التصنيفات:مقالاتي في جريدة البلاد البحرينية

والكيس الذي في بطني؟

الأربعاء 15 سبتمبر 2021

عندما يتعلق الأمر بصحة الأفراد، فإن المماطلة والتسويف يعنيان المجازفة بحياة البشر، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بأدوية الأمراض المميتة أو المزمنة، وذلك يعني تحمل الألم وإن كان مبرحاً، ويعني كذلك عرقلة حياة المرضى اليومية والعيش بشكل غير طبيعي، وإجازات مرضية واعتزالا للحياة الاجتماعية وملازمة الفراش لأيام وربما شهور! هذا طبعاً إن لم يكن سبباً في فقدان المرضى حياتهم. ماذا يعني أن يبقى مريض أورام يحمل كيساً في بطنه، “خاص بالخروج”، لمدة شهر كامل بعد انتهائه من جرعة الكيماوي، دون أي داع؟ فقط لأن الدواء الخاص بالأشعة غير متوافر في مخازن وزارة الصحة! ماذا يعني أن تبقى مريضة التصلب اللويحي المتعدد بلا دواء لمدة أشهر لأنه غير متوافر كذلك في صيدليات الوزارة؟ والأطباء يعرفون تمام المعرفة أنه مرض شرس إن لم يلتزم المريض بجرعاته الدوائية والوريدية، وبشكل منتظم سيعاقب المريض وسيهاجمه بلا هوادة ورحمة. إلى متى علينا أن نشكوا عدم توافر أدوية الأمراض المزمنة والمميتة بشكل دائم في صيدليات وزارة الصحة؟ متى يقتنع المسؤولون في الوزارة بضرورة وضع خطة واستراتيجية لتوفير الأدوية بشكل منتظم ودائم في المخازن، كي لا يأتي مريض ويقف في طابور الصيدلية ليسأل عن دواء، وتأتيه الإجابة المحبطة والقاضية بأنه غير متوافر وعليه الانتظار! ولا يعلم لا هو، ولا موظف الصيدلية ولا أي أحد في الوزارة كم من الوقت عليه الانتظار، ومتى سيأتي الدواء، هل قبل موته لا قدر الله، أم بعد موته!

المسألة تتطلب وضع استراتيجية واضحة، تُدرج فيها تلك الأمراض، وأعداد المصابين بها، ونوع وكمية الأدوية التي يحتاجونها خلال ستة أشهر أو خلال عام، على أن يتم طلب كمية جديدة من تلك الأدوية قبل نفاد الكمية المتوافرة في مخازنها بوقت كافٍ لاستيرادها، لا أن تنتظر أن ينفد المخزون من تلك الأدوية، لتشرع حينها بطلب شحنة جديدة، فالمرض لا يعرف معنى لعدم توافر الأدوية بل يعرف كيف يفترس مرضاه.

ياسمينة: متى ستكون لوزارة الصحة استراتيجية لتوفير الأدوية؟.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 15 سبتمبر 2021عندما يتعلق الأمر بصحة الأفراد، فإن المماطلة والتسويف يعنيان المجازفة بحياة البشر، خصوصاً إذا ما...

إقرأ المزيد »

“سألتون عنه”؟

الخميس 09 سبتمبر 2021

تعَّرفت عليه، أحبته، فتقدم للزواج منها فقبل أهلها، وبعد زواجها تبين أن له زوجة وأبناء في بلده! وأخرى تزوجها بعدما تقدم لأهلها كخطبة تقليدية، وفي صباح اليوم التالي من زفافها لم تجده بجوارها! ومنذ تلك اللحظة ورغم مرور سنوات، لم يُعرف له طريق في بلده، ذهب ولم يعد!

تناقض غريب، عندما يتقدم رجل بحريني لامرأة بحرينية للزواج، يطلب أهلها الوقت الكافي للسؤال عنه وعن أهله، وقد يمتد الأمر لأشهر، فلا تبقى شاردة ولا واردة إلا وسألوا عنها للاطمئنان على مستقبل ابنتهم، هكذا هو العُرف الذي تعودنا عليه، وهكذا يجب أن يكون، والذي وللأسف لا يحدث عندما يتقدم الخليجي للزواج من البحرينية!

أحياناً ألعن الفقر الذي قد يدفع البعض إلى قبول عروض الزواج من الأيسر حالاً، وأحياناً ألقي اللوم على الأهل الذين ومهما أصرت الفتاة على الزواج من ذاك الخليجي عليهم، وكما يتعاملون مع المتقدم البحريني لابد أن يسألوا عنه في بلده الأم، فالبعض لا يعرفون حتى عنوانه ومع من ستعيش ابنتهم! والنتيجة، حالات طلاق بعد فترة زواج وجيزة، وحالات طلب خلع للضرر، وزوجات معلقات لا يعرفن إن كان أزواجهن سيعودون أم لا، وقضايا طلاق تمتد لسنوات طويلة، والطامة الكبرى إن ضاع الأبناء بين هذه المشاكل في المحاكم.

حري بدول مجلس التعاون استحداث نظام معلوماتي خليجي، يحفظ للنسيج الأسري أمنه، فكما للدول أمن قومي، فلابد أن يكون لها أمن أسري، يمنع حالات النصب والاحتيال “الزواجي” التي قد يلجأ إليها البعض، نظام مركزي تدرج فيه كل المعلومات الشخصية للطرفين، فبالإضافة إلى عمر الشخص، ومهنته، ومستواه التعليمي وعنوانه، تدرج فيه حالته الاجتماعية إن كان متزوجاً وعنده أبناء، وكم عدد زيجاته وعدد أبنائه، وكم مرة انفصل، وأمراضه الجسمية أو حتى النفسية، وهل لديه أسبقيات وجرائم؟ وحتى القروض الملتزم بدفعها شهرياً والتزاماته المالية.. معلومات قد تكون سهلة في التوثيق، ولكنها مهمة لحفظ حقوق زوجات حالمات بحياة أسرية سعيدة.

ياسمينة: الأمن الأسري لا يقل عن الأمن القومي لأي بلد.

وصلة فيديو المقال

الخميس 09 سبتمبر 2021تعَّرفت عليه، أحبته، فتقدم للزواج منها فقبل أهلها، وبعد زواجها تبين أن له زوجة وأبناء في بلده! وأخر...

إقرأ المزيد »

كيف أعيش بلا إعانات؟

الخميس 02 سبتمبر 2021

24 عاماً من المعاناة، عمر ابنتها الوحيدة التي أنجبتها من زواج فشل منذ أشهره الأولى! ولأن طليقها ليس بحرينيا، وجدت نفسها بين نارين، فابنتها لم تحصل على الجنسية البحرينية كونها ابنة أم بحرينية، ولا جنسية والدها الذي لا يزال متعنتاً رافضاً إعطاءها الجنسية! ولتحصل على جنسية والدها بأمر من المحكمة عليها الإقامة في بلد أبيها ستة أشهر متواصلة على أقل تقدير! وهنا بدأت فصول المعاناة الجديدة.

انتقالها للإقامة في بلد والدها للحصول على الجنسية، يعني مصاريف إضافية، سكنا ومواصلات وعلاجا ودراسة و… مهلاً.. ما لم يقال هنا إن الابنة ونتيجة لتعنيف والدها وتعذيبه إياها وهي ذات أشهر من عمرها، أصيبت بخلع في الحوض، وأجريت لها العديد من العمليات الجراحية ولا تزال تجريها، وبحاجة إلى جلسات للعلاج الطبيعي بشكل مستمر، ناهيك عن صعوبات التعلم التي تعاني منها لتأثر الدماغ من الضربات التي تلقتها من والدها آنذاك.

طوال السنوات الماضية كانت هي ووالدتها تعتاشان على المساعدات الاجتماعية والإعانات الحكومية، والتي توقفت عنهما منذ أشهر، بسبب اضطرارهما للإقامة ببلد والدها كشرط لاستحقاق الابنة للجنسية، ونتيجة لحالة الابنة المصنفة ضمن ذوي الهمم فلا يمكنها البقاء وحدها في بلد والدها، الذي يرفض تحمل مسؤوليتها، ما اضطر والدتها لأن تسافر معها، ما جعل أمر بقائهما لستة أشهر متواصلة في البحرين أمراً صعباً، وهذا ما أفقدهما إعانتي الغلاء والشؤون الاجتماعية، فكيف ستعيشان في الغربة دون وجود أي مورد للمال؟

الأم شارفت على الستين من عمرها، ولا تعمل، وليس لها أي مصدر للرزق، وتعاني هي الأخرى من أمراض مزمنة، ولا عائل لهما بعد طلاقها ذاك منذ زمن، وعملية إيقاف الإعانات الاجتماعية تعني دفعها إلى البقاء في البحرين مضطرة للحصول على ما يمكن أن تعيش عليه، وهذا يعني أن تبقى ابنتها طوال عمرها بلا جنسية. نتفهم أن القانون قد حكى قصته، إلا أن أملنا في تطبيق روح القانون وإنسانيته.

ياسمينة:  لابد من وجود آلية تحفظ للأم حقها في الإعانات الحكومية.

وصلة فيديو المقال

الخميس 02 سبتمبر 2021 24 عاماً من المعاناة، عمر ابنتها الوحيدة التي أنجبتها من زواج فشل منذ أشهره الأولى! ولأن طليقها لي...

إقرأ المزيد »

السير “السلحفائي” في المرور

الأربعاء 25 أغسطس 2021

ثلاث ساعات تحت أشعة الشمس، في طابور طويل ممتد من خلف استاد البحرين الوطني حتى الإدارة العامة للمرور لفحص السيارة السنوي! ثلاث ساعات وراء مقود السيارة والسير “السلحفائي” الذي ما إن يبدأ التحرك حتى يتوقف مرة أخرى خلال دقيقة أو أقل! ولك الله وحده إن كانت مركبتك قديمة، ومكيفها يجاهد ليزفر لك هواءً ساخناً كسخونة الجو أو أكثر.

رجل ستيني كان يمسح العرق المتصبب على جبهته، وكان قد فتح زجاج نافذته بما لا يستدعي التفسير أكثر بأن مكيف مركبته لا يعمل، كيف لهذا الرجل مع كبر سنه، وربما أمراضه التي يعاني منها، أن يجلس لساعات طوال دون أن يحرك بدنه؟ وماذا عن أولئك المعاقين والمرضى الذين بلا شك لن يكون حالهم أفضل منه!

مشكلة تكدس السيارات، والتي تصل ربما لأكثر من ألف سيارة تخضع يومياً للفحص الدوري، ليست جديدة، ورغم كونها قديمة إلا أنها لا تزال تراوح مكانها، ولا يدرك حجمها إلا من يجد نفسه مضطراً للاصطفاف في طابور لا يعلم متى يتحرك ومتى سيصل إلى ورشة الفحص.

نعم، هناك بعض ورش الفحص الخاصة، في عراد، وسترة، وسلماباد ومدينة عيسى، ولكن لا يزال أغلب المراجعين لا يعلمون بوجودها، لضعف الإعلان الإعلامي عنها كما يبدو، كما أن البعض الآخر يجد أن الكلفة الإضافية لا تحتملها ميزانيته الضعيفة، والتي لن تضر المقتدرين حتماً، وبتعاونهم قد يخففوا الزحام الذي لا يطاق في الإدارة العامة للمرور.

هذا حال من يذهب لفحص سيارته، ولمرة واحدة في العام! ولكم تخيل وضع الموظفين من فاحصين ومشرفين ومنظمي حركة مسارات السيارات، الذين وبحكم عملهم يبقون لساعات وساعات تحت أشعة الشمس اللاهبة، وتحت ضغط تأفف المراجعين وتذمرهم، كل يوم وعلى مدار العام! ألا يمكن تكييف ورش الفحص على أقل تقدير، رحمة بهؤلاء الموظفين الذين وبالإضافة إلى حرارة الجو ورطوبته، يتعرضون للحرارة المنبعثة من السيارات، فتصهرهم وتضر صحتهم؟.

ياسمينة: إنشاء ورش فحص في كل محافظة، أو تحديد مواعيد مسبقة قد يكون حلاً.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 25 أغسطس 2021 ثلاث ساعات تحت أشعة الشمس، في طابور طويل ممتد من خلف استاد البحرين الوطني حتى الإدارة العامة للمر...

إقرأ المزيد »

الصدق العاري

الجمعة 13 أغسطس 2021

تقول الأسطورة في الأدب الروسي إن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد، فنادى الكذب على الصدق قائلاً “اليوم الطقس جميل”، نظر الصدق حوله، نظر إلى السماء، وكان الطقس جميلاً حقاً، وقضيا معا بعض الوقت، حتى وصلا إلى بحيرة ماء، أنزل الكذب يده في الماء ثم نظر إلى الصدق وقال: “الماء دافئ وجيد، وإذا أردت يمكننا أن نسبح معاً”، ويا للغرابة، كان الكذب محقاً هذه المرة كذلك، فقد وضع الصدق يده في الماء ووجده دافئاً وجيداً، قاموا بالسباحة بعض الوقت، وفجأة خرج الكذب من الماء، ثم ارتدى ثوب الصدق وولى هارباً واختفى! خرج الصدق من الماء غاضباً، عارياً، وبدأ يركض في كل الاتجاهات بحثاً عن الكذب لاسترداد ملابسه، العالم الذي رأى الصدق عارياً، أدار نظره من الخجل والعار، أما الصدق المسكين فمن شدة خجله من نظرة الناس إليه، عاد إلى البحيرة واختفى هناك إلى الأبد، ومنذ ذلك الحين، يتجول الكذب في كل العالم، مرتدياً ثياب الصدق، محققاً كل رغبات العالم، والعالم لا يريد بأي حال أن يرى الصدق عارياً!

الكذب من حولنا وبيننا يعيش، تجده في كل الوجوه، فلا فرق بين أحد منها، أصبح الصدق غريباً بيننا ومنبوذاً ولا يتحمل أحد كلمة منه، فإما أن يهجرك أو حمل عليك سيف العداء. تطلب من طفلك أن يكون صادقاً ويراك تكذب على هذا وذاك! ويُوبخ المدرس تلميذه على كذبه وهو يمارسه على مديره، ولا يمكن أن يتكّسب البعض من تجارة إلا إذا جعل من الكذب إحدى أدواته، ولا يجد كل أولئك غضاضة في القسم على كتاب الله وهم يعرفون أنهم كاذبون!

الصادق اليوم لا يحقق أهدافه، الصادق اليوم لا يربح من تجارته، ولا يمكن أن يواجه بصدقه جيش الكذابين المقبولين عند المجتمع رغم عريهم، ويجدون من يصفق لهم ومن يشجعهم على المواصلة.

ياسمينة: متى يلقى الصدق رداءه لنراه بيننا دون خجل؟.

وصلة فيديو المقال

الجمعة 13 أغسطس 2021تقول الأسطورة في الأدب الروسي إن الصدق والكذب التقيا من غير ميعاد، فنادى الكذب على الصدق قائلاً “الي...

إقرأ المزيد »

قطع الكهرباء في “عز” الحر!

الخميس 05 أغسطس 2021

ليس من الرحمة ولا مبرر أن يُقطع التيار الكهربائي عن البيوت في أشهر الصيف اللاهبة التي نعيشها! فتراكم الفاتورة وتأخر دفعها لم يأت بين ليلة وضحاها، فهي متراكمة منذ أشهر طوال وربما سنوات.

قطع الكهرباء في “عز” الحر يعني أنك عرضت ساكني العقار إلى الموت البطيء، أو تسببت في مرضهم، ففي المنزل أطفال ورضع، ونساء حوامل وكبار سن، وهناك مرضى يعيشون على أجهزة إن توقف التيار الكهربائي عنها ستضع الحد الفاصل لحياتهم! وقطع التيار فجأة يعني تعريض أجهزة المنزل للتلف والعطب، وفساد كل الأطعمة المبردة والمخزنة في الثلاجات، قطعها يعني أنك أوقفت تنفس من يحتمون داخل جدران هذا المنزل، وخروجهم منه يعني شتاتهم، أو بقاءهم تحت أشعة الشمس التي لا ترحم.

ألا يوجد في هيئة الكهرباء والماء باحثون اجتماعيون، يتقصون حالة أولئك المتخلفين عن دفع فواتيرهم؟ فليس من المعقول أن يتخلف رب أسرة عن دفع فاتورته إن كان مقتدراً! ألا توجد استراتيجية تمكن الوزارة من الحصول على مستحقاتها من مستخدمي خدمة الكهرباء من غير أن تتسبب في تشتيت الأسر أو إراقة ماء وجههم هنا وهناك؟ تقسيط المبالغ المتأخرة، بما يتناسب مع مدخول الأسرة أمر لا يحتاج إلى فطنة من نوع آخر، فهو أمر منطقي يحفظ للهيئة حقها ويحفظ للناس أرواحها، فلا نبالغ إن قلنا إن حرارة الجو تصهر الحديد فماذا تتوقع أن يحدث منها للبشر! ألا تملك الهيئة الصبر لأشهر الشتاء مثلاً، لتقطع تيارها الكهربائي عن المتخلفين عن دفعها على أقل تقدير!

إن كان القانون يطبق على الجميع، فهناك روح القانون التي تبيح تشريع قانون أو إصدار تعميم يمنع المفتشين من قطع التيار الكهربائي في فصول الصيف الحارقة والخانقة، وتقسيط الدفع بما يتناسب مع راتب معيل الأسرة، والالتزامات المالية التي يحملها على كاهله.

ياسمينة: ارحموا البشر من حر الجو، يرحمكم الله.

وصلة فيديو المقال

الخميس 05 أغسطس 2021ليس من الرحمة ولا مبرر أن يُقطع التيار الكهربائي عن البيوت في أشهر الصيف اللاهبة التي نعيشها! فتراكم...

إقرأ المزيد »

المشكلة أنه “بحريني”!

الخميس 29 يوليو 2021

يدعي جميع أصحاب الأعمال أن خيارهم الأول في التوظيف هو البحريني! وأنهم كغيرهم تؤرقهم مشكلة البطالة التي يعاني منها الشباب! وأنهم لو يملكون شواغر تسع كل العاطلين البحرينيين لما ترددوا لحظةً في توظيفهم.. هكذا هم يدعون وهكذا يقولونها في العلن، لكنهم في الواقع وعندما يملكون تلك الشواغر فإن خيارهم الأول هو الأجنبي!

مشكلتنا الحقيقية هي أننا كمواطنين لا نساعد بعضنا، وإن ادعينا غير ذلك! نعم، قد يفضل التاجر الصغير، أو رائد العمل الناشئ توظيف الأجنبي على البحريني في مشروعه البسيط حيث الراتب الأقل، لكن المصيبة إن جرى ذلك على أصحاب الأعمال والشركات والمؤسسات الكبرى، الذين لا يزالون يوظفون الأجانب بدلاً عن البحرينيين! وتوظيف البعض لم يأت إلا على مضض مع قوانين وزارة العمل التي أرغمتهم على ذلك، عبر توظيف نسب معينة من المواطنين مقابل الحصول على تأشيرات لموظفين أجانب.

وليت المشكلة تقف عند التوظيف، بل تتعداها إلى الحقوق الوظيفية التي يتنصل منها صاحب العمل إن كان الموظف بحرينياً، ولا يخجل من نفسه لو وظف الأجنبي براتبٍ أعلى من المواطن، بل وجعل الأجنبي مسؤولا على المواطن رغم امتلاك البحريني المؤهلات التي تمكنه من تبوء هذا المنصب.

وعلى النقيض، ترى الأجانب يوظفون بني جلدتهم إن كانوا أرباب عمل، بل وتجدهم كموظفين يقف الواحد منهم كتفاً بكتف يدفع بمصالح زميله الموظف الأجنبي، وما يؤلم أكثر أن كل ذلك قد يجري أمام أعين صاحب العمل البحريني، الذي لا يحرك ساكناً، ويترك لـ “شللية الأجانب تتفنن في تطفيش” البحريني من عمله، ليتجدد الشاغر لموظف أجنبي آخر.

لن نقضي، أو على الأقل لن نقلل من مشكلة البطالة التي نعاني الأمرين منها منذ زمن، إلا مع وجود نية صادقة وفعل جاد من كل أرباب العمل، فالبحريني يملك الشهادات والمهارات التي تؤهله للعمل، ولا تنقصه سوى ثقة أصحاب العمل وفرصة تمكنه من إثبات نفسه.

ياسمينة: إن لم يشعر البحريني بالبحريني، فلن نخرج من هذه المتاهة.

وصلة فيديو المقال

الخميس 29 يوليو 2021يدعي جميع أصحاب الأعمال أن خيارهم الأول في التوظيف هو البحريني! وأنهم كغيرهم تؤرقهم مشكلة البطالة ال...

إقرأ المزيد »

حياتنا الجديدة

الأربعاء 21 يوليو 2021

بعد أن كنا ننتظر الساعة الثانية عشرة توجسًا من التقرير اليومي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، خوفًا من ارتفاع عدد الإصابات والوفيات، أخذنا نترقبه استبشارًا بعودة الحياة إلى طبيعتها، وذلك بعد أن شهدت الأرقام نزولًا حادًا ومشرفًا، أخذنا خلال فترة قياسية إلى القائمة الخضراء.

تفاؤل الأغلبية جعلهم يتنبأون بعودة الحياة إلى طبيعتها خلال شهر أو شهرين على أقصى تقدير، إلى حياتنا ما قبل تفشي فيروس كورونا، سيعود الموظفون إلى مقار عملهم، والأطفال إلى صفوفهم المدرسية، وستفتح الأسواق والمرافق العامة أبوابها لمرتاديها، وسنتجول دون كمامات تحبس أنفاسنا، ولكن، هل سنطوي صفحة هذه المرحلة دون أن نستفيد منها؟ هل سنقفز على هذه التجربة دون أن نستثمر ما يمكن استثماره، وتطوير ما يمكن تطويره؟

تجربة العمل من المنزل، أثبتت أن هناك وظائف يمكن إدارتها عن بُعد، وهذا يعني تقليص مصروفات، وتقليل عدد المكاتب والمباني، بل وساهم في القضاء على مشكلة الازدحامات المرورية، خصوصًا في فترات الذروة صباحًا وظهرًا، حيث تبدأ الدوامات في الوزارات والمؤسسات الخاصة والمدارس في توقيت واحد تقريبًا وتنتهي في أوقات متقاربة، ما يتسبب في اختناق الشوارع وكثرة الحوادث، وساهم العمل عن بُعد في تقليل عدد الإجازات المرضية، بل ومنح فرصة للأمهات وخصوصا حديثات الولادة في رعاية أطفالهن.

تجربة التعليم عن بُعد، وإن كانت شاقة على بعض أولياء الأمور إلا أنها تجربة يمكن تطويرها بما يتناسب مع الطلبة حسب مرحلتهم وحسب موادهم الدراسية، فإن كانت للتجربة مساوئ لا ننسى إيجابياتها، فعجلة التطور تدفعنا دفعًا إلى التأقلم مع الحياة التكنولوجية شئنا اليوم أم أبينا فهي قادمة لا محالة.

كورونا، جعلتنا ننتبه أكثر لأهمية التعقيم والالتزام بالنظافة للوقاية ليس فقط من فيروس متوحش، بل للوقاية من بكتيريا وفيروسات أخرى قد لا تكون في الحسبان، قد تنتقل إلينا من هنا وهناك والسبب عدم الاحتراز منها، والكثير من الأمور التي علينا اليوم أن نعيد حساباتنا حيالها كي لا نترك تجربة كورونا تمر مرور الكرام.

ياسمينة: لتكن لنا أجندة لحياة جديدة بعد كورونا.

وصلة فيديو المقال

الأربعاء 21 يوليو 2021بعد أن كنا ننتظر الساعة الثانية عشرة توجسًا من التقرير اليومي لفيروس كورونا (كوفيد 19)، خوفًا من ا...

إقرأ المزيد »

أفشوا السلام

الخميس 15 يوليو 2021

منصور، وعلي، ومرتضى زملائي في العمل، رغم أن مكاتبهم على خط مستقيم واحد، ومتجاورون باستثناء حاجز خشبي منخفض بين منصور ومرتضى، إلا أنهم وفي كل صباح يلقون التحية على بعضهم البعض، كما لو كانوا في سفر طويل وعادوا منه لتوهم، الأمر وإن كان يبدو للبعض مضحكاً، فالوجوه ترى ذات الوجوه يومياً، وإلقاء التحية عبر سلام عابر قد يكون كافياً، إلا أنهم جميعاً لم يتخلوا عن تلك العادة وفضلوا إفشاء السلام ابتداءً للجميع، والتحية الخاصة بهم ثانياً، لولا انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي حرمهم من هذه العادة، وهم على نقيض كُثر تلقي التحية والسلام عليهم، فإما ردوها وبأقل منها، أو حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد!

المغزى من السلام هو إعلان حُسن النية، بل وحُسن السريرة، وإعلان حالة نقيض الحرب والعداوة، فالسلام يعني الأمان والصلح، وكل ما تحملهما الطمأنينة والهدوء من معنى، فهي تحية أهل الجنة، بل والجنة ذاتها التي وعد الله بها عباده الصالحين حتى أطلق الله جل جلاله عليها “دار السلام”، بل هي أعظم من ذلك كونها أحد أسمائه الحسنى، وإحدى صفاته.

حقيقة، من المعيب من منطلق ما تربينا عليه أن تُصادف أحدهم دون أن تُلقي عليه السلام والتحية، بل من المخزي أن تدخل مكاناً دون أن تفشي السلام على من هم فيه، وكم أستغرب من أولئك الذين لا يعيرون الأمر أهمية، بل ويترفعون عن هذا السلوك رغم أنهم بالغون ولم يعدوا أطفالاً نعلمهم أثر هذا السلوك وأهميته، فحتى الأطفال ومنذ سني عمرهم الأولى نحفزهم وندفعهم إلى إلقاء السلام على أي مجلس يدخلونه كونها من عاداتنا وتقاليدنا بل هي من تعاليمنا الإسلامية.

سبحان الله، ما إن تلقي عليك السلام من أحدهم، حتى إن لم يكن بينك وبينه معرفة، حتى استشعرت بألفته وسماحته وتهذبه، على النقيض منه لو مر عليك من تعرفه وتهاون في إلقاء السلام، فيتبادر إلى نفسك أن تجاهله لم يكن إلا لشيء في نفسه.

ياسمينة: لا تكن بخيلاً، وأفش السلام.

وصلة فيديو المقال

الخميس 15 يوليو 2021منصور، وعلي، ومرتضى زملائي في العمل، رغم أن مكاتبهم على خط مستقيم واحد، ومتجاورون باستثناء حاجز خشبي...

إقرأ المزيد »

ترف المحتاجين

الخميس 08 يوليو 2021

“بحاجة إلى مساعدة مالية.. فاعل خير أو أية جهة أو مؤسسة خيرية، فحالتي صعبة”، جملة نسمعها نحن معشر الصحافيين بشكل دائم ومستمر، نلبي النداء والاستغاثة الإنسانية على الفور، فدورنا نقل معاناة الناس وإيصالها إلى من يهمه الأمر، والكثير من تلك الحالات وجدت ضالتها عبر الصحافة، إلا أنه ومن واجبنا قبل أن نعلن عنها التحقق منها، للتأكد من جدية تلك المناشدات، وإن كانت فعلاً كما يصفها أصحابها أم أنها مبالغ فيها، وهل هو محتاج فعلاً أم محتال؟

المصيبة إن ما اكتشفت أن الحالة تلك لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا لسوء التدبير، واتكالية من قبيل “سأجد من يريد أن يفعل الخير ويريد أن يتصدق، فلماذا لا أكون أنا من يحصل على ذلك الخير”! ولا أمزح إن ما قلت إن هناك من يتاجر في معاناة أهله المرضى فيجمع التبرعات للعلاج، لتفاجأ بأنه مسافر للسياحة! وأن ذاك الذي يطلب مساعدات من صندوق خيري، ويبحث عن الأيادي البيضاء هنا وهناك يدفع أقساطاً بمئات الدنانير كل شهر لسيارة فارهة! ألا تقوم السيارة الاقتصادية الصغيرة بالمهمة؟ أليس من الأولى أن أركب سيارة عادية بدلاً من أن أريق ماء وجهي لفلان وعلان ليساعدني في دفع أقساطها؟

المشكلة أن هذه النماذج تسيء للمحتاجين الفعليين، الذين قال الله فيهم “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا” (البقرة 273)، فإنهم ولعزة أنفسهم لا يطلبون المساعدة رغم أنهم أحوج الناس إليها، فيتقدم إليها للأسف المحتالون الذين يلجأون إلى عدة طرق للاستعطاف، والذين يتسببون في التشكيك في الحالات الإنسانية جميعها، بل ويتسببون في عزوف المقتدرين أو الباحثين عن فعل الخير عن مساعدتهم.

المحتاج من لا يجد قوت يومه وقوت عياله، من لا يجد ما يلبس، ولا يجد ما يتداوى به، وذاك الذي يسعى إلى أن يحصل أبناؤه على حقهم من التعليم، ودون ذلك ترف لا يرقى إلى أن يكون حاجة تستحق أن تسأل الناس فيها مد أيديهم البيضاء.

ياسمينة: هناك من هم أحوج منكم.

وصلة فيديو المقال

الخميس 08 يوليو 2021“بحاجة إلى مساعدة مالية.. فاعل خير أو أية جهة أو مؤسسة خيرية، فحالتي صعبة”، جملة نسمعها نحن معشر الص...

إقرأ المزيد »