Written by: "yasmeen"

ارحموهم… وارحموا ذويهم

الخميس 26 يوليو 2018
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.
أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر، الحلم، الحكمة، وحتى اللياقة النفسية والجسدية، إن فشلت في تجاوز كل ذلك فستحجز لك سريراً ملاصقاً لمريض السكلر الذي فقد الأمل، فلا يجد حينها غير البكاء مرة والتذمر مرة أخرى، وهو يعلم أن لا جدوى من كل ذلك، وأن عليه تحمل نوبة السكلر إلى أن يتجاوزها، أو أن تتجاوزه فتقضي عليه، وتتركه جثة مأسوفا عليها.فمع بكاء ابنتها ورجائها بأن تحصل على مسكن، أخذت الأم تبكي حرقة وتتحسب، فلم يكلف الأطباء أنفسهم إلقاء نظرة على فلذة كبدها التي تتلوى ألماً لساعات، دون أية وصفة علاجية! افترشت الأرض منهكة تعبة، خائرة القوى من الهم الذي يلفها ومن تردي صحتها بحكم تقدمها في السن، فهل سيكلف وزارة الصحة كرسي بالقرب من كل سرير؟ لا أقول أكثر من كرسي يرمي عليه المرافق جسده المنهك، وهو يرافق ذويه لإعانتهم على دخول دورة المياه – أجلكم الله – أو مساعدته على شرب الماء، حيث لا يتمكن بعضهم حتى من رفع القنينة أو فتحها، ولا تقل لي إنها مهمة الممرضات، عفواً… لا ترسم تلك الصورة التي تراها في الأفلام الأجنبية، فمع كل تلك المشاهد والمواقف لا يملك ذوو المرضى إلا الوقوف ساعات طويلة، متحملين كل التعب، فقط كي لا يجد مريضهم حاجة إلى مساعدة ولا يجدها.الفاصل بين السرير والآخر حكاية أخرى، فبالكاد تجد الممرضة متسعا لتباشر عملها وتضع الأدوية للمريض، أو تقيس له ضغط دمه، فلا مجال للتحرك أو حتى مساعدة المرضى على مغادرة أسرتهم إن هم احتاجوا دورة المياه، ولا يكاد المرافق حتى الوصول إلى مريضه بسهولة لإعانته إلا بمضايقة من يجاوره، ناهيك عن القضيب الحديدي الذي يحمل المغذي الوريدي والذي يصطدم ألف مرة بين أعمدة الأسرة لضيق المساحة… هل قلت حامل المغذي الوريدي؟ بالمناسبة ليس متوفرا لجميع المرضى، والمريض عاثر الحظ سيكون نصيبه ماسك حديدي مثبت في السقف ليحمل السيلان، وعلى المريض بعدها إن احتاج دورة المياه أن يصرخ مرات، ويطلب من هذا وذاك مساعدته لفصله ليتمكن من قضاء حاجته، وكم من مريضة بكت خجلاً وألماً وقلة حيلة على حظها العاثر الذي جعلها في موقف كهذا، وللحديث تتمة.ياسمينة: يخيل لي أحياناً أنني في أوقات الكوارث.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Blry_J_n9Kb/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=h6ze1bsu52w4

الخميس 26 يوليو 2018 أن تكون في قسم الحوادث والطوارئ في مجمع السلمانية الطبي، يعني أنك في اختبار من جميع المقاييس: الصبر...

إقرأ المزيد »

البرزخ الدنيوي

الأربعاء 18 يوليو 2018

الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سيوفق ويجد سريراً شاغراً ليرمي عليه جسده المنهك، وإن لم تحفه تلك الدعوات فعليه أن يصبر على مر الانتظار على كرسيه، تتراص الأسرة بعضها جنب بعض، حتى تكاد تجد في أحايين كثيرة الأسرة وقد وضعت في الممر، لا خصوصية للمريض، ولا بيئة علاجية ولا صحية ولا هم يحزنون، الصرخات تدوي في الحجرات، هذه تطلب جرعة المورفين، وذاك يطلب استبدال المغذي الوريدي “السيلان”، وتلك تترجى الممرضة أن تجد الاستشاري ليكتب لها جرعتها المسكنة، وتلك تبكي من شدة الألم، ليأتي لها صوت الممرضة الآسيوية بأن عليها الانتظار فلم تمر على تواجدها في “الطوارئ” ثماني ساعات، أي المدة المقررة للمرضى ضمن البروتوكول الذي ابتدعته وزارة الصحة في يوم أسود.

وحانت ساعة الفرج، بمرور ثلث يوم على الألم المبرح، لتبدأ معاناة أخرى عند غرز الإبر في أجساد أولئك المرضى، فحتى ذاك الجهاز المتنقل الذي سمعنا عنه مراراً وتكراراً بأنه يكشف موضع العروق بسهولة رغم ما دُفع فيه من أموال لم يتم استخدامه! ولو ألقيت نظرة على أجساد مرضى السكلر فلن تجد موضعاً إلا وازرق وتورم من كثرة الغرز المتكرر.

البقاء في قسم الطوارئ يعني أنك في “البرزخ الدنيوي” إلى أن يحين دورك وتجد سريراً شاغراً في الأجنحة، وهو بقاء تطول مدته وقد يصل إلى 10 أيام، وعليك طوال تلك الفترة أن تتحمل بالإضافة إلى الألم، السرير القاسي، الذي يخلو من وسادة، وإن كنت تسأل عن الاستشاري أو الطبيب المناوب فعليك، أو على أحد من أفراد عائلتك أن يبحث عنه هنا وهناك.

ياسمينة:

هل هذه معايير الصحة والسلامة في قسم للطوارئ في مجمع بحجم مجمع السلمانية الطبي، وفي دولة خليجية؟

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlZ4pbRBMMv/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14lnv38kac89r

الأربعاء 18 يوليو 2018 الطوارئ رحلة قاسية لوحدها، يصل مريض فقر الدم المنجلي “السكلر” إلى القسم، فإن كانت الدعوات تحفه سي...

إقرأ المزيد »

رحلة إلى الموت

الخميس 12 يوليو 2018
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.
مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا مرضى السكلر، وجميعهم لم تتعد أعمارهم الأربعين، ذاقوا ويلات الإهمال وجأروا بالشكوى عندما كانوا يتنفسون، إلى أن أخمدت أنفاسهم، ثم ووريت أجسادهم التراب.مرضى السكلر، أكثر من 9600 مصاب، ونحو 65 ألف حامل للمرض في البحرين، بحسب الإحصاءات الرسمية، أي أن 83 ألف مريض يعاني من هذا المرض اللعين، ألا تكفي هذه الأرقام لتستوعب وزارة الصحة حجم المشكلة وتعطيها الأهمية اللائقة؟ وتجد طريقة لرعايتهم وتوفير العناية الصحية والعلاج التسكيني لآلامهم؟ نعلم أنه لا يوجد علاج جذري للمرض، ولكن هذا لا يعني أن تُهمل قضيتهم، ويتركوا ليعانوا ويصارعوا المرض حتى آخر نفس لهم.نعم، لا رعاية صحية لائقة، ولا علاج مناسب، فقضيتهم لا تؤرق وزارة الصحة لتبذل الجهود للتقليل من عدد الذين يتساقطون في شهرياً من هذا المرض، لنبدأ رحلة مرضى السكلر منذ بداية افتراس المرض أجسادهم النحيلة، ثم تبدأ النوبة… إن كان قادراً على التحرك سيذهب بنفسه أو برفقة أحد من أهله إلى المركز الصحي ليحصل على إبرة تسكين الآلام، وأول ما يستقبله هو نظرات “البعض” التي تتحدث وتقول “مدمن” جاء لأخذ جرعته المخدرة، في أول ظلم يتلقاه في المركز، هذا إن لم يمتنع المركز عن إعطائه الجرعة ويطلب منه مراجعة قسم الطوارئ في مجمع السلمانية الطبي.وإن كان في نوبة شديدة وعجز عن الحركة أو التنفس وطلب سيارة الإسعاف، فلا تستبعد أبداً أن يطلبوا منك الانتظار نصف ساعة أو ساعة كاملة لتصلك السيارة، وكأن المريض طلب خدمة سريعة وعاجلة، لا لأنه يجد الموت أقرب إليه من حبل الوريد بل يريد أن يأخذ جولة في سيارة الإسعاف! ولا تدعوا غير ذلك، ولا تكذبونا فعندنا حالات موثقة تشهد ضدكم، والأدهى والأمر أن يتم الرد بأسلوب غير لائق وهجومي على المتصل، دون أدنى مراعاة للحالة التي يكون عليها المريض وأهله في حالات النوبات الشديدة التي يرى المريض فيها الموت بأم عينيه.وبعد أن يصل الطوارئ، ورغم وصوله في سيارة الإسعاف لا يجد في حالات كثيرة من يعاين حالته، وينقل حيث هو إلى الأسرة البيضاء لينتظر مصيره.ياسمينة: الرحلة مازالت في أولها… فلنا تتمة في مقال مقبل.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BlIR0DJBCXq/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=ih9jxjrsiw2i

الخميس 12 يوليو 2018 مهدية البصري، ميثم تمام، زهير يوسف، علي الحداد، والمئات من الأسماء الشابة التي سجلت على قائمة ضحايا...

إقرأ المزيد »

أليس منكم رجل رشيد

الخميس 05 يوليو 2018

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الدم المنجلي “السكلر” خصوصاً، إهمال يتشارك فيه الجميع، فهناك تهاون في حل مشكلة آلاف من مرضى السكلر الذين يتألمون: “ارحمونا إننا نتألم حتى النخاع ولا نطلب منكم غير حقنا في العلاج، والباقي على الله فهو يشفينا”.سنويا نسجل عشرات الموتى من هذا المرض، ونتوقع كل حين سماع خبر سقوط ضحية جديدة من ضحايا مجمع السلمانية الطبي، وحتى الآن لا نجد حقاً من يقف وقفة مسؤولة ويحاول، ولو لمجرد المحاولة أن يبحث عن طريقة لتقليل نسبة وفيات مرضى السكلر، أليس منكم رجل رشيد؟المسؤولون كلما أفاقوا من سباتهم، تجملوا واحتسوا قهوتهم ليخرجوا لنا ببرتوكول جديد لعلاج مرضى السكلر، أكثر قسوة، وأقل احتراماً لإنسانية المرضى، أيعقل أن يطل علينا البروتوكول بوجهه القبيح ليقول: “لا علاج لمرضى الطوارئ إلا بعد مرور 8 ساعات من دخول المستشفى”؟ أيعقل أن ينقل المرضى بسيارات الإسعاف للطوارئ ولا يجدون العلاج إلا بعد مرور ثلث يوم!ألا تعلم وزارة الصحة أن في الثانية الواحدة يموت آلاف ويولد في المقابل آلاف، أي أن الثانية الواحدة تفصل بين الحياة والموت لا ثماني ساعات كاملة! هذا إن لم تطل الفترة حتى يتكرم أحد الأطباء ويتابع الحالة، تاركين المريض يصارع الآلام ويذوق طعم الموت مرات ومرات. ياسمينة

أنتم مدانون من رب السماء.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bk2UnbnHhul/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=14fmv28fe8b7f

الخميس 05 يوليو 2018 لا يمكن السكوت أكثر على ما يحدث في مجمع السلمانية الطبي من إهمال صارخ للمرضى عموماً، ولمرضى فقر الد...

إقرأ المزيد »

“مرضى نفسيون”

الأربعاء 20 يونيو 2018

قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياتهم، وأجدها من المعلومات الصحية ذات الأهمية الاجتماعية الكبيرة، لأننا نرى من واقع معاش لا يدع مجالاً للشك أبداً، أن ربع إن لم يكن ثلث سكان العالم يعانون اليوم من مشاكل نفسية.

مواقع التواصل الاجتماعي مرآة عكست لنا في السنوات الأخيرة وبالمجهر كما من المرضى النفسيين الذين يعيشون بيننا، ونحن اعتقدنا يوماً أنهم أصحاء، يأكلون بيننا، يزوروننا، نتحدث معهم ويناقشوننا، يشاركوننا مقاعد الدراسة، ونتقاسم عملنا معهم مثلهم مثل أي إنسان سوي، إلا أنهم حقيقة مرضى بحاجة إلى علاج لما يعانون منه من أمراض نفسية، ويحق لنا أن نشفق عليهم، وندعوا لهم بالشفاء مما هم عليه من حال ومرض.

المختل عقلياً لا يعلم أنه مختل، فهو يعتقد أنه إنسان طبيعي ووحدهم من يعاشرونه أو يرونه أو يصادفونه يعلمون أنه مريض، وأنه يعاني من خلل في تصرفاته وسلوكياته، فالمرضى النفسيون أو من يعاني من اضطرابات نفسية على اختلافها، مهما حاولت جهدك أن تقنعهم بأنهم مرضى فلن يصدقوك، وهم معذورون لأنهم في دائرة لا يرون فيها أنفسهم كما يراهم من هم خارج تلك الدائرة.

المشكلة أن المرضى العاديين يدركون أنهم يعانون مشكلة تحتاج إلى علاج، فكيف لنا أن نقنع من هم يظنون أنهم أصحاء أنهم بحاجة إلى علاج ضروري مما هم يعانون منه من مرض نفسي قد يتطور لا شعورياً لما هو أسوأ، ولربما تسبب لهم بأمراض “نفسجسمانية” أي بأمراض جسمية بسبب الأمراض النفسية، فتلك عملية صعبة، والأصعب مدى انتشارها وبشكل كبير في مجتمعاتنا اليوم.

والمشكلة الأخرى عندما يجدون من يشجعهم على الاستمرار في أمراضهم من خلال “اللايكات والمتابعات” والتعليقات التي أغلبها نفاق ومجاملة إن لم يكن استهزاء مبطن، ولا يعلمون أن هناك من يضحك أو يشمت عليهم من وراء تلك الأجهزة، بل يتخذهم “أرجوزات” لا أكثر، لمضيعة وقت فائض لا يعلم كيف وأين يهدره.

ياسمينة:

يا تُرى كم مريضا نفسيا حولكم؟.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkumAf_nAUF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1ozc9kojvj1qi

الأربعاء 20 يونيو 2018 قالت منظمة الصحة العالمية في أحد بيناتها إن ربع سكان العالم يصابون بمرض نفسي في مرحلة ما من حياته...

إقرأ المزيد »

“مهرج القعده”

الخميس 28 يونيو 2018

يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية – وإن كانت في الأولى أكثر – توجيه بعض الكلمات بأسلوب هزلي مبطن بما يحط من قدر وشأن أحد المشاركين في الجلسة ويدفع الآخرين للضحك، وربما المشاركة في الاستهزاء من قبيل النكتة والترفيه عن النفس كما لو كان الشخص المعني بالاستهزاء مهرجا مجانيا يشاركهم جلستهم، وكلما وجد المستظرف الآخرين يضحكون، كلما اعتقد أنه خفيف ظل وضاعف من استهزائه، على حِساب مكانة وقدر إنسان، تجرح مشاعره وتهان كرامته.

هناك من يستطيع الرد وهناك من تُلجم ألسنتهم فلا يقوون على رد اعتبارهم، فمن يرد إما أن يكون سريع بديهة ويرد الصاع صاعين، وإما أن يكون من أولئك الذين لا تستفزهم الكلمة ولا تجرهم إلى مستنقع قلة الذوق فيترفعون عن الكلم الذي لا طائل منه، فيردون بما يليق بمستواهم الأخلاقي، فيعطون درساً للمعتدي وغيره كي لا يتجرأ ويتمادى مستقبلاً.

فكم من صديق هجر صديقه بعد تماديه في النكات أمام الآخرين، وكم من أخ قسا قلبه على أخيه لعدم احترام أحدهم الآخر في حضرة الغريب، فما تجده أحياناً كلاماً عادياً ويمكن أن يقال بين الزملاء أو المعارف، هو ليس كذلك عند البعض، وليس من الذوق أصلاً توجيه الألفاظ السوقية – وفي بعض الأحيان البذيئة – للآخرين من قبيل أن البساط أحمدي كما نقول في العامي من الكلام، وأنه لا توجد حواجز بين الأصدقاء!

يعتقد البعض أن أسلوب النكتة الثقيلة يظهرهم بمظهر خفيف الظل، ولا يدركون أن هذا الأسلوب بالإضافة لكونه ثقيلا على السمع وساما للبدن والقلب، يؤدي إلى شرخ العلاقات وربما انتهائها في أغلب الأحيان، فللنكات حدود، وحفظ الألسن من البذيء من الكلام مرآة تعكس أخلاق قائلها ومستوى تربيته، ومن يشاركون في مثل هذه المهازل بالضحك والتشجيع وعدم احترام الآخرين ونفسياتهم، لا يختلفون عمن بدأها، وهم جميعاً لا يستحقون أن يشاركهم المرء مجلسا، ولا أن يهدر وقته الثمين معهم، فمن يحترم يُحترم وإلا فلا أسف ولا حزن على مفارقتهم.

ياسمينة:

الكلمات إما أن تعمر وإما أن تدمر، وللناس خواطر.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkkFAg-nHiJ/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dy03euz6sfp4

الخميس 28 يونيو 2018 يتعمد البعض في الجلسات والتجمعات الرجالية منها وحتى النسائية - وإن كانت في الأولى أكثر - توجيه بعض...

إقرأ المزيد »

الناس يفسدون الأشياء الجميلة

الخميس 14 يونيو 2018

ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن تغزوه التكنولوجيا، ويدمن وسائل التواصل الاجتماعي، ويكون من الذين يخوضون مع كل خائض، فلا تبقى له خصوصية ولا مساحة غموض في حياته تحفظ له شؤون بيته واستقرار حياته؟ أم سيبقى على رأيه عندما قال: “سافر ولا تخبر أحداً، عش قصة حب صادقة ولا تخبر أحداً، عش سعيداً ولا تخبر أحداً، فالناس يفسدون الأشياء الجميلة!”، أم تراه تنبأ بما سيكون عليه حالنا اليوم، فقدم لنا نصيحته؟

اليوم لا يسافر أحد إلا وأخبر القاصي والداني أنه في المطار الفلاني، يصور تذكرته، يصور أمتعته، ولا يبقى علان ولا فلتان إلا وعنده خبر بتلك الرحلة، يعشق فلان فلانة، فيصور ويسجل لنا أفراحه وأحزانه، ويبث لنا ليلا ونهارا أشجانه، وكأن لنا الحق في قبول حبه أو نكرانه! تُصور أم سلمان هدايا أبوسلمان، وتؤكد لكومار وعدنان أنها بعيدة عن الأحزان، وأنها تنعم بحياة ملئها الفرح والسعادة وتتعوذ من الشيطان، وبعد كل ما يعلنونه وينشرونه للذي يعرفونه والذي لا يعرفونه، يطلبون من الناس ذكر الله ومحمد رسوله.

ربما علينا أن نعيد النظر في استعمال كلمتي حياتنا الشخصية، فحياتنا العامة تبدو أكثر قرباً لواقعنا، فالذي يعرفنا والذي لا يعرفنا، يعرف كل شيء عنا، وبإرادتنا الكاملة، التجسس أصبح عادة أغلبنا، والفضول أصبح داء يعاني منه الجميع، و”الفضاوه” سمحت لكل ذلك بأن ينتشر، تعاني من ملل “تتطمش على فلان وين راح”، “ما عندك سالفة تصور نفسك”!

وعجبي من أولئك الذين يضعون صور أطفالهم ويذيلونها بـ “قل هو الله”، و”ما شاء الله”، وهم الذين لم يحفظوا النعمة بنفسهم… يا أخي ويا أختي ذكر الله في كل حين وعلى كل ما نملك، ولكن ليس من المعقول عرض الحياة للذين يعنيهم الأمر والذين لا يعنيهم، وطلب ذكر الله، فمادمت تؤمن بأن العين حق، والحسد حق فلم لا تحمي نفسك وتطلب من الله حفظك وحفظ عيالك وحفظ نعمتك، بدلاً من نشر تفاصيل حياتك لمن لا تثق فيهم وتخاف شرر أعينهم؟ وكل عام وأنتم بخير.

ياسمينة: لا تفسدوا حياتكم بأيديكم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BkATtn7nzLF/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=dhmp3sibsd8x

الخميس 14 يونيو 2018 ماذا لو كان الراحل الكبير جبران خليل جبران يعيش بيننا وفي أيامنا هذه؟ هل سيعيد ترتيب حروفه، بعد أن...

إقرأ المزيد »

إلى متى المماطلة في أمر البطالة؟!

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها… فالعاطلون عن العمل، أولئك الموتى الذين يتنفسون ولا يشعرون بالحياة، أولئك الذين يرون أعمارهم باتت هباءً منثورا، تُطرح قضيتهم هنا يوماً، وتطوى في اليوم التالي، يتشدق بعض المسؤولين بحلول ترقيعية لشهرة ربما ولمآرب أخرى ربما، ومع ذلك لا تجد أغلبها النور، وإن وجدت لا تعالج المشكلة، وللأسف يدفع ثمنها الشباب من أعمارهم، ولا تلتفت إليهم إلا وقد زحف كبر السن إليهم واشتعلت رؤوسهم شيبا.

الموظفون اليوم يئنون من حياة اقتصادية صعبة، يقولون إن رواتبهم لم تعد تصمد أمام غول ارتفاع الأسعار، ووحش الضرائب، ومستلزمات الحياة التي لا يمكن تجاهلها أو الاستغناء عنها، هذا وهم يستلمون رواتب وإن كانت خجولة، فما حال ذاك العاطل عن العمل الذي لا يجد في محفظته ما يدفع فيه قيمة البنزين للبحث عن عمل هو أصلاً لم يعد موجوداً، وإن وجد فهو لأجنبي يعيش حياة أكثر كرامة من تلك التي يعيشها ابن البلد.

العاطلون عن العمل أموات غير أحياء، فلا هم يتمتعون بشبابهم فيقتنون ما يتمنون في أجمل سني عمرهم، ولا هم قادرون على أن يبنوا حياتهم المستقبلية، وأن يتزوجوا وينجبوا ويكونوا أسرا، فهل منكم من يقبل أن يزوج ابنته لعاطل عن العمل؟ وهل منكم من يقبل أن يؤويهما معاً؟ ويؤوي من بعدهما أبناءهما؟ ويصرف عليهم إلى أن يشاء الله وتنفرج؟

وظفوا الشباب، وقاعدوا من اكتفى من العمل برواتب تقاعدية مغرية لدفعهم لترك كراسيهم برغبة، وظفوا النساء نصف دوام، ليستلم الشباب نصف الدوام الثاني كحل لبعض العاطلين، ولتعمل الوزارات الخدمية والهيئات والمؤسسات وحتى الشركات الخاصة ساعات أطول، لفسح المجال لتوظيف موظفين مؤقتين أو بنصف دوام، وليحل المواطن مكان الأجنبي في الوظائف جميعها، ولا تقل لي إنهم غير مؤهلين، ولا تقل لي إن تخصص الأجنبي نادر، فلم تعد هناك تخصصات لم يتخصص فيها المواطن، فلا تنقص المواطن اليوم المؤهلات ولا الكفاءة والإخلاص للعمل، ويكفينا مماطلة في أمر البطالة.

ياسمينة: نأسف لشبابنا، رغم شهاداته وكفاءته لا يجد فرصاً للعمل والعيش بكرامة.

بعض القضايا مع تكرار طرحها تفقد أهميتها عند القارئ، رغم خطورتها ومساسها شريحة كبيرة من المجتمع، البطالة إحداها... فالعاط...

إقرأ المزيد »

تنمر الزوجات

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار السؤال دهشة البعض واستفسارهم عن القصد! يجد زميلي أن زوجات اليوم ربما أخذن دروع الحماية الشخصية من دروس الزوجات في الأجيال المتعاقبة، فهن وقبل أن يصبحن ضحايا -هكذا يخيل لبعضهن حتى دون وجود مبررات واقعية لذلك في حياتهن الشخصية- احتطن منذ بداية العلاقة الزوجية، ولبسن جلد النمر وبدأن التأهب للانقضاض في أي وقت وحين.

فزوجة اليوم ”بعضهن طبعًا لا جميعهن”،لا تجد غضاضة في التواصل مع زملاء العمل من الذكور، وفي المقابل لا يحق لزوجها التواصل مع زميلاته، وإن حصل فهو خائن! تسمح لنفسها أن تتأخر عن المنزل دون أن تُبلغ الزوج سلفًا عن ظروف تأخرها، فالزوج عليه أن يعرف من تلقاء نفسه أن لها ظروفًا شخصية أو أسبابًا خاصة دعتها للتأخر ولا يسألها عن السبب، حتى وإن كان ذلك بشكل يومي! أو حتى إن كان السبب مرافقة صديقاتها للمقاهي لتدخين الشيشة وتعديل المزاج، وفي المقابل، لا تقبل لشريك حياتها ذات التصرف، فلا يحق له التأخر عن المنزل دون إبلاغها، وإن تكرر الفعل أكثر من مرة في الأسبوع فإن يومًا أشبه بيوم القيامة قد يحل عليه، خصوصًا إن ساورها الشك بأن وراء ذلك “امرأة أخرى”!.

ليس من الطبيعي أبدًا أن يتنمر أحد الزوجين على الآخر، ويبيح لنفسه ما لا يبيحه لشريك حياته، فيحرم عليه ما يحلله على نفسه، فتلك لعبة خاسرة ما إن تبدأ، المركب لا يمكن أن يسير إلا بتوازن مقدمته مع مؤخرته، فإن زاد وزن طرف على الآخر سيغرق المركب بمن فيه بلاشك، فما بالهإن عصفت به رياح وعواصف كمشاكل الحياة الطبيعية الأسرية منها أو الزوجية التي تحدث في أي منزل!

تبييت النية بالبدء بالهجوم تفادياً لأي هجوم محتمل، هو واقعاً تجهيز النفس سلفاً لفراق وطلاق بعد أية مشكلة حتى إن كانت تافهة ولا تستحق حتى أن تُذكر،فغياب الثقة والتفاهم والاحترام،من أكثر الأسباب التي تشعل فتيل الخلافات الزوجية والتي للأسف لا تجد من يتعامل معها بروية وصبر فتنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق في أكثر الحالات،خصوصاً إذاكان الطرفان قد لبسا جلد النمر وانقضا على بعضهما البعض، فلا يجدان الفرصة للاستماع لبعضهما لانشغالهما بالعراك والصراخ، وبالتأكيد لن يعيا ما هما فيه إلا بعد أن تنتهي المعركة ويجدان آثار كل ذلك عليهما وعلى أطفالهما معهما للأسف.

ياسمينة: لنرتق بسلوكياتنا وأخلاقياتنا.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/Bjbrm27H6Yz/?utm_source=ig_share_sheet&igshid=1abkmiee3jbjl

هل فعلاً كما يقول زميلي إن زوجات اليوم متنمرات، ويتبادلن الأدوار مع أزواجهن؟ كيف؟ هكذا أثار الموضوع تساؤلي، كما أثار الس...

إقرأ المزيد »

المنسيون

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد لها عافيتها التي تتدهور مرة بعد مرة، تزورها فتستقبلك بابتسامة وضحكات، قلما تجدها عندنا نحن عندما نصاب ولو بوعكة صحية عابرة! ترحب بك وتجاهد نفسها لتنطق بعض الكلمات التي لا تخرج من فيها إلا بشق الأنفس، فرغم عزلتها وزيارات أهلها المتقطعة المتباعدة إلا أنها لم تضجر يوماً ولم تعتب على أحد، إن جاء وقت توديعها تقرأ في عينها مدى حاجتها لمن يؤنس وحدتها، ولكنها قط لم تطلب من أحد البقاء معها أكثر، فمن يريد البقاء معي فذلك يسعدني ويدخل أكبر فرحة في قلبي، ومن يريد الذهاب فلن أجبره على البقاء، تلك العزة والكرامة التي تبثها إليك كلما هممت بالرحيل عنها، والذي قد يكون الوداع الأخير لها.

اليوم، وبعد كل هذه السنوات، تصاب هذه الشابة بالاكتئاب، لم تعد تأكل ولا تشرب، ولم يجد الأطباء غير أنبوب يغرز في أنفها لتغذيتها منعاً لموتها جوعاً، الكلمات البسيطة التي كانت تقولها أصبحت أصعب في الخروج من فمها، وبات أمر رحيلها لبارئها وشيكاً، وإن كانت الأعمار بيد الله، إصابتها بالاكتئاب بعد كل معاناتها من مرضها اللعين الذي قضى على أكثر حواسها أمر لم يكن مستبعداً أبداً، و”عفيه” عليها أنها لم تصب به قبل ذلك، فنحن ورغم ما ننعم به من صحة وعافية، إلا أننا ومن أقل مشكلة نقع في دوامة اكتئاب.

هذه الشابة مثلها الكثير، ولا نستثني كبار السن في دور العجزة، هم بحاجة إلى من يخفف عنهم وطأة المرض، ليس بالأدوية والأغذية وتمارين العلاج الطبيعي التي يحتاجونها بطبيعة الحال، إنما بشخص يتجاذب معهم الحديث، يقرأ لهم الصحف، أو حتى القصص، ينقل لهم ما تنقله الفضائيات من أخبار، يشاركهم متابعة المسلسلات التلفزيونية، يحدثهم عن آخر التطورات في العالم، العالم الآخر الذي يبدأ من باب غرفتهم بالمستشفى إلى جميع ما وراء ذلك… نحن بحاجة إلى موظفين مهمتهم تبديد الملل والوحدة عن مرضى منسيين.

ياسمينة:

استحداث وظيفة للقيام بهذه المهمة في المستشفيات ودور العجزة أمر مهم.

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BjJrRs8HU6d/

سنوات طويلة قضتها شابة تعاني من أحد الأمراض المزمنة على سريرها الأبيض في المستشفى، فلا علاج لها، ولا حتى بصيص أمل أن ترد...

إقرأ المزيد »