ماذا يحدث في الفصول الدراسية؟

بقلم : ياسمين خلف

عندما يرسل الأهالي أطفالهم للمدارس، فهم يفترضون أنهم في المكان الآمن الذي يحفظ سلامتهم من كل ما قد يهددها. ولكن ذلك ليس صحيحًا في مجمله، فما قد يحدث في الفصول الدراسية قد لا يعلم به الأهالي إلا إذا وصلت الأمور إلى حد لا يمكن للإدارة كتمانه.

حوادث وقصص قد تحدث بين الأطفال بعضهم البعض، يمكن كذلك تجاوزها من قبيل أنهم جميعًا أطفال، وما يحدث بينهم قد يحدث بين الإخوة في المنزل – هذا طبعًا في المشاكل الطلابية العادية وليست تلك التي لابد من وضع حد لها لإيقافها واقتلاعها من جذورها كحوادث التحرشات في المدارس – ولكن ما نتحدث عنه تصرفات بعض المدرسين والمدرسات التي قد تهدد سلامة الأطفال بل وتهدد حياتهم إذا ما استهتر المدرس، وكابر، وتكبر، واتخذ من دوره مهنة فقط لكسب قوته لا مربيا للأطفال بمقام والدهم أو والدتهن إن ما كانت مدرسة.

طفلة في الثامنة من عمرها، أحست بالبرودة تقرص جسدها، فطلبت من المعلمة أن توقف المراوح، فرمقتها المعلمة بنظرة ولم تعرها أي اهتمام وأكملت شرح الدرس، مرت دقائق فسقطت الطفلة مغشيا عليها، فنقلت مباشرة إلى غرفة التمريض. ومن الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة 12 ظهراً كانت الطفلة تتقيأ، وبعد كل تلك الساعات وعندما توقف القيء عنها اتصلت المشرفة بوالدتها طالبة منها أخذها للمنزل قبل نهاية الدوام المدرسي. وصلت الأم فهالها شكل طفلتها المرهق فنقلتها مباشرة إلى المستشفى، وبعد فحص الدم، تبين أنها تعاني من جفاف شديد، فأعطوها المغذي وإبرة مسكنة، وبقيت حرارتها مرتفعة لأيام.

رغم كل ما تعرضت له الطفلة من أذى بسبب عدم إعارة المعلمة الاهتمام لها عندما أشعرتها بإحساسها بالبرد، ورغم تأخر الإدارة في إبلاغ أهل الطفلة بحالتها السيئة، إلا أن المعلمة بقيت مكابرة لدرجة أنها أخذت تهدد أولياء الأمور عبر رسائل الواتساب برصد درجة صفر لكل طالبة تتخلف عن موعد الامتحان، مؤكدة بأن الخروج من المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي ممنوع منعًا باتًا لوجود دروس مهمة واختبارات، معللة ذلك بضيق وقتها ومعاناتها من ملاحقة الطالبات المتخلفات عن إجراء الاختبارات. ملقية المسؤولية على أولياء الأمور لتحملها إن ما تأثرت درجات بناتهن. مرجحة كفة إجراء الاختبارات على كفة سلامة الأطفال وصحتهم، فهل علينا تقبل فكرة أن أبناءنا ليسوا بأيد أمينة ولا آمنة في مدارسهم؟!

 

ياسمينة: قبل أن تكونوا معلمين كونوا آباءً لطلبتكم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBo4smCBbi8_tWYT4_Z-efqepD5UPZaOlZhBCo0/

بقلم : ياسمين خلف

عندما يرسل الأهالي أطفالهم للمدارس، فهم يفترضون أنهم في المكان الآمن الذي يحفظ سلامتهم من كل ما قد يهددها. ولكن ذلك ليس صحيحًا في مجمله، فما قد يحدث في الفصول الدراسية قد لا يعلم به الأهالي إلا إذا وصلت الأمور إلى حد لا يمكن للإدارة كتمانه.

حوادث وقصص قد تحدث بين الأطفال بعضهم البعض، يمكن كذلك تجاوزها من قبيل أنهم جميعًا أطفال، وما يحدث بينهم قد يحدث بين الإخوة في المنزل – هذا طبعًا في المشاكل الطلابية العادية وليست تلك التي لابد من وضع حد لها لإيقافها واقتلاعها من جذورها كحوادث التحرشات في المدارس – ولكن ما نتحدث عنه تصرفات بعض المدرسين والمدرسات التي قد تهدد سلامة الأطفال بل وتهدد حياتهم إذا ما استهتر المدرس، وكابر، وتكبر، واتخذ من دوره مهنة فقط لكسب قوته لا مربيا للأطفال بمقام والدهم أو والدتهن إن ما كانت مدرسة.

طفلة في الثامنة من عمرها، أحست بالبرودة تقرص جسدها، فطلبت من المعلمة أن توقف المراوح، فرمقتها المعلمة بنظرة ولم تعرها أي اهتمام وأكملت شرح الدرس، مرت دقائق فسقطت الطفلة مغشيا عليها، فنقلت مباشرة إلى غرفة التمريض. ومن الساعة التاسعة صباحًا وحتى الساعة 12 ظهراً كانت الطفلة تتقيأ، وبعد كل تلك الساعات وعندما توقف القيء عنها اتصلت المشرفة بوالدتها طالبة منها أخذها للمنزل قبل نهاية الدوام المدرسي. وصلت الأم فهالها شكل طفلتها المرهق فنقلتها مباشرة إلى المستشفى، وبعد فحص الدم، تبين أنها تعاني من جفاف شديد، فأعطوها المغذي وإبرة مسكنة، وبقيت حرارتها مرتفعة لأيام.

رغم كل ما تعرضت له الطفلة من أذى بسبب عدم إعارة المعلمة الاهتمام لها عندما أشعرتها بإحساسها بالبرد، ورغم تأخر الإدارة في إبلاغ أهل الطفلة بحالتها السيئة، إلا أن المعلمة بقيت مكابرة لدرجة أنها أخذت تهدد أولياء الأمور عبر رسائل الواتساب برصد درجة صفر لكل طالبة تتخلف عن موعد الامتحان، مؤكدة بأن الخروج من المدرسة قبل نهاية الدوام الرسمي ممنوع منعًا باتًا لوجود دروس مهمة واختبارات، معللة ذلك بضيق وقتها ومعاناتها من ملاحقة الطالبات المتخلفات عن إجراء الاختبارات. ملقية المسؤولية على أولياء الأمور لتحملها إن ما تأثرت درجات بناتهن. مرجحة كفة إجراء الاختبارات على كفة سلامة الأطفال وصحتهم، فهل علينا تقبل فكرة أن أبناءنا ليسوا بأيد أمينة ولا آمنة في مدارسهم؟!

 

ياسمينة: قبل أن تكونوا معلمين كونوا آباءً لطلبتكم.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBo4smCBbi8_tWYT4_Z-efqepD5UPZaOlZhBCo0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.