الأربعاء 23 يونيو 2021
قبل بضع سنين، هاتفتني طبيبة تبكي حُرقة على ابنتها التي رغم تفوقها، وحصولها على نسبة 100 % في الثانوية العامة، إلا أنها لم تحصل على بعثة دراسية تخولها لدراسة الطب! وكان عليها أن تتكبد المصاريف العالية لتدريسها على نفقتها الخاصة، والاقتراض لتحقق حلم ابنتها الذي سعت بكل اجتهاد إلى أن تصل إليه عبر تفوقها العالي.
للأسف، هناك نماذج كثيرة مثل هذه الطالبة! وإن تمكن بعض الأهالي من الاقتراض والاستدانة أو حتى بيع بيت العمر لتوفير مصاريف الدراسة لأحد أبنائها، فهناك على الضفة الأخرى شريحة عريضة من الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة سوى إقناع ابنهم أو ابنتهم المتفوقة بقبول أي تخصص آخر لنيل شهادة جامعية والسلام! وإن كان ذلك مخالفاً لرغبتهم وميولهم، ولكنه أفضل بطبيعة الحال من البقاء بدون دراسة جامعية.
هناك طلبة متفوقون ويتمنون دراسة الطب ويحول بينهم وبين تحقيق هذه الأمنية شح عدد البعثات والمنح المخصصة لدراسة الطب سنوياً، والتي تعتبر قليلة جداً مقارنة بعدد المتفوقين في المدارس البحرينية والراغبين فعلاً بدراسة الطب على اختلاف تخصصاته! فيضطر الكثير منهم إلى التخلي عن حُلمه ورغبته مرغماً، والاتجاه لدراسة أي تخصص آخر، قد يكون بعيداً تمام البُعد عن دراسة الطب، فيخسر نفسه.
بعد اختبار أزمة كورونا، على وزارة التربية والتعليم التنسيق بشكل عاجل وجاد مع وزارة الصحة، لبحث مدى القدرة على الاستفادة من الطلبة المتفوقين والراغبين في دراسة الطب أو التمريض أو المهن الطبية والتمريضية المساندة، والاستثمار في هذه الطاقات الشبابية لمواجهة المستقبل الذي كما يبدو زاخراً بأمراض وأوبئة ليس لنا سلطان عليها غير التسلح من الآن بصفوف أمامية جديدة، تسد النقص المحتمل في هذه المهن الطبية والتمريضية، صفوف أمامية جديدة في تخصصات نادرة وضرورية تجعلنا نطمئن بأن هناك من يمكن الاعتماد عليهم. نعم، قد يتطلب الأمر ميزانية كبيرة، لكنها وبلا شك ستوفر علينا مستقبلاً ميزانية أكبر.
ياسمينة: نحن بحاجة إلى صف جديد من الأطباء لمواجهة المستقبل.
الأربعاء 23 يونيو 2021
قبل بضع سنين، هاتفتني طبيبة تبكي حُرقة على ابنتها التي رغم تفوقها، وحصولها على نسبة 100 % في الثانوية العامة، إلا أنها لم تحصل على بعثة دراسية تخولها لدراسة الطب! وكان عليها أن تتكبد المصاريف العالية لتدريسها على نفقتها الخاصة، والاقتراض لتحقق حلم ابنتها الذي سعت بكل اجتهاد إلى أن تصل إليه عبر تفوقها العالي.
للأسف، هناك نماذج كثيرة مثل هذه الطالبة! وإن تمكن بعض الأهالي من الاقتراض والاستدانة أو حتى بيع بيت العمر لتوفير مصاريف الدراسة لأحد أبنائها، فهناك على الضفة الأخرى شريحة عريضة من الأهالي الذين لا حول لهم ولا قوة سوى إقناع ابنهم أو ابنتهم المتفوقة بقبول أي تخصص آخر لنيل شهادة جامعية والسلام! وإن كان ذلك مخالفاً لرغبتهم وميولهم، ولكنه أفضل بطبيعة الحال من البقاء بدون دراسة جامعية.
هناك طلبة متفوقون ويتمنون دراسة الطب ويحول بينهم وبين تحقيق هذه الأمنية شح عدد البعثات والمنح المخصصة لدراسة الطب سنوياً، والتي تعتبر قليلة جداً مقارنة بعدد المتفوقين في المدارس البحرينية والراغبين فعلاً بدراسة الطب على اختلاف تخصصاته! فيضطر الكثير منهم إلى التخلي عن حُلمه ورغبته مرغماً، والاتجاه لدراسة أي تخصص آخر، قد يكون بعيداً تمام البُعد عن دراسة الطب، فيخسر نفسه.
بعد اختبار أزمة كورونا، على وزارة التربية والتعليم التنسيق بشكل عاجل وجاد مع وزارة الصحة، لبحث مدى القدرة على الاستفادة من الطلبة المتفوقين والراغبين في دراسة الطب أو التمريض أو المهن الطبية والتمريضية المساندة، والاستثمار في هذه الطاقات الشبابية لمواجهة المستقبل الذي كما يبدو زاخراً بأمراض وأوبئة ليس لنا سلطان عليها غير التسلح من الآن بصفوف أمامية جديدة، تسد النقص المحتمل في هذه المهن الطبية والتمريضية، صفوف أمامية جديدة في تخصصات نادرة وضرورية تجعلنا نطمئن بأن هناك من يمكن الاعتماد عليهم. نعم، قد يتطلب الأمر ميزانية كبيرة، لكنها وبلا شك ستوفر علينا مستقبلاً ميزانية أكبر.
ياسمينة: نحن بحاجة إلى صف جديد من الأطباء لمواجهة المستقبل.
أحدث التعليقات