بقلم : ياسمين خلف
فرحة الخريج الجديد بنيله الشهادة الجامعية قصيرة جدًا، إذ سرعان ما تتبدل مشاعر الفرح بالإحباط واليأس، عندما يفتح عينيه على شروط المتقدمين للوظائف الشاغرة والتي وإن كان مستوفيًا لجميع متطلباتها إلا أنه يصطدم بحاجز أقوى من الإسمنت فتُحطم كل آماله في نيل وظيفة تليق بالجهد والتعب اللذين بذلهما طوال مراحل دراسته، عندما يجد أن الخبرة وبما لا يقل عن خمس سنوات متطلب رئيسي لها!.
لا خلاف ولا جدال هناك أن بعض الوظائف تستلزم توافر الخبرة والتمرس في من سيجلس على مقاعدها، ولكن الكثير الكثير من تلك الوظائف لا تجد داعيًا ملحًا لأن يكون من يتقلدها من ذوي الخبرات الطويلة، وبالعربي الفصيح إن أي خريج ومع تدريب بسيط وإرشادات أقل يمكنه أن يدفع بدفة العمل ويستمر فيه بل ويطوره مع الوقت، خصوصًا مع الحاجة الملحة إلى تجديد الدماء وإعادة النضارة للعمل بعد أن رزح أغلبها ردحًا من الزمن بنمط قديم يضر ولا ينفع، بل ولا يليق بالحياة التكنولوجية التي نعاصرها.
لا أبالغ إن قلت أحيانًا إن شروط الالتحاق ببعض الوظائف تثير الضحك من جهة، كونها بمقاس أكبر بكثير من نوعية العمل المطلوب، وتثير مشاعر الشفقة على الشباب الذي لا يجد من يمسك بيده وهو لا يزال على أول عتبة في الحياة العملية، فيتخبط هنا وهناك ولا يعرف إلى من يلجأ؟ وكيف، ومن أين يبدأ؟ وشبح الخبرة المسبقة يلاحقه أينما ولى بوجهه.
إذ وبكل واقعية، من أين سيأتي الخريج الجديد حتى وإن كانت شهادته من أعرق الجامعات بالخبرة إن لم تُسنح له الفرص للاحتكاك الفعلي ببيئة العمل، والخروج من نطاق التنظير من الكتب إلى التطبيق العملي؟.
خريجو الجامعات خاضوا التدريب العملي المتعلق بالتخصص الذي درسوه، كمتطلب أساسي للتخرج، وإذا كان هذا التدريب غير وافٍ وليس كافيًا بنظر المسؤولين في المؤسسات والشركات لما لا تُضاعف مدة التدريب هذه؟، أو لنقل تعدد وجهات العمل الذي يتلقون فيه تدريبهم ليشفع لهم عند التقدم للوظائف التي تشترط الخبرة للانضمام لهيكلها؟ .
ليس من بيننا من دخل معترك الحياة العملية وهو صاحب خبرة وباع طويل في التخصص، كلنا خطونا درجات السلم الواحدة تلو الأخرى، الفرق والتميز يأتيان بعدها، ولا يمكن قياس ذلك إلا بالعمل الفعلي، والواقع خير شاهد.
ياسمينة: أعطوا الشباب الفرصة لينالوا الخبرة .
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/_G2WdXBbtvj3pvEsaeA0aVwVYQQO8Zds8lg240/
بقلم : ياسمين خلف
فرحة الخريج الجديد بنيله الشهادة الجامعية قصيرة جدًا، إذ سرعان ما تتبدل مشاعر الفرح بالإحباط واليأس، عندما يفتح عينيه على شروط المتقدمين للوظائف الشاغرة والتي وإن كان مستوفيًا لجميع متطلباتها إلا أنه يصطدم بحاجز أقوى من الإسمنت فتُحطم كل آماله في نيل وظيفة تليق بالجهد والتعب اللذين بذلهما طوال مراحل دراسته، عندما يجد أن الخبرة وبما لا يقل عن خمس سنوات متطلب رئيسي لها!.
لا خلاف ولا جدال هناك أن بعض الوظائف تستلزم توافر الخبرة والتمرس في من سيجلس على مقاعدها، ولكن الكثير الكثير من تلك الوظائف لا تجد داعيًا ملحًا لأن يكون من يتقلدها من ذوي الخبرات الطويلة، وبالعربي الفصيح إن أي خريج ومع تدريب بسيط وإرشادات أقل يمكنه أن يدفع بدفة العمل ويستمر فيه بل ويطوره مع الوقت، خصوصًا مع الحاجة الملحة إلى تجديد الدماء وإعادة النضارة للعمل بعد أن رزح أغلبها ردحًا من الزمن بنمط قديم يضر ولا ينفع، بل ولا يليق بالحياة التكنولوجية التي نعاصرها.
لا أبالغ إن قلت أحيانًا إن شروط الالتحاق ببعض الوظائف تثير الضحك من جهة، كونها بمقاس أكبر بكثير من نوعية العمل المطلوب، وتثير مشاعر الشفقة على الشباب الذي لا يجد من يمسك بيده وهو لا يزال على أول عتبة في الحياة العملية، فيتخبط هنا وهناك ولا يعرف إلى من يلجأ؟ وكيف، ومن أين يبدأ؟ وشبح الخبرة المسبقة يلاحقه أينما ولى بوجهه.
إذ وبكل واقعية، من أين سيأتي الخريج الجديد حتى وإن كانت شهادته من أعرق الجامعات بالخبرة إن لم تُسنح له الفرص للاحتكاك الفعلي ببيئة العمل، والخروج من نطاق التنظير من الكتب إلى التطبيق العملي؟.
خريجو الجامعات خاضوا التدريب العملي المتعلق بالتخصص الذي درسوه، كمتطلب أساسي للتخرج، وإذا كان هذا التدريب غير وافٍ وليس كافيًا بنظر المسؤولين في المؤسسات والشركات لما لا تُضاعف مدة التدريب هذه؟، أو لنقل تعدد وجهات العمل الذي يتلقون فيه تدريبهم ليشفع لهم عند التقدم للوظائف التي تشترط الخبرة للانضمام لهيكلها؟ .
ليس من بيننا من دخل معترك الحياة العملية وهو صاحب خبرة وباع طويل في التخصص، كلنا خطونا درجات السلم الواحدة تلو الأخرى، الفرق والتميز يأتيان بعدها، ولا يمكن قياس ذلك إلا بالعمل الفعلي، والواقع خير شاهد.
ياسمينة: أعطوا الشباب الفرصة لينالوا الخبرة .
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/_G2WdXBbtvj3pvEsaeA0aVwVYQQO8Zds8lg240/
أحدث التعليقات