بقلم : ياسمين خلف
تورط الممرض “تشارلز كولين” خلال فترة 16 عاماً قضاها في مهنة التمريض بارتكاب 29 جريمة عبر استخدام حقن قاتلة للمرضى. فيما تورطت الممرضة “جيني آن جونز” بقتل 46 طفلاً باستخدام مرخيات العضلات. وفي الثمانيات حكم على الممرضة “ريتشارد أنجيلو” بالسجن 61 عاماً لارتكابها جرائم قتل ضد 37 مريضاً.
ولا يمكن أن ننسى الجريمة التى هزت مصر لسنوات، حين تم القبض على “الممرضة عايدة” فى عام 1996، والتي كانت تعمل بالمستشفى الجامعي في الإسكندرية، بتهمة قتل 23 مريضاً ميئوساً من حالتهم، بإعطائهم مهدئات، وادعت أنها كانت تحاول التخفيف عنهم، وحكم عليها بالإعدام ولكن وبعد النقض حكم عليها بالسجن 5 سنوات فقط.
وفى الفترة من 1999 إلى 2007 انشغل الرأي العام العربي، والأوروبي كذلك بالقضية البشعة التي تورطت فيها 5 ممرضات بحقن 426 طفلاً ليبياً بدم ملوث بفيروس الإيدز، وانتهت القضية بالإفراج عن المتهمات بعد أن كان القضاء الليبي قد أصدر عليهن الحكم بالإعدام.
جرائم تحول فيها ملائكة الرحمة إلى ملك الموت، وبدلاً من إنقاذ المرضى ساهموا في تعجيل منيتهم، في تأكيد على أن النفس البشرية تملك نزعتي الخير والشر، ولا يمكن أن نجرد أي إنسان من تلك النزعة – الشيطانية – بمجرد لبسه للرداء الأبيض.
شوارعنا، مجمعاتنا، ومحلاتنا حتى الصغيرة منها كالبقالات مزودة بكاميرات المراقبة، خوفاً وتربصاً لكل مخالف أو سارق أو مجرم، إلا مستشفياتنا وبالأخص غرف العناية القصوى التي تخلو من هذه الكاميرات، فيحدث فيها ما يحدث ويسلم الأمر بعدها إلى أن الموت حق!.
نعم، للمرضى حرمات، ويجب المحافظة على خصوصياتهم، ولكن ذلك لا يعني أن يُترك الحبل على الغارب، والتسليم على أن جميع الكوادر الطبية والتمريضية ملائكة للرحمة، فهناك شياطين وهناك مرضى نفسانيين بينهم. ليس اتهاماً ولا افتراءً على أحد، وإنما حوادث وقصص تحدث للمرضى في تلك الغرف، أن شكوا وتذمروا قالوا يتوهمون ويهلوسون من تأثير المخدر، ولن تنفع شكواهم إن ما أخرسوا وقضوا نحبهم على يد أولئك المرضى من الممرضين والأطباء.
ما ضير من تزويد تلك الغرف بكاميرات مراقبة، واللجوء إليها حال وجود أي شبهة جنائية في موت مريض أو حتى شكواه من المعاملة السيئة؟ ذلك ليس تدخلاً في خصوصيات المريض بقدر ما هو حفظ لحقه في المعاملة الجيدة، بل وحفظ لحياته من أولئك المجرمين المتخفين وراء ردائهم الأبيض. ولا أعتقد أن هذا القرار سيغيض الكوادر الطبية والتمريضية ما داموا واثقين من أمانتهم في أداء مهنتهم الإنسانية. وكما نقول في مثلنا الشعبي”لا تبوق لا تخاف”.
ياسمينة: قد يتحول ملاك الرحمة إلى ملك الموت فلنحذر!.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
بقلم : ياسمين خلف
تورط الممرض “تشارلز كولين” خلال فترة 16 عاماً قضاها في مهنة التمريض بارتكاب 29 جريمة عبر استخدام حقن قاتلة للمرضى. فيما تورطت الممرضة “جيني آن جونز” بقتل 46 طفلاً باستخدام مرخيات العضلات. وفي الثمانيات حكم على الممرضة “ريتشارد أنجيلو” بالسجن 61 عاماً لارتكابها جرائم قتل ضد 37 مريضاً.
ولا يمكن أن ننسى الجريمة التى هزت مصر لسنوات، حين تم القبض على “الممرضة عايدة” فى عام 1996، والتي كانت تعمل بالمستشفى الجامعي في الإسكندرية، بتهمة قتل 23 مريضاً ميئوساً من حالتهم، بإعطائهم مهدئات، وادعت أنها كانت تحاول التخفيف عنهم، وحكم عليها بالإعدام ولكن وبعد النقض حكم عليها بالسجن 5 سنوات فقط.
وفى الفترة من 1999 إلى 2007 انشغل الرأي العام العربي، والأوروبي كذلك بالقضية البشعة التي تورطت فيها 5 ممرضات بحقن 426 طفلاً ليبياً بدم ملوث بفيروس الإيدز، وانتهت القضية بالإفراج عن المتهمات بعد أن كان القضاء الليبي قد أصدر عليهن الحكم بالإعدام.
جرائم تحول فيها ملائكة الرحمة إلى ملك الموت، وبدلاً من إنقاذ المرضى ساهموا في تعجيل منيتهم، في تأكيد على أن النفس البشرية تملك نزعتي الخير والشر، ولا يمكن أن نجرد أي إنسان من تلك النزعة – الشيطانية – بمجرد لبسه للرداء الأبيض.
شوارعنا، مجمعاتنا، ومحلاتنا حتى الصغيرة منها كالبقالات مزودة بكاميرات المراقبة، خوفاً وتربصاً لكل مخالف أو سارق أو مجرم، إلا مستشفياتنا وبالأخص غرف العناية القصوى التي تخلو من هذه الكاميرات، فيحدث فيها ما يحدث ويسلم الأمر بعدها إلى أن الموت حق!.
نعم، للمرضى حرمات، ويجب المحافظة على خصوصياتهم، ولكن ذلك لا يعني أن يُترك الحبل على الغارب، والتسليم على أن جميع الكوادر الطبية والتمريضية ملائكة للرحمة، فهناك شياطين وهناك مرضى نفسانيين بينهم. ليس اتهاماً ولا افتراءً على أحد، وإنما حوادث وقصص تحدث للمرضى في تلك الغرف، أن شكوا وتذمروا قالوا يتوهمون ويهلوسون من تأثير المخدر، ولن تنفع شكواهم إن ما أخرسوا وقضوا نحبهم على يد أولئك المرضى من الممرضين والأطباء.
ما ضير من تزويد تلك الغرف بكاميرات مراقبة، واللجوء إليها حال وجود أي شبهة جنائية في موت مريض أو حتى شكواه من المعاملة السيئة؟ ذلك ليس تدخلاً في خصوصيات المريض بقدر ما هو حفظ لحقه في المعاملة الجيدة، بل وحفظ لحياته من أولئك المجرمين المتخفين وراء ردائهم الأبيض. ولا أعتقد أن هذا القرار سيغيض الكوادر الطبية والتمريضية ما داموا واثقين من أمانتهم في أداء مهنتهم الإنسانية. وكما نقول في مثلنا الشعبي”لا تبوق لا تخاف”.
ياسمينة: قد يتحول ملاك الرحمة إلى ملك الموت فلنحذر!.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
أحدث التعليقات