الخميس 08 يوليو 2021
“بحاجة إلى مساعدة مالية.. فاعل خير أو أية جهة أو مؤسسة خيرية، فحالتي صعبة”، جملة نسمعها نحن معشر الصحافيين بشكل دائم ومستمر، نلبي النداء والاستغاثة الإنسانية على الفور، فدورنا نقل معاناة الناس وإيصالها إلى من يهمه الأمر، والكثير من تلك الحالات وجدت ضالتها عبر الصحافة، إلا أنه ومن واجبنا قبل أن نعلن عنها التحقق منها، للتأكد من جدية تلك المناشدات، وإن كانت فعلاً كما يصفها أصحابها أم أنها مبالغ فيها، وهل هو محتاج فعلاً أم محتال؟
المصيبة إن ما اكتشفت أن الحالة تلك لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا لسوء التدبير، واتكالية من قبيل “سأجد من يريد أن يفعل الخير ويريد أن يتصدق، فلماذا لا أكون أنا من يحصل على ذلك الخير”! ولا أمزح إن ما قلت إن هناك من يتاجر في معاناة أهله المرضى فيجمع التبرعات للعلاج، لتفاجأ بأنه مسافر للسياحة! وأن ذاك الذي يطلب مساعدات من صندوق خيري، ويبحث عن الأيادي البيضاء هنا وهناك يدفع أقساطاً بمئات الدنانير كل شهر لسيارة فارهة! ألا تقوم السيارة الاقتصادية الصغيرة بالمهمة؟ أليس من الأولى أن أركب سيارة عادية بدلاً من أن أريق ماء وجهي لفلان وعلان ليساعدني في دفع أقساطها؟
المشكلة أن هذه النماذج تسيء للمحتاجين الفعليين، الذين قال الله فيهم “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا” (البقرة 273)، فإنهم ولعزة أنفسهم لا يطلبون المساعدة رغم أنهم أحوج الناس إليها، فيتقدم إليها للأسف المحتالون الذين يلجأون إلى عدة طرق للاستعطاف، والذين يتسببون في التشكيك في الحالات الإنسانية جميعها، بل ويتسببون في عزوف المقتدرين أو الباحثين عن فعل الخير عن مساعدتهم.
المحتاج من لا يجد قوت يومه وقوت عياله، من لا يجد ما يلبس، ولا يجد ما يتداوى به، وذاك الذي يسعى إلى أن يحصل أبناؤه على حقهم من التعليم، ودون ذلك ترف لا يرقى إلى أن يكون حاجة تستحق أن تسأل الناس فيها مد أيديهم البيضاء.
ياسمينة: هناك من هم أحوج منكم.
الخميس 08 يوليو 2021
“بحاجة إلى مساعدة مالية.. فاعل خير أو أية جهة أو مؤسسة خيرية، فحالتي صعبة”، جملة نسمعها نحن معشر الصحافيين بشكل دائم ومستمر، نلبي النداء والاستغاثة الإنسانية على الفور، فدورنا نقل معاناة الناس وإيصالها إلى من يهمه الأمر، والكثير من تلك الحالات وجدت ضالتها عبر الصحافة، إلا أنه ومن واجبنا قبل أن نعلن عنها التحقق منها، للتأكد من جدية تلك المناشدات، وإن كانت فعلاً كما يصفها أصحابها أم أنها مبالغ فيها، وهل هو محتاج فعلاً أم محتال؟
المصيبة إن ما اكتشفت أن الحالة تلك لم تصل إلى ما وصلت إليه إلا لسوء التدبير، واتكالية من قبيل “سأجد من يريد أن يفعل الخير ويريد أن يتصدق، فلماذا لا أكون أنا من يحصل على ذلك الخير”! ولا أمزح إن ما قلت إن هناك من يتاجر في معاناة أهله المرضى فيجمع التبرعات للعلاج، لتفاجأ بأنه مسافر للسياحة! وأن ذاك الذي يطلب مساعدات من صندوق خيري، ويبحث عن الأيادي البيضاء هنا وهناك يدفع أقساطاً بمئات الدنانير كل شهر لسيارة فارهة! ألا تقوم السيارة الاقتصادية الصغيرة بالمهمة؟ أليس من الأولى أن أركب سيارة عادية بدلاً من أن أريق ماء وجهي لفلان وعلان ليساعدني في دفع أقساطها؟
المشكلة أن هذه النماذج تسيء للمحتاجين الفعليين، الذين قال الله فيهم “يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافا” (البقرة 273)، فإنهم ولعزة أنفسهم لا يطلبون المساعدة رغم أنهم أحوج الناس إليها، فيتقدم إليها للأسف المحتالون الذين يلجأون إلى عدة طرق للاستعطاف، والذين يتسببون في التشكيك في الحالات الإنسانية جميعها، بل ويتسببون في عزوف المقتدرين أو الباحثين عن فعل الخير عن مساعدتهم.
المحتاج من لا يجد قوت يومه وقوت عياله، من لا يجد ما يلبس، ولا يجد ما يتداوى به، وذاك الذي يسعى إلى أن يحصل أبناؤه على حقهم من التعليم، ودون ذلك ترف لا يرقى إلى أن يكون حاجة تستحق أن تسأل الناس فيها مد أيديهم البيضاء.
ياسمينة: هناك من هم أحوج منكم.
أحدث التعليقات