بقلم : ياسمين خلف
البوكيمون في غرفة بنت الجيران، البوكيمون في درج المدير، البوكيمون وراء صخرة على الشاطىء، فجن الناس بين ليلة وضحاها بلعبة الواقع الافتراضي “البوكيمون جو” فاجتاح الهوس الجديد الكبار قبل الصغار، حتى باتت أحاديث الناس ونكاتهم لا تخلو من بوكيمون يشعرهم بالسعادة.
ليست هناك مشكلة في البحث عن سبل لإضفاء البهجة على النفس والترويح عنها باللعب، فالنفس بحاجة إلى مساحة من الفرح والمرح، لكن المشكلة في أن نميل حيث تميل الرياح، ونجري وراء التقليد الأعمى، فقط لمواكبة آخر الصرعات والتقليعات، دون إدراك للمخاطر، أو حتى على أقل تقدير دون الحذر من استخدامها.
لسنا مع المنع، ولا مع الرجعية فالعالم اليوم عالم افتراضي والتكنولوجيا سرت في دمائنا بشكل لا يمكن التنبؤ بها لسرعة تطورها، لكن مع التعقل والحذر في استخدامها، فأول ضحايا البوكيمون فتاة في الخامسة عشرة تعرضت لحادث سير وهي تجري وراء البوكيمون فصدمتها حافلة تسببت لها بكسور وكدمات وسحجات، ونحمد الله على أنها لم تكن أولى القتلى والصرعى بسبب البوكيمون، تلتها حادثة أخرى لسيدة في الثلاثينات تعرضت لذات الحادث في الشارع، مما دفع الشرطة الأسترالية لإصدار تحذير يوصي المستخدمين بتوخّي الحذر أثناء اللعب، ونتمنى أن لا نسمع في خليجنا عن ضحايا بالمثل.
إن كان البالغون قادرين على أن يحموا أنفسهم من التهور في المغامرة – رغم أنني أشك في ذلك أيضاً – إلا أن الأطفال سيكونون عرضة لحوادث لا يمكن قياس حجمها إلا بعد وقوعها، كأن يتعرض بعضهم للاستدراج في بعض المرافق، أو التعرض للغرق في البحر أو المسابح، أو التعرض لحوادث مميتة قاتلة كالسقوط من أعلى المنزل أو الدهس تحت عجلات السيارات، أو الضياع في الشوارع والمرافق العامة، فالمغامرة التي هي أساس اللعبة قد تدفع حتى الكبار إلى المجازفة والدخول في أماكن محظورة لاصطياد البوكيمون فيعرضهم للمساءلة القانونية كتصوير المطارات أو المرافق التراثية أو حتى المؤسسات والوزارت الحكومية.
هي هبة وصيحة وموضة سموها ما شئتم، ستصل إلى ذروة انتشارها حتى تأتي صيحة أخرى أو لعبة تفوقها متعة وابتكاراً، ولكن نتمنى أن لا يدفع البعض حياتهم ثمناً لهذه الموضة.
ولنسأل أنفسنا من أي صنف نحن؟ إذ قسم الإمام علي بن أبي طالب الناس إلى ثلاثة أصناف: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق، ويميلون مع كل ريح، فأي صنف أنت.
ياسمينة: لنلعب ما نشاء ولكن ليكن الحذر رفيقنا.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BIHps2iAJBkeMZ1Zyr9mC46KIAjSYuy-7zmaEA0/
بقلم : ياسمين خلف
البوكيمون في غرفة بنت الجيران، البوكيمون في درج المدير، البوكيمون وراء صخرة على الشاطىء، فجن الناس بين ليلة وضحاها بلعبة الواقع الافتراضي “البوكيمون جو” فاجتاح الهوس الجديد الكبار قبل الصغار، حتى باتت أحاديث الناس ونكاتهم لا تخلو من بوكيمون يشعرهم بالسعادة.
ليست هناك مشكلة في البحث عن سبل لإضفاء البهجة على النفس والترويح عنها باللعب، فالنفس بحاجة إلى مساحة من الفرح والمرح، لكن المشكلة في أن نميل حيث تميل الرياح، ونجري وراء التقليد الأعمى، فقط لمواكبة آخر الصرعات والتقليعات، دون إدراك للمخاطر، أو حتى على أقل تقدير دون الحذر من استخدامها.
لسنا مع المنع، ولا مع الرجعية فالعالم اليوم عالم افتراضي والتكنولوجيا سرت في دمائنا بشكل لا يمكن التنبؤ بها لسرعة تطورها، لكن مع التعقل والحذر في استخدامها، فأول ضحايا البوكيمون فتاة في الخامسة عشرة تعرضت لحادث سير وهي تجري وراء البوكيمون فصدمتها حافلة تسببت لها بكسور وكدمات وسحجات، ونحمد الله على أنها لم تكن أولى القتلى والصرعى بسبب البوكيمون، تلتها حادثة أخرى لسيدة في الثلاثينات تعرضت لذات الحادث في الشارع، مما دفع الشرطة الأسترالية لإصدار تحذير يوصي المستخدمين بتوخّي الحذر أثناء اللعب، ونتمنى أن لا نسمع في خليجنا عن ضحايا بالمثل.
إن كان البالغون قادرين على أن يحموا أنفسهم من التهور في المغامرة – رغم أنني أشك في ذلك أيضاً – إلا أن الأطفال سيكونون عرضة لحوادث لا يمكن قياس حجمها إلا بعد وقوعها، كأن يتعرض بعضهم للاستدراج في بعض المرافق، أو التعرض للغرق في البحر أو المسابح، أو التعرض لحوادث مميتة قاتلة كالسقوط من أعلى المنزل أو الدهس تحت عجلات السيارات، أو الضياع في الشوارع والمرافق العامة، فالمغامرة التي هي أساس اللعبة قد تدفع حتى الكبار إلى المجازفة والدخول في أماكن محظورة لاصطياد البوكيمون فيعرضهم للمساءلة القانونية كتصوير المطارات أو المرافق التراثية أو حتى المؤسسات والوزارت الحكومية.
هي هبة وصيحة وموضة سموها ما شئتم، ستصل إلى ذروة انتشارها حتى تأتي صيحة أخرى أو لعبة تفوقها متعة وابتكاراً، ولكن نتمنى أن لا يدفع البعض حياتهم ثمناً لهذه الموضة.
ولنسأل أنفسنا من أي صنف نحن؟ إذ قسم الإمام علي بن أبي طالب الناس إلى ثلاثة أصناف: عالم رباني، ومتعلم على سبيل النجاة، وهمج رعاع ينعقون مع كل ناعق، ويميلون مع كل ريح، فأي صنف أنت.
ياسمينة: لنلعب ما نشاء ولكن ليكن الحذر رفيقنا.
yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BIHps2iAJBkeMZ1Zyr9mC46KIAjSYuy-7zmaEA0/
أحدث التعليقات