“العِشرة” تهون عند البعض

بقلم : ياسمين خلف

أكثر ما يمكن أن يسبب لك الألم النفسي أن تتوقع من شخص مقرّب موقفاً ويخذلك، فتصدم بأن “العِشرة” – بكسر العين- قد لا تشكّل أهمية عند البعض وإن امتدت لعشرات السنين. موظفة وبعد خدمة طويلة وصلت إلى أكثر من 40 عاماً تكتشف أن من اعتقدتهم أخوة وأخوات لم يكونوا إلا عابرين في مسيرة حياتها العملية، لا يحملون لها ود الأيام، ولا عِشرة سنوات طويلة ضحكوا فيها وبكوا، أكلوا فيها ونسوا ساعات ذروة العمل طعم الزاد. ففي آخر يوم لها معهم في العمل لم تنتظر حفل توديع، ولا معلقات ولا قصائد مدح وثناء، ولكنها صُدمت بردة فعل زملائها الرافض للمساهمة بالشيء اليسير من أموالهم بُغية شراء هدية رمزية عادة ما يُساهم فيها الموظفون للتعبير عن مشاعر الأخوة في العمل في مناسبات مختلفة كالتقاعد، والوضع، والزواج وغيرها من المناسبات.

الموظفون، وخصوصاً أصحاب سنوات العمل الطويلة، يرتبطون بوظائفهم، وبزملاء العمل ارتباطاً نفسياً كبيراً، حتى ليصعب على الكثيرين منهم تقبّل أن تشرق الشمس ولا يذهبون لمكاتبهم ويصبّحون على زملائهم. فالساعات الأخيرة لهم في العمل ليست بالهينة، وإن لم تروا أدمعهم على خدودهم فأيقنوا أنهم يبكون في قلوبهم، وليس من الذوق أن يخرجوا من باب عملهم كأي يوم مضى وكأن شيئاً لم يكن!. فإن لم تُقدّر المؤسسة التي يعملون فيها جهودهم وخدماتهم طوال عشرات السنين عبر إعداد حفل بسيط لتوديعهم ليستقبلوا حياة التقاعد الجديدة، يجب على زملاء العمل أن يقوموا بهذا الدور، كنوع من ترجمة العِشرة الطويلة بحفل صغير أو هدية رمزية تقول للمتقاعد: “مكانك سيحفظ في قلوبنا وإن هجرت مكتبك”.

صحيح أن البعض قد تثقل كواهلهم الالتزامات والديون، ولكن هدية بسيطة ورمزية لا أعتقد أنها ستخل من ميزانية أحد خصوصاً أن جميع الموظفين سيساهمون فيها. فالمسألة ليست في ثمن الهدية وقيمتها المالية، فكم من هدية رمزية بسيطة، تفوق في معناها وقيمتها النفسية هدية أخرى تفوقها في الثمن أضعافاً مضاعفة.

مؤسف أن يخرج موظف من عمله مكسور القلب مطأطأ الرأس لعدم إحساسه بأي تقدير لا من جهة عمله ولا من أصدقاء عدّهم طوال عمره أخوة وأبناء.

 

ياسمينة: في الحياة لا تعول على أحد، ولا تتوقع الكثير كي لا تصدم، وما تعتقده أمراً طبيعياً قد لا يكون كذلك في مصطلحات البعض.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCMuHqChbruR1alk2Y-MIWR6jK8IP6FFV-sVWI0/

بقلم : ياسمين خلف

أكثر ما يمكن أن يسبب لك الألم النفسي أن تتوقع من شخص مقرّب موقفاً ويخذلك، فتصدم بأن “العِشرة” – بكسر العين- قد لا تشكّل أهمية عند البعض وإن امتدت لعشرات السنين. موظفة وبعد خدمة طويلة وصلت إلى أكثر من 40 عاماً تكتشف أن من اعتقدتهم أخوة وأخوات لم يكونوا إلا عابرين في مسيرة حياتها العملية، لا يحملون لها ود الأيام، ولا عِشرة سنوات طويلة ضحكوا فيها وبكوا، أكلوا فيها ونسوا ساعات ذروة العمل طعم الزاد. ففي آخر يوم لها معهم في العمل لم تنتظر حفل توديع، ولا معلقات ولا قصائد مدح وثناء، ولكنها صُدمت بردة فعل زملائها الرافض للمساهمة بالشيء اليسير من أموالهم بُغية شراء هدية رمزية عادة ما يُساهم فيها الموظفون للتعبير عن مشاعر الأخوة في العمل في مناسبات مختلفة كالتقاعد، والوضع، والزواج وغيرها من المناسبات.

الموظفون، وخصوصاً أصحاب سنوات العمل الطويلة، يرتبطون بوظائفهم، وبزملاء العمل ارتباطاً نفسياً كبيراً، حتى ليصعب على الكثيرين منهم تقبّل أن تشرق الشمس ولا يذهبون لمكاتبهم ويصبّحون على زملائهم. فالساعات الأخيرة لهم في العمل ليست بالهينة، وإن لم تروا أدمعهم على خدودهم فأيقنوا أنهم يبكون في قلوبهم، وليس من الذوق أن يخرجوا من باب عملهم كأي يوم مضى وكأن شيئاً لم يكن!. فإن لم تُقدّر المؤسسة التي يعملون فيها جهودهم وخدماتهم طوال عشرات السنين عبر إعداد حفل بسيط لتوديعهم ليستقبلوا حياة التقاعد الجديدة، يجب على زملاء العمل أن يقوموا بهذا الدور، كنوع من ترجمة العِشرة الطويلة بحفل صغير أو هدية رمزية تقول للمتقاعد: “مكانك سيحفظ في قلوبنا وإن هجرت مكتبك”.

صحيح أن البعض قد تثقل كواهلهم الالتزامات والديون، ولكن هدية بسيطة ورمزية لا أعتقد أنها ستخل من ميزانية أحد خصوصاً أن جميع الموظفين سيساهمون فيها. فالمسألة ليست في ثمن الهدية وقيمتها المالية، فكم من هدية رمزية بسيطة، تفوق في معناها وقيمتها النفسية هدية أخرى تفوقها في الثمن أضعافاً مضاعفة.

مؤسف أن يخرج موظف من عمله مكسور القلب مطأطأ الرأس لعدم إحساسه بأي تقدير لا من جهة عمله ولا من أصدقاء عدّهم طوال عمره أخوة وأبناء.

 

ياسمينة: في الحياة لا تعول على أحد، ولا تتوقع الكثير كي لا تصدم، وما تعتقده أمراً طبيعياً قد لا يكون كذلك في مصطلحات البعض.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BCMuHqChbruR1alk2Y-MIWR6jK8IP6FFV-sVWI0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.