صورة جدي

بقلم : ياسمين خلف

زينت أختي حائط غرفة معيشتها بصورة قديمة لجدي المرحوم، كانت فرحة بها، فقد أهداها زوجها إياها بعد أن اشتراها من أحد المحلات الكبرى في أحد المجمعات التجارية!، نعم لم تكن الصورة ضمن إرث العائلة، ولم تنتقل من يد لأخرى، بل كانت كبضاعة تباع وتشترى!.

ماذا عن صورنا نحن؟ ما الذي سيحل بصورنا التي نلتقطها بداع وبدون داع؟ وماذا عن تلك الصور التي تلتقطها الفتيات في حفلاتهن الخاصة بملابسهن الفاضحة وشبه الفاضحة، أو تلك التي تلتقط في حفلات الزفاف؟ أين سيكون مصيرها؟ وبيد من ستكون في المستقبل؟

لنقل إننا سنحتفظ بكل هذا المخزون من صورنا في ألبوماتنا الخاصة، وسنكدسها في مكاتبنا التي لا تصل إليها يد مجهول، ولا تدقق فيها أعين الغرباء عنا والأجانب، وإن أبناءنا سيحتفظون بصورنا كذكرى يسترجعون فيها الماضي من الأيام الخوالي بعد أن نكون يوماً في عالم وهم في عالم آخر، وأن أحفادنا سيتصفحونها للضحك تارة علينا وعلى طرائق لبسنا وأسلوب حياتنا، وللتعرف على حقبة سبقتهم تارة أخرى، لكن إلى متى ستحتفظ الأجيال المتعاقبة على هذه الصور، وإلى متى ستُحفظ لها خصوصيتها وربما قدسيتها بالنسبة إلينا؟

كما هي صورة جدي، قد تباع صورنا يوماً في أحد المحلات، وقد نكون غلافاً لبطاقة معايدة ربما، والمحظوظ منا قد تُعرض صوره في المتاحف، هذا إن لم تكن مادة للبحث والتحليل تنشر في الصحف والمجلات!.

البعض سيجد أن الأمر لا يستحق كل هذه الهواجس والأفكار وربما القلق، وإن من كانوا بالصور سيكونوا حينها في عداد الأموات، وليس على الميت حرج!. لكن أليس لهذا الذي كان يوماً يتنفس الشهيق والزفير خصوصية؟ هل كان سيقبل أن تتداول صوره بين تلك الأيدي، وأن تنشر في وسائل الإعلام هكذا للقاصي والداني؟ أليس للناس والموتى حرمة لا بد من احترامها؟

وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وخصوصاً الإنستجرام تعكس جزءاً من هذه المشكلة، عدد من الحسابات تهتم بنقل الصور القديمة لشخصيات منها المعروفة ومنها غير ذلك. قد يؤيد البعض توثيق التأريخ، والذي منه الصور، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن البعض من شخوص تلك الصور لا يحبذون نشر صورهم للعامة، قد يراها البعض صوراً جميلة، ولكنها غير محببة للشخص صاحب الصورة، أو أنها صور تقلب عليه المواجع والذكريات لحوادث وأمور لا يعلم بها إلا الله. هذا ما يحدث في يومنا هذا، فما بال القادم من الأيام في المستقبل؟

 

ياسمينة: للصور حرمة، كما للناس حرماتها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/-3kD0shbq4SB67hmT2Y-ymZZIeM-DXENASY4k0/

بقلم : ياسمين خلف

زينت أختي حائط غرفة معيشتها بصورة قديمة لجدي المرحوم، كانت فرحة بها، فقد أهداها زوجها إياها بعد أن اشتراها من أحد المحلات الكبرى في أحد المجمعات التجارية!، نعم لم تكن الصورة ضمن إرث العائلة، ولم تنتقل من يد لأخرى، بل كانت كبضاعة تباع وتشترى!.

ماذا عن صورنا نحن؟ ما الذي سيحل بصورنا التي نلتقطها بداع وبدون داع؟ وماذا عن تلك الصور التي تلتقطها الفتيات في حفلاتهن الخاصة بملابسهن الفاضحة وشبه الفاضحة، أو تلك التي تلتقط في حفلات الزفاف؟ أين سيكون مصيرها؟ وبيد من ستكون في المستقبل؟

لنقل إننا سنحتفظ بكل هذا المخزون من صورنا في ألبوماتنا الخاصة، وسنكدسها في مكاتبنا التي لا تصل إليها يد مجهول، ولا تدقق فيها أعين الغرباء عنا والأجانب، وإن أبناءنا سيحتفظون بصورنا كذكرى يسترجعون فيها الماضي من الأيام الخوالي بعد أن نكون يوماً في عالم وهم في عالم آخر، وأن أحفادنا سيتصفحونها للضحك تارة علينا وعلى طرائق لبسنا وأسلوب حياتنا، وللتعرف على حقبة سبقتهم تارة أخرى، لكن إلى متى ستحتفظ الأجيال المتعاقبة على هذه الصور، وإلى متى ستُحفظ لها خصوصيتها وربما قدسيتها بالنسبة إلينا؟

كما هي صورة جدي، قد تباع صورنا يوماً في أحد المحلات، وقد نكون غلافاً لبطاقة معايدة ربما، والمحظوظ منا قد تُعرض صوره في المتاحف، هذا إن لم تكن مادة للبحث والتحليل تنشر في الصحف والمجلات!.

البعض سيجد أن الأمر لا يستحق كل هذه الهواجس والأفكار وربما القلق، وإن من كانوا بالصور سيكونوا حينها في عداد الأموات، وليس على الميت حرج!. لكن أليس لهذا الذي كان يوماً يتنفس الشهيق والزفير خصوصية؟ هل كان سيقبل أن تتداول صوره بين تلك الأيدي، وأن تنشر في وسائل الإعلام هكذا للقاصي والداني؟ أليس للناس والموتى حرمة لا بد من احترامها؟

وسائل التواصل الاجتماعي اليوم وخصوصاً الإنستجرام تعكس جزءاً من هذه المشكلة، عدد من الحسابات تهتم بنقل الصور القديمة لشخصيات منها المعروفة ومنها غير ذلك. قد يؤيد البعض توثيق التأريخ، والذي منه الصور، ولكن يجب أن لا يغيب عن بالنا أن البعض من شخوص تلك الصور لا يحبذون نشر صورهم للعامة، قد يراها البعض صوراً جميلة، ولكنها غير محببة للشخص صاحب الصورة، أو أنها صور تقلب عليه المواجع والذكريات لحوادث وأمور لا يعلم بها إلا الله. هذا ما يحدث في يومنا هذا، فما بال القادم من الأيام في المستقبل؟

 

ياسمينة: للصور حرمة، كما للناس حرماتها.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/-3kD0shbq4SB67hmT2Y-ymZZIeM-DXENASY4k0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.