التصنيفات:مقالات صحيفة الراية القطرية

الممرضة القاتلة

بقلم : ياسمين خلف 
تورط الممرض “تشارلز كولين” خلال فترة 16 عاماً قضاها في مهنة التمريض بارتكاب 29 جريمة عبر استخدام حقن قاتلة للمرضى. فيما تورطت الممرضة “جيني آن جونز” بقتل 46 طفلاً باستخدام مرخيات العضلات. وفي الثمانيات حكم على الممرضة “ريتشارد أنجيلو” بالسجن 61 عاماً لارتكابها جرائم قتل ضد 37 مريضاً.
ولا يمكن أن ننسى الجريمة التى هزت مصر لسنوات، حين تم القبض على “الممرضة عايدة” فى عام 1996، والتي كانت تعمل بالمستشفى الجامعي في الإسكندرية، بتهمة قتل 23 مريضاً ميئوساً من حالتهم، بإعطائهم مهدئات، وادعت أنها كانت تحاول التخفيف عنهم، وحكم عليها بالإعدام ولكن وبعد النقض حكم عليها بالسجن 5 سنوات فقط.
وفى الفترة من 1999 إلى 2007 انشغل الرأي العام العربي، والأوروبي كذلك بالقضية البشعة التي تورطت فيها 5 ممرضات بحقن 426 طفلاً ليبياً بدم ملوث بفيروس الإيدز، وانتهت القضية بالإفراج عن المتهمات بعد أن كان القضاء الليبي قد أصدر عليهن الحكم بالإعدام.
جرائم تحول فيها ملائكة الرحمة إلى ملك الموت، وبدلاً من إنقاذ المرضى ساهموا في تعجيل منيتهم، في تأكيد على أن النفس البشرية تملك نزعتي الخير والشر، ولا يمكن أن نجرد أي إنسان من تلك النزعة – الشيطانية – بمجرد لبسه للرداء الأبيض.
شوارعنا، مجمعاتنا، ومحلاتنا حتى الصغيرة منها كالبقالات مزودة بكاميرات المراقبة، خوفاً وتربصاً لكل مخالف أو سارق أو مجرم، إلا مستشفياتنا وبالأخص غرف العناية القصوى التي تخلو من هذه الكاميرات، فيحدث فيها ما يحدث ويسلم الأمر بعدها إلى أن الموت حق!.
نعم، للمرضى حرمات، ويجب المحافظة على خصوصياتهم، ولكن ذلك لا يعني أن يُترك الحبل على الغارب، والتسليم على أن جميع الكوادر الطبية والتمريضية ملائكة للرحمة، فهناك شياطين وهناك مرضى نفسانيين بينهم. ليس اتهاماً ولا افتراءً على أحد، وإنما حوادث وقصص تحدث للمرضى في تلك الغرف، أن شكوا وتذمروا قالوا يتوهمون ويهلوسون من تأثير المخدر، ولن تنفع شكواهم إن ما أخرسوا وقضوا نحبهم على يد أولئك المرضى من الممرضين والأطباء.
ما ضير من تزويد تلك الغرف بكاميرات مراقبة، واللجوء إليها حال وجود أي شبهة جنائية في موت مريض أو حتى شكواه من المعاملة السيئة؟ ذلك ليس تدخلاً في خصوصيات المريض بقدر ما هو حفظ لحقه في المعاملة الجيدة، بل وحفظ لحياته من أولئك المجرمين المتخفين وراء ردائهم الأبيض. ولا أعتقد أن هذا القرار سيغيض الكوادر الطبية والتمريضية ما داموا واثقين من أمانتهم في أداء مهنتهم الإنسانية. وكما نقول في مثلنا الشعبي”لا تبوق لا تخاف”.
ياسمينة: قد يتحول ملاك الرحمة إلى ملك الموت فلنحذر!.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

بقلم : ياسمين خلف  تورط الممرض "تشارلز كولين" خلال فترة 16 عاماً قضاها في مهنة التمريض بارتكاب 29 جريمة عبر استخدام...

إقرأ المزيد »

صعبة ولكنها ممكنة

بقلم : ياسمين خلف
أصيب بالحصبة الألمانية في صغره، أدخلته في عالم من الصمت بعد أن فقد سمعه. لم يكن الأمر حينها جلل بقدر ما يسببه اليوم عليه من ألم، فكلما طرق باباً طالباً إكمال نصف دينه وجد الرفض جواباً، فليس من بين الأهالي من يقبل أن يزوج ابنته لأصم!. إن رأيته لن تشعر بإعاقته السمعية أبداً، فهو شاب في مقتبل العمر، وسيم، ويعمل، ويقود سيارته شأنه شأن غيره من الأسوياء، وكما يستخدم ضعاف البصر النظارات يستخدم هو سماعات الأذن. ورغم أن إعاقته لا تُلحظ إلا أنه يأس من أن يجد من تقبل به زوجاً كما يأست والدته التي تتلوى ألماً كلما وجدت ذلك الرفض بسبب تلك الإعاقة، فلم تجد اليوم حلاً سوى السفر لأي بلد أجنبي للبحث له عن عروس!.
عند الغرب وفي الدول الأجنبية من الطبيعي أن تجد السوي يتزوج من امرأة مقعدة، وتجد تلك السوية تتزوج من رجل كفيف، لأنهم وببساطة ينظرون للشخص كإنسان، ومن حقه أن يعيش وأن يمارس حياته بشكل طبيعي، فتجدهم متفائلين ومقبلين على الحياة، على عكسنا نحن العرب إذ نحكم على المعاق بالموت مبكراً ونبث بقصد ومن غير قصد في نفسه اليأس وعدم الثقة.
ولكن ولنقلها صراحة، من الصعب جداً أن تقبل فتاة أو أهلها بخاطب إن كان يعاني من إعاقة جسدية، خصوصاً إن كانت الفتاة لا تعاني من أي إعاقات أو كما نقول لا ينقصها شيء، وطابور العرسان على يمينها وشمالها، فالحياة الزوجية وبعدها الأسرية تتطلب الكثير، والسلامة الجسدية تذلل الكثير من صعابها. هذا لا يعني أبداً أن ليس هناك من بيننا من لا يجد في الأمر غضاضة، خصوصاً إن ما كانت الفتاة على علاقة حب مع الشاب أو حتى إن ما وجدت نفسها بأنها قادرة على تصريف أمور حياتها مع زوج معاق، وتنظر للأمر بأنه الباب الذي ستعبر من خلاله إلى الجنة. تقول زوجة أحد المعاقين جسدياً إنها عانت كثيراً مع أهلها ليوافقوا على زواجها من رجل يستخدم الكرسي المتحرك، رغم قناعتها التامة به وقبولها به كزوج، وأخرى اضطرت إلى الزواج من غير موافقة أهلها بعد أن وجدت إن فقدانه للبصر لا ينقص من رجولته شيء. ومع كل ذلك فإن السواد الأعم من الأسر ترفض الموافقة على مثل هذه الزواجات حتى مع إصرار الفتاة وقبولها، وذلك واقع لا يمكن إنكاره.
ياسمينة: لا أقول إن على المرء أن لا يكون ظالماً فيرفض الزواج فقط لسبب الإعاقة، ولكن أقول بعض الإعاقات قد لا تؤثر في الحياة الزوجية.
yasmeeniat@yasmeeeniat.com
وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BJQSWK5Aw6euGKIkhpFi0KSla-b17QYI59kPF80/

بقلم : ياسمين خلف أصيب بالحصبة الألمانية في صغره، أدخلته في عالم من الصمت بعد أن فقد سمعه. لم يكن الأمر حينها جلل بقدر م...

إقرأ المزيد »

“وقفوهم إنهم مسؤولون”

بقلم : ياسمين خلف
حوادث موت الأطفال على أيدي أهاليهم جراء التعذيب الجسدي بالضرب أو الحرق أوغيرها من صنوف العذاب والتعذيب كالتجويع حد الموت مثلاً، حوادث يجب ألا تُغلق ملفاتها بالاكتفاء بالحبس لعدة سنوات للمجرم الرئيسي في الجريمة، كأن يكون الأم أو الأب أو زوجة الأب فقط، فهناك مجرمون آخرون يستحقون العقاب ويجب القصاص منهم، كونهم مشاركين في الجريمة ومتسترين عليها، فكلهم مسؤولون ولابد من محاسبتهم.
الطفلة – رحمها الله – التي فاضت روحها جراء التعذيب وبعد شيوع خبر وفاتها خرج بيان إلكتروني مخجل من مدرساتها بأنهن كنا على علم بما تقاسيه هذه الطفلة من صنوف العذاب على يد زوجة أبيها، وإنها سبق أن طلبت النجدة منهن لإنقاذها، ولكن لا واحدة منهن رقّ قلبها لها وساعدتها أو على أقل تقدير بلغت الإدارة عنها، بل بالعكس اعترفن بأنهن تسترن على الموضوع كي لا يصل الخبر لوزارة التربية كي لا تتشوه صورة المدرسة في نظر الوزارة، في جريمة شاركت فيها جميع مدرساتها ممن علمن بأمرها وفضلن السكوت عن الكلام أوالتحرك لإنقاذها، بل شاركت فيه مديرة المدرسة ومشرفاتها، ولعمري تلطخت أيديهن جميعاً بدم هذه الطفلة البريئة.
لم تمت هذه الطفلة من الضربة الأولى بالطبع، بمعنى أنها ذاقت ويلات التعذيب فترة طويلة إن لم تكن سنوات فهي على أقل تقدير أشهر أو حتى أسابيع، أيعقل أنها لم ترَ خلال تلك الفترة أحداً من أهلها؟، وأضعف الإيمان أمها التي وبلا شك كان لها الحق في رؤيتها ولو لمرة واحدة في الأسبوع إن كانت المحكمة قد حكمت بحضانة الأب للأطفال بعد طلاقهما؟ هي الأخرى مسؤولة، كان عليها أن تُبلغ عن ذاك الاعتداء الجهات الأمنية مباشرة لإيقاف تلك الجريمة منذ بدايتها. لا أن تصل الأمور إلى حدّ الموت ضرباً!. الأطفال الذين يلعبون معها ألم تلحظ أمهاتهم آثار ضرب، أو انطواء غير طبيعي أو حتى سمعن من أطفالهن شكوى تلك الطفلة من الضرب المستمر لها؟ هناك أطراف أخرى متواطئة في مثل هذه الجرائم، لابد من محاسبتها، فالبكاء على كوب اللبن المسكوب لا ينفع، والتهاون في قضايا تمسّ حياة من لا حول لهم ولا قوة دليل على تخلف الشعوب مهما حاولت ادعاء التطور والتحضر، وليعلم كل من يسكت عن مثل هذه الجرائم أنه سيحاسب إن لم يكن هنا أمام القانون البشري، سيحاسب عند الله العدل الحكم.
 
ياسمينة: أمة لا تحترم آدمية أطفالها أمة لا تستحق الاحترام.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 

https://www.instagram.com/p/BI9VrVKAxmfcQu27MBFJEdH6Jj_V93dJjbtYZk0/

بقلم : ياسمين خلف حوادث موت الأطفال على أيدي أهاليهم جراء التعذيب الجسدي بالضرب أو الحرق أوغيرها من صنوف العذاب والتعذيب...

إقرأ المزيد »

انقذوني إنهم يعذبونني

بقلم : ياسمين خلف
أم خليجية تعذب أطفالها الثلاثة وتجوِّعهم، حتى باتوا قاب قوسين أو أدنى من الموت، لولا إنقاذهم من العذاب الذي شهدوه على يدها ونقلهم إلى دور الرعاية!. وأب عربي في دولة خليجية متهم وزوجته بقتل طفلته ذات التسع سنوات بعد تعذيب تشهد جثتها على ما عانته على يدهما، رغم ادعائهما -الأب وزوجته- بسقوطها في دورة المياه!. حوادث هزّت خليجنا خلال الأيام القليلة الماضية من فرط الوحشية التي وصل إليها بعض الآباء، وتسبّبهم في موت فلذات أكبادهم، منسلخين من أية رحمة يمكن أن تردعهم عن جرائم ضد البراءة والطفولة.
تأخرنا كثيراً، ومازلنا في ركب من لا يعي إلا بعد فوات الأوان، لنرى بين الفينة والأخرى أطفالاً أبرياء لا حول لهم ولا قوة يتساقطون في القبور موتى، بطرق بشعة تقشعر منها الجلود. نحزن عليهم يوماً أو يومين، ونبكي عليهم مرة أو مرتين، ولكن ماذا بعد؟، هل تم القصاص من معذبيهم وقتلتهم؟، هل سُنّت القوانين التي تردع أمثالهم من ارتكاب تلك الجرائم؟، هل أوجدنا الحماية لأطفال آخرين يئنون ويصرخون بين جدران أربع ولا أحد يسمعهم؟.
المحاضرات لا تكفي ولا الندوات، التباكي في المقالات لا يكفي ولا تلك الإرشادات المُلصقة على الجدران، نحن بحاجة إلى أن نثقف الطفل بحقوقه، بحاجة إلى تربية الأطفال على مبدأ احترام إنسانيته، بحاجة إلى تثقيف الآباء بطرق التعامل مع أبنائهم، وأن مبدأ الضرب للتربية له حدود، وبأن الرسول الأكرم عندما قال “واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين” لم يقل عذبوهم، واضربوهم ضرباً مبرحاً حد الموت.
فكونه والده أو والدته ليس مبرّراً لتعنيف الطفل جسدياً أو حتى لفظياً، فلهذا الطفل إنسانيته التي لابد أن تحترم ولا تهان، فما بال تعريض حياتهم للخطر أو الإزهاق!.
وها نحن نعود ونقول لما لا نقتدي بتجارب الغرب إن كانت سترتقي بنا وتحمينا، الطفل عندهم كيان له احترامه وتقديره، والقانون يجرّم من يعتدي على هذا الكيان بالضرب، ومن حق أي شخص التبليغ عن أي أبوين يعنّفان أبنائهما، والطفل مدرَّب على التبليغ عن حالات الضرب الذي قد يتعرّض إليها في منزله، ومتى ما ثبت تعرٌض الأطفال للضرب والتعذيب يتم نقل حضانة الأطفال من الأبوين وإيداعهم في دور الرعاية أو نقل حضانتهم لأسر أخرى أكثر رحمة، فمن لا يحمد الله على نعمة الأطفال لا يستحق أن تدوم عنده.
نحن بحاجة اليوم إلى خطوط ساخنة نعلّم الطفل خلالها كيف يصل إلى من يحميه حال تعرٌضه إلى العنف الأسري، وأن يقول وبصوت واثق “هناك من يُعذبني فأنقذوني”، حتى لا نسمع أخباراً عن أطفال زهقت أرواحهم على أيدي أقرب الناس إليهم والدته أو والده، وأين؟ في خليجنا العربي وعلى أيدي مسلمين!.
للحديث صلة ..
ياسمينة: هناك من يتمنى سماع صرخة طفل، وهناك من يكتم صرخاته ويقبرها.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال 
https://www.instagram.com/p/BIrbfiaAzw15tI25KKhTi46wDQbh_YqZ-ZU2lM0/

بقلم : ياسمين خلف أم خليجية تعذب أطفالها الثلاثة وتجوِّعهم، حتى باتوا قاب قوسين أو أدنى من الموت، لولا إنقاذهم من العذاب...

إقرأ المزيد »

آباؤنا بركة منازلنا

بقلم : ياسمين خلف

من أكثر مراحل العمر إيلاماً “ربما” هي مرحلة الشيخوخة، حيث تهن العظام وتقل الحيلة، ويضعف الجسد والبصر. مرحلة عمرية قد تمرّ بسلام عند البعض، ولكنها ليست كذلك عند الكثيرين، خصوصاً بين العرب، الذين يجورون على شبابهم فتجور عليهم شيخوختهم، على عكس بعض الشعوب الآسيوية والأوروبية التي تخطط لهذه المرحلة منذ أيام الشباب، لتكفي نفسها شرّ الحاجة للغير، فيأمنون على حياتهم ضد العجز والشيخوخة، ويمارسون الرياضة ويحافظون على نظامهم الغذائي، فيبقون إلى حد ما بصحة أفضل وبنية جسدية أقوى.

غالبية كبار السنّ في مجتمعاتنا العربية يبقون في خط العجز والحاجة إلى المساعدة، وللأسف لا يجد الأبناء غير دور الرعاية لكبار السنّ مأوى لهم، للتخلص من مسؤوليتهم، ليجسدوا نوعاً من أنواع الجحود والعقوق “إلا من رحم ربي”، وإن كنا بالطبع لا ننكر أن هناك فئة أخرى ممن يكرسون حياتهم، وينظمونها مهما تكن التزاماتهم، ليردوا جميل آبائهم إليهم، فيولونهم الرعاية والاهتمام اللازميين لهم في هذه الأعمار الحرجة من حياتهم. فيرفضون فكرة مغادرة آبائهم من منازلهم، حتى يستلم الله أمانته، أليسوا هم بركة المنزل؟

يبقى أن أمر العناية بكبار السن وخاصة المرضى منهم والمقعدون أمر يتطلب مجهوداً كبيراً، ناهيك عن حاجتهم لمن يخفف عنهم وطأة الصمت، بتبادل أطراف الحديث، وإشعارهم بأنهم لا يزالون يحتفظون بثقلهم في الحياة ولا يزالون مهمين، وليسوا بمهمشين، أو خارج دائرة الزمن. بحاجة إلى من ينعش ذاكرتهم لحمايتهم من أمراض الشيخوخة والتي منها الخرف والزهايمر وفقدان الذاكرة، بحاجة إلى من يرفّه عنهم، بحاجة إلى من يكون معهم في لحظات حياتهم الأخيرة.

الأهل والأبناء “البارون” لن يألوا جهداً ولن يقصروا في توفير كل ذلك، ولكن يبقى أن هناك كبار سن يأنون في بيوتهم ولا يجدون أبناءهم من حولهم، أو أولئك الذين لا ذرية لهم، ولا أهل يتفقدونهم، فتجدهم عاجزين عن أخذ أدويتهم، لأنها بعيدة عن متناول أيديهم، ويتخلفون عن مواعيدهم الطبية لعدم توافر المواصلات التي تقلهم من وإلى المستشفى، وربما يبيتون ليلهم دون أكل لإعيائهم، وعدم تمكنهم من إعداد وجبتهم أو حتى شرائها، وأمور أخرى أعان الله من يعاني منها في كبره.

بالتأكيد لا يخلو حي من أحيائنا من هؤلاء، وربما هم من أفراد عائلتنا، فلابد من إشاعة فكرة التبرع بالمرور عليهم، وتفقد أحوالهم، وتوفير احتياجاتهم التي يعجزون عنها؛ حتى لا نسمع يوماً أن فلاناً مات منذ يومين في منزله، ولم يشعر بموته أحد، فأكلته الديدان والفئران! ماذا لو تضامن أهل الحي مثلاً لإعداد جدول بينهم للعناية بهؤلاء في منازلهم، كمساعدتهم في العناية الشخصية، وأخذهم لمواعيدهم الطبية، وإعداد وجباتهم الغذائية، أو حتى تخصيص وقت للدردشة معهم، أو أخذهم في نزهة عائلية يفتقدونها ويحنون إليها، ماذا لو قام ممرضو أو أطباء الحي بالتأكد بين الحين والآخر من سلامتهم الصحية، ومدى التزامهم بأخذ أدويتهم في مواعيدها، أمور يمكن تقسيم مهامها على شباب الحي ورجالها ونسائها، فلا تكون حملاً على أحد، ويعم فيها الأجر على الجميع. فليس كل كبار السنّ وحيدين لا أهل لهم، فبالتالي أعداد من يحتاجون إلى هذه الالتفاتة لن تكون كبيرة، ويمكن أن تكون المهمة هينة إذا ما تكاتف الجميع على أدائها، ويكفي أن نتذكر أن حياتنا سلف ودين، ما نقوم به اليوم يعود علينا بالغد، فإن ساعدت ساعدوك، فربما يأتي يوم نكون في وضعهم، ونحتاج إلى من يعيننا في أرذل العمر، من يعلم؟، فلنسعَ لأعمال تشفع لنا في غدنا.

ياسمينة: يكفي أن يرفع المسن أو المسنة أيديهما للدعاء لكم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BIZUAAUAPeFYMsMFtCZmp8RhDuzaTcRwYkKpxI0/

بقلم : ياسمين خلف من أكثر مراحل العمر إيلاماً "ربما" هي مرحلة الشيخوخة، حيث تهن العظام وتقل الحيلة، ويضعف الجسد والبصر....

إقرأ المزيد »

الناعقون والبوكيمون

بقلم : ياسمين خلف

البوكيمون في غرفة بنت الجيران، البوكيمون في درج المدير، البوكيمون وراء صخرة على الشاطىء، فجن الناس بين ليلة وضحاها بلعبة الواقع الافتراضي “البوكيمون جو” فاجتاح الهوس الجديد الكبار قبل الصغار، حتى باتت أحاديث الناس ونكاتهم لا تخلو من بوكيمون يشعرهم بالسعادة.

ليست هناك مشكلة في البحث عن سبل لإضفاء البهجة على النفس والترويح عنها باللعب، فالنفس بحاجة إلى مساحة من الفرح والمرح، لكن المشكلة في أن نميل حيث تميل الرياح، ونجري وراء التقليد الأعمى، فقط لمواكبة آخر الصرعات والتقليعات، دون إدراك للمخاطر، أو حتى على أقل تقدير دون الحذر من استخدامها.

لسنا مع المنع، ولا مع الرجعية فالعالم اليوم عالم افتراضي والتكنولوجيا سرت في دمائنا بشكل لا يمكن التنبؤ بها لسرعة تطورها، لكن مع التعقل والحذر في استخدامها، فأول ضحايا البوكيمون فتاة في الخامسة عشرة تعرضت لحادث سير وهي تجري وراء البوكيمون فصدمتها حافلة تسببت لها بكسور وكدمات وسحجات، ونحمد الله على أنها لم تكن أولى القتلى والصرعى بسبب البوكيمون، تلتها حادثة أخرى لسيدة في الثلاثينات تعرضت لذات الحادث في الشارع، مما دفع الشرطة الأسترالية لإصدار تحذير يوصي المستخدمين بتوخّي الحذر أثناء اللعب، ونتمنى أن لا نسمع في خليجنا عن ضحايا بالمثل.

إن كان البالغون قادرين على أن يحموا أنفسهم من التهور في المغامرة – رغم أنني أشك في ذلك أيضاً – إلا أن الأطفال سيكونون عرضة لحوادث لا يمكن قياس حجمها إلا بعد وقوعها، كأن يتعرض بعضهم للاستدراج في بعض المرافق، أو التعرض للغرق في البحر أو المسابح، أو التعرض لحوادث مميتة قاتلة كالسقوط من أعلى المنزل أو الدهس تحت عجلات السيارات، أو الضياع في الشوارع والمرافق العامة، فالمغامرة التي هي أساس اللعبة قد تدفع حتى الكبار إلى المجازفة والدخول في أماكن محظورة لاصطياد البوكيمون فيعرضهم للمساءلة القانونية كتصوير المطارات أو المرافق التراثية أو حتى المؤسسات والوزارت الحكومية.

هي هبة وصيحة وموضة سموها ما شئتم، ستصل إلى ذروة انتشارها حتى تأتي صيحة أخرى أو لعبة تفوقها متعة وابتكاراً، ولكن نتمنى أن لا يدفع البعض حياتهم ثمناً لهذه الموضة.

ولنسأل أنفسنا من أي صنف نحن؟ إذ قسم الإمام علي بن أبي طالب الناس إلى ثلاثة أصناف: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق، ويميلون مع كل ريح، فأي صنف أنت.

ياسمينة: لنلعب ما نشاء ولكن ليكن الحذر رفيقنا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BIHps2iAJBkeMZ1Zyr9mC46KIAjSYuy-7zmaEA0/

بقلم : ياسمين خلف البوكيمون في غرفة بنت الجيران، البوكيمون في درج المدير، البوكيمون وراء صخرة على الشاطىء، فجن الناس بين...

إقرأ المزيد »

أخطر مشروع بلا ضمانات

بقلم : ياسمين خلف

عندما نقول عن الزواج بأنه مشروع، فهذا يعني أنه قابل للنجاح أو الفشل، وما دام أنه قائم على طرفين، فيعني أنه لابد أن يحفظ الطرفان حقهما، درءاً للخلافات التي قد تنجم إن ما حدثت الانشقاقات التي لا رأب فيها ولا قدرة على إصلاحها، فيقرّر حينها كل طرف الانفصال عن الآخر، وبدء مشروعه الجديد الذي يجده أكثر نجاحاً.

للأسف من يدخل أي مشروع تجاري تجده يدقّق في كل شاردة وواردة فيه، فيضع الشروط ويوثّق الحقوق، كي لا يضرب كفاً بكف، ويتردّد على مسامعه بأن القانون لا يحمي المغفلين إن ما خسر حقوقه التي تهاون هو أصلاً عنها. لكنك لا تجده حريصاً بذات القدر على كل ذلك إن ما قرّر أن يدخل أكبر مشروع في حياته وأخطرها – ربما – ويتزوج!.

البعض يجد أن من غير اللائق، بل ومن المعيب، أن تطلب الزوجة أن توثّق حقها في بيت العمر الذي تسكنه حتى ولو كانت هي من ساهمت في قيمة شرائه وتكفّلت هي بتجهيزه وتأثيثه. ولحُسن ظن المرأة أحياناً بمن قبلت به شريكاً لحياتها، وهيامها في عشقها حيناً آخر، ولخجلها أحايين أخرى قد لا تلتفت لخطورة ما قد تساهلت فيه من حقوق إلا بعد أن تجد نفسها وقد خرجت من مشروع عمرها بخسارة كل ما تملك، بدءًا من فشلها في الحفاظ على استقرار بيتها وأسرتها، مروراً بتلف أعصابها وتدهور نفسيتها وربما صحتها، وانتهاءً بخسارة رأس مالها وأملاكها.

فها هي وبعد زواجها بفترة – ولتُعبّر عن حبها لزوجها – كتبت قسيمة الأرض التي ورثتها عن والدها المتوفى باسم زوجها. ولم تكتف بذلك، بل أخذت قرضاً كبيراً من البنك لبناء المنزل وتأثيثه، من قبيل مساعدة شريك حياتها والتخفيف عن كاهله بعضاً من مسؤولياته، الآن تعيش معه تحت سقف واحد، ويتقاسمان مر الحياة وحلوها؟، عاشت سنوات زواجها الأولى في سعادة، ولم تفكر يوماً بأنها ستجد نفسها مع عيالها خارج المنزل الذي دفعت فيه كل ما تملك – ولا تزال تدفع سداداً للقروض التي تجر أذيالها مع خيبتها – فلا الحسرة اليوم تكفيها، ولا الندامة تأويها طالما أنها لم تحفظ هي حقوقها. طليقها يجلس مع زوجته الجديدة اليوم في منزلها الذي وبحكم القانون والأوراق الحكومية منزله. وهي تطرق الباب تلو الباب مولولة ونادبة حظها العثر، الذي هو في الحقيقة – سذاجة – لتهاونها في حقوقها.

ياسمينة: الحياة الزوجية شراكة نعم، ولكن ليحفظ كل شريك حقه كي لا يأتي اليوم الذي يندب فيه حظه.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BH1hwu0ge1Fn6tG5henZ0hLL4j-qOmhbJ8f7pE0/

بقلم : ياسمين خلف عندما نقول عن الزواج بأنه مشروع، فهذا يعني أنه قابل للنجاح أو الفشل، وما دام أنه قائم على طرفين، فيعني...

إقرأ المزيد »

عيديتنا لهن

بقلم : ياسمين خلف

ها قد جاء عيد الفطر المبارك، فرح الجميع بمقدمه، واحتفل كل بالشكل الذي يريحه ويسعده، قُدمت العيادي للأطفال، وتزاور الأهل والأحباب، وفي غمرة كل ذلك تناسى السواد الأعظم أن يقدم عيديته أو هديته إلى أولئك النسوة، من أم، وأخت، وزوجة، وابنة وعاملة في المنزل وغيرهن ممن وقفن طوال الشهر الكريم وهن صائمات في المطبخ، يعددن الموائد، ويطبخن المأكولات التي تشتهيها أنفس أهل بيوتهن. فهن أكثر من يستحقن التقدير والعيدية، وهن أكثر من سيفرحن بالهدية، وإن كن لن يطالبن بشيء منها.

الكثير من أمور حياتنا ولأنها روتينية لا نلتفت إلى حجمها ولا بعظمتها وأهميتها، ومنها الرعاية والاهتمام الذي نتحصل عليه من المقربين منا. والاهتمام بشؤون المنزل من تنظيف وطبخ وغسل وغيرها أحد تلك الأمور، التي على الرغم من مشقتها إلا أن البعض لا يقدر من يقوم بها، على الرغم من استنزافها لوقت وجهد ذاك الشخص بل واستنزافها لصحته، فقط لأنها أصبحت عرفاً وروتيناً!.

يرجع الرجل لبيته بعد العمل لينام حتى موعد الأذان، فهو صائم وتعبان ومن حقه أن يحصل على أجر نوم الصائم كعبادة، ولا يُدر بخلده أن زوجته هي الأخرى صائمة وتعبة بل وعائدة هي الأخرى مثله من عملها، لتدخل مباشرة من باب المنزل لباب المطبخ لتقوم بمهنتها كأم وزوجة، تطبخ وتغسل إلى أن يقول المؤذن “الله أكبر” وإلا لاستمرت!. وكأنها آلة ليس من حقها أن تأخذ ولو قيلولة تريح بها جسدها المنهك من العمل والصيام. ولأنه صائم، ولأنه خير الشهور والأجر فيه مضاعف، فبعد تناوله لإفطاره سيهرول لأداء العبادات إن كان ممن يحرص على آخرته، وسيهرول لأصدقائه والغبقات إن كان أكثر تهاوناً ومحباً لدنياه، ويتناسى مرة أخرى تلك التي ستجمع الصحون لتغسلها، وتنظف، وتقف على ما يحتاجه أطفالها، بل وستقف مرة أخرى في المطبخ لتعد وجبة السحور – ولأنها آلة كما أسلفنا – فليس من حقها أن تتنافس مع المتنافسين في كسب الأجر وقراءة القرآن والتعبد. والكثير الكثير من تفاصيل المسؤوليات التي تُلقى على الكثيرات في بيوت لا يعرف فيها ذكرانها واجباتهم فتوضع بكاملها على ظهور إناثها، ومع كل ذلك لا يقدرون تلك التضحيات!.

قدموا لهن هدية أو عيدية، لا أقول باذخة ولا غالية الثمن، فكل حسب طاقته وإمكانياته، قد تكون مجوهرات، وقد تكون رحلة سفر، وقد يكون مبلغاً من المال أو حتى باقة ورد تعبرون فيها عن امتنانكم لمعروفهن. صدقوني سينسين كل تعبهن إن قدرتموهن ولو بأضعف الإيمان بكلمة شكر يتيمة.

ياسمينة : هن أكثر من يستحق منكم العيدية فقدروهن ولو بكلمة شكر وعرفان.

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BHjxKb-gD8LcRKnme0ZFOGFsoZ5UkFyvJYMyv00/

بقلم : ياسمين خلف ها قد جاء عيد الفطر المبارك، فرح الجميع بمقدمه، واحتفل كل بالشكل الذي يريحه ويسعده، قُدمت العيادي للأط...

إقرأ المزيد »

ناس بطرانه

بقلم: ياسمين خلف
ما بين النقيض والنقيض، مشاهد تُحزن قلبك وأخرى تشمئز منها نفسك. طفلة سورية في العاشرة من عمرها مع أخيها الأصغر يبحثان بين حبات الرمل عن فتات الخبز ليسدا به جوعهما، وآخرون بيننا يتفاخرون بوضع الذبائح على الطاولات في بذخ تقشعر منه الجلود، وترجف منه القلوب من فرط ما يحمله من تبذير في نعم الله التي أغلبها تجد طريقها إلى سلة المهملات.
تلك الطفلة التي شردتها الحرب، رغم كل ما تعانيه من فقر، وجوع، وعدم استقرار، وحرمان من والدتها، تعطي الكثيرون منا درساً في أهمية حفظ نعم الله التي قد لا تدوم، فهي كما كانت تقول من عائلة كبيرة إلا أن الحرب شتت شمل تلك العائلة، وإنها وبعد أن كانت تأكل ما لذ وطاب من الأكل، اليوم لا تجد ما تسد به جوع بطنها الذي يتضور كل حين، حيث لا تجد غير شوربة البهارات أو الأندومي لتسكت به مؤقتاً ذاك الجوع. تتحدث هذه الطفلة بلغة تجاوزت عمرها العشرات وهي تبحث عن فتات الخبز وتأكل منه في حينها، وتجمع ما يمكن جمعه لوقت لآحق، حيث تجد أن حتى ذاك الفتات يزيد عن حاجتها وستذخر الباقي منه لوقت جوعها! وتقول: “ناس بطرانه عم بتكب الأكل هون”، ولا تعلم أن هناك من يرمي نِعم تكفي المئات من العوائل وأكثر ولا يهتز له بذلك جفن.
نصوم شهر رمضان كل عام، أداءً لفريضة أساسية في ديننا – وقد تكون عند البعض عادةً ليس إلا – دون أن نتعلم من الصوم ما يربي أخلاقنا ويهذبها! نصوم ساعات، لنضع على موائد إفطارنا عشرات الأطباق التي تكفي عائلتين أو أكثر، فقط لنمتع نواظرنا بما تشتهيه أنفسنا! القلة القليلة منا من يطبخ المأكولات التي لا تزيد عن حاجته، وأغلبنا يأكل القليل ويرمي الكثير، فغداً تشتهي النفس مأكولات أخرى، ولا نأكل أكل بائت من ليلة البارحة، فالخير كثير، وخذ من هذه الحجج التي نتيجتها رمي ثلاثة أرباع الأكل في النفايات. في حين يتمنى غيرنا لقمة مما نأكل ولا يجدها. 
الغبقات، والتي اصبحت في مجتمعاتنا عادةً رمضانية تقيمها جهات العمل والجمعيات وجه من وجوه الإسراف في نعم الله في رمضان، فالضيوف والمشاركين فيها لم يمضي على تناولهم لوجبة الإفطار سوى ساعتين أو ثلاث فماذا سيأكلون؟ وأن اكلوا – وعليهم بألف عافية – لن يأكلوا الكم الهائل من تلك الأطعمة التي تجدها نهاية الحفل في أكياس سود للنفايات. فأحفظوا نعم الله في شهر الله.

ياسمينة: “وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ”.
yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BHRpRUJA97YUySXcc33YvJ89aUYyn2Or7nEhbg0/

بقلم: ياسمين خلف ما بين النقيض والنقيض، مشاهد تُحزن قلبك وأخرى تشمئز منها نفسك. طفلة سورية في العاشرة من عمرها مع أخيها...

إقرأ المزيد »

بعد شهر رمضان

بقلم : ياسمين خلف

وصل الدائرة الحكومية قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة، لم يجد من يستلم منه أوراقه، المكاتب نصفها مهجورة والنصف الآخر يجلس على كراسيها موظفين أشبه بالأموات منهم من الأحياء، وكلما سأل أحداً منهم قالوا: “يا أخي أتيت متأخراً؟ تعال غداً صباحاً أفضل لك”، لم يجد بداً من ذلك، رغم أن الدوام لم ينته فعلياً!، راجع أخينا الدائرة في اليوم التالي، وبالتحديد بعد ساعتين من بدء الدوام، ليفاجأ برد الموظفين أنفسهم بأنه قد جاء متأخراً! كيف يكون متأخراً والدوام لم يمض على بدئه سوى 120 دقيقة فقط؟!. فإن جاء قبل نهاية الدوام بساعة أُعتبر متأخراً، وإن جاء بعد بدء الدوام بساعتين قالوا متأخراً أيضاً، وأجزم لو راجعهم مع بدء الدقائق الأولى من دوامهم لردوا عليه : “ما قلنا بسم الله، انتظر نأخذ نفسنا لنبدأ العمل”!. هذا إن لم يطلبوا منه تأجيل المعاملة إلى ما بعد شهر رمضان. إذن متى على المراجع أن يكون متواجداً في الدوائر الحكومية والوزارات لإنهاء معاملاته في شهر رمضان المبارك؟

كثيرون هم من يعطون أنفسهم إجازة عن العمل بطريقة غير رسمية، عبر التوقف عن مهامهم الوظيفية في شهر رمضان المبارك، رغم أنهم على ساعات الدوام بحسب العقود الإدارية، ولا همهم إن كان توقفهم عن تلك المهام سيعطل مصالح العمل أو مصالح الناس التي تلهث وراء إنهاء معاملاتها، متكبدة عناء التنقل من مكان لآخر في عز الظهيرة، جرياً وراء توقيع أو ختم، فالمهم عنده أن يجلس على الكرسي، بعين نصف مفتوحة، يتفقد ساعته بين الحين والآخر ترقباً لموعد الانصراف عن العمل. فالذي يعرفه هؤلاء جيداً أن عليهم واجب الصوم باعتباره فرضاً واجباً من العبادات، متناسين إن خدمة المسلم لأخيه، والتي منها إنهاء معاملاته هي الأخرى وجه من وجوه العبادات، باعتبار أن العمل عبادة، بل متناسين كذلك أن المال الذي يتحصلون عليه كراتب يصرف لهم نهاية الشهر ليس بحلال ما داموا لم يقوموا أصلاً بواجباتهم الوظيفة المتفقة عليها في عقد العمل. فيقبلون على أنفسهم أكل مال حرام بحجة أداء فريضة الصوم.

البعض يختصر الأمر منذ البداية، ويعرف تماماً مدى قدرته على تحمل مشقة الصيام في أيام العمل – رغم تقلصها – فيطلب إجازة خلال الشهر الكريم، وهذا والله أفضل ألف مرة من ذاك الذي يتواجد بجسده فقط، ووجوده من عدمه سواء. فاتقوا الله يا موظفين ولا تفسدوا صيامكم بتعطيل معاملات خلق الله.

ياسمينة : شهر رمضان ليس بشهر كسل ولا بشهر تعطيل معاملات الناس وتأجيلها، فالوقوف على مصالح خلق لله هي الأخرى عبادة.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BG_dJfZBbq6UVUCau85KB4gyK7whqBAf_3hHxI0/

بقلم : ياسمين خلف وصل الدائرة الحكومية قبل نهاية الدوام الرسمي بساعة، لم يجد من يستلم منه أوراقه، المكاتب نصفها مهجورة و...

إقرأ المزيد »