الأربعاء 15 سبتمبر 2021
عندما يتعلق الأمر بصحة الأفراد، فإن المماطلة والتسويف يعنيان المجازفة بحياة البشر، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بأدوية الأمراض المميتة أو المزمنة، وذلك يعني تحمل الألم وإن كان مبرحاً، ويعني كذلك عرقلة حياة المرضى اليومية والعيش بشكل غير طبيعي، وإجازات مرضية واعتزالا للحياة الاجتماعية وملازمة الفراش لأيام وربما شهور! هذا طبعاً إن لم يكن سبباً في فقدان المرضى حياتهم. ماذا يعني أن يبقى مريض أورام يحمل كيساً في بطنه، “خاص بالخروج”، لمدة شهر كامل بعد انتهائه من جرعة الكيماوي، دون أي داع؟ فقط لأن الدواء الخاص بالأشعة غير متوافر في مخازن وزارة الصحة! ماذا يعني أن تبقى مريضة التصلب اللويحي المتعدد بلا دواء لمدة أشهر لأنه غير متوافر كذلك في صيدليات الوزارة؟ والأطباء يعرفون تمام المعرفة أنه مرض شرس إن لم يلتزم المريض بجرعاته الدوائية والوريدية، وبشكل منتظم سيعاقب المريض وسيهاجمه بلا هوادة ورحمة. إلى متى علينا أن نشكوا عدم توافر أدوية الأمراض المزمنة والمميتة بشكل دائم في صيدليات وزارة الصحة؟ متى يقتنع المسؤولون في الوزارة بضرورة وضع خطة واستراتيجية لتوفير الأدوية بشكل منتظم ودائم في المخازن، كي لا يأتي مريض ويقف في طابور الصيدلية ليسأل عن دواء، وتأتيه الإجابة المحبطة والقاضية بأنه غير متوافر وعليه الانتظار! ولا يعلم لا هو، ولا موظف الصيدلية ولا أي أحد في الوزارة كم من الوقت عليه الانتظار، ومتى سيأتي الدواء، هل قبل موته لا قدر الله، أم بعد موته!
المسألة تتطلب وضع استراتيجية واضحة، تُدرج فيها تلك الأمراض، وأعداد المصابين بها، ونوع وكمية الأدوية التي يحتاجونها خلال ستة أشهر أو خلال عام، على أن يتم طلب كمية جديدة من تلك الأدوية قبل نفاد الكمية المتوافرة في مخازنها بوقت كافٍ لاستيرادها، لا أن تنتظر أن ينفد المخزون من تلك الأدوية، لتشرع حينها بطلب شحنة جديدة، فالمرض لا يعرف معنى لعدم توافر الأدوية بل يعرف كيف يفترس مرضاه.
ياسمينة: متى ستكون لوزارة الصحة استراتيجية لتوفير الأدوية؟.
الأربعاء 15 سبتمبر 2021عندما يتعلق الأمر بصحة الأفراد، فإن المماطلة والتسويف يعنيان المجازفة بحياة البشر، خصوصاً إذا ما...
أحدث التعليقات