهم فأقبروها. فإن كانت تلك الأفكار، والمشاريع التجارية، والابتكارات يمكن كتمانها اكتمها، إلى أن تتم أو يحين وقت إشهارها. وحاول قدر الممكن الاستعجال في تطبيقها كي لا تفاجأ بتطبيقها من غيرك. أما إذا كانت من النوع الذي يتطلب مرورها على عدد من الأشخاص أو حتى على شخص واحد لتعتمد وتنفذ، فعليك أن تحفظ حقوقك كأن تبلغ مديرك العام بها، كي لا تضرب كفاً بكف وأنت ترى غيرك يكرم ويترقى على حساب جهدك.

 

ياسمينة: “استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان”.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/_8zIs1BblTh1xD6LOJBIdmzDsenvH_ahWf71U0/

بقلم : ياسمين خلف أسوأ ما يمكن أن يصدمك، أن صديقك المقرب والذي قد تعتبره أخا لك لا صديقا يسرق أفكارك وخططك ومشاريعك بعد...

إقرأ المزيد »