التصنيفات:تحقيقات / استطلاعات ( الأيام)

فلة تكتسح باربي وتغازل الأولاد: .. أولياء الأمور: موسم المدرسة إرهاق لميزانية الأسرة

استطلاع – ياسمين خلف:

لم تتوان الطفلة زينب علي الدرازي من استخدام القرطاسية التي زعمت انها اشترتها لاستخدامها المدرسي، فزينب ذات 7 سنوات اصرت علي والدتها شراء الالوان والاقلام قبيل فتح المدارس ابوابها بشهر كامل، وقبل ايام اضطرت والدتها الي شراء قرطاسية جديدة لاستقبال العام الدراسي جديد، دون علم ابنتها!
فزحمة المكتبات والاسواق هذه الايام كبيرة خصوصا ان اولياء الامور ارتأوا تأخير شراء القرطاسية والاقلام والشنط الي أواخر الشهر وبالتحديد مع استلام الرواتب، والبعض منهم خطط ومنذ اشهر لمواجهة الضغط الكبير الذي ينتاب ميزانية الاسرة، بتوفير واقتطاع جزء من رواتب آخر ثلاثة اشهر ، حتي لا يرفضوا طلباً لابنائهم الطلبة والتي قد تؤثر علي حماسهم في استقبال عامهم الدراسي الجديد.
والطلبة وخاصة اولئك ممن هم في المرحلة الابتدائية، يجدون متعة كبيرة في التسوق بين الاوراق التي اكتست بالالوان والصور وبخاصة التي تحمل علي اغلفتها صور لشخصيات كارتونية، والفرحة التي ارتسمت علي وجوههم واضحة، فموسم المدارس كموسم الاعياد لدي اكثرهم، فما رأي اولياء الامور؟ وما هي مقترحاتهم وانتقاداتهم؟! وكيف يخططون لاستقبال موسم المدارس؟! ذلك واكثر ما حاولت مدارات استطلاعه فكانت لنا هذه للقاءات.!
وفي غمرة انشغال أم محمد بالتسوق قاطعناها ووجهنا اليها سؤالاً مفاده: متي تستعدين لموسم المدرسة؟! فضحكت واجابت: انا أم لطفل لتوه في الروضة ومع ذلك فأنا افضل ان اشتري مستلزماته قبيل فترة كافية، حتي لا ادخل في زحام يرهقني، فأغلب الناس يفضلون ان يستعدوا للمدرسة قبل اسبوع او اسبوعين بالكثير، فتجد الاسواق مكتظة بشكل لايتيح للمرء حرية التسوق او حرية الاختيار للأدوات المدرسية الانسب.

فلة جذبت الأنظار

وأكملت: لقد اشتريت معظم ما يحتاج اليه طفلي من ادوات وقرطاسية، وها انذا في المرحلة الاخيرة او كما نقول بالعامية في مرحلة التشطيبات ، واشارت أم محمد الي انها تأخذ ما تتوقع ان تطلبه المدرسات لكورس واحد فقط، وان حدث وطلبوا مستلزمات لم تخطر علي بالها، زارت السوق مرة أخري خلال الموسم الدراسي. وجاء علي لسانها: لدي خبرة كافية لما يحتاجه الطلبة من مستلزمات، لذا آخذ الهامة منها واترك الباقي لاشتريه مع بداية الموسم المدرسي.
وعن مدي اشتراكها في اختيار طفلها للقرطاسية والاقلام والالوان قالت: في احيان كثيرة يجمع طفلي ادوات والوان مختلفة، افرز بعضها لاستغني عن تلك التي لا اجد لها اهمية وآخذ بعضها الآخر فإن رفضت كلها قد يزعل طفلي ويكره الروضة، مؤكدة علي ان موسم المدرسة موسم يسبب ضغطا علي ميزانية الاسرة ويرهقها، واشارت الي ان اكثر الشخصيات التي يفضلها ابنها علي ان تكون علي اغلفة قرطاسيته هي توم وجيري وهني بير وفلة مؤكدة علي ان فلة تجذب انظار الاولاد والبنات علي حد سواء.

احتياجات الطلبة مستمرة

عائلة علوي السيد هادي والمكونة من زوجة وولدين وبنتين كانوا هم الآخرين مشغولين في الاستعداد للمدرسة، خصوصا ان ثلاثة من ابنائه في مراحل دراسية مختلفة روضة، اعدادي، وثانوي وقال علوي احتياجات الطلبة لا تتوقف عند بداية موسم المدارس فحسب، بل تمتد طوال العام الدراسي، بل انها تختلف من مدرس لآخر، ومن مدرسة لأخري وتزداد لدي مدراس البنات، حيث لكل مدرسة اشتراطات ومتطلبات تعتبر اغلبها مبالغ فيها وغير معقولة.
ويتفق علوي مع أم محمد في كون الاستعداد للمدرسة يقتطع جزءاً كبيراً من ميزانية الأسرة ويسبب ارباكاً وضغطاً علي الميزانية، وتلقط خيط الحديث زوجته لتقول: علي المدرسين مراعاة جميع مستويات الطلبة الاقتصادية، فإن كان البعض منهم قادراً علي تلبية متطلباتهم غير المعقولة فإن البعض الآخر يجد أهاليهم صعوبة في الايفاء بها خصوصاً من هم في حالة اقتصادية صعبة وضعيفة، وبذلك فإنهم يخلقون نوعاً من الضغط علي الطلبة وأهاليهم ويشعرون بالفروقات الاقتصادية والتي وبلاشك لها أثر سلبي علي نفسية الطلبة، وعلي مدي الحماس في أدائهم المدرسي.
ويعود علوي ليقول: بوجه عام نحن نحاول ان نشتري الادوات المدرسية العامة من شنط ومقالم وأقلام، ونترك الباقي منها ليحدده المدرسون، وعلي أثرها نعود للمكتبات لنستكمل الاغراض، وعن مدي مشاركته في اختيار ابنائه قال ضاحكاً: هم لا يشاركوننا بل نحن نشاركهم في الاختيار، والصغار دائماً ما تلفت أنظارهم الألوان المختلفة مما يجعلهم يأخذون كل ما يقع بين ايديهم، سواء يحتاجونه أم لا، ومع ذلك نسمح لهم بأخذ بعضها، وإن كنا نرفض البعض الآخر، خصوصاً للأشياء التي لا معني لشرائها، وعن أهم الشخصيات التي يحرص أبناؤه علي وجودها علي اغلفة القرطاسية قالت ابنته مقتطعة الحديث: باربي وفلة وشخصيات ديزني لاند.

أشتري الضروريات فقط..

هذه الأيام استعد فيها لموسم المدرسة، خصوصاً بعد استلام الراتب بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا سامية علي وهي أم لولدين وبنت واحدة، وواصلت: أتسوق وكما ترون لوحدي، فأنا اشتري الضروريات من المستلزمات المدرسية فقط، ولا يعارض أبنائي اختياري فأنا أعرف وبالضبط ما يفرحهم ويعجبهم ويناسبهم، واذا احتاجوا غيرها لمتطلبات المدرسين المختلفة، أستكمل تسوقي أيام المدرسة، تسكت برهة وتكمل: أشتري ما يحتاجونه خلال عام دراسي كامل، وعلي الرغم من حرصي علي شراء الضروريات لا الكماليات الا ان المستلزمات المدرسية وتوابعها من زي مدرسي وخلافه، يمثل ضغطاً علي ميزانية الأسرة، ووجهت سامية رسالة خاصة للمدرسات في الروضة قالت فيها: أعيدوا النظر جيداً فيما تطلبونه من أولياء الأمور، فما الداعي مثلاً لاقامة حفلات اعياد الميلاد واجبار الأهل لاحضار هدية للطفل المحتفل به؟!، فإن أقيم لكل طفل حفلة علي مدار العام الدراسي لاحتاج الاهل ميزانية اضافية للهدايا!! وقالت مضيفة: ناهيك عن ميزانية الرحلات والوجبات، التي تمثل هماً آخر يضاف الي هموم المتطلبات المبتكرة والتي لا توجد في جميع الحضانات والروضات!!

باربي لا تزال علي العرش

ومنذ شهر مضي حرصت زينب يحيي محمد وهي أم لولد وبنتين في المرحلة الابتدائية لتجهيز الزي المدرسي، وتركت أمر القرطاسية والادوات المدرسية الأخري لأيام ما قبل افتتاح المدارس وعن مدي مشاركتهم في اختيار تلك المستلزمات قالت: الاختيار مشترك بيننا، وان حدث ولاحظت ان الاغراض مبالغ فيها، او غير ضرورية اتشاور مع زوجي بخصوصها ونقرر بعدها اما شراءها ارضاء لأبنائنا، او الاستغناء عنها واقناعهم بعدم جدواها.
تواصل زينب بقولها: نأخذ كمية كافية من تلك الادوات والمستلزمات، وان لم تكف عدنا مرة أخري للمكتبة لاستكمالها، فأنا لدي خبرة كافية بما يحتاجه الطلبة، ولا آخذ الا الضروري منها، وبخاصة الدفاتر التي اترك امرها لحين يقرر المدرسون احتياجهم منها، اذ تختلف من مادة لأخري ومن مدرس لآخر.
وتتمني زينب لو يخفف المدرسون متطلباتهم وحصرها بما هو ضروري وبخاصة في مدارس البنات والتي وبحسب رأيها تجدها مبالغ فيها ولا داعي لها في كثير من الأحيان، وعن أهم الشخصيات التي يحبذها أبناؤها قالت دون تردد باربي لا تزال علي عرش اهتمام ابنتي، ولاعبو كرة القدم أهم اهتمامات ابني.
الأسعار معقولة

ليلي جناحي أم لبنتين في المرحلة الابتدائية، تستعد لاستقبال العام الدراسي بفترة لا تزيد عن الأسبوعين كل عام، وجاء علي لسانها، الشنط والمقالم والزي المدرسي أولي اهتماماتي بعدها أبدأ في الاستعداد بالنسبة للقرطاسية، وأفضل ان اختارها بنفسي، اذ ان ابنتي لا تعترضان علي اختياري الذي يعجبهم في كل الأحوال، وعن الميزانية التي تحددها لاستقبال موسم المدرسة، اشارت الجناحي بقولها: أحاول كل عام أن أدخر جزءا من الراتب للاستعداد لهذا الموسم، علي الرغم من كون الاسعار مناسبة ومعقولة، فبلاشك تلك الاحتياجات تمثل ضغطاً علي ميزانية الأسرة.

لا يقل احتياج الطالب عن 100 دينار

وتقترح وفاء سند وهي أم لطفلة في الروضة تخصيص مكرمة للمواطنين مع بداية الموسم الدراسي او زيادة رواتب الموظفين بما لا يقل عن 50 دينارا للإيفاء بمتطلبات الطلبة الدراسية، وأوضحت بقولها: احتياج كل طالب مع بداية موسم المدارس لا يقل عن 100 دينار علي الاقل، وذلك يمثل ضغطاً علي الاسرة، وبخاصة تلك التي لديها أكثر من طفل واحد، فياحبذا لو تم تخصيص مكرمة للمواطنين خلال موسم المدارس لمساندة الأسر للإيفاء باحتياجات أبنائهم الطلبة.
وقالت: أنا هنا لست فقط لاشتري لابنتي ما تحتاجه من ادوات مدرسية، بل لأشتري لنفسي فأنا الأخري طالبة جامعية وأحتاج لقرطاسية وأضافت: ابنتي تختار لنفسها ولكن بتوجيه مني فهي تمارس الرسم والتلوين سواء في المدرسة او في المنزل ولذا فهي تشتري الألوان والدفاتر طوال العام كهواية، وأنا كذلك أحرص علي شراء ما يساعدني علي تنمية هواياتها وزيادة معرفتها، فالمدرسات في الروضة لا يدرسونها كل شيء فأحرص أنا دائماً علي سد تلك الثغرة بشراء القصص التعليمية لأدرسها بنفسي في المنزل، وقالت مختتمة: علي فكرة بدأت الدراسة في الروضات منذ اسبوع مضي وأنا الآن أشطب علي احتياجاتها التي انتهيت من معظمها، وقبل ان نودعها سألناها عن أكثر الشخصيات التي تحبذ ابنتها وجودها علي قرطاسيتها قالت مجيبة فُلة أما باربي فقد راحت عليها هذا العام.

الشراء لفصل دراسي واحد فقط!

قبل شهرين أو ثلاثة نخطط لاستقبال هذا الموسم الذي يعتبر أحد المواسم الضاغطة علي ميزانية الأسرة بتلك الانطلاقة شاركنا الرأي محمد خليفة وهو أب لخمسة اطفال ثلاثة منهم في مراحل الدراسة الابتدائية، وقال مسترسلاً قبل شهر من بدء الدراسة نجهز الزي المدرسي، حرصاً منا علي عدم التزاحم مع الناس علي محلات الخياطة التي ترفض في نهاية الأيام استقبال اي طلبات جديدة، خوفاً منها من عدم تجهيزها في الوقت المناسب، أما عن القرطاسية فلا آبه في تأخيرها، واشتريها علي المزاج ومتي ما توافر المال لشرائها، والتي غالباً ما أعهدها لزوجتي لانشغالي أكثر الوقت في العمل.
ويشرك محمد ابناءه في عملية اختيار ما يحتاجونه من مستلزمات مدرسية وجاء علي لسانه: أشترك أنا وزوجتي مع ابنائنا في عملية اختيار تلك المستلزمات، وغالباً ما يأخذ ابنائي فوق احتياجهم لاستخدامهم الشخصي في المنزل، وحتي لا نزعلهم نشتريها لهم وبخاصة الألوان ودفاتر الرسم والتلوين.
ومع ذلك نأخذ ما يحتاجونه لفصل دراسي واحد فقط.
وكسابقيه يهتم موسي علي وهو أب لطفل في المرحلة الابتدائية بشراء الضروريات من المستلزمات المدرسية، تاركاً الباقي منها ليحددها المدرسون، وقال في ذلك، الزي المدرسي انتهينا منه قبل اسبوعين، وهأنذا اشتري الاساسيات من القرطاسية والاقلام والألوان بالاضافة الي شنطة المدرسة، تاركاً الباقي من الحاجيات الي وقت تحديد المدرسين لها.
وأضاف: ابني يشترك معنا في الاختيار، يضحك وهو يواصل: الا انه ولصغر سنه فهو يبحث عن العاب ويضمها الي احتياجاته المدرسية واشتري له بعضها وفي أحيان كثيرة لا نستطيع ثنيه عنها، وعن مدي تأثير تلك الاحتياجات علي الميزانية أكد انها تعتبر معقولة وبسيطة بعض الشيء، كون ان لديه طفل واحد فقط، مما لا ينطبق علي الأسر ذات الأطفال العديدين، وعن أهم الشخصيات التي يفضلها ابنه اشار الي انها الشخصيات الكارتونية التي من اهمها سبايدر مان وعلق مختتماً بقوله: في أحيان كثيرة لا أحبذ أن يشتريها لما تحويه من عنف يفوق سنه.

الطفل بحاجة لمتابعة

خالد الأمين مدير اسواق ميدوي قال ان الرسالة الأولي والأكثر أهمية ينبغي ان توجه الي الاسرة، فالوالدان عليهما ان يهتما بأولادهما ويتابعونهم أولاً بأول ويحرصان علي ان يكونوا متفوقين وايجابيين لينهلوا من العلم ما يعينهم علي الحياة ويوفر لهم فرص خدمة وطنهم، من هنا -يضيف خالد- يجب ان يحرص أولياء الأمور علي المساهمة الفاعلة في مجالس الآباء بالمدارس لمناقشة ومتابعة نشاط أبنائهم، ذلك ان الطفل بحاجة ماسة الي المتابعة وهذه مسئولية أولياء الأمور.
أما وزارة التربية والتعليم – يقول الأمين – فدورها كبير وأساسي ومهم وعليها ان تبذل الكثير لتطور المناهج حيث الواضح ان الجميع وفي كل عام يشتكي من المناهج ويصفها بأنها تلقينية، لهذا اري ان توقيع الاتفاقية بخصوص مدارس المستقبل خطوة طيبة في هذا الصدد كما ان علي الوزارة ان تقوم بعملية تقييم المدرسين والاداريين باستمرار لضمان تحديث العملية التعليمية، كما شدد خالد الأمين علي أهمية التعاون بين الأسرة والمدرسة ورأي انه اساس نجاح اي طالب.

أمنية… وحلم كبير

عائشة الشيخ الاستاذة بقسم العلوم النفسية والاجتماعية بكلية العلوم الصحية قالت: كأكاديمية اتمني ان تكون هناك نقلة تكنولوجية خلال هذا العام الدراسي وان نتحول من الاعتماد علي الكتاب التقليدي الي ما يثير في الطلبة حب التعلم، لذا اتمني ان نستثمر قدر الامكان في تكنولوجيا التعليم، فقد سبقتنا في هذا المجال دول كثيرة.
لكن الشيخ نبهت الي ان الدخول في الاستثمار في التكنولوجيا يجب ان يشمل ايضاً تأهيل أولياء الأمور في هذا المجال حيث لا يكفي تأهيل الطلبة باعتبار ان اولياء الأمور اذا لم يكونوا مؤهلين في هذا الجانب لن يتمكنوا من متابعة أبنائهم، اذن لابد من عملية محو الأمية التكنولوجية لدي أولياء الامور وهذا دور يقع علي عاتق وزارة التربية والتعليم، ومختلف المؤسسات ذات العلاقة، انها أمنية وحلم كبير.
واضافت الشيخ: علي مستوي الواقع لابد من المدرسين وأولياء الأمور ان يتواصلوا ولا يكتفوا باليوم المفتوح فمن المهم تقوية الجسور بين هذين الطرفين ليعود الخير علي الابناء، كما اري ضرورة ان تكون مناهجنا أكثر اثارة للطالب وللمربي ولولي الأمر، فالأطراف الثلاثة هذه اذا وجدت في المنهج ما يثير حب التعلم والابداع تبدع، كما علينا ان نهتم بالبحث العلمي ولا نكتفي بالتجارب البسيطة الموجودة في الكتب المقررة والابتعاد عن النظري بقدر المستطاع الي العملي والاستفادة من الانترنت واستغلال كل امكانيات أولياء الأمور والمدرسة ليثمر العام الدراسي.
واقترحت عائشة الشيخ ان تعتمد المدارس الحكومية علي ما وجدته في المدارس الخاصة حيث يتم توفير دفتر خاص لكل طالب للمتابعة يتم فيه تسجيل برنامج العمل اليومي للطالب علي شكل اجندة يطلع عليها أولياء الامور يومياً ويكون عبارة عن بريد للتواصل اليومي بين المربي وولي الأمر، وعبرت عن أملها في ان تأخذ الوزارة بهذا المقترح وتعميمه علي جميع المدارس لما فيه من منفعة واضحة خاصة وانه سهل التطبيق ولا يكلف شيئاً.
الدكتورة شعلة شكيب رئيسة جمعية المستقبل النسائية والقائم بأعمال مدير ادارة الخدمات بوزارة الصحة قالت: بداية اتمني ان يحالف التوفيق جميع القائمين علي عملية التدريب من مدرسين واداريين وموجهين بالاضافة الي الطلبة، ثم اوجه نداء الي جميع التربويين لوضع اسس تقويمية صحيحة من بداية العام لتقييم الطالب بصفة مستمرة بحيث يتم اكتشاف اي تأخر لدي الطالب في مرحلة مبكرة وايجاد الحلول أولاً بأول.
ورأت الدكتورة شكيب ان مهمة التربية في المدارس تتقدم علي مهمة التعليم وقالت: من المهم وضع برامج تربوية هادفة الي جانب تدريس المقررات ومن ذلك علي سبيل المثال المحاضرات وتوعية الطلبة بأمور حياتية ومعاصرة مهمة مثل العولمة وتدريبهم علي استخدام الانترنت بالشكل الذي يعود بالنفع عليهم، وكذلك العمل علي رفع القدرات القيادية لدي الطلبة باعتبار ان مدارسنا تفتقر لهذا الجانب وكمثال علي هذا غياب نشاط الخطابة وهو نشاط مهم للغاية يغرس في الطلبة روح القيادة والشجاعة، اذن مهم جداً ان تكون مدارسنا قادرة علي صنع اجيال قيادية.
وشددت الدكتورة شعلة علي أهمية دور وزارة التربية والتعليم وكذلك دور الاسرة ولفتت إلي ضرورة توعية الطالب بدوره، ورأت ان معرفة كل طرف في العملية التعليمية لدوره وأدائه بالشكل الصحيح يؤدي إلي النجاح باعتبار ان هذه العملية مشتركة ولا يمكن لطرف دون آخر القيام بها فهي مسئولية جميع الاطراف، كما ان علي المدرسة وأولياء الامور ان يكونوا موضوعيين في المتابعة والمحاسبة.
واختتمت رئيسة جمعية المستقبل النسائية حديثها بالتعبير عن امنياتها للجميع بالتوفيق وخصت بالذكر المعلمات وقالت اننا ننحني لهن إجلالا واحتراما تقديرا لدورهن في عملية صنع رجال وقادة المستقبل.
بدرية ميرزا (ناشطة اجتماعية) قالت: بالتأكيد نتمني ان يظفر ابناؤنا بعام دراسي ناجح وحافل ولكن لابد ان نشير الي امور نعتقد انها مهمة وتسهم في نجاح العام الدراسي، من ذلك مشكلة مناهج التعليم وللمناهج قصة طويلة واعتقد ان مناهجنا تفتقد للعلوم الانسانية، والمعلوم ان المناهج يمكنها ان تربي الطفل علي التشدد فيخرج متشددا ويمكنها ان تربيه علي التسامح فيخرج متسامحا ومتقبلا للآخر. انا لست متخصصة في المناهج ولكنني استطيع ان ألاحظ أثر المناهج في سلوك أبنائي، واعتقد ان ما يراه الطفل في المناهج والمقررات الدراسية يختلف عما يراه في الواقع وهذا يتطلب منا التريث ومراجعة مناهجنا.
ورأت ميرزا ان نظرة ابنائنا للجنسيات الاخري التي تعيش بيننا نظرة دونية وانها نتاج مناهجنا التي لا تركز علي ثقافة التسامح بالشكل الكافي حتي صار ابناؤنا ينظرون حتي الي العرب بنفس هذه النظرة بل صاروا ينظرون الي بعضهم البعض حسب المذهب، ما يعني وجود ثقافة ينبغي ان نرفض تداولها وتعزيز روح المواطنة والتسامح بدلا عنها ليتعاملوا مع المجتمع بنضج، ودعت الي معالجة الخلل في مناهجنا وثقافتنا واعلامنا.
واختتمت بدرية ميرزا حديثها بالاشارة الي ضرورة ان يحصل الطلبة علي دعم حكومي سنوي مناسب في كل موسم دراسي خاصة وان أغلب الطلبة من ذوي الدخل المحدود بينما مصروفات الاستعداد للمدارس كثيرة.

50 % زيادة عن العام الماضي

قال نائب مدير المشتريات بمحلات رامز عبدالملك العوضي ان ما تم استيراده من مستلزمات مدرسية لهذا العام زاد بنسبة 50 % عن العام الماضي مشيرا الي ان الاقبال علي شراء المستلزمات الدراسية يبدأ عادة قبل شهر كامل من افتتاح المدارس ولكنه يتزايد مع اقتراب الافتتاح وبدء العام الدراسي.
وقال العوضي ان ما يميز المستلزمات المطروحة في السوق هذا العام هو توحيد شكل ولون الدفاتر والاقلام والشنط ما يعني ان الطالب يأخذ مجموعة ادواته المدرسية علي شكل واحد وهي اغلبها علي شكل ديزني لاند او الشخصيات الكارتونية المحببة لدي الاطفال، وكذا الامر بالنسبة للكبار حيث رسمت علي مجموعة الادوات والمستلزمات الخاصة بهم صور لشخصيات أو فنانين ومطربين.

Catedu
2004-09-04

استطلاع - ياسمين خلف: لم تتوان الطفلة زينب علي الدرازي من استخدام القرطاسية التي زعمت انها اشترتها لاستخدامها المدرسي، ف...

إقرأ المزيد »

فساتين الزفاف والسهرة.. سوق لها رواد

كتبت- ياسمين خلف:
عندما تحدد الفتاة في مملكة البحرين موعدا لزفافها.. لا يقف الفستان عقبة في طريقها، كما هو الحال في باقي دول الخليج، كما ان معاناة البحث عن قطعة القماش المناسبة والموديل المميز، اخذت تنتهي مع الوقت، مع ظهور محلات مخصصة لتأجير فستاتين الزواج ومستلزماته، وما علي العروس الا انتقاء ما تريده من تلك الفساتين، وان لم تجد الموديل الذي يشبع غرورها، فبإمكانها تحديد الموديل وقطعة القماش لتكون هي اول من تلبس ذلك الفستان للمحل ليتم عرضه للتأجير، مع باقي المستلزمات من حذاء وباقة الورد، والقفاز والاكسسوارات وصينية وكؤوس العصير والسلال وسفرة العجم الخاصة بليلة العمر .
ليدي مون فاشن احد محلات تأجير فساتين الزفاف وتطلعنا احدي العاملات علي شروط التأجير وتقول.. عند التأجير لاي فستان سواء للزفاف او الخطوبة، نطلب من الزبون البطاقة السكانية لأثبات الهوية، مع التعهد بالمحافظة علي نظافة الفستان والاكسسوارات وعدم وضع العطور علي الفستان. ويكون استلام الفستان والاكسسوارات لزبائن مملكة البحرين في نفس يوم الزفاف صباحا والترجيع في اليوم التالي مباشرة الساعة التاسعة صباحاً، واذا لم يتم ترجيعه في الموعد المحدد يعتبر التأمين لاغياً، وتحتسب اجرة يوم آخر، اما بالنسبة لزبائن دول مجلس التعاون فيكون استلام الفستان قبل موعد الزفاف بيوم واحد، وترجيعه يكون بعد يومين من الزفاف، وفي حالة عدم ارجاعه في الموعد المحدد يحتسب مبلغ وقدره 50 دينارا بحرينيا عن كل يوم تأخير ويقتطع ذلك من مبلغ التأمين.
وتصل قيمة التأمين للتأجير نحو 20 دينارا، كما ويحدد ذلك حسب قيمة الفستان والاكسسوارات للزبائن من دول مجلس التعاون، ولا يتم تسليم الفستان في اي حال من الاحوال، اذا لم يتم دفع مبلغ التأمين المتفق عليه بالكامل عند الاستلام. وعند ترجيع الفستان والاكسسوارات يسترجع قيمة التأمين بالكامل حسب الشروط المتفق عليها، وخلاف ذلك يستقطع قيمة اي تلف او ضرر يحدث لأي من القطع المؤجره، كما يستدعي ابراز الرصيد الاصلي عند استلام الفستان وعند الترجيع لاستلام مبلغ التأمين.
وفي حالة حدوث اي ضرر لفستان محجوز بسبب الاستعمال من قبل زبون آخر، فاللزبون الحق في استرجاع قيمة حجز الفستان او اختيار فستان آخر في حدود السعر المتفق عليه، ولا يتحمل المحل اي مسئولية لهذا الضرر اللإارادي. كما لا يحق للزبون تغييز تاريخ الحجز او تبديل الفستان اكثر من مرة واحدة. ويجب ان يكون ذلك قبل تاريخ الحجز بمدة اسبوعين علي الاقل، ويكون قبل تضبيط الفستان علي المقاس المطلوب. خلاف ذلك سوف يلزم بدفع قيمة هذه التضبيطات، وفي حالة تبديل الفستان الي اخر تحدد قيمة الفستان الجديد في حينه بحيث يكون نفس السعر او اكثر.
اذا حجز الزبون الفستان لتاريخ معين لا يحق له بعد ذلك الاعتراض علي تأجير نفس الفستان لزبون آخر، ما لم يتفق مع المحل علي ذلك عند الحجز، وتدوين ذلك الشرط علي رصيد التأجير، وبعد التوقيع علي اتفاقية التأجير لا يحق للزبون طلب اكسسوارات حذاء، باقة ورد، اكسسوارات الخ غير متوفرة في المحل او طلب تخفيض من قيمة الفستان في حالة عدم الرضا عن تلك الاكسسوارات المتوفرة، حيث ان هذه الاكسسوارات تعتبر اضافة الي الفستان، يوفره المحل الي الزبائن، اما في حالة حدوث اي تلف او ضرر لباقة الورد يجب علي الزبون دفع مبلغ وقدره 5 دينار بحريني اضافية، وفي حالة الغاء الحجز لاي سبب من الاسباب فان المبلغ الذي يدفع لحجز الفستان غير قابل للاسترجاع.
وتبدأ اسعار الفساتين من 80 دينارا بحرينيا، ويصل البعض منهم الي 600 دينار بحريني، حيث تحدد قيمة التأجير بحسب سعر الفستان الاصلي، فاذا كلف تجهيز الفستان 600 دينار بحريني فان قيمة التأجير تصل الي 300 دينار وقيمة التأمين 300 دينار، ويزيد الاقبال علي الموديلات البسيطة ذات الكريستال القليل ويعتبر شهر ربيع هو اكثر الشهور الذي يزيد فيه اقبال الزبائن وبالمثل ما قبل شهر رمضان وبعده، اما شهر محرم وصفر ورمضان فتقل فيه الاعراس ويقل فيه تأجير الفساتين. كما ان الزبون من دول مجلس التعاون يستدعي ان يكون هناك من يكفله، علي ان يكون بحريني الجنسية وذلك للرجوع اليه في حال عدم ارجاع الفستان، احداهن قالت: لم تكن هناك فساتين زواج للتأجير قبل 12 سنة اي عندما تزوجت فقمت بتفصيله، والي اليوم اضعه في خزانة ملابسي ولم استفد منه بشيء بل ان اخذ حيز من خزانتي.. ليتني استطعت تأجيره بدلا من تفصيله!!! وتقول اخري كلفني فستان زفافي 1500 دينار ولم البسه غير مرة واحدة.. يوم زفافي!! فمبروك لعروس اليوم، مبروم لزوجها ومبروك لتأجير الفستان بثمن مناسب!!!

catfeat
2003-01-09

كتبت- ياسمين خلف: عندما تحدد الفتاة في مملكة البحرين موعدا لزفافها.. لا يقف الفستان عقبة في طريقها، كما هو الحال في باقي...

إقرأ المزيد »

فرق مسرحية شبابية جسدت ملحمة الطفوف


كتبت – ياسمين خلف:

المصاب الذي ابكي السماء دماً لم يغب ولن يغيب عن قلوب المسلمين قاطبة، ومن بينهم شباب أهل البحرين من مختلف القري، والذين – بشكل مطور – عمدوا الي تجسيد الاحداث المؤلمة التي حدثت لأهل البيت ع في أرض كربلاء..
قد تقف العوائق المادية حائلاً في تحقيق ما يصبو اليه الشباب ولكنهم وبجدارة حققوا الكثير متحدِّين كل صعب في سبيل احياء ذكري أبو الشهداء .. شباب بني جمرة مثال حي علي ذلك فقد جسدوا الواقعة الأليمة من خلال عرض تمثيلي يضم اكثر من 200 ممثل و15 فرساً و4 جمال، في الساحة الجنوبية من القرية ليلة الحادي عشر من شهر محرم، ليشاهدهم اكثر من 20 ألف مشاهد من مختلف قري البحرين ومدنها بل استقطبوا حتي مواطني دول الخليج علي مدي ساعتين متواصلتين..
اخذت الفكرة من العراق سنة 1975، ومن ذلك الوقت طورت التمثيلية شيئاً فشيئاً حتي عدت اليوم عملاً يفتخر به كل من عمل او شاهد المجهود الذي يبذله الطاقم الفني، بدءا من تصميم الملابس ومكياج الممثلين وانتهاء بالمؤثرات الصوتية والمرئية والمونتاج.

ماذا قال المشاركون؟!
اول من لعنني والدتي ذلك ما قاله محمد منصور جواد القائم بدور عمر بن سعد مكملاً: اكثر ما نركز عليه ادوار 15 شخصية من خلال 13 مشهداً، وعلي الرغم من ان شخصية الامام الحسين ع هي المحور الا اننا لا نجسدها بل نشيد بها علي لسان الشمر واتباعه وهم يمدحونه من خلال حواراتهم واشعارهم.
احمد هارون – المشرف العام يؤكد علي ان كل شاب مشارك في العمل يقوم بأكثر من مهمة بالاضافة الي قيامه بالتمثيل خوفاً منه علي سير الامور بالشكل المطلوب مما يجهده ويتعبه، وعن عدم مشاركة النساء في العمل اشار الي ان الاعراف والتقاليد لا تسمح بذلك وتفادياً للاخطاء السابقة في السنوات الماضية سيتم مكساج صوت القائم بدور السيدة زينب وسكينة وفاطمة الصغري عبر جهاز الكمبيوتر، بالاضافة الي مضاعفة قوة الاضاءة ست مرات مع زيادة المؤثرات الصوتية والمرئية كحركة مياة المشرعة .
الشمر والقائم بدوره ابراهيم هارون يؤكد علي انه في حالة نسيان الممثل للحوار يقوم بالارتجال بناءً علي الخلفية السابقة للرواية التي تربي عليها وسمعها منذ نعومة اظافره، وقد يدخل المعلق ويسد الفراغ بتعليق او بابيات شعرية. وعن اهم المعوقات كما ذكر عبدالحسين يوسف نجم الدعم المادي والذي يسدون جزءاً منه من خلال تبرعات بعض المحسنين وجمعية العزاء ومأتم غرب في القرية، ومن خلال ريع بيع الاشرطة المسجلة للتمثيلية والذي يبلغ قيمته دينارين ونصف الدينار، مشيراً في ذات الوقت الي انهم قد تجاوزوا مشكلة تأجير المعدات التي تم شراؤها هذا العام..

ليلة الملحمة الدامية
وفي قرية المعامير وعبر فرقة المعامير الفنية ستعرض تمثيلية اخري بعنوان ليلة الملحمة الدامية ليلة الرابع عشر من محرم في العكر الشرقي، في الساحة المقابلة لمسجد الشيخ سهلان، وعنها يحدثنا عبدالحسين عباس مرهون المؤلف والممثل والمخرج قائلاً: يعتبر هذا العمل امتداداً لاعمال سابقة كأوبريت حنين الثكالي و عودة الفارس من كربلاء وسكيج شموخ نهاية والعمل المزمع عرضه هذه الايام جاء بالتعاون مع الهيئة المحمدية في العكر الشرقي، وسيشارك فيه اكثر من 100 ممثل، مع انعدام العنصر النسائي لوجود بعض المشاهد التي قد تحتم فيها تلاحم الاجساد كمشهد وقوع جسد السيدة زينب علي جسد الامام ع ..
ويذكر جعفر يعقوب ممثل ان ما يعيق عملهم ضعف الامكانيات المادية لدرجة ان كل ممثل سيشارك يطلب منه توفير الملابس الخاصة بالدور من امواله الخاصة!!، بالاضافة الي عدم تفرغ الممثلين للتدريب لارتباطهم بوظائفهم.. مشيراً في ذات الوقت الي ان العمل التمثيلي محاط بكافة احتياطات السلامة من سيارة اسعاف وخيمة للاسعافات الاولية واحدة للرجال وأخري للنساء وخيمة أخري لمواجهة اي حريق قد يحدث جراء حرق الخيام توفرها شركة بابكو ..
وعن فكرة اقامة تمثيلية لـ واقعة الطف ليوم العاشر من محرم يقول كل من رياض عبدالجليل القائم بدور الشمر بن ذي الجوشن و ميرزا احمد القائم بدور فضة خادمة فاطمة الزهراء ع : سيتطلب ذلك امكانيات أعلي وتدريباً اكثر لفنون استخدام الرماح والسيوف، مؤكدين علي ان ذلك ليس بالامر المستحيل لو تضافرت الجهود لكافة الفرق في مختلف قري البحرين، متمنين لو يتم بث تلك الاعمال عبر وسائل الاعلام المرئية والمطبوعة، بعدما تجاوزوا ذلك ببثها عبر قرآن نت..

catfeat
page14.pdf
2003-03-14

كتبت - ياسمين خلف: المصاب الذي ابكي السماء دماً لم يغب ولن يغيب عن قلوب المسلمين قاطبة، ومن بينهم شباب أهل البحرين من مخ...

إقرأ المزيد »

على الرغم من اختلاف الآراء نعم.. البعض يسيء للتكنولوجيا

استطلاع – ياسمين خلف:

من المؤسف ان يوصم العرب بأنهم عامل مسيء للتكنولوجيا، وبأنهم في الوقت الذي يتجه فيه الغرب الى الابداع، والاختراع نجدهم مستهلكين فقط! وياليت الامر يقف عند ذلك فحسب، بل انهم يتجهون في كثير من الاحيان الى استهلاك التكنولوجيا فيما لا يفيد لدرجة ان البعض يراهم مسيئين للتكنولوجيا »نفسها«! بالطبع الامر لا ينطبق على الجميع، فهناك زرافات وزرافات من العرب يسخرونها بالشكل الذي يخدم العلم والمعرفة، او على الاقل بالشكل المناسب.. البحرينيون كيف يجدون هذا الاعتقاد؟! اهم معه او ضده؟! وما ايجابيات وسلبيات التكنولوجيا التي تفاجئنا كل يوم بجديد وغريب؟!وكيف لنا ان نحمي انفسنا وابناءنا من آثارها السلبية التي لا ينكرها احد؟! هذا واكثر هو ما ناقشناه مع من استطلعنا اراءهم.. فإلى تلك الآراء… بداية يجب ان نعي ان التكنولوجيا الحديثة بمفهومها العام والعريض لم تصل بعد للعالم العربي، فالتكنولوجيا البيولوجية »المسالمة« والفضائية على سبيل المثال لا يوجد لها ذكر في هذه الاقطار.
تلك كانت ديباجة بدأ بها رئيس العلاقات العامة في ادارة الاوقاف الجعفرية محسن احمد العصفور والذي استرسل بقوله: ان استخدام الدول العربية للتكنولوجيا »المتأخرة« لم تصل الى المستوى الذي يمكن ان يعول عليه احداث تغيير في المستويات الاقتصادية والصناعية والثقافية والمعلوماتية والاتصال، اما من ناحية سوء استخدام التكنولوجيا بشكل عام فهو امر في غاية الخطورة، فبقدر ما يستطيع الانسان في هذا العصر من الاستفادة القصوى من التكنولوجيا وتسخيرها لاغراض السلام والخير والرفاهية، بقدر ما هي وبال ودمار على الانسانية اذا ما اسيء استخدامها، كالهندسة الوراثية والتكنولوجيا البيولوجية.
سكت برهة ويكمل: اكبر مثال على ذلك الاكتشافات التجريبية المتعلقة بالاستنساخ، وتطوير الاسلحة البيولوجية، وتكنولوجيا الاتصال المتمثلة في الهجمات الفيروسية ومدى الدمار الذي تسببه للانظمة والاجهزة ناهيك عن اختراقات مجرمي التقنية الحديثة، والذين يستخدمون البطاقات الائتمانية بعد رصدها على شبكة الانترنت، اذ يتسللون الى شبكات البنوك والشركات الكبرى وهو دليل ما بعده دليل على سوء استخدام التكنولوجيا.
ويكمل »العصفور« اما فيما يتعلق بسوء استخدام العرب بصورة عامة والخليجيين بصورة خاصة، فإن الامر يمكن ان نقسمه الى مستويين، الاول يتعلق بسوء استخدام هذه التكنولوجيا، فاستخدام الخليجيين مثلا للانترنت في اغراض غير مفيدة اكثر منه من الاغراض المفيدة! اما المستوى الثاني والاكثر بروزا وتعقيدا فهو استخدام ادوات التكنولوجيا من باب الترف والرفاهية!! واستخدامها من هذا المنطلق يعتبر هدرا للاموال العامة من ناحية، وهدرا للطاقات من ناحية اخرى، وهي الاكثر اهمية من وجهة نظري، وذلك اذ ان الجهد والوقت عاملان اساسيان مهمان يشكلان اهم عناصر توجيه الطاقات اذا ما استمر في توظيف عناصر التكنولوجيا الحديثة، اذ ان الاستخدام الامثل للتكنولوجيا واقعا لا يتحقق الا بتنظيم هذين العنصرين بما يعود بالنفع على تطور الادوات المستخدمة في التكنولوجيا الحديثة.

لا بد من الموازنة

ويجد »العصفور« عدم استيعاب اصحاب القرار في الاقطار العربية لاهمية ربط الطاقات بعناصر التكنولوجيا، ويرى ان هذا يعتبر المشكل الكبير، والعقبة التي يجب التأكيد عليها، ليستطيعوا مواكبة التكنولوجيا عن طريق حسن التفاعل معها بعمل موازنة وذلك بتدريب طاقات بشرية كفوءة لتتمكن من استخدام عناصر وادوات التكنولوجيا المختلفة بغرض الاستفادة القصوى منها لتحقيق الاهداف المنشودة.

ليست قاعدة

ويعترض عيسى حبيل – موظف في القطاع الخاص على مقولة ان العرب يسيئون استخدام التكنولوجيا ويرجع الامر الى الشخص المستخدم لها ومدى ثقافته وفكره وهدفه من استخدامها سواء كان عربيا او غربيا.
ويقول: هناك فئة تسخرها بما هو مفيد وهناك فئة قد تتسلى وتسيء استخدامها ولكن لا يمكننا ان نجعلها قاعدة، بل يمكن ان نقول ان العرب ولتوجههم الديني قد يكونون الاكثر تحفظا في استخدامها!
وعن الطرق التي يمكن من خلالها حماية الابناء من اضرارها وسلبياتها قال: الاعلام بشتى انواعه وبخاصة البرامج التلفزيونية بحكم سعة انتشارها مسئولة عن التثقيف، وعلماء الدين ودورهم في الوعظ لا يقل اهمية، ومسئولية اولياء الامور كبيرة ويمكنهم ان يلجأوا مثلا لوضع جهاز الكمبيوتر في »الصالة« حتى يكون ابنهم الطفل او المراهق تحت المراقبة التي تحميه من المواقع غير الاخلاقية.

لنثبت العكس

ومن المنطق نفسه يدعو فريد يوسف المحميد – موظف في وزارة الصحة الاهل الى مراقبة ابنائهم في حال استخدامهم للتكنولوجيا التي قد تكون ممزوجة بالايجابيات والسلبيات. ويقول (وقد كان لتوه قد دفع فاتورة استخدامه للانترنت) للتكنولوجيا ايجابيات تزيد على السلبيات ولكن ذلك يعتمد على مستخدمها وليس ذلك فحسب بل لمن يعرف اسرارها!
وعلى »بتلكو« ان تخفض من اسعارها لتتيح لاكبر عدد ممكن من المواطنين استخدامها ولاسيما فيما يخدم دراساتهم وبحوثهم.. يتمتم ويقول: كل واحد يعرف دربه، فإن اراد استخدامها بما يفيده سوف يعرف كيف يصل اليها والعكس صحيح! وانا لا اؤيد من يقول ان العرب يسيئون للتكنولوجيا، ولذلك علينا ان نثبت لمن قالها العكس ونسخرها فيما هو نافع ومفيد.

نعم.. يسيئون للتكنولوجيا

وبرد فيه نوع من الانفعال قالت زبيدة سلمان احمد – وهي موظفة وام لاربع بنات وولد – اصلا التكنولوجيا التي تصدرها الدول الغربية والاوروبية تلقي سلبياتها علينا بل وتنعكس سلبا عليهم ايضا، فالاوروبيون ليسوا بمأمن من نتائجها، فالتكنولوجيا لا تعرف جنسية محددة وعلينا نحن العرب ان نعي جيدا، ان ليس كل ما هو غربي يصلح لنا نحن العرب الذين نتمسك بالدين والاخلاق التي امرنا بها الله عز وجل.
فلابد من وجود قيود وخطوط حمراء عند استخدام التكنولوجيا وان لا نقارن انفسنا بالغرب الاكثر تحررا، وان لا نسمح لهم بأن ينقلوا لنا امراضهم وعقدهم، تسكت وتواصل: الفضائيات خير دليل، فقد اخترقت بيوتنا واثرت على اطفالنا، لا نقول اجمعهم ولكن فئة كبيرة منهم باتوا اليوم يقلدون ما يرونه (تقليد اعمى) بل ان الجميع تأثروا بما يرونه وليس فقط الاطفال، حتى الرجال والنساء تأثروا ولا يمكن ان نقول الشباب منهم فقط لان التأثير القى بظلاله على الجميع. وخرب بيوتا معمورة والدليل على ذلك تفشي الطلاق بصورة مرعبة في مجتمعنا الصغير. بل بنظرة اكثر تمحيصا يمكننا ان ندرك مدى تفشي امراض العصر كالقلق والاكتئاب بل وحتى الانتحار والتي كانت محصورة لدى مواطني الدول الاجنبية وبكلمات قاطعة تتأسف وتقول: نعم العرب يسيئون للتكنولوجيا.
رأي ظالم

وبرأي محايد يجد حسن علي حسن – ان التكنولوجيا سيف ذو حدين، يمكن ان يكون ضارا ونافعا في ذات الوقت ويشرح ضاربا امثلة بقوله: استخدام الانترنت مثلا قد يكون مفيدا اذا ما سخر في استخراج المعلومات وقد يكون ضارا اذا ما سخر للوصول للمواقع الخلاعية وغير الاخلاقية، او استخدامها للسرقات او لاشاعة التفرقة المذهبية من خلال بعض المنتديات، او حتى استخدامها في التجسس والتلصص على المعلومات الشخصية للافراد وخصوصياتهم الامر بالمثل يمكن ان نطبقه على باقي انواع التكنولوجيا ومنها الهاتف الذي قد يستخدم للتواصل وقد يستخدم لهدم بيوت او اثارة المشاكل.. وعموما لا يمكننا ان نحكم حكما ظالما ونقول ان العرب يسيئون للتكنولوجيا ففئة كبيرة منهم يستخدمونها لاغراض مفيدة.
بذلك الرأي وصلنا الى نهاية استطلاعنا الذي من خلاله رفض الكثيرون ان يوصم العرب بصفة هم براء منها، ولكن ليس »الجميع« بطبيعة الحال ولكن علينا جميعا وكما قال بعضهم ان نثبت للعالم الغربي اننا أكفاء لستخير التكنولوجيا بما هو نافع.

استطلاع - ياسمين خلف: من المؤسف ان يوصم العرب بأنهم عامل مسيء للتكنولوجيا، وبأنهم في الوقت الذي يتجه فيه الغرب الى الابد...

إقرأ المزيد »

علي الرغم من اتفاقهم علي استخدامها إلا أنهم ينكرون وجودها ويقولون .. الشفافية لغة نتمني التخاطب بها

استطلاع – ياسمين خلف:

للشفافية وجوه ووجوه، غير ان وجها واحدا قد يطالب به الناس دون غيره، ويعرفونه بصورة اكثر وضوحا من غيرها، ليس جميعهم بالطبع ولكنهم يمثلون نسبة لا يستهان بها البتة، الا وهي وجهها السياسي، والتي ظهرت بصورة واضحة وبصورة ملفتة بعد الانفتاح الذي شهدته المملكة، فما ان يتكلم احدهم حتي قال وبلهجة تحدي وثقة تامة، نحن في عهد الشفافية، والديمقراطية، ومن حقنا ان نتكلم بحرية دون كبت اوقمع او حتي حدود.
وان كان بعضهم يطبقها في حياته الخاصة بينه وبين المحيطين من حوله من افراد عائلته واصدقائه وزملائه في العمل الا ان بعضهم يطلبها الشفافية من غيره، كحق له، دون ان يكون طرفا ايجابيا فيها، ودون ان يعتبرها واجباً عليه كما هو حق له كما يدعي.
كثيرون هم من يري في الشفافية شعارا براقا يردد دون ان يطبق، وكثيرون ايضا من يري فيها حلما يتمنوا ان يعيشوا ربيعه، وكثيرون هم كذلك من ندم وعضّ انامله علي انتهاجها سبيلا في حياتهم الخاصة لمرورهم في مواقف خذلهم فيها الطرف المقابل، وواجه الشفافية بجفاء وعدم تقدير، بل وكان جزاؤهم القطيعة والنفور، من هذا وذاك كان لنا استطلاع مع ثلة من الناس وكانت اراؤهم هي سطورنا التالية:
فعلي الرغم من ايمان حسين الخياط بضرورة التعامل مع الغير بشفافية الا انه يجد ان لها حدودا وتعتمد علي الطرف الآخر والموقف ومكانه الشخصي وجاء علي لسانه: اتعامل الي حد ما بشفافية ولكني اري ان الموقف يفرض نفسه وقد اكذب وابالغ واحيد عن الشفافية وبخاصة في تلك المواقف التي اجد ان من غيرها سيفقد شخصان علاقتهما ببعض وباختصار لا استخدم الشفافية في مواقف الصلح!
يضحك ويواصل ندمت لشفافيتي مع شريكة عمري زوجتي، فقبل ان ارتبط بها، اخبرتها عن الماضي وايام المراهقة والطيش بما في ذلك هوايتي الا وهي المراسلة، فعاتبتني كثيرا بل ولجأت الي اخذ رسائل المراسلة والتي وبطبيعة الحال كان بعضها لفتيات، تقرأها وتقطعها لقطع صغيرة مدعية ان كل ذلك كلام فاضي، يسكت ويقول: حدث وان ندم كذلك صديقي علي شفافية مع من اراد الزواج منها وفشل. كيف حدث ذلك؟
وما القصة؟ سألناه فأجاب: اعجب باحداهن وهي منفصلة ولمرتين وكان هو الآخر متزوجاً وله ابناء فتقدم لها خاطبا، واخبرها كما اخبر والدها انها زوجة ثانية فتقبلت الامر في اوله، ولكنها قالت بعد ذلك انها وقبل ان توافق وتزف اليه تريد ان تري زوجته، فوافق هو الآخر وذهب مع زوجته الاولي اليها في مقر عملها دون علم الاولي بالامر فما ان رأتها حتي تراجعت عن موقفها وقرارها من الزواج منه وقالت له انها كانت تعتقد ان زوجته كبيرة في السن، ولكنها شابة ولا تقبل ان تكون ضرتها! فندم صديقي علي شفافيته معها وتمني لو كذب عليها وفاجأها بالحقيقة بعد ان يدخل الدبلة في يدها.

شفافية مبالغ فيها

وبلهجة تنم عن موقف ما، قالت فاطمة العصفور وهي ام لبنتين وولد: للاسف الشفافية قد تصل الي درجة الوقاحة لدي البعض، لسوء استخدامها وعدم فهمهم الصحيح لها، وبشكل عام فان الشفافية الحقة غير موجودة في حياتنا!
فالشفافية ناسها وقوانينها وانظمتها وما نجده اليوم سوي تلاسن وضرب بالكلام، وترجع العصفور السبب الي الطائفية التي عبرت عنها بالفاصل والحاجز الذي يمنع وجود الشفافية داعية الي تذويب جليدها وهدم حواجزها لبلوغ الشفافية التي تري انها يمكن ان تخلق في مجتمعنا ولكن في وقت متأخر وقد يصل الي عشرين عاما كأقل تقدير.
واضافت العصفور : هناك من يعرقل وجود الشفافية خوفا علي مصالحهم الخاصة، وان اردنا خلق تلك العادة بيننا علينا البدء بها من داخل بيوتنا في تعاملنا مع ذوينا واهلنا وابنائنا.
وتختتم العصفور حديثها بسؤال مفاده: من منا يطبق فعلا الشفافية في حياته ليطالب بها غيره؟!

الشفافية في حياتي الخاصة

وبالمثل ينفي جميل الحلواجي وجود الشفافية في المجتمع البحريني ويقول في ذلك: لو كانت هناك شفافية لما حدث ما حدث مؤخراً، فحرية الكلمة تظل قاصرة وعن نفسه قال مكملا: استخدم الشفافية في حياتي الخاصة، وفي المنزل غالبا ما نتعامل بديمقراطية ونأخذ بالرأي الارجح ورأي الاغلبية، وان كان الامر غير ذلك في المواقف التي تتطلب الحزم وعدم الحياد فيها، ولخلق الشفافية علينا بذر بذورها في ابنائنا الصغار وتربيتهم علي روح الشفافية وبناء مجتمع قائم علي الحرية في التعبير عن الرأي.

لا ألمس الشفافية مع غيري

للاسف لا توجد شفافية في حياتنا! استخدمها شخصيا في اغلب امور حياتي ولكني لا المسها مع من اتعامل معهم الا فميا ندر، قد اقول تجاوزا ان نسبة من يتعامل بشفافية في مجتمعنا 5% فقط! بتلك الكلمات بدأت الحديث معنا هاشمية السيد عباس ام فاطمة وهي مدرسة في مدرسة سبأ الابتدائية للبنات وواصلت حديثها: ان السبب يرجع الي التربية، فأغلبنا لم ينشأ علي الشفافية ولعلنا جميعا ان نربي الجيل الجديد عليها لكيلا يكون مصيرهم كمصير ابائهم، وانا شخصيا سأغرس في ابنتي هذا السلوك لاحصد ثمار الشفافية فيها، وذلك الاسلوب الذي سانتهجه في تربيتي لها بل وتعاملي معها. وكوني معلمة لطالبات لازلن صغارا ويمكن تشكيلهن بسهولة، فأنا دائما ما اتعامل معهم بشفافية وبصراحة اجدهن متقبلات لذلك ومتعاونات ولابد كذلك من دعم هذا السلوك في التعامل عن طريق الندوات المدرسية واشراك الجهات ذات العلاقة في العملية ولا سيما المراكز الثقافية والجمعيات ذات الصلة.
بل ان الاعلام مسئول كذلك وله دور لا يستهان به مختتمة بإشارتها الي ان الشفافية قد تخلق بين الطلبة بعضهم لبعض عن طريق خلق جو من الحوار البناء فيما بينهم. مشيرة الي ان اثره سيكون اسرع لتقبل الطلبة للاسلوب.

أين الشفافية يا تري؟!

وباسهاب وبديباجة قال عبدالحسين الرامي – الرواق الذي يفتقد الشفافية والديمقراطية لا يمكن ان تنبع فيه، وان كانت الشفافية عنوان لا يطبق ستصبح نارا لا دخان، فليثق الجميع بان الشفافية اذا لم تطبق في جميع مجالات حياتنا العلمية والعملية والسياسية علي وجه الخصوص سنكون في كارثة من امرنا، والشفافية قد تجر صاحبها الي طريق التهلكة إذا عبر عنها في رواق لا يؤمن بكلمة شفافية اصلا!!
ويواصل الرامي قد يظن البعض خطأ ان الشفافية في الحياة العائلية عيب وانها مطلوبة فقط في المجال السياسي، فيطالبون بها كحق لهم، دون ان يكون سمة لسلوكهم، فمن يطالب بها عليه ان يطبقها وبحذافيرها في حياته الخاصة مع الآخرين. كأن يجيب الطفل علي اسئلته وبكل شفافية وخصوصا اسئلته التي يعتقد البعض انها تجاوزا للحدود او خطوط حمراء واعني بذلك الثقافة الجنسية، فتتحفظ بعض الاسر علي الاجابة، فتزيد فضول الطفل الذي يدفعه بالتالي لاشباع ذلك الفضول باللجوء الي طرق قد تكون خاطئة في استياق المعلومات، فيقع في المحظور، فبالامكان الاجابة علي تلك الاسئلة بأسلوب مبسط ومهذب لتوسعة مدارك الطفل ودرئه عن الخطأ. وعلي الاهالي ان يكونوا قدوة حسنة لابنائهم، كأن لا يعدوا ابناءهم ويخلفوا وعودهم معهم لكيلا يفقدوا ثقتهم فيهم.
وبعد تنهيدة اضاف الرامي الشفافية مفهوم واسع وكبير، وانا شخصيا استخدمها في كل دقائق حياتي، وما بقلبي علي لساني، فأنا أؤمن بالشفافية والحمد لله اتحلي بها، وان كانت تجرني للمتاعب في بعض الاحيان، فالشفافية باعتقادي عنوان ارتقاء الشعوب. وان خضنا الحديث عن الوضع السياسي في البحرين فيمكننا ان نقول ان الناس باتوا لا يقبلون اي كلمة تعارض او تخالف رأي علماء الدين، ولا يقبلون الشفافية في ذلك، فالشفافية كما هي مطلوبة من الحكومة هي مطلوبة من رجال الدين وخصوصا في فترة الاحتقان لكيلا نصل الي مرحلة لا يحمد عقباها. وان كان لرجال الدين مع احترامي لهم مانع واعتراض علي اي سلوك ما او تصرف عليهم طرح البدائل المعقولة وبصراحة كل من يعترض علي اي فتوي ما يصبح اليوم من فئة المغضوب عليهم، فأين الشفافية يا تري التي يطالبون بها؟!
وباقتضاب قالت فاطمة عيسي نجيب – موظفة: الشفافية غير موجودة للاسف ونفتقدها في حياتنا بل ونفتقدها حتي بيننا وبين انفسنا، وان وجدت بين الاهل فهي محدودة بل ونادرة بين بعض الاهالي.
وان اردنا غرس الشفافية في اعماقنا علينا العودة الي ذواتنا واعادة صياغتها من جديد!! تتنفس الصعداء وتواصل: ظروف الحياة اليوم لا تسمح بوجود الشفافية، فحتي جلوس الشخص مع ذاته صعب فالوقت اليوم ليس ملكنا، فالكل يلهث وراء لقمة عيشه..

تعويد النشء علي الشفافية.

وبمثل واقعي عايشته زهراء السيد عباس وهي طالبة في جامعة البحرين قالت: كثيرا ما يكون الدكتور صريحا معنا ويأخذ ويعطي معنا في الحوار، فيطمئن الطالب له، وبعدها يكتشف ويصدم بان كل ذلك الكلام كذب ونفاق، فلا يثق الطالب بالدكتور بعدها، بل ويكره التعامل معه مرة اخري وان كنت اعتقد ان الشفافية غير موجودة، الا انني استخدمها في حياتي، ولا يمكن ان نطلبها من غيرنا خصوصا اذا كان ذلك ليس ضمن طباعهم، فالطبع يغلب علي التطبع ولن نغير الناس اجمعهم. اما عن المجتمع من حولنا، وان كان البعض يدعي وجود الشفافية الا انها في الحقيقة كما اعتقد غير موجودة !
وان اردناه فعلا علينا ان نربي النشء ونعودهم علي التعامل بشفافية لتخلق الاساس القوي لجيل قائم علي الشفافية.

Catsocaff
2004-11-27

استطلاع - ياسمين خلف: للشفافية وجوه ووجوه، غير ان وجها واحدا قد يطالب به الناس دون غيره، ويعرفونه بصورة اكثر وضوحا من غي...

إقرأ المزيد »

عشر سنــوات والجدة تبحــث عن حق حفيــدها

كتبت – ياسمين خلف:
مسلسل حوادث الأطفال المميتة لا ينتهي أبدا!!
كما لو كان مسلسلا مكسيكيا مدبلجاً، ما ان نتوقع ان تنتهي فصوله حتي يبدأ فصل مؤلم جديد علي السطح، فتلك الحوادث كالشمس التي لا ينكر وجودها احد، فأشعتها تلسع الجميع القريب والبعيد!! وحكاية الطفل حسن علي صالح احدها، مرت عليها سنوات واغلقت ملفاته .
منذ سنوات، وها هي اليوم جدته تفتحها من جديد لتطلب حقاً قد اغفله القانون عنهم علي حد قولها ، فما قصتها، وكيف توفي غرقا حسن الطفل الذي لم يتجاوز عمره حينها السنتين والنصف!!
نزهة تتحول إلي حزن
تروي لنا الدقائق المؤلمة التي سبقت وفاة حسن خالته جميلة بقولها: كنا في نزهة في احدي العيون – وكان حسن ابن اختي ذو العامين والنصف معنا، واثناء ما كنا ننتظر في الساحة الخارجية وقت دخول العين، بعدما انتهت الفترة التي تسبقنا اختفي حسن ، فأمه كانت تعتقد انها تمسك بيده، في حين انها كانت تمسك بيد اخته!! انتبهنا لتلك الغفلة التي كانت لدقائق فقط!! اسئلة كثيرة اخذت تحوم في رؤوسنا، الحارس امام الباب، والابواب الاخري موصدة، فأين ذهب؟ وكيف له ان يدخل والحارس يقف علي باب المدخل؟ حتي علمنا ان هناك بابا جانبيا لدخول بركة خاصة لتدريب الاطفال علي السباحة بعد رحلة بحث استمرت 15 دقيقة فقط، قمنا بها انا وزوجي واختي ام الطفل !!
دخلت اختي لتلك البركة المشؤمة، وسألت المدرسة عما اذا رأت طفلا غريبا عليها لا يتجاوز العامين والنصف، وكان ردها بأن جميع الاطفال هم من المتدربين ولا ويوجد غريب بينهم، وعليها مغادرة البركة لأسباب قانونية!! مازال الكلام علي لسان الخالة ، وما هي الا دقائق واثناء ما كانت اختي تهم بالخروج لمواصلة البحث عن ابنها الضائع، واذ بها تسمع المدربة تقول: هناك طفل في البركة!!
ركضنا جميعا الي تلك البركة، واخرجوا حسن ابن اختي منها، وقد تحول لون جسمه الي اللون الازرق، وخرج لسانه الذي بدي واضحا انه قد عض عليه بقوه، كما كانت عيناه مفتوحتان علي آخرهما، اخذت اختي تصرخ وتقول: ابني مات ابني مات ، وانا اهدأ من روعها، وانفي حقيقة ما تراه عيني واردد علي مسمعها: ابنك حي يرزق ولا داعي للخوف عليه!! تضيف بعدما تنهدت تنهيدة تحمل ذكريات أليمة : زوجي حاول انقاذه بالتنفس الصناعي وما ان ضغط علي بطنه حتي خرج الماء والآكل منه. اخذت امه تتلوي علي الارض بعدما رأت ابنها في حالة يرثي لها.. تقول مستغربة مما قد حدث حينها : تصوروا لم تقم الادارة في المنتزه بالاتصال بالاسعاف والناس هم من اتصلوا!!، ولم يقوموا بأي اسعافات اولية له، بل من قام بها زوجي!! اتعرفون ماذا كانت ردة فعلهم، قدموا لأختي ابنها وقالوا لها بكل برود خذيه فقد مات!! وذلك ما قاله كذلك المسعف عندما وصلت سيارة الاسعاف حيث قال: لا فائدة الطفل قد فارق الحياة!!

زلقت رجلاه
وبتحليل للموقف قالت جميلة : لقد زلقت رجلاه اثناء ما كان قريبا من البركة، والدليل علي ذلك ان احدي نعليه كانت خارج البركة والاخري بداخلها؟!
ولكن أليس من المفترض ان تكون هناك احتياطات للسلامة؟ إليس من المفترض ان تراقب المدربة بركة السباحة التي هي مسئولة عنها؟ وأليس من المفترض ان تكون مدربة علي الاسعافات الاولية؟ وأليس من المفترض ان يكون هناك حارس عند باب البركة لا يسمح لأي طفل الدخول ما لم يكن مسجلا علي قائمة المتدربين؟ اسئلة قد تكون الاجابة عليها امرا فائتاً لأوانه ومتأخرا، ولا يفيد بعدما سلم حسن روحه لخالقه، ولكنها ضرورية لمنع تكرار تلك المصيبة لطفل آخر، قد يكون ضحية كحسن !!

الجدة تطالب بحق حفيدها!!
تستلم خيط الحديث جدة حسن ام راشد هيا حسن حيث تقول: عندما بلغنا عن الحادث في مركز الشرطة قالونا لنا بأنهم سيتابعون الموضوع ليأخذوا بحقنا، وليأخذ كل ذي حق حقه.. مرت فترة عصيبة علينا، خصوصا ان ابنتي والدة حسن قد اصيبت بأنهيار عصبي وهستيريا للومها وتحميل نفسها المسئولية.. وبعد فترة ليست بطولة قيل لنا بأن القضية قد سجلت ضد مجهول.. ولا سبيل لفتح الموضوع!! وتسترسل بقولها: وظل الألم في صدرنا جميعا، وذكري حسن يبكي قلوبنا واعيننا، فأصريت علي رفع القضية للمحكمة، وذلك حدث قبل ستة اشهر من الآن.. وكانت المفاجأة!!
نعم.. كانت مفاجأة لم تخطر علي بالي، ولا بال احد من افراد اسرتي، فالمحكمة ابلغتنا ان كلاً قد اخذ جزاءه، وان القضية قد حسمت في عام 1999م.
بل ان المفاجأة كانت اكبر عندما قيل لنا ان الحكم كان لصالحنا!! ونحن لا نعلم بأي من تلك الامور، والغريب انهم يطلبون منا رفع شكوي جديدة وذلك عبر تعيين محامي للترافع في القضية.
وبصوت متهدج تصف حالة ابنتها وتقول: ابنتي التي ومع مرور هذه السنوات العشر تتألم ولا تريد حتي ان نعيد لها شريط الذكريات المؤلم بالتحدث عن القضية، ولكننا نصر علي ان يأخذ القانون مجراه ويعوض الأم عن ابنها.. صحيح ان لا شيء يعوض فلذة الكبد، ولكن ذلك حقها الذي لن اقبل التنازل عنه مهما حييت، تتساءل: كيف لا نبلغ بالحكم بعد صدوره؟ أليس من الاجدر لهم الاتصال بنا او مراسلتنا؟ وكيف لهم ان يقولوا انها قد قيدت ضد مجهول، والواقع اننا كسبنا القضية؟ وكيف لا نحصل علي تعويض، أليس هذا الطفل بني آدم ؟!

الله قد عوضها!!
تعود خالته لتقول: اتذكر كيف كانت امه وهي حامل بتوأم، تتمني لو تسميهم حسن وحسين ، ولكنها تضحك وتقول رزقني الله بحسن قبل حملي هذا، فلا يمكنني ان احقق تلك الامنية، فسأسميهم حسام وحسين ، ولكن شاءت الاقدار وقضاء الله ان يتوفي حسن غرقا، وتلد امه التوأمين ويأخذ احد اخوانه اسمه بعد وفاته، ولرحمة الله ولطفه انه يشبهه في الخلقة!!

لا نملك مستحقات المحامي
وقد تابعت الأيام قضية الضحية الطفل حسن مع الجهات المختصة، واكد شخص مسئول علي ان القضية قد حولت من المحكمة الجنائية الي المحكمة المدنية لتقرر الاخيرة بدورها التعويض المالي الذي يستحقه أهل الفقيد، وذكرت جدة الطفل حسن ام راشد بأن القضية يجب ان يرفعها احد الوالدين باعتبارهما مازالا علي قيد الحياة كما ذكرت لها المحكمة. كما ذكرت بأن والدي الطفل لا يقوون علي دفع مستحقات المحامي الذي سيترافع عن القضية.

لم يكن الطفل المرحوم حسن الأول، ولن يكون الاخير ممن تزهق ارواحهم غرقاً في برك السباحة، مما يحتم علي الجميع مسئولية الالتزام بالاشتراطات القانونية في برك السباحة، وتوفير احتياطات السلامة الواجب مراعاتها منذ اللحظات الاولي للتفكير في إنشاء تلك البرك حتي لا يصبح الهدف تجارياً فحسب.
لا يمكن لأحد منا ان يعترض علي القضاء والقدر او يمنعه، ولكن المطلوب توخي الحذر لكيلا نتسبب في تعريض انفسنا للخطر، وإن ارجعنا السبب في تلك الغفلة غير المتوقعة الي الاهمال.. اهمال الاسرة مثلاً، فإننا حتماً سنظلمهم بهذا الحكم الجائر، فالاطفال لا يتوقفون عن الحركة ولا يقاومون رؤية بركة السباحة الا ورغبوا في الارتماس فيها، فالام، وإن كانت عيونها معلقة علي الاطفال، فإن القضاء يحل في لحظة تشبه رمشة العين.
بيت القصيد، ان الحادث وراءه اسباب عديدة، وعدد من الاطراف المسئولة قطعاً، وما نتمناه ألا يجد المطالوبين بحقوقهم اللامبالاة والاهمال من جانب الجهات المعنية، وقد لا يكون التأخير والتأجيل مقصوداً، لكن ما نطلبه هو احقاق الحق.
ياسمين خلف

Catsocaff
2003-08-13

كتبت - ياسمين خلف: مسلسل حوادث الأطفال المميتة لا ينتهي أبدا!! كما لو كان مسلسلا مكسيكيا مدبلجاً، ما ان نتوقع ان تنتهي ف...

إقرأ المزيد »

عبروا عن دهشتهم من طرح المشروع عبر البرلمان مواطنون: مشروع خطير جاء في الزمن والمكان الخطأ

استطلاع – ياسمين خلف:

آخر ما كان متوقعاً ان يفكر البعض بأن ينشئ جماعة او لجنة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! خصوصاً ان الدول التي خاضت التجربة، أغرقت فيها الجميع دون استثناء وباتت تتطلب »المغيث«، وتبحث عن السبل التي تمكنها من مداواة الجرح وايقاف النزيف الذي لم ولن يتوقف الا بجهود وان جاز لنا الاطلاق عليها جبارة، فهي بالفعل تتطلب جهوداً جبارة!!
وبغض النظر عن تأييد البعض، ورفض الأغلبية فهل بالفعل المجتمع البحريني بحاجة الى مثل هذه الجماعة، وان الوضع بحاجة الى تحرك قبل فوات الأوان؟! ماذا عن تعاليم ديننا الحنيف وقوله تعالى في كتابه الأنيق في خارجه والعميق في معانيه وداخله بسم الله الرحمن الرحيم: »لا اكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي« صدق الله العظيم.
استطلاعنا أجمع فيه النخبة على رفض الفكرة من اساسها، وكانت لهم حججهم المختلفة، وان كانت تصب في اعمها كون البحرينيين مسلمين قبل كل شيء، ويعرفون الخطأ من الصواب، وان انتهاج مبدأ النصح الاجباري التسلطي لن يجدي نفعاً، بل سيفتح المواقد ويشعل النيران في مجتمع لتوه قد بدأ يتنفس الصعداء في جو ديمقراطي.
برفض تام للفكرة بدأ الحديث معنا المحامي عبدالله هاشم الذي قال مسترسلاً: لست مع الفكرة، فأنظمة تقويم الاخلاقيات ضمن صلاحيات قانونية او ضمن هيكل اجرائي يتناقض مع ديننا الحنيف، الذي هو دين سمح، فالدخول في الدين الاسلامي والتمسك فيه والايمان بمبادئه يأتي وفق ارادة الانسان المجردة، فلا يكره به أمرؤ! فأنا شخصياً اعتقد ان هذا النظام اذ ما وجد في مملكة البحرين سوف يشتد ويتأصل تدريجياً ليكون نظاماً من الأنظمة التسلطية، الدين عنها براء!
وأضاف: »أنا مع من يدعو الى ديننا الحنيف بالارشاد والموعظة الحسنة، ودون اي نوع من الاكراه، فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يأتي ضمن منظمومة، والمجتمعات التي ابتدعتها للأسف كرهت المؤمنين بها وكرهها المسلمون وتحولت الى عامل مضاد للحرية باسم دين الحرية! لذلك فأنا لا أتفق مع نهج نشر الاسلام وفق نظم وصلاحيات قانونية، وانما نشره يأتي من خلال دور العبادة والمناهج التعليمية ونشاط المؤسسات الدعوية، التي تتعامل وتتعاطى بهذا الأمر الهام في حياة الناس، وفق تعاطي فكري ومنهجي وسلوكي دون اكراه بإستخدام سلطات قانونية يكرهها الناس.

دعوا الافراد يحكمون
على تصرفاتهم بأنفسهم..

عبدالحميد عبدالغفار – الباحث الاقتصادي يرفض المشروع عن حججه في ذلك قال: لست مع وجود هيئة تحدد وعلى حسب مزاجها ما هو منكر وما هو معروف!
فالإنسان رقيب ذاته، ويعرف الصح من الخطأ لكونه مسلماً فهو غني عن الحاجة الى جهاز رقابي على رأسه يملي عليه فروضه.
وواصل: فمرحلة الميثاق أعطت المواطنين في البحرين قدراً كبيراً من الحرية، وحملته بالمقابل ثقة عالية عبر حثه على رصد سلوكه الفردي، بعد اخضاع هذا السلوك لمعايير تراعي الجانب الديني والعادات والتقاليد في المجتمع، ولهذا اعتقد بأن ايجاد آلية رقابية ذات صلاحيات غير محددة ترصد فيها سلوك الاشخاص لا يتناسب مع ما سبق ذكره، خصوصاً ان الاشخاص المعنيين بالمعروف، هم ذاتهم لا يمكن القطع والجزم بنزاهتهم عن اي سلوك بالمطلق، فليس منا ما هو معصوم عن الخطأ.
ويقول مختتماً: دعوا الأفراد يحكمون على تصرفاتهم وفق معايير ديننا الحنيف ومعايير العادات والتقالية ولا تحملوا المجتمع لجاناً وفرقاً اشبه بلجان التفتيش على سلوكيات الافراد وفقاً لمعايير محددة.

لا توجد فواحش
تتطلب هذا الاسلوب

»كل البحرينيين مسلمون على اختلاف مذاهبهم ومللهم، والجميع يعرف الدين وتعاليمه ويقرأ القرآن الكريم« بتلك الكلمات بدأ عبدعلي الحمالي »مدرس ميكانيكا سيارات في مدرسة جدحفص الثانوية الصناعية« والذي رفض هو الآخر فكرة تكوين جماعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وقال متابعاً: الدين الاسلامي عندما نشر في البحرين دخل فيه الناس طواعية ولم يستخدم ناشروه الارغام والاجبار او التهديد، فكيف لنا اللجوء الى طريقة لا يدعو اليها الاسلام او رسوله!
الكل منا يعرف ما عليه من واجبات وما عليه الامتناع عنه من السلوك، فالكل مسئول عن نفسه ولا وصي عليه في ذلك، وعلى العموم لا أظن ان في مشارق البحرين ومغاربها فواحش تتطلب اللجوء الى مثل هذا الاسلوب، وان كان فهناك اساليب اخرى مرغوبة يمكن اللجوء اليها كخطابة رجال الدين في المساجد او الحسينيات او عبر وسائل الاعلام المختلفة.
يعود »الحمالي« ليقول: عرفت البحرين وشعبها بالتسامح مع جميع الاديان والجاليات، واتباع هذا الاسلوب »المنفر« قد يفتح ابواب المشاكل علينا نحن في غنى عنها!
فليس من المعقول ان يوجه اليك سوطاً ليأمرك لإداء الصلاة عندما يحين وقتها مثلاً، فالأذان عبر المآذن اعلان لوقتها والمساجد متوافرة والناس والحمد لله تتوافد عليها، فحتى المؤسسات والشركات والوزارات في الدولة اجازت لموظفيها أخذ جزء من وقت العمل لأداء الصلاة والجميع يعرفون مصلحتهم فكل واحد مسئول عن نفسه عند ربه.

تدخل »فظ« في الأمور الشخصية

وبأسلوب وصوت نسائي قالت المحامية وفاء الحلو -أنا من أشد المعارضين للفكرة، وأتساءل ماذا يريد الاسلاميون فعله في المجتمع البحريني؟! وتواصل بعد طرحها السؤال اليتيم: وأعتقد ان المجتمع البحريني يسير بشكل متزن، وان اقرار هذا المقترح سيسبب كارثة كبرى على صعيد التدخل الفظ في الأمور الشخصية لأفراد في مجتمعنا الصغير المحافظ.
وتعود المحامية »الحلو« لعرض صلاحيات القائمين على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجتمعات التي أجيزت عمل تلك الجماعات فيها كإغلاق المحال التجارية أوقات أداء الصلاة، وملاحقة النساء اللواتي لا يلتزمن بالزي الشرعي وفق منظورهم ورصد وايقاف اي تجاوزات يرونها انها تخالف الشريعة الاسلامية.
وتعلق عليها بقولها: للأسف هذه المجتمعات أخذت تحصد نتائج ذلك سابقاً.
مشيرة الى ان وجود مثل هذا التوجه أو مثل هذه الجماعة سيؤدي الى الاضرار بالسياحة في المملكة، ومؤكدة بأن ذلك يعد انتهاكاً للحريات العامة التي هي في الأصل مصانة في الدستور. وان اي تجاوزات شرعية من قبل اي فرد هناك جهات أمنية تتولى رعاية المصلحة العامة في البلد، تسكت لتختتم قولها برأي حاد: لا داعي أبداً من وجود تلك الجماعات التي ستؤدي الى اثارة المشاكل.

تشويه صورة الاسلام

وبرأي مشابه لسابقيه رفض وعارض كامل محمد صالح »مدرس هندسة سيارات« وجود جماعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأخذ يتساءل بقوله: لا نعلم بالضبط الطريقة والمنحى الذي ستسلكه تلك الجماعة؟! ولكن هل سيكون مشابهاً لما هو موجود في بعض الدول الشقيقة، كلجوء جماعتها لضرب الناس في الشارع مثلاً آمرينهم بأداء الصلاة، أو التعرض للمرأة في الشارع وطلب منها لبس الحجاب؟! فهذا برأيي تخلف وسيرجع المملكة للوراء وسيؤثر على اقتصاديات البلد وسياحته.
يسكت لبرهة ويواصل: ليس هناك شيء بالقوة، والاسلام لا يجيز هذه التصرفات التي تقيد حريات الناس، فالمرأة الغير محجبة ان كانت محتشمة وغير مخلة بالآداب ليس لأحد الحق في التعرض لها، والأمر بالمثل اذا كان الرجل غير ملتحي، فحتى أيام الرسول الأعظم لم نسمع ولم نقرأ ان هناك من يمشي في الشارع ويقول للنساء اعملوا كذا وانتهوا عن كذا!!
وان لجأنا لهذا الاسلوب للأسف سوف نعطي صورة مشوهة للإسلام!
فالسلوكيات نابعة عن قناعات شخصية والتزام بالدين، والحمد لله سنون مضت علينا ونحن لم نلجأ الى هذا الاسلوب ونعيش في أمن وسلام، والناس ملتزمة بالاخلاقيات، فلهم عقولهم التي يزنون بها الامور التي لا يخرجون فيها عن القانون وان خرجوا فهناك جهات أمنية تحاسبهم، فوجود هذه الجماعة اساءة الينا، وستكون ردودها ونتائجها عكسية ومعرقلة للتحضر ومؤثرة على الاقتصاد، فكيف نلجأ الى هذا الاسلوب في الوقت الذي تسعى الدول التي تنتهجه للخلاص منه؟!!
لا إكراه في الدين

مدرسة رفضت ذكر اسمها، وعلقت بقولها أهلي هم جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، واسلوبهم الفظ هو من يكرهني في وجود مثلهم في المجتمع من حولي، فأنا وبدون تردد ارفض وبشدة وجود هذه الجماعة، فهل نسوا قوله تعالى: »لا اكراه في الدين، قد تبين الرشد من الغي« صدق الله العظيم، فالبحرينيون جميعهم مسلمون وليسوا بحاجة الى من يعرفهم بالدين الاسلامي وهم بغنى عن وجود هذه الجماعة.
تضحك وتكمل: لا أتخيل ابداً ان يوقفني أحدهم ليقول لي هذا عيب او هذا حرام! فأنا لا أتقبل مثل هذه النصائح، وخاصة من اشخاص غرباء ليس لي معهم اية علاقة، فأنا لا اقبله حتى من المقربين فما بال كونه صادراً من أناس ليس لي بهم علاقة او صلة، فلكل واحد منا شخصية مختلفة، وتقبل الناس يختلف كذلك.
وتعود بذاكرتها لعدة سنوات لتقول وهي تضحك عندما كنت صغيرة وحيث اني لم اتجاوز الثامنة من عمري، حدث ان احد رجال الدين المعروفين، والقائمين بمثل دور جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر اعترض طريقي في الشارع وأمرني بلبس العباءة والحجاب، وعلى الرغم من صغر سني، الا انني رفضت اسلوبه وطلبه.

جماعات مهيمنة وقامعة

»شعب البحرين ناضل لسنوات طويلة من أجل التخلص من قانون أمن الدولة، وملك البلاد ورئيس الوزراء أسهموا في العملية الاصلاحية والتي بدأت بالحياة الديمقراطية، ووجود جماعة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وهي جماعة عرفت بهيمنتها وقمعها للسلوك سوف يعرقل هذه الاصلاحات ويعرقل دولة المؤسسات والقانون التي يدعو اليها جلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة«.
بهذه الانطلاقة بدأ الدكتور أحمد جاسم جمال -رئيس رابطة الجمعيات العربية للأذن والأنف والحنجرة وجراحة الرأس والعنق.
وقال مسترسلاً: هذه الجماعة وللأسف تتخذ من الدين الاسلامي واجهة ودرعاً لأفعالها وتصرفاتها التي هي في اغلبها تخضع لأهواء شخصية ومزاجية، لا يحكمها القانون او السياسة ونابعة من أفكار أصولية اسلامية، فنحن كمواطنين نرفض هذا الاسلوب خصوصاً انه يتعارض مع سماحة ديننا الاسلامي، ودافع لعجلة التخلف في المجتمع خصوصاً أنه سيحد من حركة المرأة ومشاركتها الاجتماعية والوظيفية.
فالدول التي تورطت بوجود هذه الجماعة تسعى لتعديل الأمور التي أعوجت بشل حركتهم، خصوصاً ان هذه الجماعة ترتكب يومياً أخطاء كبيرة لتدخلهم في الشئون الخاصة.
فكيف لنا ونحن من يشهد لمملكتنا التحضر والرقي والتسامح مع الأديان السماوية ان نلجأ لأسلوب أثبت فشله بشهادة الدول المجربة.

استطلاع - ياسمين خلف: آخر ما كان متوقعاً ان يفكر البعض بأن ينشئ جماعة او لجنة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر! خصوصاً ان...

إقرأ المزيد »

طوارئ السلمانية علي خريطة وزارة الصحة (2-2):


القســـم فـي خطــــر!!
استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
الأزمة التي تواجه أطباء قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، والتي استعرضنا يوم أمس بعض أبعادها خلال الجزء الأول من إستطلاعنا، علي الرغم من أنها الأزمة تمثل قلقاً وهاجساً كبيراً لا يمكن لأحد التغاضي عنها، لم تثنهم عن السعي والعمل علي قدم وساق لمواجهتها والتغلب عليها، وإن كان ذلك عن طريق التطوير الذاتي الذي اتبعوه!
ليس الأمر بغريب أن قلنا ان معظم إن لم يكن أغلب الموظفين في وزارات المملكة إن لم يجد موظفوها الدعم والمساندة بل و الإرغام في بعض الأحيان علي التطوير والتغيير يفضلون الجمود وأداء الأعمال الروتينية، دون أي محاولة للإرتقاء في العمل، والذي يفضي بهم في المطاف الأخير الي أن يكونوا كالكراسي أو الطاولات في الوزارة بحد تعبير الموظفين أنفسهم والقلة القليلة منهم من يسعي جاهداً لتطوير نفسه ومهاراته لخدمة الوزارة أو المؤسسة التي يتبعها! وذلك ما انتهجه أطباء قسم الحوادث في مجمع السلمانية الطبي، ولكن ما هي منهجيتهم في ذلك يا تري؟! لقاؤنا التالي سيعرفنا أكثر علي خطة الأطباء التطويرية فإليها..
لجأنا للتطوير الذاتي

رغم كل تلك المعاناة اليومية التي شكي منها الأطباء، وجدوا إن من أهم ما يجب تركيز إهتمامهم عليه هو النهوض بالقسم وإنعاشه وبث الحياة فيه، خصوصاً أنهم أحسوا بأن هناك خطراً محدقاً به، فطالبوا بضرورة إتخاذ الإجراءات السريعة من قبل وزارة الصحة ومن تلك الخطوات الذاتية التي بدأوا بها وبالتحديد منذ ثمانية أشهر، خطة للتدريب الذاتي يتبع برنامج البورد العربي .
وعن هذا البرنامج قال الدكتور فادي الطواش : يبدأ برنامجنا اليومي من الساعة السابعة حتي التاسعة صباحاً، بما في ذلك شهر رمضان، ومن خلال لقائنا هذا الذي يشتمل علي محاضرات وحوارات ومناقشات، نستعرض الحالات التي مرت علينا في قسم الحوادث والطوارئ، وكيفية تعاملنا معها منذ دخولها القسم حتي خروجها منه، أو نقلها للأجنحة أو لقسم العناية القصوي. كما نركز علي الأخطاء التي وقعنا فيها لتجنبها في المستقبل.
وأضاف: واعتمدنا في لقاءاتنا تلك علي بعض كتب الطوارئ المعتمدة من قبل الطب المدّعم بالدليل العلمي حيث ناقشنا مقالاته الطبية المنشورة والتي إستفاد منها عدد من الأطباء خلال الجزء الأول من إمتحان الزمالة في طب الطوارئ في برنامج البورد العربي.
ولم نقف عند هذا الحد بل أننا بصدد نشر نحو 14 ورقة علمية في أحدي الدوريات المتخصصة في علم طب الطوارئ، والتي هي سابقة لوزارة الصحة حيث لم يسبق لأي تخصص طبي أن يقدم هذا الكم من الأوراق العلمية.

دليل استرشادي
لعلاج الحالات الطارئة

وفي مداخلة للدكتور جهاد رجب قال: علي الرغم من إن تلك المحاضرات واللقاءات خارج ساعات الدوام للأطباء المنظمين لبرنامج البورد العربي، إلا أنهم أبدوا تجاوباً كبيراً وإلتزاماً أكبر، بل أنه حدث وإن عقدنا عدة إجتماعات ثنائية ما بيننا كقسم طوارئ، وما بين الأقسام الأخري، والتي تعتبر بادرة أولي في تاريخ قسم الحوادث والطوارئ، وقد حقق الأطباء درجات عالية في الامتحانات الدورية المتصلة بتلك المحاضرات، وكل ذلك من أجل الوقوف علي مستوي عالٍ للأطباء في القسم.
بل إننا عكفنا علي وضع دليل إسترشادي لعلاج الحالات الطارئة استعرضنا من خلاله الحالات كل علي حدة، والفحوصات المتصلة بها وكيفية علاجها.

نتعامل مع
الألم بطريقة راقية

أما الدكتور امجد عبيد – فقد استعرض السياسة الجديدة التي انتهجها القسم في الفترة الأخيرة، والتي انبثقت من معاناة عدد لا يقل عن 50 ألف نسمة ممن يعانون من أمراض فقر الدم المنجلي، والتي تصاحبها الآلآم المبرحة، حيث قال: علم التعامل مع الألم علم منفصل بحد ذاته، ويدرس في أرقي الجامعات وأكبرها ولذلك إنتهجنا في القسم هذا المنهج ومنه كيفية التعامل مع الآلآم ومعالجتها بل وإحترام الألم وذلك إذ أن البحوث والدراسات أثبتت علمياً بانه اذا عولج الألم بطريقة صحيحة ومبكرة، قلت فترة المرض ومعاناة المريض، بل حتي مضاعفات المرض تقل، والعكس صحيح.
وكل ذلك من أجل تقليل معاناة المرضي وتحسين أداء الأطباء، بل وتقليل استنزاف ميزانية وزارة الصحة، ومن ذلك أيضاً أرتأينا عدم إجراء أشعة سينية للرأس ما لم يحتاج المريض إليها، وذلك لعدم أهميتها في التشخيص، بل وحماية للمريض من الآثار السلبية الناتجة من الأشعة في حالة عدم ضرورتها، أما اذا احتاج المريض الي أشعة فأننا نلجأ للأشعة المقطعية التي يكون أثرها في التشخيص أعلي من السينية، وكل تلك النتائج الايجابية التي جنيناها خلال تلك الأشهر الثمانية ناتجة عن تعاون الأطباء وتوجيهات الدكتور نبيل الانصاري الذي نعتبره فخراً لنا كأطباء بأن يكون بيننا الاستشاري البحريني الوحيد المتخصص في علم طب الطوارئ.

لا بد من بناء
قاعدة قوية للقسم

قسم الطوارئ في أي دولة في العالم بما فيها مملكة البحرين يقع تحت المجهر لاتصاله بحياة الآلاف من الناس، وعملية تطويره والارتقاء به ضرورة لا يمكن تحقيقها بالشكل المناسب إلا اذا تم ذلك من الداخل عن طريق بناء قاعدة أساسية صحيحة وقوية تمكنه من مواجهة الضغط المستمر علي القسم، ووجود الدكتور نبيل الانصاري بيننا سيمكننا من تقديم خدمات صحية أرقي بفضل توجيهاته السديدة، ذلك ما أشار اليه الدكتور أسامة عواد.
وفي مداخلة للدكتور نبيل قال: ولكن وجود استشاري واحد للقسم لا يكفي، ولا بد من إاتعاث مجموعة من الاطباء للخارج، للتخصص في علم طب الطوارئ، علي أن يكون ذلك علي وجه السرعة، إذ أن هذا الأمر قد تأخر ثلاثين عاما، وكل تأخير لن يكون في صالح المواطنين والمملكة، وإذا ما ابتعث عدد من الأطباء بعدها يمكن أن نقول أنه بالإمكان ابتعاث طبيبين كل عام علي الأقل، علي أن يتم الاستعانة في فترة ابتعاث الأطباء البحرينيين بعدد من الأطباء الأجانب لتغطية النقص الذي قد يحدث في عدد الأطباء في قسم الطوارئ.. والمملكة العربية السعودية كمثال تملك نحو أربعة عشر استشارياً في علم طب الطوارئ، بالاضافة الي الأطباء المقيمين والمتدربين، والمقارنه واضحة اذا ما علمتم بأنني الوحيد الذي يحمل رتبة استشاري في البحرين، والمعضلة الآخري هي أن حتي هذا اليوم جميع الاداريين في الطوارئ غير متخصصين في علم طب الطوارئ، وأداروا القسم بعد مرورهم بعدد من الأقسام وتلك حقيقة لا بد من إعادة النظر فيها.

القسم لا بد
أن يدار من الداخل

الدكتورة نادية أحمد قالت باسمها وباسم جميع زملائها وزميلاتها في القسم: نحن في أتم الاستعداد لإبداء أرائنا، التي قد تخدم القسم لتطويره والنهوض به، علي أن يكون الأمر جاداً لحل المشاكل التي تعيق هذا التطوير، لا أن يتم استعراض المشاكل ووضعها علي الرف دون البت الفعلي لاحتوائها، بشرط أن تكون المناقشة من أجل التنفيذ، بمشاركة أعضاء من القسم لا من خارجه، حتي تؤدي إلي نتائج مثمرة، كما أن القسم بحاجة الي أن يدير نفسه بنفسه لا أن تتم إدارته من قبل أقسام اخري كما هو حاصل حالياً.
واختتم الدكتور نبيل الانصاري اللقاء بقوله: ما نتمناه هو أن يعام لأطباء الطوارئ كأطباء الأقسام الاخري من حيث الابتعاث والتدريب، فالقسم بحاجة الي استشاريين متخصصين لمواجهة الاعداد المطردة للمراجعين، فالدول الخليجية كأقرب مثال علي الرغم من وجود عدد من الاستشاريين في أقسام الطوارئ لديها، إلا أنها تطلب أعداد إضافية للإاتقاء بخدماتها، ومنها دولة الكويت والامارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية التي أعلنت مؤخراً عن رغبتها في انضمام 40 استشارياً في طب الطوارئ وبرواتب مجزية.
كما أن قسم الحوادث والطوارئ لا بد أن يكون مستقلاً عن الأقسام الاخري، وأي تغيير فيه لا بد أن يكون نابعاً من الداخل لا من الأقسام والإدارات الاخري، كما وقدم جميع الأطباء المشاركين في هذا اللقاء شكرهم لوزير الصحة الدكتور خليل حسن لاهتمامه بجوانب المواضيع المطروحة، وإبداء ترحيبة واستعداده لحل المشاكل التي تعيق تطوير القسم.

catfeat
2004-03-08

القســـم فـي خطــــر!! استطلاع أجرته - ياسمين خلف: الأزمة التي تواجه أطباء قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي،...

إقرأ المزيد »

طوارئ السلمانية علي خريطة وزارة الصحة (2-1): أين الاستشاريون.. يا مسئولين؟!

طوارئ السلمانية علي خريطة وزارة الصحة (2-1): أين الاستشاريون.. يا مسئولين؟!

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
في طوارئ السلمانية.. أزمة؟! كيف ولماذا وما هي الأسباب؟ ذلك سؤال سنحصل علي إجاباته عبر سطور هذا الاستطلاع، لكن ما نود التأكيد عليه هو ان قسم الحوادث والطوارئ في أي بقعة من العالم يِعتبر القلب النابض للمستشفي، والواجهة الرئيسية له، بل أنه العمود الفقري لجسم المستشفي ، باعتباره القسم الذي يستقبل الحالات العاجلة والطارئة بل والحرجة.
ومن أجل ذلك فإن أغلب الدول المتقدمة توليه أهمية خاصة، لا من حيث الكوادر الطبية أو الأجهزة المتطورة التي تهتم بتوفيرها في القسم فقط، وإنما حتي من حيث التخطيط الهندسي للمبني، ويكفينا أن نعلم إن طب علم الطوارئ الذي بدأ في نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات، علم دقيق وحيوي، وشروط الالتحاق به في دول العالم الأول صعبة، لدرجة إن من بين 200 طبيب يتم اختيار طبيبين متميزين منهم فقط، للانخراط للعمل في قسم الحوادث والطوارئ، بل إن حتي المسئول الطبي، ومسئول الكوارث في البيت الأبيض في أمريكا طبيبان متخصصان في علم طب الطوارئ.
في خريطة الصحة

ومع اهتمام تلك الدول بهذا العلم، ما هو وضع أطباء قسم الحوادث والطوارئ في مملكة البحرين؟! وأين يقع القسم في خريطة وزارة الصحة؟! وما حكاية قرب أجل القسم اذا لم ينعش لتدب الحياة فيه بعدما تسلل شبح الموت إليه!! ذلك وأكثر ما حاولنا معرفة حقيقته من خلال لقائنا مع عدد من أطباء قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.
الدكتور نبيل الأنصاري – استشاري طب الطوارئ والبحريني الوحيد الذي يحمل هذه الدرجة في هذا التخصص – يؤكد علي أن علم طب الطوارئ، علم قائم بذاته وتخصص له مجالاته وبرامجه التدريبية الخاصة به، والتي تصل الي خمس سنوات تدريبية في بعض الدول المتقدمة ككندا مثلاً.. وقال مسترسلاً: طب الطوارئ من أدق التخصصات وأصعبها، وله تفرعات متعددة منها طوارئ السموم وطوارئ الكوارث وأسعافات ما قبل المستشفي، وطوارئ الاصابات الرياضية وطوارئ الحوادث والاصابات البليغة، وطوارئ الأطفال، فطبيب الطوارئ قادر علي التعامل مع الحالات الطارئة في أي تخصص طبي آخر، فمن أهم واجباته الحفاظ علي سلامة المريض وابقاؤه علي قيد الحياة إن أمكن، خصوصاً ان كل دقيقة تمر قد تؤثر علي حياة المريض وتجعل حياته علي كف عفريت .

أين الاستشاريون؟!

وبأسي يكمل: مع أهمية طب الطوارئ وتردد الآلاف علي القسم، إلا أنه وللأسف يفتقر الي الاستشاريين المتخصصين في علم طب الطوارئ وبتعجب واضح قال: أيتصور أحدكم ان وزارة الصحة لم تبتعث أي طبيب منذ أكثر من ثلاثين عاماً للتخصص في هذا المجال! بل إن الوزارة لم ترسم خطة مستقبلية لإدارة برنامج يؤهل الأطباء للتخصص في طب الطوارئ علي أيدي استشاريين، الذين هم في الأساس غير متوفرين في البحرين.
المؤتمرات
ضرورية للتطوير

ويستلم دفة الحديث الدكتور محمد أمان ليقول: أطباء الطوارئ كما لو كانوا من فئة المغضوب عليهم فنادراً ما يتم ابتعاث أحدهم لحضور مؤتمرات عالمية، ولحسن حظي شاركت العام الماضي في مؤتمر في أسبانيا، إلا أن الكثير من زملائي محرومون منها، لدرجة أن بعضهم لم يحضر أي مؤتمر منذ عشر سنوات يتساءل ويجيب علي نفسه: بالله عليكم كيف يطور الطبيب من نفسه اذا ما كان بعيداً عن تلك المؤتمرات، التي هي ضرورية، ولا ينكر أحد ذلك، وبالتأكيد لن يجد مع تهميشه هذا أي تشجيع يدفعه الي التقدم في مجاله الطبي.

تفاؤلنا
بتصريح رئيس الوزراء

لا يتصور أحدكم كم كانت فرحتنا عندما قرأنا نحن الأطباء تصريح سمو رئيس الوزراء والخاص بتوجيهاته لتشكيل لجان لتطوير قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.. جاء ذلك علي لسان الدكتور محمد العصفور الذي أكمل بقوله: وها نحن في انتظار أن تكتمل فرحتنا اذا ما شهد القسم التطوير الذي أمر به رئيس الوزراء، علي أن يشمل التطوير زيادة في عدد الكادر الطبي والتمريضي، بالاضافة الي تزويد القسم بالأجهزة الطبية المتطورة، لا أن يكون التطوير فقط في زيادة المساحة المستغلة في القسم، والتي يمكن أن نقول عنها ان فقط 40% من مساحتها مستغلة حالياً.

يومياً.. كوارث
في الطوارئ

يعود ويلتقط خيط الحديث الدكتور نبيل الانصاري ليقول: الأجهزة والإمكانيات والأدوية متوفرة في القسم ولكن ما نسمعه ويسمعه غيرنا من تذمر مستمر علي قسم الحوادث والطوارئ من قبل المراجعين، ما هو الا نتيجة للضغط الكبير عليه، والذي هو نتاج عدم الوعي الكامل لوظيفة ودور القسم الأساسية، وعدم توفر العدد الكافي من الأطباء مما يجعل القسم عرضة للكوادث اليومية، والتي يكون فيها الأطباء عنصراً مهماً فيها بمواجهة المراجعين المتذمرين، وكلا الطرفين معذوران إذا ما انتبهنا للأسباب المؤدية إليها.

1000 مراجع في اليوم

وضع الدكتور نبيل يده علي الجرح تلك كانت أولي حروف الدكتور علي حبيب إذ علق مضيفاً: اللغط الدائر بين المراجعين حول تدني الخدمات المقدمة من قبل قسم الحوادث والطوارئ راجع لعدم وعي الناس بوظيفة القسم الأساسية، ألا وهي التعامل مع الحالات الطارئة والعاجلة، نحن لا نقول أننا لا نستقبل الحالات الآخري والتي يمكن تصنيفها ضمن الحالات المتوسطة، فهذا يحدث ولكن من الأولي منطقياً أن تعطي الحالات الحرجة الأولوية، وإن كنا ندرك ظرف بعض المراجعين والذين يضطرون لمراجعة قسم الحوادث والطوارئ لعدم إستيعاب المراكز الصحية لحالاتهم! ويكفي أن نعلم أن هناك نحو 300 ألف مراجع للقسم في السنة، أي نحو ما يعادل 900 إلي 1000 مريض في اليوم!! أي أربعة أضعاف الطاقة الاستيعابية للقسم.

ضريبة علي
خدمة الاسعاف

هناك حقيقة علينا ألا نغفلها، مفادها ان كل انسان مهما بلغ درجات عليا في الثقافة، عندما يكون ضحية لمرض ما، ولو كان بسيطاً، ويمكن إعتباره عارضاً صحياً، يراه مرضاً طارئاً وصعباً وخطيراً! فيلجأ لقسم الحوادث والطوارئ ذلك ما قاله الدكتور نبيل الانصاري الذي ضرب مثالاً علي ذلك لأحدي الحالات التي مرت عليه في أحد المستشفيات في أمريكا عندما كان يعمل فيها، وكانت لأحدهم الذي كان يعاني من ألم في أذنه، ويعتبر أمراً عادياً جداً، إلا أن المريض أحس أنه أمام كارثة فما كان منه إلا أن طلب خدمة الاسعاف لنقله وبسرعة لقسم الطوارئ، وهناك حيث عاينه الأطباء المختصين أبلغوه بأن ما يعاني منه لا يعد من الحالات الطارئة، وعليه أن يدفع ضريبة لخدمة الاسعاف التي استخدمها في وقت كان يمكن أن يكون غيره في أمس الحاجة إليها.

تصنيف
الحالات قبل التسجيل

وفي مداخلة للدكتور محمود الفردان قال: البعض قد يشكو من طول فترة الانتظار في القسم، ولكن حري بهم أن يعلموا ان في بعض الدول المتقدمة كبريطانيا مثلاً تصل فترة إنتظار المرضي الي 14 ساعة متواصلة للحالات المتوسطة، وذلك إذ أن الحالات الحرجة هي من تلقي الاهتمام الأكبر، ومما يساعد علي ذلك وجود قسم لتصنيف الحالات تبعاً لخطورتها.. وكل ذلك قبل التسجيل وليس العكس كما يحدث عندنا في البحرين وإن كانت وزارة الصحة تدرس حالياً الموضوع ذاته، إلا أنه وحتي هذه اللحظات لم يبت في الأمر.

المريض
يفقد خصوصيته!!

وتحدثت الدكتورة سناء الخواجة عن جزئية ترتبط إرتباطاً وثيقاً بخصوصية المراجعين عندما قالت: قاعة معاينة المرضي صغيرة المساحة لدرجة إن هناك نحو ثلاثة إلي أربعة أسرة تحجبهم ستارة واحدة مشتركة، فنقع نحن الأطباء وكذلك المرضي في حرج كبير إذ إننا نضطر الي المرور بين الأسرة علي الرغم من عدم كفاية المكان لذلك، هذا ناهيك عن ان المريض يفقد الخصوصية سواء أثناء تعبيره عن معاناته المرضية أو أثناء الكشف عن أجزاء من جسمه!

طوارئ السلمانية علي خريطة وزارة الصحة (2-1): أين الاستشاريون.. يا مسئولين؟! استطلاع أجرته - ياسمين خلف: في طوارئ السلمان...

إقرأ المزيد »

الفضائيات متهمة والنساء الضحية !! .. الأطباء يحذرون من هوس عمليات التجميل

استطلاع أجرته – ياسمين خلف:
تصوير – حميد جعفر:

هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال السنوات العشر الاخيرة، القت بعدد من المشاكل، والتي كان من الممكن تلافيها او التقليل من مخاطرها لو استشار المريض طبيب او استشاري متخصص، فعدد العمليات التجميلية في تزايد مطرد، وبالمقابل وعي الناس بمخاطرها مازال دون المستوي. علي الرغم من ان الغالبية العظمي منهم متعلمون ومثقفون.
فالمشكلة هي قلة الوعي الطبي والرغبة في الوصول الي الكمال الخلقي.!!
الاطباء لا ينفكون من التحذير منها، والمرضي يتسابقون عليها، حتي وان كانت تجري في الصالونات التجميلية، علي ايدي عاملات آسيويات غير مؤهلات، ويبتعدون عن الطب عشرات بل الالاف الاميال، ولا يعرفون منه سوي اسمه!! فماذا قال اهل الطب في ذلك، وبماذا ينصحون؟! ذلك ما ستقرأونه معنا في هذا الاستطلاع.
وكعطبيعة الحال الجنس الناعم اكثر اقبالاً علي عمليات التجميل بكافة انواعها، ومن ضمنها جمال الاسنان، ومن هذا المنطلق توجهنا لعيادة الدكتور حسن الصددي اخصائي علاج الاسنان الترميمي والتجميلي، لنطلع عن قرب علي انواع العمليات التجميلية ومخاطرها، ويقول في ذلك: اسنان المرء واجهتة اما الآخرين، وكلما كانت بيضاء ناصعة ونظيفة، كلما زادت ثقته بنفسه، ودفعته للمشاركة الاجتماعية بصورة اكبر، فالاسنان عنوان الصحة والجمال.

الليزر أحدث وأغلي
طرق تبييض الأسنان

وعمليات التجميل المرتبطة بالاسنان مختلفة ومتنوعة، وتتفاوت ما بين البسيطة والمعقدة، والتي تأخذ وقتاً قصيراً او طويلاً بحسب حالة اسنان المريض، ومدي المشاكل التي يعاني منها، ويمكن اعتبار عملية تبييض الاسنان من ابسط أنواع العمليات وارخصها، وان كانت بعضها تأخذ وقتاً طويلاً لدي بعض المرضي، وفي مثل هذه الحالة نستخدم نحن كأطباء مواد كيميائية لا تؤثر علي اسنان المريض او لثته.
وعن الفترة الزمنية التي تستغرقها مثل هذه العمليات يقول مضيفاً: تستغرق عملية التبييض اسبوعين او عشرة ايام، يستخدم المريض خلالها بعض المواد خلال تواجده في المنزل، وهذه الطريقة الكيميائية تختلف عن الميكانيكية حك الاسنان لإزالة جزء المينا ، والتي اصبحت من الطرق القديمة والقليلة الاستخدام .
وكآخر واحدث الطرق نستخدم الليزر في التبيض وهي عملية ناجحة جداً ومأمونة، الا ان كلفتها عالية نسبياً اذ ما قورنت بغيرها من الطرق، اما عن الآثار الجانبية لعملية التبيض، فهي لا تتعدي الحسياسية المؤقتة لدي البعض

الأحجار الكريمة
لتزيين الأسنان

اما عن الحشوات التجميلية والتي استخدمت من قبل 150 عاماً ولازالت يقول الدكتور الصددي : الذهب من اقدم الحشوات التي استخدمها الاطباء في حشو الاسنان، ويراجع استخدامها مع اتجاههم المرضي الي المادة الفضية الفضة وهي حشوة مناسبة لجميع الناس بغض النظر عن السن، وقد يصاب المريض بألم بسيط لفترة قليلة سرعان ما تنتهي تبعاً لحالة الضرس .
وكآخر الصرغات التجميلية للاسنان يقول مضيفاً: آخر تلك الموضات تتمثل في وضع الاحجار الكريمة والألماس علي الاسنان الأمامية، وهي وان كانت متوافرة في مملكة البحرين الا ان المرضي لا يسألون عنها، ولا يطلبونها، فالقليل منهم يعرف هذه الصرعة ، والذين غالباً ما يكونوا ممن يسافرون للدول الاوروبية او من هواة الافلام الاجنبية.

زراعة الأسنان
لا تناسب المدخنين !!

ماذا عن تآكل الأسنان؟! سألنا فأجابنا الدكتور الصددي : لتآكلها نضع طبقة من البورسلين علي السن المنكسر، أو ذو اللون الغير مرغوب فيه، والبورسلين طبقة صلبة ناصعة البياض، يتم نحتها لتكون طبقة رقيقة علي طبقة المينا، وهي غالباً صالحة للجميع ولا ترتبط بسن معين.
كما لم تعد مشكلة اذا كانت اسنان الفرد زائدة او متسلقة علي بعضها البعض، سواء لاسباب وراثية او لضيق مساحة فم المريض في كثير من الاحيان فعملية تقويم الاسنان عملية سهلة جداً ومتطورة وناجحة، وقليلة المضاعفات وان كانت بعض الشيء معقدة لدي بعض المرضي ما زال الكلام علي لسان الدكتور الصددي ويكمل: اما في حالة زراعة الاسنان والتي تطورت كثيراً في السنوات الأخيرة، فإننا لا نجريها علي المدخنين او المصابين بداء السكري لعدم تناسبها مع حالتهم الصحية.

توقعات المريض
تحدد نسبة نجاح العملية

وعن مدي نجاح العمليات التجميلية للأسنان يقول: هو امر مرتبط بتوقعات المريض، فإذا كانت التوقعات عالية والنتيجة اقل منها نسبياً، فإن المريض حتماً ستكون العملية بالنسبة الية غير ناجحة! علي عكس المريض الذي يحمل توقعات متواضعة، ويري اسنانه بعد اجراء العملية بشكل لم يتوقعه، او بمعني آخر يراها مذهلة، حتماً ستكون العملية بالنسبة اليه ناجحة جداً، ونحن كأطباء نسعي وباستمرار للوصول الي التوقعات لإرضاء المرضي.

الليزر لإزالة الشعر
بصورة دائمة!!

عالم المرأة عالم قد يجده الرجال غامضاً،و ولكنه ليس كذلك بالنسبة لبني جنسها! ولذلك توجهنا مباشرة الي الدكتورة سميرة المتروك اخصائية جلدية وتناسلية، لنعرف عن اكثر العمليات التجميلية التي تشغل بال حواء وتقول الدكتورة المتروك في ذلك: اهم ما يؤرق بال المرأة، زيادة نمو الشعر في مواضع غير مرغوبة، وازالته وبصورة دائمة اكثر ما يتهجن اليه، وخاصة في منطقة اليديين والساقين وما تحت اليديين، خصوصاً لذا فئة من يعانين من تغيرات هرمونية تؤدي الي زيادة نمو الشعر في الوجه او بقائة تحت الجلد .
وفي الآونة الاخيرة زاد الإقبال علي عملية ازالة الشعر بالليزر، لاهتمام المرأة بصورة اكبر بجمالها خصوصاً مع زخم القنوات الفضائية، والتي اتاحت للمرأة فرصة مشاهدة الجميلات من العارضات، بل انها وقعت تحت مقارنة مخيفة من قبل زوجها دفعها لمثل هذه العمليات التجميلية، كما ان وجود الانترنت اتاح لهن الفرصة للإطلاع علي ايجابيات ومضاعفات استخدام الليزر سكتت برهة وتكمل وان كانت نسبة المرضي المترددين علي العيادة 95% نساء، الا ان النسبة الباقية الا وهي 5% منها رجال، والذين غالباً ما يهتمون بإزالة الشعر الزائد من الرقبة واللحية والظهر.
وماهي الاستخدامات الأخري لليزر في عمليات التجميل ذلك ما تبادر الي ذهننا وكانت الاجابة علي لسان الدكتورة المتروك : ازالة الوشم، والتي اصبحت مع استخدام الليزر عملية سهلة، وكذلك الامر بالنسبة لازالة النمش وحبات الخال والتي قد تكون غير مرغوبة لدي البعض، خصوصاً اذا كانت في اماكن لا يحبذها المريض، فقد كانت عملية ازالتها تحتاج الي فتح الجلد وخياطته، الا انه وبعد تطور العلم واستخدام الليزر فهي تختفي خلال ايام وتترك لوناً خفيفاً غير ملاحظ، كما ويستخدم الليزر في علاج مرض البهاق والصدفية، والذي يستغرق علاجة بعض اسابيع بعدما كان يطول لسنوات!!

عمليات
تستغرق دقائق فقط!!

وماذا عن العمليات التجميلية الاخري؟! تجيب الدكتورة سميرة المتروك: سنفرة البشرة، وهي من اهم اساليب تنعيم البشرة، كما انها سهلة ولا تستغرق سوي دقائق، يمكن للمرأة بعدها الذهاب للعمل مباشرة بدون ان تخلف ورائها اي مضاعفات.
كما نستخدم جهاز الأندرمولوجي لعلاج السيلوليت وترهلات الجلد وتمزقه نتجة الحمل والسمنة، وفي حالة ازالة التجاعيد حول العينين والجبهة، نستخدم حقنة البوتكس، اما عن الخطوط الموجودة حول الفم فنستخدم حقنة البرلين، ولإزالة الكلف والبقع الناتجة عن حب الشباب نلجأ للتقشير الكيميائي.

%1 من المرضي
يتــأثـــرون سلبـــــاً

ولكن ما قالت الدكتورة المتروك عن الآثار الجانبية المترتبة علي مثل هذه العمليات؟! الأجهزة المستخدمة في العيادات في البحرين متطورة جداً، فهي باسعار خيالية لا توفرها معظم الدول الاخري علي الرغم من الامكانيات البسيطة لمملكة البحرين اذ ما قورنت بها. ويمكننا ان نقول ان 1% فقط من المرضي يتأثرون سلباً جراء هذه العمليات، كاصابة مستخدم الليزر في ازالة الشعر الزائد باحمرار بسيط او بقع وبثور موضعية، تزول بعد فترة بسيطة من العلاج والتي لا تتعدي الأيام، فأجهزة الليزر من أأمن الاجهزة التجميلية في العالم، كما انها آمنه للمرأة للحامل والمرضع، ويمكن استخدامها لإزالة البهق لدي الرضع! فلا سن محدد لاستخدام الليزر ذلك ما قالته الدكتورة سميرة المتروك في ختام حديثها.

عمليات التجميل
بأسعار مناسبة

وكما تري الدكتورة المتروك ان الفضائيات ساهمت كثيراً في اتجاه المرأة البحرينية للاهتمام بمظهرها وبالعمليات التجميلية، تؤكد الامر ذاته الدكتور نضال عبدالرحمن خليفة استشارية امراض جلدية وعلاج الجلد التجميلي في مجمع السلمانية الطبي اذ تقول: يلجأ المرضي عادة للمتخصصين في الامراض الجلدية او المتخصصين في الجراحة التجميلية لاجراء بعض العمليات التجميلية علي الجلد، وهي متفاوته تبدأ من استخدام مستحضرات تجميلية كالكريمات الموضعية وتنتهي عند العمليات التجميلية الجراحة الكبيرة، والاهتمام بمثل هذه العمليات ازداد في الآونة الاخيرة مع دخول القنوات الفضائية البيوت، وتشجيع الازواج لزوجاتهم لمثل هذه العميلات ليصبحن بمظهر اولئك المذيعات الفاتنات! او لرغبة الفتاة ان تكون نسخة منهن لتزيد ثقتها بنفسها اما الآخرين.
ففي الخمس السنوات الاخيرة ازداد اهتمام عامة الناس بالتجميل، بعدما كانت محصورة لدي فئة محددة، وهي الاكثر سفراً للدول الاجنبية وذات الامكانيات المادية العالية، وبعد توفر الاجهزة في البحرين ودول الخليج العربي وحتي دول الوطن العربي لم تعد هناك مشكلة، ولم تعد هناك حاجة للسفر وتكبد الخسائر في سبيل الجمال لتوافرها وبأسعار مناسبة وفي متناول شريحة عريضة من المواطنين علي ارض الوطن.
والمشكلة في هذا التوجه كما ذكرت الدكتورة نضال هو اصابة الشخص بالهوس وتضرب مثالاً علي ذلك بالمغنية ساندي جاكسن والتي بدأت بعملية تجميلية واحدة تبعتها عدد من العمليات، الي ان اصبحت بشكل مختلف تماماً عن شكلها الرباني ، وان كانت الدكتورة نضال تنفي ان يكون هناك من اصيب بالهوس التجميلي في البحرين، الا انها تحذر منه، وتدعو الي استشارة الاطباء في اي منها، للتقيليل من مضاعفاتها او تجنب احتمال خطئها.

Cathealth
2003-10-04

استطلاع أجرته - ياسمين خلف: تصوير - حميد جعفر: هوس عمليات التجميل الذي وصلت سهامه الي فئة ليست بقليلة من الناس، خلال الس...

إقرأ المزيد »