والله يكسرون الخاطر

ياسمينيات
والله يكسرون الخاطر
ياسمين خلف

ياسمين خلف ما يحدث داخل المؤسسات والوزارات والشركات قد يعرفه وعايشه أغلبنا وقد سمع عنه، يأتي الطلاب المتوقع تخرجهم من الجامعة لينهوا أحد المقررات التدريبية، فيواجهون إما ”بالتطنيش” من قبل الموظفين، أو الاستغلال في أحيان كثيرة والاستعباد ”وكأنهم لم يصدقوا أن يأتي من يحمل عنهم مسؤولية أعمالهم”، وإما أن يوكلوا بمهام لا علاقة لها بتخصصاتهم لا من بعيد ولا من قريب، فتضيع أشهر التدريب على الطلبة دون أن يستفيدوا منها ”وكأنك يا بوزيد ما غزيت”. ولنكن أقرب إلى الصورة فإن الطالب غالبا ما تكون فرحته لا تسعها الأرض عندما يحين موعد هذا المقرر، فأخيرا سيعيش جو العمل بعيدا عن الكتب والمحاضرات، فالنظرة الوردية هي المسيطرة في حينها، فهو يتوقع أن يجد من يرحب به ويستقبله وينهال عليه بالتدريب، وكل تلك النظرة تتهشم عندما يواجه بالواقع، فمن لحظة دخوله المؤسسة أو تلك الشركة يُرمق بنظرات الاستغراب ويبدأ من حوله يهمسون وكأنه للتو قد نزل من الفضاء، فتبدأ النظرة الوردية تأخذ طريقها إلى القتامة، يواصل الطالب مسيره إلى الدائرة أو القسم المعني بتدريبه وهناك يبدأ السيناريو، فإما أن يرميه حظه على موظفين ”قناصين” فيرمون عليه ”الشغل كله” ليكره الطالب عيشته والعمل برمته، وإما أن يبقى جالسا على كرسيه ينتظر وينتظر منذ بداية الدوام حتى نهايته دون أن يقوم بأي عمل بل ويوعد أنه سيحصل في النهاية على التقرير الذي يحتاجه للجامعة وبتقدير مرتفع كذلك، والغريب المضحك أن بعض الموظفين يخافون أن يثبت الطالب نفسه في العمل خلال فترة قصيرة، ويسرق الكرسي منهم، فتجدهم يخفون عنه أبسط أساسيات العمل، فيما تستغل بعض تلك الأقسام وجود هؤلاء الطلبة في الأرشفة وترتيب الملفات ”اسألوا المتدربين وهم يحكون لكم البلاوي كلها”، حتى أن أحد الموظفين قال لي ذات مرة ” والله هالطلبة يكسرون الخاطر، يجيبونهم للتدريب وآخرتها يرتبون الملفات”.
لابد من وجود رقابة على تلك المؤسسات والشركات التي تفتح أبوابها للمتدربين من طلبة الجامعات، وإلا عليها ومنذ البداية أن ترفض استقبالهم، فهي كغيرها من الشركات عندما تفتح باب التوظيف تريد موظفين جدد مؤهلين للعمل لا أن تبدأ معهم من الصفر، فما يتم دراسته أكاديميا ونظريا يختلف بطبيعة الحال عن الواقع العملي، وإذا لم توفره المؤسسات تلك، من أين سيحصل عليها الطالب ؟ إلى هنا وستتحول نظرة المتدربين من الطلبة من وردية إلى سوداوية.

العدد 878 الخميس 13 رجب 1429 هـ – 17 يوليو 2008

ياسمينيات
والله يكسرون الخاطر
ياسمين خلف

ياسمين خلف ما يحدث داخل المؤسسات والوزارات والشركات قد يعرفه وعايشه أغلبنا وقد سمع عنه، يأتي الطلاب المتوقع تخرجهم من الجامعة لينهوا أحد المقررات التدريبية، فيواجهون إما ”بالتطنيش” من قبل الموظفين، أو الاستغلال في أحيان كثيرة والاستعباد ”وكأنهم لم يصدقوا أن يأتي من يحمل عنهم مسؤولية أعمالهم”، وإما أن يوكلوا بمهام لا علاقة لها بتخصصاتهم لا من بعيد ولا من قريب، فتضيع أشهر التدريب على الطلبة دون أن يستفيدوا منها ”وكأنك يا بوزيد ما غزيت”. ولنكن أقرب إلى الصورة فإن الطالب غالبا ما تكون فرحته لا تسعها الأرض عندما يحين موعد هذا المقرر، فأخيرا سيعيش جو العمل بعيدا عن الكتب والمحاضرات، فالنظرة الوردية هي المسيطرة في حينها، فهو يتوقع أن يجد من يرحب به ويستقبله وينهال عليه بالتدريب، وكل تلك النظرة تتهشم عندما يواجه بالواقع، فمن لحظة دخوله المؤسسة أو تلك الشركة يُرمق بنظرات الاستغراب ويبدأ من حوله يهمسون وكأنه للتو قد نزل من الفضاء، فتبدأ النظرة الوردية تأخذ طريقها إلى القتامة، يواصل الطالب مسيره إلى الدائرة أو القسم المعني بتدريبه وهناك يبدأ السيناريو، فإما أن يرميه حظه على موظفين ”قناصين” فيرمون عليه ”الشغل كله” ليكره الطالب عيشته والعمل برمته، وإما أن يبقى جالسا على كرسيه ينتظر وينتظر منذ بداية الدوام حتى نهايته دون أن يقوم بأي عمل بل ويوعد أنه سيحصل في النهاية على التقرير الذي يحتاجه للجامعة وبتقدير مرتفع كذلك، والغريب المضحك أن بعض الموظفين يخافون أن يثبت الطالب نفسه في العمل خلال فترة قصيرة، ويسرق الكرسي منهم، فتجدهم يخفون عنه أبسط أساسيات العمل، فيما تستغل بعض تلك الأقسام وجود هؤلاء الطلبة في الأرشفة وترتيب الملفات ”اسألوا المتدربين وهم يحكون لكم البلاوي كلها”، حتى أن أحد الموظفين قال لي ذات مرة ” والله هالطلبة يكسرون الخاطر، يجيبونهم للتدريب وآخرتها يرتبون الملفات”.
لابد من وجود رقابة على تلك المؤسسات والشركات التي تفتح أبوابها للمتدربين من طلبة الجامعات، وإلا عليها ومنذ البداية أن ترفض استقبالهم، فهي كغيرها من الشركات عندما تفتح باب التوظيف تريد موظفين جدد مؤهلين للعمل لا أن تبدأ معهم من الصفر، فما يتم دراسته أكاديميا ونظريا يختلف بطبيعة الحال عن الواقع العملي، وإذا لم توفره المؤسسات تلك، من أين سيحصل عليها الطالب ؟ إلى هنا وستتحول نظرة المتدربين من الطلبة من وردية إلى سوداوية.

العدد 878 الخميس 13 رجب 1429 هـ – 17 يوليو 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “والله يكسرون الخاطر

  1. تعليق #1
    بصراحة شفتين غليلي أنا بعد صار لي جدي رحت شركة أدرب ولا أحد عطاني وجه ، وكل واحد يرميني على الثاني ، بصراحة كرهة الشغل منهم ، يعني الواحد شلون يدرب إذا ما في أحد يدربه قولوا شلون ؟
    شكرا من أعماق قلبي يا أحلى صحفية في جرايد البحرين كلها
    مريم الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #2
    شكرا اختى ياسمين اعلى هذا الموضوع كما أرجو ان تتطرقى ايضا الى معاناة خريجي الثانوية مع وزارة التربية خاصة اصحاب البعثات فهم يواجهون صعوبات جمة اذ كل المواعيد التى وضعتها الوزارة لأستكمال الأوراق تواجه ببرود من قبل ادارة البعثات فياتى ولى الأمر بمع ابنه او ابنته وبعد جهد جهيد وبعد الوصول الى الموقع فى مدينة عيسة يواجه بكلام غريب يقال له ارجع مرة اخرى فالأوراق غير مكتملة او تم تأجيل كذا وكذا بدون اتصال مسبق ولا اعتذار ويتكرر ذلك اكثر من مرة ارجو كتابة مقال للتخفيف عن عذابات اولياء الأمور
    يوسف علي الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #3
    الأخت ياسمين,,,,
    انا موظفة في شركه كبيره في البحرين.. وتقريبا تصلنا ثلاث الى اربع دفعات في السنه طلبة متدربون… يعني ثلاث ارباع السنة نقضيها في تدريب الطلبه.. حتى صوتنا يبح من كثر من ما نشرح لهم طبيعة شغلنا .. وتقريبا احصل على متدربين الى ثلاث احيانا…. وطبعا ضغط العمل الشديد وضغط رؤسائي في العمل عشان تسليم الاعمال في الوقت المناسب .. يخلينا مجبورين نقصر في حق المتدربين .لأن ما نقدر نلحق على كل شي ..يعني تخيلي نفسج غايصه في شغلج وتبين اتخلصينه في اسرعه وقت وفي نفس الوقت على راسج متدرب لازم تدربينه على الشغل يعني تلحقين على شنو ولا شنو.. اناعن نفسي قمت بتدريب العديد العديد ولكن المتدرب يبتدي يفهم الشغل بعد ما تقارب فترة تدريبه بالانتهاء.. بالاضافه الى ان لا نستطيع ان نعتمد على المتدربين في انجاز الاشغال بسبب الاخطاء يعني بالمختصر الشغله بدال ما تاخذ لها ربع ساعه تخلص في يوم… احنا الموظفات او موظفين نعاني من هذي النقطه ..يعني مو لاقين الوقت نسوي فيه اشغالنا الا تنحط فوق راسنا مسؤليه التدريب.. عشان جذي نضطر انخلي المتدربين يساعدونا في الامور البسيطه… حاولت كذا مره اعلمهم الشغل بحيث اعتمد عليهم في بعض الامور لكن محاولاتي فشلت لأن مو كل شغله احد يقدر ايسويها الا عن طريق خبره في العمل… ومع ذلك احنا ما نقصر معاهم في الشرح والتوضيح لطبيعةالشغل.

    المشكله هذي المفروض تحلها ادارة الشركات او المؤسسات وانا اتفق وياج من ناحية ان الشركه المفروض من البدايه اذا ما تقدر تدرب الطلبه المفروض ما تقبلهم من الاساس..

    وتسلمين اخت ياسمين
    خلود الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #4
    صدقتي يا أخت ياسمين.. فحتى التدريب العملي أصبح من المشكلات العويصة وهمومه أكثر من هم الحصول على الوظيفة فبعض الشركات تطلب مقابلات وامتحان رسمي لقبول تدريب الطالب وليس توظيفه.. كل هذا تدريب لو توظيف يعني شنو نتوقع يسوون؟؟؟ الله يستر
    … الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #5
    سلمت يداك.مقال رائع والقليل من يلتفت اليه
    ياسر الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #6
    نعم اللي ما لة والي حسابة في التالي . يعني ( التوش ) فأين البرنامج المحدد و أين المتابعة . هل هناك منسقين و متابعين و إلا مع الخيل يا الشقرة . طبعا في غير الدول العربية هناك برنامج لتدريب الخريج ( برنامج التهيئة فيعمل لوقت محدد في قسم محدد و يقيم أدائة . و يعلم عن مناطق القوة و الضعف في أدائة . و ينتقل إلى قسم أخر و هلم جرا . كان لدينا طلاب الفندقة يذهبون إلى التدريب في موسم الربيان فكل عملهم يقشرون روبيان لتخزينه . فهل هذا هو التدريب العملي أو ( on job training) ؟ مسامحة على التأخر لأن النت اليوم لكم علية ؟
    أبو علي المنامي الخميس 17 يوليو 2008
    تعليق #7
    صح لسانك اخت يامسن على هالمقال..

    لكن ألا تعتقدين ان من يجلش في الأرشيف افضل حالاً ممن لم يوفر له أي تدريب لا أرشيف ولاهم يحزنون ..

    ع الأقل اللي في الأرشيف بيحصل شهادة إنهاء المقرر التدريبي.. و بيتخرج..

    لكن اللي مثل حالي وحال غيري .. يقعد يحط يده على خده بحجة ان مافي شركات تدربكم!!

    اتساءل هل هذا الكم الهائل من الشركات و المؤسات في البحرين يعجزون عن تدريب 150 خريج دبلوم محاسبة من معهد البحرين للتدريب !!

    عجبي
    إيمان سبت الجمعة 18 يوليو 2008
    تعليق #8
    شكرا لكي اخت ياسمين ولا كن هدا الموجود فكيف نغير
    خيري من ليبيا الأحد 15 مارس 2009

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.