الخميس 15 يوليو 2021
منصور، وعلي، ومرتضى زملائي في العمل، رغم أن مكاتبهم على خط مستقيم واحد، ومتجاورون باستثناء حاجز خشبي منخفض بين منصور ومرتضى، إلا أنهم وفي كل صباح يلقون التحية على بعضهم البعض، كما لو كانوا في سفر طويل وعادوا منه لتوهم، الأمر وإن كان يبدو للبعض مضحكاً، فالوجوه ترى ذات الوجوه يومياً، وإلقاء التحية عبر سلام عابر قد يكون كافياً، إلا أنهم جميعاً لم يتخلوا عن تلك العادة وفضلوا إفشاء السلام ابتداءً للجميع، والتحية الخاصة بهم ثانياً، لولا انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي حرمهم من هذه العادة، وهم على نقيض كُثر تلقي التحية والسلام عليهم، فإما ردوها وبأقل منها، أو حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد!
المغزى من السلام هو إعلان حُسن النية، بل وحُسن السريرة، وإعلان حالة نقيض الحرب والعداوة، فالسلام يعني الأمان والصلح، وكل ما تحملهما الطمأنينة والهدوء من معنى، فهي تحية أهل الجنة، بل والجنة ذاتها التي وعد الله بها عباده الصالحين حتى أطلق الله جل جلاله عليها “دار السلام”، بل هي أعظم من ذلك كونها أحد أسمائه الحسنى، وإحدى صفاته.
حقيقة، من المعيب من منطلق ما تربينا عليه أن تُصادف أحدهم دون أن تُلقي عليه السلام والتحية، بل من المخزي أن تدخل مكاناً دون أن تفشي السلام على من هم فيه، وكم أستغرب من أولئك الذين لا يعيرون الأمر أهمية، بل ويترفعون عن هذا السلوك رغم أنهم بالغون ولم يعدوا أطفالاً نعلمهم أثر هذا السلوك وأهميته، فحتى الأطفال ومنذ سني عمرهم الأولى نحفزهم وندفعهم إلى إلقاء السلام على أي مجلس يدخلونه كونها من عاداتنا وتقاليدنا بل هي من تعاليمنا الإسلامية.
سبحان الله، ما إن تلقي عليك السلام من أحدهم، حتى إن لم يكن بينك وبينه معرفة، حتى استشعرت بألفته وسماحته وتهذبه، على النقيض منه لو مر عليك من تعرفه وتهاون في إلقاء السلام، فيتبادر إلى نفسك أن تجاهله لم يكن إلا لشيء في نفسه.
ياسمينة: لا تكن بخيلاً، وأفش السلام.
الخميس 15 يوليو 2021
منصور، وعلي، ومرتضى زملائي في العمل، رغم أن مكاتبهم على خط مستقيم واحد، ومتجاورون باستثناء حاجز خشبي منخفض بين منصور ومرتضى، إلا أنهم وفي كل صباح يلقون التحية على بعضهم البعض، كما لو كانوا في سفر طويل وعادوا منه لتوهم، الأمر وإن كان يبدو للبعض مضحكاً، فالوجوه ترى ذات الوجوه يومياً، وإلقاء التحية عبر سلام عابر قد يكون كافياً، إلا أنهم جميعاً لم يتخلوا عن تلك العادة وفضلوا إفشاء السلام ابتداءً للجميع، والتحية الخاصة بهم ثانياً، لولا انتشار فيروس كورونا (كوفيد 19) الذي حرمهم من هذه العادة، وهم على نقيض كُثر تلقي التحية والسلام عليهم، فإما ردوها وبأقل منها، أو حتى لم يكلفوا أنفسهم عناء الرد!
المغزى من السلام هو إعلان حُسن النية، بل وحُسن السريرة، وإعلان حالة نقيض الحرب والعداوة، فالسلام يعني الأمان والصلح، وكل ما تحملهما الطمأنينة والهدوء من معنى، فهي تحية أهل الجنة، بل والجنة ذاتها التي وعد الله بها عباده الصالحين حتى أطلق الله جل جلاله عليها “دار السلام”، بل هي أعظم من ذلك كونها أحد أسمائه الحسنى، وإحدى صفاته.
حقيقة، من المعيب من منطلق ما تربينا عليه أن تُصادف أحدهم دون أن تُلقي عليه السلام والتحية، بل من المخزي أن تدخل مكاناً دون أن تفشي السلام على من هم فيه، وكم أستغرب من أولئك الذين لا يعيرون الأمر أهمية، بل ويترفعون عن هذا السلوك رغم أنهم بالغون ولم يعدوا أطفالاً نعلمهم أثر هذا السلوك وأهميته، فحتى الأطفال ومنذ سني عمرهم الأولى نحفزهم وندفعهم إلى إلقاء السلام على أي مجلس يدخلونه كونها من عاداتنا وتقاليدنا بل هي من تعاليمنا الإسلامية.
سبحان الله، ما إن تلقي عليك السلام من أحدهم، حتى إن لم يكن بينك وبينه معرفة، حتى استشعرت بألفته وسماحته وتهذبه، على النقيض منه لو مر عليك من تعرفه وتهاون في إلقاء السلام، فيتبادر إلى نفسك أن تجاهله لم يكن إلا لشيء في نفسه.
ياسمينة: لا تكن بخيلاً، وأفش السلام.
أحدث التعليقات