استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
استطاعت اللوبيات الصهيونية تحقيق أقصي فائدة من أحداث 11 سبتمبر .2001. هكذا تبدو صورة الامة العربية الاسلامية اليوم، ونحن نمر بذكري أليمة جدا وعلامة فارقة في تاريخ الانسانية عموما والامة العربية الاسلامية خصوصا بعد مضي عامين وتسعة اشهر واحدي عشر يوما.. المستقبل مجهول، لكن الواضح منه هو أولي خطوات تنفيذ مخطط القطب الواحد.. لقد وقع العراق في الاسر.
هذه الاحداث، كلها بدءا بهجمات الطائرات علي مركز التجارة العالمي والبنتاجون وما أعقبها من (مخاطر تهدد الأمن القومي الامريكي)، مهدت لسياسات جديدة تطبق علي الشرق الاوسط، لكننا، لدينا هنا آراء محترمة مع نخبة من المواطنين التقيناهم في هذا الاستطلاع.
حدث له وقع القلق!
ويبدو ان تاريخ 11 سبتمبر ترك بصمة مأساوية وتشاؤمية علي فضيلة الوردي – أخصائية تثقيف صحي – وأم لأربعة أبناء، اذ ان ذلك بدا جليا وواضحا في كلماتها حينما قالت: الخوف يتكرر كل عام مع اقتراب هذا التاريخ المشئوم، بل ان احداث ذلك اليوم تعيد علينا شريط ذكري مرعبة، بكل جزئياتها ومفاجآتها خصوصا ان ما حدث ليس بالأمر الهين البتة! .
وعن آثار تلك الهجمة منذ ذلك الوقت حتي يومنا هذا تقول: ما حدث ليس بالأمر البسيط الذي يمكن تجاهله، لما كان له من مردودات سلبية علي الجميع بلا استثناء، أولها فقدان الشعور بالأمان، حتي أصبحنا ننام ونصحو بقلق وترقب..
والمتضررون كثر أولهم الطلبة الذين تعرض مستقبلهم للضياع بسبب الظروف التي دفعتهم لترك جامعاتهم في أمريكا والغرب وآخرون خسروا تجارتهم وأعمالهم، بل الأدهي والأمر هي تلك المعاملة السيئة للعرب من قبل الاجانب في فترة ما بعد الهجمة، في مختلف مدن اوروبا.
أما عن اليد الخفية التي تقبع خلف تلك الاحداث فتقول: قد يكون الامريكان أو اليهود، او حتي القاعدة فلا استطيع التخمين في الموضوع، ولكن جل ما أتمناه هو أن يمر 11 سبتمبر الحالي بخير وسلام دون اي مفاجآت مفجعة، وان يعم السلام في المنطقة .
ضحايا ما زالوا
علي قيد الحياة
وعلي عكس (الوردي) لا تعتقد الدكتورة نوال المطوع – طبيبة أسنان ان تاريخ 11 سبتمبر سيرتبط بأحداث مؤسفة، كالتي حدثت قبل عامين من الزمان وتقول: ما حدث في البنتاغون أزهق أرواحاً وضحايا وأمواتاً، ولكن الامر لم يتوقف علي تلك الضحايا وحسب، بل تعداه الي ضحايا من نوع آخر ما زالوا يتنفسون الهواء ويعيشون معنا، وأغلبهم من العرب والمسلمين .
وعن تداعيات هذا الحدث تسترسل وتقول: تغيرت النظرة للعرب والمسلمين في الغرب، وجعلت العرب يتعرضون لمضايقات في أعمالهم ودراستهم، حتي بلغ الامر نشوب حرب أفغانستان والعراق، كما وأثرت علي اقتصاد الشرق الاوسط سلبا .. تسكت برهة لتكمل: فنحن لا نعرف سوي السيناريو الذي رأيناه عبر الشاشات الفضية، ولكن ما حدث ويحدث وسيحدث في الخفاء لا علم لنا به، فالنتائج نلمسها بعد تلك الهجمة بلا شك، ونحن كشباب ومسلمين ومثقفين علينا مسئولية ازالة تلك الوصمة والتهمة التي الصقت بنا، لنثبت للعالم اجمع اننا مسلمون ولسنا بارهابيين، فالارهاب ليس من طبعنا، والسلام طريقنا نحو بناء حضارتنا، وان العنصرية ليست في قاموسنا . فالصورة السوداء ان وجدت، يجب ان لا تعمم علي العرب والمسلمين أجمعين! تواصل د. نوال: فالعرب المغتربون اكثرهم من النخبة المثقفة والعاملة، وهذه نخبة اي مجتمع، والانتقام والارهاب لا يرجع حق مغتصب وتلك ليست بحيلة المسلمين لاسترجاع حقوقهم! .
وتختتم بقولها: كلنا سفراء لوطننا بصورة رسمية او غير رسمية، وعلينا ان نحسن الصورة التي تشوهت امام الغرب! . وعن ما يثير تاريخ 11 سبتمبر في نفسيتها فتصرح: انا انسانة مؤمنة، ولا اربط التواريخ بأحداث معينة، فكل ما يحدث في عالم الغيب لا يد لنا فيه .
هويتنا العربية لن تمس
قد يناسب مثل هذا النمط من التفكير (المغلق) حول الهوية العربية والاسلامية ذوي التفكير الاحادي وعقلية الفيتو المتشرنقة والمنغلقة علي ذاتها! .
بتلك الكلمات بدأ محمد الصياد – باحث اقتصادي – حديثه مكملا بقوله: الا انه وبالتأكيد نمط من التفكير غير الصريح بالنسبة للعقول النيرة المتنورة الواثقة من نفسها ومن هويتها والمنفتحة علي الآخرين ولذلك فمن السذاجة بمكان الاعتقاد بأن هويتنا العربية والاسلامية اصبحت مستهدفة من قبل الامريكيين والاوروبيين بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر الارهابية ضد الولايات المتحدة الامريكية، فهذه الهدية لن تضار ولن تمس برسم الواقع العربي المهجري في بلاد الغرب.
أما الذي أسفرت عنه تلك الاحداث من نتائج علي العرب والمسلمين عموماً، فهو أمر عظيم بلا شك، ليس أقله شأناً تلطيخ سمعة العرب والمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتمكين صامويل هنتينغنون وأربابه من الادعاء بصحة ما زعموه بشأن حتمية صراع الحضارات، وتضييق الخناق علي حركة كل عربي ومسلم، سواء كان تاجراً أو طالباً للعلم، بإتجاه أسواق الغرب الصناعي المتقدم .
قدموا بهذه الهجمة
خدمة لأعداء الإسلام
وبانفعال شديد ورفض للعملية التي زعزعت الثقة ما بين العرب والغرب أمريكا بالتحديد يقول الدكتور أحمد اليوشع – باحث اقتصادي: العمل متطرف وإجرامي ومرفوض من قبل أي مسلم حق، والثمن الذي ندفعه كعرب كبير، جراء ما اقترفته ثلة من المجرمين والمحسوبين علي المسلمين، فهم جماعة من الشباب المنظم، ويملكون تقنية عالية، ومستعدون للتضحية في سبيل تحقيق أهداف يسعون اليها، بل أنهم يملكون قدرة تكتيكية في خطف الطائرات والأسلحة .
وكافتراض يسترسل ويقول: لو أنهم امتلكوا أسلحة جرثومية واستهدفوا خلالها بعض المدن، كم من الخسائر سيسببون للعالم أجمع؟ بصراحة بهذا العمل الاجرامي قضوا علي الثقة التي بناها العرب علي مدي 50 عاما مع الامريكيين.. خلال لحظات وساعات سجلها التاريخ! وما حدث شوه صورة وسمعة العرب لدي الشارع الامريكي وأعطوا خدمة ما بعدها خدمة لأعداء الأمة الاسلامية، ليتفرجوا ويتشمتوا علينا، اليس هذا العمل يقع تحت شعار خدمة اليهود؟
ويضيف الدكتور (اليوشع) بقوله: قضت الادارات الامريكية المتوالية ردحا من الزمن بدون وزارة للداخلية، وبعد هذه الهجمة غير المتوقعة جعلتهم يعيدون النظر في منظومة الأمن لديهم، لمطاردة الارهابيين العرب كما تدعي، ويكفي أن نعلم ان أي تأثير في اقتصاد أمريكا التي هي دينامو الاقتصاد سيؤثر سلباً علي الاقتصاد العالمي أجمع!
شريعة القتل
شريعة الغاب
وبنوع من الأسف خرجت كلمات محسن أحمد العصفور – رئيس العلاقات العامة في إدارة الأوقاف الجعفرية ليقول في هذه المناسبة: لم يكن العالم ليفيق علي حدث جلل خلال الفصل الأول من هذا القرن مثل هذا الحدث المؤسف الذي يمثل نقطة سوداء في تاريخ الانسانية، وأياً كانت الدوافع والأسباب فهي لا تتوافق مع مبادئ الأديان السماوية، ناهيك عن الاعراف والمبادئ الانسانية، فاستهداف وقتل الأرواح البريئة، أمر لا يقره الشرع ولا العرف، انما تقره شريعة الغاب .
ويتنهد ويقول بعد صمت لدقائق: ان هذا اليوم المشئوم أفرز لنا الكثير من الارهاصات ارتبطت جدليتها بقضية مفصلية في تاريخ الاسلام والمسلمين، تتمثل من وجهة نظري القاصرة في مبادئ التعاطي مع الصليبية الامريكية، عندما أظهرتها زلة لسان ، جورج دبليو بوش، ووجه الشبه هنا ان القرون الخوالي لا وجود للصهيونية في ذلك الوقت الا النزر اليسير ممن كانوا يتسترون، فثلة هنا وثلة هناك في جحور بنوها لأنفسهم، فلم يكن حكم لويس السادس عشر مرهوناً بحنكته السياسية أو مقدرته الحربية، انما بمدي الصياغة والتناغم مع منهج التثليث والبعثة العظمي التي يتقن اعلانها الكاهن الحاذق من علي أسوار وأجراس الكنيسة.
أما اليوم فأمريكا قد تصهينت بفعل فاعل ارتبط قدرها بلوبي صهيوني عمل في قلب أمريكا لسنوات عدة، ليظهر علي خلفية هذه الواجهة الحقد المتأصل علي النافذة الصليبية.
ويختتم بقولة: ان الشرخ الذي أحدثته أحداث 11 سبتمبر أبرزت لنا ضرورة استرجاع هويتنا المفقودة عبر إعادة صياغة التعاطي الثقافي والسياسي مع أمريكا كجزء من الغرب، فتكثيف الحضور الاسلامي من خلال التعريف بحقيقة ومبادئ الاسلام أمر تحتمه هذه المرحلة علي جميع المستويات الدينية والثقافية، بدءاً من بيتنا الداخلي الدول الاسلامية قبل أن نفكر في تصديره للغرب.
Catpoli
2003-09-11
C: 1
استطلاع أجرته - ياسمين خلف: استطاعت اللوبيات الصهيونية تحقيق أقصي فائدة من أحداث 11 سبتمبر .2001. هكذا تبدو صورة الامة ا...
أحدث التعليقات