وراء كل باب قصة .. كفيف ضايع في الطوشة ومعمول لك عمل يا أختي المسكينة

الباب الأول:
اقفل هاتفه النقال وغط في نوم عميق، فجسمه منهك وبحاجة الي راحة، كان يوم عطلة ورغم ذلك فان احتمال من يهاتفه من العمل وارد، لم يبال كثيرا بذلك، فان اتصل احدهم علي رقمه ولم يجبهم او حتي ان كان الهاتف مغلقا سيتحول تلقائيا علي البيجر وان لم يحدث ذلك سيتحول علي هاتف المنزل! فلا مشكلة سيواجهها، فنام طالبا الراحة، واذا بأخته تطرق الباب وتفزعه من نومه وهي تقول: هناك من يريدك علي الهاتف لامر ضروري.. استسلم لامره، واجاب علي المتصل، والذي كان احد اصدقائه، الذي بادره بالقول: رقمك الذي اتصلت به عليك، لدي احد غيرك!
اعتبرها اخينا المسكين مزحة ومع ذلك لم يضحك عليها، فمزاجه مازال متوترا، ولكنه وللاسف كان جادا في قوله، يقول اخينا: ما كان مني الا ان أتأكد بنفسي وفعلا عندما تحولت المكالمات من هاتفي الي البيجر كان هناك أخ كريم آخر يستقبل مناداتي!! فالاخ لديه الرقم نفسه! كيف يحدث ذلك؟! الامر الذي لم تعرفوه طبعا ان هذا البيجر من النوع الغريب علي البعض، وخاصة لمن يكون بصرا فالمكفوفون ومن فقدوا نعمة البصر يعرفونه جيدا، فهو وبكل بساطة بيجر متحدث ، فالكفيف ما ان تصله رناته حتي يستمع الي الجهاز الصوتي الذي ينقل له الارقام بالكلمات، ليتسني له معرفة رقم المتصل.. لذلك فان امر هذا البيجر لبطل قصتنا الكفيف أمر مهم ولا يستطيع الاستغناء عنه، واخينا الآخر الذي له الرقم نفسه لم يتنازل عن الرقم علي الرغم انه اشتري ذلك البيجر من سوق الحراج بدينارين فقط، ومما زاد تمسكه فيه انه علم بأن قيمته الاصلية 120 دينارا ولا يتحجي بعد ! الزبدة، لم يصل الكفيف الي حل مع اخينا المبصر، فلجأ الي شركة الاتصال رافعا لهم شكواه، ولا فائدة تذكر في مراجعة لهم، بل ان مراجعته اضاعت من وقته الكثير، والمشكلة وحتي هذه الحظات قائمة المبصر معجب بالبيجر، والشركة لم تحرك ساكنا والكفيف ضايع في الطوشة.

الباب الثاني:
المشعوذون والدجالون في كل مكان، ومن يريد الوصول اليهم لن يضيع ولن يتوه عنهم، فهناك الكثيرون يترددون عليهم وباستمرار، حتي اصبح امر التردد عليهم عادة يتسلون بها تارة ويأخذونها علي محمل الجد مرات كثيرة، ولكنه ان يحدث الدجل والشعوذة وتخريب البيوت عبر الهواتف أمر لا يستهان به بتاتا.
فهذه فتاة ادارت الرقم الذي حصلت عليه لتسمع ما تقوله لها تلك المشعوذة، فاذا بها تخبرها بان هناك من عمل لها عملا وهو مدفون باحد القبور! ومن عملته امرأة سمينة ذات بشرة بيضاء والي آخره من التفاهات، تلك الفتاة المسكينة او الساذجة اخذت تسمع تلك الخرافات لدقائق لتصطدم بعدها بأن سعر تلك المكالمة التي لخبطت تفكيرها عشرة دنانير.. الفتاة تدرك تماما بأنها خرافات وضحك علي الذقوف، ولكنها اثرت خوض التجربة.
ما علينا من الأخت فالامر اخطر مما نتوقع ، فاذا ما كنا نحارب الدجالين ونبعدهم عن طريقنا وطريق احبائنا نجدهم يصلون وبسهولة عبر الهاتف بادارة ارقام ستة!!
ماذا لو صدقت احداهن علي سبيل المثال تلك الخزعبلات، ووصفت تلك المشعوذة لها شكل من عمل لها العمل، كأن تكون نحيفة طويلة ذات شعر اسود طويل وعينين عسليتين ولها ابن وحيد وزجها يعمل في عمل مهم! وانطبقت تلك المواصفات علي اختها او اعز صديقاتها!! حتما ستهدم بكلماتها غير مسئولة تلك حياة وعلاقات الناس بعضهم لبعض، والمصيبة اذا شككت تلك المشعوذة الزوجة بزوجها، حينها حتما ستكون سبيلا لها في الطلاق، وخراب بيوت خلق الله ،فلابد من ايقاف تلك الخطوط التي لافائده منها غير الربح من لاقلب لهم ولامسئوليه.
الباب الثالث:

تطالعنا وسائل الاعلام وباستمرار عن المستوي العالي لخدماتنا الصحية، وبان اطباءنا لا غبار عليهم ولا يخطأون ابدا وان اخطؤا واعترفوا بذلك فان الامر يمر مرور الكرام دون مقاضاة المخطئ! وكأنما تلك الروح التي تضررت فارا واجريت عليه تجارب فاشلة فبقي عاجزا عن الحركة او حتي عاجز عن النظر! لن اطيل في القضية، فالمسألة لا تحتاج الي بنزين لتشتعل وكلمة حق تقال: هناك اطباء متفانون في عملهم ويقدمون ما بوسعهم، ويحترمون مرضاهم، ولهم منا كل الشكر، الا ان سمعتهم الوظيفية مهددة لسلوك بعض زملائهم.
ولمجرد سؤال: لما يلجأ كبار الشخصيات واصحاب النفوذ والاطباء انفسهم ، للعلاج في الخارج، ما دامت مستشفياتنا زاخرة علي حد قولهم بالاطباء الفلته ولماذا لا يسلم الاطباء انفسهم لزملائهم اذ ما ألمت بهم مشاكل صحية.. بل ان الامر تعدي ذلك ليصل الي السفر للعلاج في الخارج لا لمرض مزمن او عويص وانما لمجرد وعكة صحية!! اذا رضخ اولئك للعلاج في مستشفياتنا حينها فعلا بامكانهم الدعوة للسياحة العلاجية.

الباب الرابع:
سواق التاكسي في كثير من المحطات التي اسسوها لانفسهم او اخذوا تأشيرة لاقامتها، يعانون من اشعة الشمس اللاهبة، فاقامة غرفة ولها مكيف واحد لن يكلف الدولة شيئا، خصوصا ان من يعاني من تلك المشكلة رجال كبار في السن، وذاقوا ويلات الزمان، ولهم اولاد ينتظرونهم بفارغ الصبر ليروهم سالمين، وبقاءهم وباستمرار تحت اشعة الشمس يعرضهم لمشاكل صحية، بالامكان تلافيها بتوفير تلك الغرف.. فكلمات سائق تاكسي في مواقف السيارات في مجمع السيف التجاري تعبر عن معاناة الكثيرين ممن يمتهنون هذه المهنة التي اخذت في الضمور، حين قال وبلهجته العامية وليسمعها من يهمه الأمر: الشمس قتلتنا بحرارتها ما تقدرون أسوون لنا حل وترحمونا رحمة الله والديكم!!

ياسمين خلف

Catfeat
2004-01-30

الباب الأول:
اقفل هاتفه النقال وغط في نوم عميق، فجسمه منهك وبحاجة الي راحة، كان يوم عطلة ورغم ذلك فان احتمال من يهاتفه من العمل وارد، لم يبال كثيرا بذلك، فان اتصل احدهم علي رقمه ولم يجبهم او حتي ان كان الهاتف مغلقا سيتحول تلقائيا علي البيجر وان لم يحدث ذلك سيتحول علي هاتف المنزل! فلا مشكلة سيواجهها، فنام طالبا الراحة، واذا بأخته تطرق الباب وتفزعه من نومه وهي تقول: هناك من يريدك علي الهاتف لامر ضروري.. استسلم لامره، واجاب علي المتصل، والذي كان احد اصدقائه، الذي بادره بالقول: رقمك الذي اتصلت به عليك، لدي احد غيرك!
اعتبرها اخينا المسكين مزحة ومع ذلك لم يضحك عليها، فمزاجه مازال متوترا، ولكنه وللاسف كان جادا في قوله، يقول اخينا: ما كان مني الا ان أتأكد بنفسي وفعلا عندما تحولت المكالمات من هاتفي الي البيجر كان هناك أخ كريم آخر يستقبل مناداتي!! فالاخ لديه الرقم نفسه! كيف يحدث ذلك؟! الامر الذي لم تعرفوه طبعا ان هذا البيجر من النوع الغريب علي البعض، وخاصة لمن يكون بصرا فالمكفوفون ومن فقدوا نعمة البصر يعرفونه جيدا، فهو وبكل بساطة بيجر متحدث ، فالكفيف ما ان تصله رناته حتي يستمع الي الجهاز الصوتي الذي ينقل له الارقام بالكلمات، ليتسني له معرفة رقم المتصل.. لذلك فان امر هذا البيجر لبطل قصتنا الكفيف أمر مهم ولا يستطيع الاستغناء عنه، واخينا الآخر الذي له الرقم نفسه لم يتنازل عن الرقم علي الرغم انه اشتري ذلك البيجر من سوق الحراج بدينارين فقط، ومما زاد تمسكه فيه انه علم بأن قيمته الاصلية 120 دينارا ولا يتحجي بعد ! الزبدة، لم يصل الكفيف الي حل مع اخينا المبصر، فلجأ الي شركة الاتصال رافعا لهم شكواه، ولا فائدة تذكر في مراجعة لهم، بل ان مراجعته اضاعت من وقته الكثير، والمشكلة وحتي هذه الحظات قائمة المبصر معجب بالبيجر، والشركة لم تحرك ساكنا والكفيف ضايع في الطوشة.

الباب الثاني:
المشعوذون والدجالون في كل مكان، ومن يريد الوصول اليهم لن يضيع ولن يتوه عنهم، فهناك الكثيرون يترددون عليهم وباستمرار، حتي اصبح امر التردد عليهم عادة يتسلون بها تارة ويأخذونها علي محمل الجد مرات كثيرة، ولكنه ان يحدث الدجل والشعوذة وتخريب البيوت عبر الهواتف أمر لا يستهان به بتاتا.
فهذه فتاة ادارت الرقم الذي حصلت عليه لتسمع ما تقوله لها تلك المشعوذة، فاذا بها تخبرها بان هناك من عمل لها عملا وهو مدفون باحد القبور! ومن عملته امرأة سمينة ذات بشرة بيضاء والي آخره من التفاهات، تلك الفتاة المسكينة او الساذجة اخذت تسمع تلك الخرافات لدقائق لتصطدم بعدها بأن سعر تلك المكالمة التي لخبطت تفكيرها عشرة دنانير.. الفتاة تدرك تماما بأنها خرافات وضحك علي الذقوف، ولكنها اثرت خوض التجربة.
ما علينا من الأخت فالامر اخطر مما نتوقع ، فاذا ما كنا نحارب الدجالين ونبعدهم عن طريقنا وطريق احبائنا نجدهم يصلون وبسهولة عبر الهاتف بادارة ارقام ستة!!
ماذا لو صدقت احداهن علي سبيل المثال تلك الخزعبلات، ووصفت تلك المشعوذة لها شكل من عمل لها العمل، كأن تكون نحيفة طويلة ذات شعر اسود طويل وعينين عسليتين ولها ابن وحيد وزجها يعمل في عمل مهم! وانطبقت تلك المواصفات علي اختها او اعز صديقاتها!! حتما ستهدم بكلماتها غير مسئولة تلك حياة وعلاقات الناس بعضهم لبعض، والمصيبة اذا شككت تلك المشعوذة الزوجة بزوجها، حينها حتما ستكون سبيلا لها في الطلاق، وخراب بيوت خلق الله ،فلابد من ايقاف تلك الخطوط التي لافائده منها غير الربح من لاقلب لهم ولامسئوليه.
الباب الثالث:

تطالعنا وسائل الاعلام وباستمرار عن المستوي العالي لخدماتنا الصحية، وبان اطباءنا لا غبار عليهم ولا يخطأون ابدا وان اخطؤا واعترفوا بذلك فان الامر يمر مرور الكرام دون مقاضاة المخطئ! وكأنما تلك الروح التي تضررت فارا واجريت عليه تجارب فاشلة فبقي عاجزا عن الحركة او حتي عاجز عن النظر! لن اطيل في القضية، فالمسألة لا تحتاج الي بنزين لتشتعل وكلمة حق تقال: هناك اطباء متفانون في عملهم ويقدمون ما بوسعهم، ويحترمون مرضاهم، ولهم منا كل الشكر، الا ان سمعتهم الوظيفية مهددة لسلوك بعض زملائهم.
ولمجرد سؤال: لما يلجأ كبار الشخصيات واصحاب النفوذ والاطباء انفسهم ، للعلاج في الخارج، ما دامت مستشفياتنا زاخرة علي حد قولهم بالاطباء الفلته ولماذا لا يسلم الاطباء انفسهم لزملائهم اذ ما ألمت بهم مشاكل صحية.. بل ان الامر تعدي ذلك ليصل الي السفر للعلاج في الخارج لا لمرض مزمن او عويص وانما لمجرد وعكة صحية!! اذا رضخ اولئك للعلاج في مستشفياتنا حينها فعلا بامكانهم الدعوة للسياحة العلاجية.

الباب الرابع:
سواق التاكسي في كثير من المحطات التي اسسوها لانفسهم او اخذوا تأشيرة لاقامتها، يعانون من اشعة الشمس اللاهبة، فاقامة غرفة ولها مكيف واحد لن يكلف الدولة شيئا، خصوصا ان من يعاني من تلك المشكلة رجال كبار في السن، وذاقوا ويلات الزمان، ولهم اولاد ينتظرونهم بفارغ الصبر ليروهم سالمين، وبقاءهم وباستمرار تحت اشعة الشمس يعرضهم لمشاكل صحية، بالامكان تلافيها بتوفير تلك الغرف.. فكلمات سائق تاكسي في مواقف السيارات في مجمع السيف التجاري تعبر عن معاناة الكثيرين ممن يمتهنون هذه المهنة التي اخذت في الضمور، حين قال وبلهجته العامية وليسمعها من يهمه الأمر: الشمس قتلتنا بحرارتها ما تقدرون أسوون لنا حل وترحمونا رحمة الله والديكم!!

ياسمين خلف

Catfeat
2004-01-30

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.