الخميس 23 سبتمبر 2021
البعض، وكأنهم لم يسمعوا يوماً قوله تعالى “أو تسريح بإحسان” (البقرة 229)، فيماطل الواحد منهم في الانفصال، ولا يعنيه أبداً تعليق زوجته لأعوام، ظالماً إياها في حياة زوجية أقرب لحياة الجحيم، إهانات وضرب وتعنيف للأطفال، ما يدفع بعضهن إلى الإدمان على الحبوب المهدئة أو محاولة الانتحار! وهذا ما أقدمت عليه إحدى الزوجات مؤخراً وفشلت.
الروح الانتقامية التي يحملها بعض الأزواج تُكلف المرأة عمرها، ويدفع الأبناء ضريبتها، أتساءل دوماً: كيف يقبل الزوج أن يبقي زوجته على ذمته وهي كارهة له؟ تقولها له صراحة إنها لم تعد راغبة في الاستمرار معه، ومع ذلك يبقيها على ذمته! والإجابة على هذا السؤال في كلمة واحدة هي “النفقة”.
فأكثر ما يدفع الزوج إلى رفض تطليق زوجته إدراكه التام تبعات الانفصال، وعلى وجه التحديد النفقات التي سيتحملها، والتي قد تلتهم نصف راتبه أو أكثر، وهو الذي كان يعتمد على راتب زوجته في تيسير حياته الزوجية، سينتهي به المطاف بنصف راتب! وهيهات له أن يقبل ذلك، فيتمسك بعقد الزواج وإن كان فاشلاً، وعلى حساب نفسيته، ونفسية شريكته وأولادهما.
القانون يحمي حقوق الأبناء، فيعطي المطلقة الحاضنة الحق في الحصول على نفقة الأطفال لتسد حاجاتهم الأساسية من مأكل ومشرب وعلاج ومصاريف المدارس، وحتى السكن المستقل، ويكفي التفكير في أمر السكن، سواءً كان بالإيجار أو البناء، ليجعل الرجل يفضل أن يترك من كانت شريكة لحياته معلقة مُحطمة، تائهة في ممرات المحاكم ومكاتب المحامين دون أن تحصل على حقها في الطلاق، فيدخل الزوجان في صولات وجولات ومساومات، وكل ذلك بسبب “النفقة”، وهذا ما يفسر حصول الزوجة المقتدرة أو ذات السعة على الطلاق أسرع من غيرها بعدما تتنازل عن كل حقوقها وربما حقوق أبنائها في النفقة.
حري تطليق الزوجات اللاتي يتعرضن للمساومة بين الحصول على الطلاق أو التنازل عن النفقة، لجلاء سبب التعليق الذي يحرق سنوات شابات يئسن من أزواج لم يجدن معهم مودة ولا رحمة.
ياسمينة: وسرحوهن سراحاً جميلاً (الأحزاب 49).
الخميس 23 سبتمبر 2021البعض، وكأنهم لم يسمعوا يوماً قوله تعالى “أو تسريح بإحسان” (البقرة 229)، فيماطل الواحد منهم في الان...
أحدث التعليقات