أبشع وأغرب ما طالعتنا به قضايا المحاكم الأسبوع الماضي قضية اعتداء شاب في السابعة والعشرين من عمره على عرض امرأة عجوز جاوزت الثامنة والستين عاما من عمرها، بعد أن أوسعها ضربا وأسال دمائها وتسبب في رضوض وكدمات في رأسها ووجها، بل لم يكتف بذلك، حيث هددها بالسكين وسرق أموالها وتركها تصارع حتى لقيت وجه بارئها وتوفيت متأثرة بالحادثة في المستشفى.
إلى أين ستصل بنا الجرائم في البحرين؟ مرة نسمع عن اختطاف ومحاولة القتل عبر الحرق والدفن وهم أحياء، ومرة يستخدم أحدهم العيار الناري ويطلقه على ضحيته في الشارع العام ويرديه قتيلا أمام منزله وعلى مسمع أبنائه، ومرة أخرى يستل المجرم سكينا ويهدد سائق التاكسي ويطعنه في رقبته ومرة يتجرأ الخدم وتقتل أحداهن ربة المنزل وتحشرها في قفص الدجاج وآخر يعتدي على ابنة صاحب المنزل ويقتلها في غرفتها، بل وأتى اليوم الذي نسمع فيه عن فتى يخنق أخته ويقتلها في المنزل ويسلم نفسه والكثير الكثير من الجرائم الغريبة على مجتمعنا الذي هو موعود بأغرب من هذه الجرائم وأكثر بشاعة في المستقبل الذي لا أضنه ببعيد.
لا ننكر أن الجريمة بدأت مع بدء الخليقة عندما قتل قابيل أخاه هابيل، ولكن ما نشهده من جرائم غريبة في الآونة الأخيرة يضع علامة استفهام كبيرة لابد من الوصول إلى إجابات عليها، لا لهدف الإجابة وحدها وإنما لإيجاد الحلول التي تمكن من الحد من انتشار تلك الجرائم، التي وبلا شك نتائجها الاجتماعية، الاقتصادية، والأمنية وحتى السياحية وخيمة.
العنف سبيل إلى التدرج للوصول إلى الجريمة، وكثيرون منا يزرعها في أبنائه من دون علم أو من دون قصد في كثير من الأحيان، وإلا ما الدافع الذي يجعل من الأم أن تحث طفلها الصغير على استخدام العنف مع زملائه ”إذا ضربك لا تسكت عنه دافع عن نفسك واضربه، أنت قوي ورجال” والكثير من الرجال أيضا ولإثبات ”رجولتهم” في مواقف شتى نجدهم لا يتوارون عن القول ”لو فيك خير تعال بره وشوف شنو بصير فيك” في إشارة منهم إلى بدء ”معركة ضرب والقوي والرجل منهم هو من ستكون له الغلبة” هكذا هم يعتقدون، ولا يهم ما قد تخلفه من كدمات ورضوض ودماء تسيل من الأنف أو الفم.
والتهديد والوعيد لا يتوقف عند الرجال فقط بل حتى النساء يحملن اللغة ذاتها، قبل أيام فقط مربية أو كما يحلو للبعض ”مُدرّسة” جاءتني لمبنى الصحيفة لمناقشة تحقيق نشرته كانت هي جزءا منه قالت لي أمام رئيس التحرير في معرض ردها بأنها قادرة على أن تطلق علي الإشاعات بأنني فتاة بارات ”ملاهي ليلية” أو أنني سبق وأن أجهضت جنينا بالحرام، بل وقالت ”أحمدي ربك أن أهلي لم يثأروا منك فالقضية تصل إلى إهدار الدم”.
منذ متى ونحن في البحرين نستخدم لغة الثأر والدم؟ أعتقد أن الرسالة الواردة مني قد وصلت.
* من اسرة تحرير ”الوقت”
أبشع وأغرب ما طالعتنا به قضايا المحاكم الأسبوع الماضي قضية اعتداء شاب في السابعة والعشرين من عمره على عرض امرأة عجوز جاو...
أحدث التعليقات