التصنيفات:مقالاتي في جريدة البلاد البحرينية

لمن تلك البيوت؟

الخميس 01 يوليو 2021

لا أمزح، وكلي جدية، هل يقدم البحريني طلب الإسكان لنفسه، أم لابنه؟ فإن كان الحصول على وحدة سكنية يأتي بعد 25 عاماً أو أكثر، فذاك يعني أن المنتفع من هذه الوحدة ليس الأب مقدم الطلب، بل ابنه الذي كان في عالم الغيب يوماً، وبات مشرفاً على الزواج وبحاجة هو الآخر اليوم إلى سكنٍ له ولعياله.

الانتظار فعل يحتاج إلى صبر، وهو أهون من أن تعطي الأمل لامرئ وتسوفه! أبوحسن، كغيره قدم طلباً إسكانياً منذ نحو 22 عاماً، وحتى اليوم ورغم كل مراجعاته ومناشداته لم يهدأ باله بحصوله على حقه في وحدة سكنية تغنيه عن السكن المؤجر منذ زواجه. انتظر طويلاً، وأعُطي أملاً في الحصول على وحدة سكنية في مشروع توبلي الإسكاني، كونه من سكنة مدينة عيسى، وزعت الوحدات ولم يحصل منها على أمله، عاد الأمل ليتجدد مرة أخرى في مشروع الرملي الإسكاني، الذي وكما وعده المسؤولون بأنه سيغطي طلبات ما بعد عام 2000م، وهذا يعني أنه وبلاشك سيحصل أخيراً على مطلبه. انتهى مشروع الرملي ووزعت الوحدات، وهاتف أبوحسن لم يرن ليبشره! رغم أن هناك من حصل على وحدة سكنية وطلبه أحدث من طلبه! وهناك من حصل على وحدة سكنية دون الحصول على شهادة استحقاق أصلاً! والأغرب من هذا وذاك وجود وحدات جاهزة ولم توزع ضمن الوحدات تلك، ليجعلنا نتساءل: لمن تلك البيوت؟ ولماذا تبقى مهجورة، دون أن ينتفع منها أحد المواطنين؟

ولأن الصبر فن، وأبوحسن يملك هذا الفن كما يبدو، أو لنقل، لا يملك إلا أن يصبر، أعُطي شهادة استحقاق لوحدة سكنية في مشروع شرق سترة الإسكاني، قبل على مضض وبه غُصة، وقيل إن المشروع سيكون جاهزاً خلال عامين، وها هما العامان قد انصرما، والمشروع متوقف! عام يلوك الآخر وحلم الوحدة السكنية يتضاءل.. الأعمار بيد الله، لكن العمر يمضي، ويجعلنا نقترب من العمر الافتراضي لبقائنا أحياء، ولا نريد أن نسمع مجدداً خبر موت مواطن عند استلامه مفاتيح وحدته السكنية.

ياسمينة: متى ستتوقف هذه المعاناة؟.

وصلة فيديو المقال

الخميس 01 يوليو 2021لا أمزح، وكلي جدية، هل يقدم البحريني طلب الإسكان لنفسه، أم لابنه؟ فإن كان الحصول على وحدة سكنية يأتي...

إقرأ المزيد »

أطباء المستقبل

الأربعاء 23 يونيو 2021

قبل بضع سنين، هاتفتني طبيبة تبكي حُرقة على ابنتها التي رغم تفوقها، وحصولها على نسبة 100 % في الثانوية العامة، إلا أنها لم تحصل على بعثة دراسية تخولها لدراسة الطب! وكان عليها أن تتكبد المصاريف العالية لتدريسها على نفقتها الخاصة، والاقتراض لتحقق حلم ابنتها الذي سعت بكل اجتهاد إلى أن تصل إليه عبر تفوقها العالي.

للأسف، هناك نماذج كثيرة مثل هذه الطالبة! وإن تمكن بعض الأهالي من الاقتراض والاستدانة أو حتى بيع بيت العمر لتوفير مصاريف الدراسة لأحد أبنائها، فهناك على الضفة الأخرى شريحة عريضة من الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة سوى إقناع ابنهم أو ابنتهم المتفوقة بقبول أي تخصص آخر لنيل شهادة جامعية والسلام! وإن كان ذلك مخالفاً لرغبتهم وميولهم، ولكنه أفضل بطبيعة الحال من البقاء بدون دراسة جامعية.

هناك طلبة متفوقون ويتمنون دراسة الطب ويحول بينهم وبين تحقيق هذه الأمنية شح عدد البعثات والمنح المخصصة لدراسة الطب سنوياً، والتي تعتبر قليلة جداً مقارنة بعدد المتفوقين في المدارس البحرينية والراغبين فعلاً بدراسة الطب على اختلاف تخصصاته! فيضطر الكثير منهم إلى التخلي عن حُلمه ورغبته مرغماً، والاتجاه لدراسة أي تخصص آخر، قد يكون بعيداً تمام البُعد عن دراسة الطب، فيخسر نفسه.

بعد اختبار أزمة كورونا، على وزارة التربية والتعليم التنسيق بشكل عاجل وجاد مع وزارة الصحة، لبحث مدى القدرة على الاستفادة من الطلبة المتفوقين والراغبين في دراسة الطب أو التمريض أو المهن الطبية والتمريضية المساندة، والاستثمار في هذه الطاقات الشبابية لمواجهة المستقبل الذي كما يبدو زاخراً بأمراض وأوبئة ليس لنا سلطان عليها غير التسلح من الآن بصفوف أمامية جديدة، تسد النقص المحتمل في هذه المهن الطبية والتمريضية، صفوف أمامية جديدة في تخصصات نادرة وضرورية تجعلنا نطمئن بأن هناك من يمكن الاعتماد عليهم. نعم، قد يتطلب الأمر ميزانية كبيرة، لكنها وبلا شك ستوفر علينا مستقبلاً ميزانية أكبر.

ياسمينة: نحن بحاجة إلى صف جديد من الأطباء لمواجهة المستقبل.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 23 يونيو 2021قبل بضع سنين، هاتفتني طبيبة تبكي حُرقة على ابنتها التي رغم تفوقها، وحصولها على نسبة 100 % في الثان...

إقرأ المزيد »

كيف تؤجل؟

الخميس 17 يونيو 2021

كانت عين أخي معرضة وبشكل كبير إلى العمى! كان علينا أن نُعجل من إجراء عمليته قدر المستطاع، وإلا سينطفئ نورها إلى الأبد، مجمع السلمانية الطبي وبعد قرار تأجيل العمليات الجراحية أدخلنا في حالة لا يعلم بها إلا الله، أسرعنا به إلى أحد المستشفيات الخاصة وأجرينا عملية كلفتنا مبلغاً وقدره… تقول هذه المرأة إنهم من الطبقة المتوسطة التي يمكنها أن تُدبر المبلغ وإن كان بصعوبة من هنا وهناك، لكن ماذا سيفعل المريض الذي لا حيلة له، ولا يملك أصلاً ما يمكن أن يدخره حتى نهاية الشهر؟


كان ذلك قبل أشهر من الآن عندما توقفت العمليات الجراحية في المستشفى الحكومي الوحيد، واستمرارها في المستشفيات الخاصة. ولكن، وبعد قرار إيقاف العمليات في السلمانية والمستشفيات الخاصة، ما حيلة المرضى؟ هل سيطلبون من المرض أن لا يتطور؟ هل يملكون عبر جهاز تحكم مثلاً أن يضغطوا على زر ما ليوقف الآلام التي يشعرون بها؟ فحتى ذاك الذي يملك قيمة إجراء عمليته الجراحية في المستشفى الخاص لم يتمكن مع هذا القرار من إجرائها!


عملية تأجيل العمليات الجراحية تضع الكثير من الحالات المرضية على المحك، فتأجيلها يعني تقدم المرض وربما لمراحل لا يصلح بعدها الأسف، كما أن تأجيل العمليات عموماً سيسبب في مرحلة ما تضاعف أعداد المرضى بشكل يمكن أن يُسبب ضغطاً كبيراً على الطاقة الاستيعابية للمستشفى، سواءً من حيث إشغال الأسرة أو حتى على الأطباء وطواقمهم المساعدة، فكل يوم يضاف إلى قائمة المرضى عدد جديد من المرضى، وتراكم تلك الأعداد يعني الدخول في متاهة جديدة.


كما أن توقف المراجعات في العيادات الخارجية، التي يعاني المرضى فيها أصلاً من تأخر المواعيد لأشهر طويلة، فتح المجال لبعض الأطباء للتسويق لعياداتهم الخاصة، بل سيتسبب في الرجوع مرة أخرى للمربع الأول حال عودة الحياة لطبيعتها، حيث سيتعين على المريض مراجعة المركز الصحي، ليحوله مرة أخرى للسلمانية وعلى ذلك.. كأنك يا أبوزيد ما غزيت!


ياسمينة: أعيدوا النظر في هذا القرار يا وزارة الصحة.

وصلة فيديو المقال

الخميس 17 يونيو 2021 كانت عين أخي معرضة وبشكل كبير إلى العمى! كان علينا أن نُعجل من إجراء عمليته قدر المستطاع، وإلا سينط...

إقرأ المزيد »

طبيب نفسه

الخميس 10 يونيو 2021

بات “الوضع مضحكا ومبكيا” كما يقال في آن واحد! فما نسمعه من قصص من هنا وهناك تجعلنا لا نعرف حقيقة أنأسف على بعض العقول أم نضحك على سذاجتها، كأخينا الذي عمد إلى حبس أخيه في غرفته كنوع من الحجر المنزلي بعد إصابته بفيروس كورونا وعدم السماح له بمراجعة المستشفى رغم تدهور صحته، وخوفا من تدهورها أكثر، واعتماده على بعض العلاجات العشبية ظناً منه أنها العلاجات الأنجع لمثل هذه الفيروسات! فتسبب في أن يصل أخوه إلى قاب قوسين أو أدنى من الموت، أو كذاك الكبير في السن الرافض لمجرد إجراء فحص كورونا، لا خوفاً من المرض وصدمة الإصابة به أو حتى تدهور صحته منه أو حتى وفاته منه، بل خوفاً من الحجر! والذي يجده نوعاً من تقييد حرية تنقله هنا وهناك، وعدم قدرته على لقاء رفيق دربه ولو من بعيد مع لبس الكمامة التي تحتل أسفل ذقنه، ولا تغطي لا أنفه ولا فمه!


لا نزال بحاجة إلى وعي أكبر لدى شريحة عريضة من الناس، لا نزال بحاجة إلى فهم الوضع الذي لا يحتمل في كثير من الأحايين المجازفة والمخاطرة ولا استعراض العضلات وتحدي الفيروس عبر استمرار الاجتماعات العائلية، والقبل والأحضان التي يسخر البعض ممن يتجنبها، فيدفع من يغلب عليه حياؤه إلى كسر هذا التباعد الاجتماعي، تجنباً لنعته بالجبان أو غير المؤمن بقضاء الله وقدره.


بحاجة إلى أن يعي الناس أكثر درجات المرض والأعراض الأكثر استدعاءً لمراجعة المستشفى، ومتى يمكن السيطرة عليه عبر الأغذية أو الأدوية المساعدة على رفع مناعة الجسم لمنع تدهور الحالة. بحاجة إلى توعية الناس بأن الالتزام بالحجر المنزلي لا يعني أبداً الشعور بالضيق الأقرب إلى الشعور بالحبس في السجن، فحتى السجون يمارس فيها المسجونون هواياتهم، والتمارين الرياضية، ويقرأون، ويشاهدون التلفاز والكثير من الأنشطة التي يمكن أن يمارسها أي منا لإبعاد شبح الشعور بالضيق والملل ولحفظ صحتنا النفسية والجسمية معاً.

ياسمينة: لنمثل فعلياً شعار “مجتمع واعي”.

وصلة فيديو المقال

الخميس 10 يونيو 2021 بات “الوضع مضحكا ومبكيا” كما يقال في آن واحد! فما نسمعه من قصص من هنا وهناك تجعلنا لا نعرف حقيقة أن...

إقرأ المزيد »

لو كانوا يعلمون

الخميس 03 يونيو 2021

أحد العاملين في الصفوف الأمامية ضمن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، وهو قريب جداً من الحالات التي تحت العناية المركزة، يقول: “لو ترون ما نرى، لما تهاونتم في الإجراءات الاحترازية، ولما تخاذلتم أبداً عن أخذ اللقاح، فما نراه كل يوم من حالات أمر لا يُحتمل، فلم أر طوال حياتي المهنية التي ناهزت العشرين عاماً ما أراه الآن”!

البعض يجد من عملية تداول آخر مستجدات جائحة كورونا أمراً غير مرغوب فيه، لما قد يتسبب فيه للبعض من خوف ورهبة، ويطالب هذا البعض، بالتوقف عن تداول هذه الأخبار! نعم، قد يكون لتلك الدعوات جانبا من الصحة، فهناك من يعاني من رهاب أخبار الموت والمرض، لكن ولنكن أكثر واقعية.. السواد الأعظم من الناس ممن هم حولنا، إن لم يشعروا بحقيقة الوضع، ولم يدركوا حجم المرض، وحجم الجهود المبذولة في التصدي له من قبل المملكة، لن يجدوا ما يمنعهم من أخذ الحيطة والحذر والالتزام بالإجراءات الاحترازية، وأجزم أنه لولا تلك الأخبار المتداولة عن الجائحة ومدى تفشيها وانتشارها، ومدى شراسة هذا الفيروس، لوجدت مساحة أكبر من المستهترين والمتهاونين، ألم تسمع أحداً ممن حولك وهو يردد: “كل ذلك هراء، انفلونزا كغيرها ولا داعي للتهويل”! وستجدهم يمارسون حياتهم بشكل اعتيادي.. زيارات، وتجمعات، وقبلات وأحضان!

لسنا طبعاً مع تداول كل ما قد يُنشر هنا وهناك، فالبعض وجد من السوشال ميديا منصة للظهور والشهرة ولو كان على أكتاف الشائعات وترويجها، لكن نحن مع الحصول على المعلومات المأخوذة من مصادرها الموثوقة، التي تجعل كل فرد منا في هذا المجتمع مسؤولاً، مع التعرف عن قرب على ما يحدث على أرض الواقع وفي غرف الإنعاش والمحاجر، مع معرفة حجم ما تبذله الصفوف الأمامية التي ومنذ عام ونيف لم تذق طعماً للراحة، بل لم يهدأ لها بال وهي ترى أرواحاً تنسل بين أيديها، وهي في لحظات الحياة الأخيرة.

ياسمينة: الخوف ربما يدفع البعض للالتزام.

وصلة فيديو المقال

الخميس 03 يونيو 2021أحد العاملين في الصفوف الأمامية ضمن الفريق الوطني الطبي للتصدي لفيروس كورونا، وهو قريب جداً من الحال...

إقرأ المزيد »

أصحاب الأساور

الجمعة 21 مايو 2021

يحدث، أن يكون أحدهم مصاباً بفيروس كورونا ولم تظهر عليه أية أعراض بعد، فيتجول هنا وهناك، ويذهب لعمله، ويتبضع في الأسواق، ويخالط أسرته ويمارس حياته العادية، فيتسبب دونما قصد ودون علمه في نقل المرض لغيره، هنا قدر الله وما شاء فعل، لكن أن يعلم أحدهم بأنه مصاب بالفيروس، أو مخالط لحالات قائمة، أو حتى تظهر عليه أعراض المرض ويتجول هنا وهناك دونما أدنى مسؤولية أو ضمير يردعه، فيتسبب في إصابة غيره بالمرض، فأولئك هم المجرمون حقا.

نعم من يعلم بأنه مصاب بالفيروس، أو مخالط لحالات ثبتت إصابتها بالفيروس، وكان عليه أن يبقى في الحجر، ولم يحجر على نفسه، وبكل صلافة يكسر الحجر ويخالط الناس، فلا وصف أقل يمكن أن نُطلق عليه غير أنه مجرم! مجرم لأنه يعلم بأن هناك من لا يستطيع أن يتحمل شراسة الفيروس فيتسبب في موته، مجرم لأنه سيكون سبباً في انتشار المرض وارتفاع عدد الحالات المصابة المسجلة يومياً، والتي باتت هاجساً للجميع، فزيادة عدد الحالات تعني الضغط على المنظومة الصحية التي إن استمر ارتفاع عدد الحالات بالوتيرة الأخيرة المقلقة فذاك يعني انهيارها، وانهيارها يعني أنه لا سيطرة على المرض، بل وارتفاع عدد حالات الوفيات، وكلنا يعلم حجم الفقد، وما يخلفه فقد البعض من آثار اجتماعية لاسيما إن كان رب عائلة أو أما لأطفال.

أصحاب الأساور ممن فُرض عليهم لبسها للتأكد من التزامهم بحجر أنفسهم في منازلهم كما رغبوا هم، بدلاً من المحاجر الحكومية، ويمارسون حياتهم الطبيعية كما لو كانوا أصحاء… قنابل موقوتة متسترة، لا يعلم أي منا متى تصادفه، وأين سيخالطه! والطامة إن لم يكن الطرفان ملتزمين بالاشتراطات الصحية والإجراءات الاحترازية فتتسع دائرة المصابين، فعلينا الحذر أكثر من بعض أصحاب الأساور لتجنب جرمهم، فعلى المجمعات التجارية والأسواق وحتى المحال البسيطة أو أية جهة كانت، فكما أنها تتأكد من درجة حرارة من يتبضع عندها، عليها التأكد من خلو يد زبائنها من أسورة الحجر البيضاء، فمن فقد ضميره علينا مراقبته.

ياسمينة: لا تكن سبباً في موت أحدهم.

وصلة فيديو المقال

الجمعة 21 مايو 2021يحدث، أن يكون أحدهم مصاباً بفيروس كورونا ولم تظهر عليه أية أعراض بعد، فيتجول هنا وهناك، ويذهب لعمله،...

إقرأ المزيد »

فلنحذر

الخميس 13 مايو 2021

رغم أن طلبة المدارس والجامعات لا يزالون يتلقون تعليمهم عن بُعد في منازلهم، ورغم أن 70 % من الموظفين يمارسون عملهم من المنزل كذلك، ورغم أن شعار “خلك في البيت” لا يزال قائماً، إلا أنك لا تشعر بكل ذلك عندما تخرج للشارع وتجد حجم الازدحام المروري، وعدد المتسوقين في المجمعات التجارية والمتواجدين في المرافق العامة! إذا، من المتواجد في منزله؟

مشكلة البشر عموما، أنهم ما إن يعتادوا أمراً ويألفوه حتى يجدوه أمراً طبيعياً، مرور أكثر من عام ونصف الآن على بدء جائحة كورونا في العالم، جعل الناس تألف الوضع! الخوف الذي كان يدفع البعض للالتزام باشتراطات السلامة بدأ شيئاً فشيئاً يتلاشى، فمن كان يحرص على التعقيم وغسل اليدين بشكل مستمر، بدأ يتخاذل! ومن كان يمتنع عن الزيارات الاجتماعية أو حتى العائلية أخذ هو نفسه من يدعو أقاربه إلى منزله للاجتماع! ومن كان يحرص على عدم المصافحة والتقبيل وتحقيق التباعد الاجتماعي، لا يجد اليوم ضرراً في الإتيان بكل ذلك! فالحذر لا يمنع القدر كما يقولون!

أجزم، بأن كل المصابين بفيروس كورونا كانوا من أولئك الذين استبعدوا، تمام الاستبعاد أن يكونوا رقماً ضمن الإحصائية اليومية لعدد المصابين بالفيروس، وكانت نتيجة الفحص الإيجابية صدمة لهم، وبعدها بدأوا فعلياً التيقن بأن مسألة الحذر لتفادي الإصابة بالفيروس أمر ضروري، وعلى الأخص أولئك الذين فقدوا قريباً أو عزيزاً عليهم، إذ أدركوا حينها أن الأمر ليس مزحة وأن لا مجال للتراخي.

أخذك التطعيم، لا يعني أن تمارس حياتك وكأن لا فيروس قادر على الاقتراب منك، بل عليك أن تلتزم وتحذر كما يجب أن يكون، نعم التطعيم قد يخفض سرعة انتشار الفيروس، ويخفف حدة الأعراض المصاحبة للإصابة، ويمنع المضاعفات الكبيرة، إلا أنه لا يعني أن تتهور ولا تلتزم بالإجراءات الاحترازية التي تمنع إصابتك بالعدوى، وتذكر أن فتح بعض المرافق العامة لا يعني دعوة للازدحام عليها، كي لا تكون الضحية التالية للفيروس.

ياسمينة: فلنحذر، ليكون عيداً سعيداً على الجميع.

وصلة فيديو المقال

الخميس 13 مايو 2021رغم أن طلبة المدارس والجامعات لا يزالون يتلقون تعليمهم عن بُعد في منازلهم، ورغم أن 70 % من الموظفين ي...

إقرأ المزيد »

“خدعني وضوءه”!

الخميس 06 مايو 2021

كلما تذكر بأن ابنه لم يسأل عنه، ولم يره منذ سنوات طويلة، تساقطت الدموع الحارة من عينيه، ضارباً كفاً بكف ندماً على ثقته العمياء بفلذة كبده، وأخذ يقول: “خدعني وضوءه”، في إشارة إلى مدى تدينه والتزامه بأداء صلواته في أوقاتها، لتكشف له الأيام أنه ابن عاق لا يرفع سماعة هاتفه للاطمئنان عليه، ولم يكلف نفسه عناء رؤيته أو السؤال عن أحواله لأكثر من 8 سنين! بل ولم يكتف بالورث الذي وهبه إياه قبل أوانه، ليستولي على أموال ليست من حقه! تاركاً والده على قارعة الحاجة وهو في سنه المتقدمة.

كُثر يجعلون من الدين ستاراً، يتسابقون على المساجد لأداء الصلوات في مواقيتها، ولا يكتفون بصوم شهر رمضان، بل يصومون في كل مناسبة وفي كل اثنين وخميس من كل أسبوع، ويحرصون على أداء مناسك الحج والعمرة سنوياً… وغيرها الكثير من العبادات التي في ظاهرها للبشر أن الملتزم بها حجز له مقعداً في الجنة، لكن ومن وراء الستار وكما يعرفه المقربون منه أو كما يعترف هو في قرارة نفسه “ربما”، هو إنسان لا يملك من الأخلاق ما تشفع له حتى للمرور أمام أبواب الجنة! كأخينا عاق والده، أو ذاك الهاضم لحقوق زوجته، أو الآكل للسحت، أو المتطاول على مال اليتيم، أو القاسط في الميزان والكثير الكثير من المعاملات التي تنسف كل ركعاته وسجداته نسفا.

لا يملك أحدنا صكوك الجنة والنار، لكن علينا أن لا ننخدع كذلك ونغتر بالمظاهر! فزمان الحُكم على الناس بأشكالهم الخارجية، أو هندامهم، أو الوقت الذي يمضيه أحدهم في صلاته قد ولى، كما أن من السذاجة أننا لا نتعلم من تجارب غيرنا، ونقع في حفرٍ سبق أن وقعوا فيها.. فعبارة “لا تغرنك المظاهر” لم يقلها القدماء عبثاً، إنما من تجارب مرة، أرادوا منا وتمنوا أن لا نتجرع مرارتها، لكننا للأسف مازلنا نغتر بكل بريق كاذب، فتمهل قبل أن تحكم من المظهر فتصدم وتندم.

ياسمينة: علاقة المرء بربه شأن خاص، والدين معاملة.

وصلة فيديو المقال

الخميس 06 مايو 2021كلما تذكر بأن ابنه لم يسأل عنه، ولم يره منذ سنوات طويلة، تساقطت الدموع الحارة من عينيه، ضارباً كفاً ب...

إقرأ المزيد »

سارة وعلاجها المكلف

الأربعاء 28 أبريل 2021

ربما أقسى ما يمكن أن يعترض أيًا منا، أن تنقلب حياته رأسًا على عقب في ليلة وضحاها، والأكثر قساوة وألمًا أن ترى بصيص أمل العودة لحياتك كما كانت، إلا أن المال يقف حاجزًا بينك وبين ذاك الأمل.

سارة، شابة في التاسعة عشرة من عمرها، طالبة جامعية، أصيبت قبل سبعة أشهر بالتهاب حاد في الحبل الشوكي، تسبب لها بعدما كانت إنسانة طبيعية لا تعاني من أية مشكلة صحية بشلل نصفي، أقعدها الكرسي المتحرك منذ ذاك اليوم.

أصيبت باكتئاب حاد، فصدمة ما أصيبت به كانت أكبر من أن تحتمله شابة في فورة وعنفوان شبابها، قطعت علاقاتها مع كل من حولها، وغلقت الأبواب عليها، وباتت حبيسة الدار إلى أن استعادت قوتها وإيمانها بالله وتمسكت بالأمل، فبحثت عن العلاج الذي يمكنها من المشي على قدميها، بدلًا من الاستعانة بالكرسي المتحرك، فوجدت العلاج في مدينة الأمير سلطان بن عبدالعزيز للخدمات الإنسانية في المملكة العربية السعودية، إلا أن علاجها التأهيلي المقترح عليها مكلف ماديًا، ولا يقوى أهلها على توفير مصاريفه التي وبحسب الخطة المبدئية للعلاج تصل إلى 11 ألف دينار بحريني ولستة أسابيع فقط! وحالتها المرضية تستدعي علاجًا أطول من تلك المدة، وإن لم يقرر الأطباء كم ستستغرق رحلتها العلاجية.

ولثقتها بالله التي كانت أكبر من تلك المصيبة التي حلت عليها، طرقت عدة أبواب عسى أن تجد من يتكفل بعلاجها، إلا أنها وللأسف لم تجد من ينظر إليها بعين الرحمة، وبعين أحقيتها في العلاج الذي كفله لها الدستور. سارة اليوم طريحة الفراش أغلب وقتها، وإن اضطرت إلى مغادرة المنزل تستعين بكرسيها المتحرك، فالآلام التي تتعرض لها تقض مضجعها، ناهيك عن تسبب هذا الالتهاب في عدم قدرتها على التحكم في عملية التبول، ما يعرضها لمواقف محرجة. تأخر علاج سارة يعني احتمالية تطور حالتها المرضية، واحتمالية تعرضها لشلل كامل، ويكفي أن نضع أنفسنا مكانها، العلاج متوافر، ولكن العين بصيرة واليد قصيرة كما يقال.

ياسمينة: هل ستقف سارة على رجليها من جديد؟

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 28 أبريل 2021 ربما أقسى ما يمكن أن يعترض أيًا منا، أن تنقلب حياته رأسًا على عقب في ليلة وضحاها، والأكثر قساوة و...

إقرأ المزيد »

متعففون ولكن…

الأربعاء 21 أبريل 2021

يظن البعض، ممن تتزاحم الأطباق على سفرهم في مائدة الإفطار، أن جميع البيوت والأسر تنعم كما ينعمون من مائدة رمضانية، وأن ما تشتهيه أنفسهم خلال ساعات الصوم، يمكن أن يشبع رغباتهم خلال ساعات الإفطار، فهم قادرون على توفير مستلزمات المطبخ من مقادير و”ماجلة”، لكن هذه الصورة غير واقعية، إن ما علمنا أن عددًا ليس يسيرا من الأسر بالكاد توفر ما يُشبع جوعها، وأن شهر رمضان قد يكون ثقيلاً بعض الشيء على كاهل الأسر الفقيرة التي تغيب عن موائدها الكثير بل جميع الأطباق الرمضانية التي تعجز عن توفير مكوناتها، وما يفطر القلب أن يكون بين تلك الأسر أطفال لا يعرفون الأطباق الرمضانية إلا عبر الصور وشاشات التلفاز.

إن كانت هناك شريحة من الفقراء بيننا قبل عامين من اليوم، ولنقل وبشكل أدق، قبل أزمة كورونا، فعلينا أن ندرك أن تلك الشريحة اتسعت، إن لم تكن قد تضاعفت، فهناك من فقد عمله، وهناك من خسر تجارته، وهناك من تعرقل عمله البسيط الذي كان يتكئ عليه في تيسير أمور حياته، كسواق التاكسي وباصات المدارس وغيرهم ممن كانوا ضمن مستوري الحال وباتوا اليوم على أعتاب الفقر والعوز والحاجة.

الجمعيات الخيرية، والتي كانت تدعم بعض الأسر مادياً أو عينياً أو بكوبونات شراء، عليها مسؤولية مضاعفة اليوم، عليها أن تُدرك أن ليس كل فقير قد يطرق بابها، وأن المتعففين قد يكونون أكثر حاجة، لكن عزة أنفسهم تمنعهم من التقدم لطلب الدعم! فعلى القائمين على تلك الجمعيات التي يصل عددها اليوم إلى 113 جمعية في المملكة، أن تمسح المناطق التي تغطيها، لدعم الأسر ليس فقط المسجلة على قوائمها، بل الأسر التي باتت اليوم ضمن المعوزين ولو بشكل مؤقت إلى أن تعود الحياة إلى طبيعتها ويعودوا إلى ممارسة أعمالهم البسيطة التي كانت تكفيهم ذُل السؤال. نعم قد تكون موارد تلك الصناديق محدودة، لكن مع المسؤولية الاجتماعية التي نُعول عليها من المقتدرين يمكن أن تنجح في ذلك.

ياسمينة: ليكن شهر خير على الجميع.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 21 أبريل 2021 يظن البعض، ممن تتزاحم الأطباق على سفرهم في مائدة الإفطار، أن جميع البيوت والأسر تنعم كما ينعمون م...

إقرأ المزيد »