ياسمينيات
المدارس و«رمضان» والعيد
ياسمين خلف
سكينة ليست الأم البحرينية الوحيدة التي لجأت إلى شراء اللوازم المدرسية لأبنائها مباشرة بعد الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الماضي، فهي تعرف سلفا أن العام الدراسي الجديد سيبدأ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهذا يعني أنه سيتزامن مع شهر رمضان المبارك الذي ورغم خيراته إلا أنه وحده بحاجة إلى ميزانية مختلفة عن باقي أشهر السنة، ليأتي من بعده العيد بمصاريفه التي لا تقل عن سابقيه، وهذا كله يجعل الأسر البحرينية عموما في مأزق لا يعرفون المخرج منه سوى أولئك الذين أعدوا العدة ”وبرزوا الدوه قبل الفلعه”؛ لمواجهة هذه المصاريف التي سيكون وقعها هذا العام أكبر بكثير من الأعوام السابقة مع موجة الغلاء التي تحرق الراتب قبل حتى أن يصل إلى الجيوب.
ما قامت به هذه الأم المدبرة هو ما يجب أن تقوم به جميع الأسر كي لا تضع يدها على خدها محتارة أو تضرب كفا بكف حسرة على عدم التفكير بهذه الطريقة خصوصا من يضع السفر والاستجمام في الصيف أول أولوياته ما أن تبدأ الإجازة الصيفية، حتى وأن كانت سفرة إلى سوريا أو إيران عبر الحملات الرخيصة، لا أقول أبدا أن عليهم الصبر على لاهوب البحرين، ويبقون مدفونين في همومهم الحياتية، ولكن تدبير الأمور قد يخفف عنهم لهيب القلب عندما يشتعل قهرا من قلة الحيلة أمام مصاريف لا يستطيع أبدا أي منهم أن يقول عنها كمالية أو يمكن الاستغناء عنها، هل سيذهب أطفاله من دون زي مدرسي أو من دون دفاتر وأقلام مثلا؟ أم أنه ”سيعوف” الهريس والكباب وسيغلق داره حتى لا يأتيه جيرانه بالأكلات الرمضانية ويضطر حينها إلى إعادة الصحون ”مليانة”؟ أم أنه سيملك القدرة على تحمل دموع أطفاله دون ملابس جديدة في العيد؟ إن استطاع فعل كل ذلك، فهو أما أب قاسٍ، أم أن الظروف المادية قاهرة لدرجة لا يملك حينها إلا الصبر على بلاء الدنيا.
قبل أن أختم أتركوني أحلم قليلا لأرى القطاعين الحكومي والخاص وقد أحس بمأزق الشعب في ظل ثالوث الأزمات ”السبتمبرية” – نسبة إلى شهر سبتمبر – فرق قلبهما على ذاك الموظف وهموم مصاريف المدارس ورمضان والعيد، فصرفت له راتبين إضافيين مع دخول هذا الشهر على أن يسدده على دفعات أربع بواقع نصف راتب كل شهر بدءا من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر من الأزمة ” يعني قرض صغير وليست مكرمة”، هل أستمر في الحلم أم استيقظ منه كي لا يتحول عليّ إلى كابوس، وأتهم بتعريض الموظفين على أرباب العمل؟
العدد 906 الخميس 13 شعبان 1429 هـ – 14 أغسطس 2008
ياسمينيات
المدارس و«رمضان» والعيد
ياسمين خلف
سكينة ليست الأم البحرينية الوحيدة التي لجأت إلى شراء اللوازم المدرسية لأبنائها مباشرة بعد الامتحانات النهائية للفصل الدراسي الماضي، فهي تعرف سلفا أن العام الدراسي الجديد سيبدأ مطلع شهر سبتمبر/ أيلول المقبل، وهذا يعني أنه سيتزامن مع شهر رمضان المبارك الذي ورغم خيراته إلا أنه وحده بحاجة إلى ميزانية مختلفة عن باقي أشهر السنة، ليأتي من بعده العيد بمصاريفه التي لا تقل عن سابقيه، وهذا كله يجعل الأسر البحرينية عموما في مأزق لا يعرفون المخرج منه سوى أولئك الذين أعدوا العدة ”وبرزوا الدوه قبل الفلعه”؛ لمواجهة هذه المصاريف التي سيكون وقعها هذا العام أكبر بكثير من الأعوام السابقة مع موجة الغلاء التي تحرق الراتب قبل حتى أن يصل إلى الجيوب.
ما قامت به هذه الأم المدبرة هو ما يجب أن تقوم به جميع الأسر كي لا تضع يدها على خدها محتارة أو تضرب كفا بكف حسرة على عدم التفكير بهذه الطريقة خصوصا من يضع السفر والاستجمام في الصيف أول أولوياته ما أن تبدأ الإجازة الصيفية، حتى وأن كانت سفرة إلى سوريا أو إيران عبر الحملات الرخيصة، لا أقول أبدا أن عليهم الصبر على لاهوب البحرين، ويبقون مدفونين في همومهم الحياتية، ولكن تدبير الأمور قد يخفف عنهم لهيب القلب عندما يشتعل قهرا من قلة الحيلة أمام مصاريف لا يستطيع أبدا أي منهم أن يقول عنها كمالية أو يمكن الاستغناء عنها، هل سيذهب أطفاله من دون زي مدرسي أو من دون دفاتر وأقلام مثلا؟ أم أنه ”سيعوف” الهريس والكباب وسيغلق داره حتى لا يأتيه جيرانه بالأكلات الرمضانية ويضطر حينها إلى إعادة الصحون ”مليانة”؟ أم أنه سيملك القدرة على تحمل دموع أطفاله دون ملابس جديدة في العيد؟ إن استطاع فعل كل ذلك، فهو أما أب قاسٍ، أم أن الظروف المادية قاهرة لدرجة لا يملك حينها إلا الصبر على بلاء الدنيا.
قبل أن أختم أتركوني أحلم قليلا لأرى القطاعين الحكومي والخاص وقد أحس بمأزق الشعب في ظل ثالوث الأزمات ”السبتمبرية” – نسبة إلى شهر سبتمبر – فرق قلبهما على ذاك الموظف وهموم مصاريف المدارس ورمضان والعيد، فصرفت له راتبين إضافيين مع دخول هذا الشهر على أن يسدده على دفعات أربع بواقع نصف راتب كل شهر بدءا من شهر يناير/ كانون الثاني المقبل، أي بعد ثلاثة أشهر من الأزمة ” يعني قرض صغير وليست مكرمة”، هل أستمر في الحلم أم استيقظ منه كي لا يتحول عليّ إلى كابوس، وأتهم بتعريض الموظفين على أرباب العمل؟
العدد 906 الخميس 13 شعبان 1429 هـ – 14 أغسطس 2008
One Comment on “المدارس و«رمضان» والعيد”
admin
تعليق #1
دائماً ماتتحفنا الأستاذة القديرة ياسمين بالمواضيع القيمة والهادفة والتي تجسد معاناة المواطن، فلنواسي أنفسنا على هذا الحال وسط هذه الأزمة ” السبتمبرية ” والله يكون في عون المواطن اللي مايقدر يغطي مصاريف هذه الحياة القاسية، ودائماً ما تحل الحكومة أزمة المواطن من خلال بعض من المكرمات الميسرة مثل القرض الصغير أو سداد مصاريف الكهرباء والماء وفي الآونة الأخيرة كوبون شهري لمصاريف البنزين !!
الحمدلله على كل حال
حميد المرهون الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #2
الحمد الى الله كل سنه بعد الامتحانات اشتري بعض من لوازم المدرسه نظرا الى ان بعض المحلات تعرضها باسعار رخيصه ولكن المشكله سوف تبتدء عند دخول الاولاد الى المدرسه وهات يطلبات ومن جملت الطلبات التي فى نظري لاتخدم الطالب بل تجعل ولى الامر فى حيرة دائما من امرة وهي فايلات بالون معين اومبالغ الى الفصل والىنظرنا الى ان فى الفصل 33 تلميذة وتطلب المعلمه منهم ان يدفعوا مبلغ وقدرة 200 فلسا يعني الحسبه هي 6دينار و6مائه فلسا وادا اخدنا بعين الاعتبار ان فى المدرسه الف واربع مائه طالبه يعني ميزانية المدرسه مدفوعه من قبل الطلاب لا من قبل اولياء الامور هل هذا عدل افيدوني افادكم الله
ام حسن الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #3
بسم الله الرحمن الرحيم . لقد أيقضتنا من كابوس ثلاثي . ومسكين صاحب الدخل المطحون يعني المحدود . و هذه كارثة سنوية يتقلب على صفيحها الساخن .
و مسكين اللي سافر و الم يحسبها عدل و اللي يقول من قل تفكيري حنطتي أكلت شعيري .
نعم راحت السكرة و جات الفكرة و هنيئا لمن خطط طوال العام لتأمين السيارة و التسجيل ووضع في الأعتبار رمضان و المدارس و العيد . نعم مثل ما يقولون أهل عالي ما يفكرون إلا تالي ( مع الأعتذار لأهل عالي ) فاعتقد إنهم يفكرون قبل ذلك . كنت دائما أذكر الموظفين اللذين يعملون معى عن عدم الأسراف في شهر رمضان . و لله الحمد قد أتفقنا مع الجيران أن نتفقد على مهادات أطباق رمضان يعني إذا اليوم بنعمل هريس نبلغ الجيران بأننا سنعمل هريس و سهمكم محفوظ و إذا أردنا أن نتهادى فطور فنبلغهم قبل بيومين على الأقل على أن يكون الفطور في مقدور الجميع . أما أنا فقد تخلصت من الفطور و أعتمدت على الرطب أو التمر و كأس لبن حتى بعد التراويح ( و الصلاة إختيارية – سنة ) و من ثم العشاء العادي . أما بالنسبة عن الأدوات المدرسية أرجوا من المدرسين أن لا يبالغوا في طلباتهم .فعندما كنت مدرس أبتدعت فكرة أستخدام الأوراق القديمة و توضع في ( كليب ) وأبتكر الطلاب فايل من الكارتون المستخدم . فكنت مدرس بدون دفاتر . طبعا ثارت ثائرة المدير و أقنعتة بأني متفق على ذلك مع المفتش و هذا يتيح لي أن أجمع الأوراق للتصحيح بكل سهولة بدلا من أربعين كراسة على ثلاث صفوف و أنظروا إلى طاولة المدرس و كيف يكون حالة لو أخذهم للتصحيح في البيت . و هذا ما سيستخدمة في الجامعة . عاد الفلسفة في مدارس البنات جلادات غير شكل و صور غير شكل و الأخير مصيرها القمامة و يمكن يستخدم ربع الدفتر . أو أقل اضف إلى تجهزات النصف الثاني . و مسكين بابا – و بابا ما يتحاكى منرفز من بداية رمضان و أربع شهور بعد رمضان و يلعن اليوم اللي تزوج فيه . و إذا سلم من الضغط و السكري .نعم إنه الأمتحان الصعب . وفي هذا الأمتحان البابا مهان . ليش لأن الدخل غير مسحوب مع المستوى المعيشي ؟؟؟ لا من القطاع الخاص و لا القطاع العام . فهذه تحتاج حلول و لا مانع من المكرمات و شيء أحسن من لا شيء .
حسن المرزوقي الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #4
لماذا يحتاج شهر رمضان إلى ميزانية مختلفة؟ هذا السؤال حيرني لسنوات ولا يزال يحيرني. أليس من المفترض أن تقل مصاريف الأسر في هذا الشهر نظرا لأنه شهر الصيام وبناء عليه يقل فيه استهلاك الأكل؟
جاسم الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #5
مقالك يستحق الشكر , نأمل من صناع القرار ان يفعلوا شيئآ لهذا الشعب الذي يستاهل كل الخير .
بوعبدالله الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #6
صباح الخير
كلامك عدل يا أخت ياسمين لكن لا حياة لمن تنادي اذا كان الموظف يمكن ياخذ قرض صغير اذا تكرمت عليه اصحاب العمل أو المدراء مثلا لو!
فماذا يعمل الأب المتقاعد الذي لا حول ولا قوة ولديه مصاريف كثيرة غير الصبر ولا حول ولا قوة إلا بالله.
الحزينة الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #7
موضوع جيد وفي وقته.. تشكرين علي استثارته الان ولكن لماذا لايكون القرض من التامينات الاجتماعية ” قرض حسن” وخاصة بالنسبة لموظفي القطاع الخاص لم يشموا رائحة القروض الميسرة كما يفعل صندوق التقاعد.. وما ندري الي الان وين تروح فلوس واستثمارات الطبقة الكادحة من الشعب؟؟؟؟؟
ابو فراس الحمقاني الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #8
السلام عليكم ورحمة الله،،،
في البداية أود ان أعرب لك يا أختي الفاضلة عن خالص شكري وتقديري على الجهد الدؤوب الذي تبذلينه دائما في مواكبة ركب الأمور والبحث عن الحق والحقيقة، فأنت بجهودك وموهبتك قد مسكت بزمام الإبداع حتى طوعتيه، فأصبح قلماً يخط متميزاً لا ابالغ ان قلت بأنه لا يوجد من يظاهيهه على الساحة.
عمار المختار الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #9
سلمت هذه الأنامل و الأقلام الشريفة والتي تبين المصاعب و المعاناة التي يمر بها المواطن المغلوب على أمره و هل هذه هي الأيام الجميلة التي نحلم بها .
عباس العصفور الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #10
شكرا على هذا الموضوع الرائع الجميل والاحساس النابع من القلب
حسين عباس الخميس 14 أغسطس 2008
تعليق #11
Dear Yasmeen,
Wake up from your dreams, this double salary thing will not going to happen even after 100 years from now.
Welcome to BAHRAIN sister.
Best Regards,
ABDULLA ISA QETAMI
Financial Control
Abdulla Qetami الخميس 14 أغسطس