طبيب مطحون

بقلم : ياسمين خلف

الكثير منا قد سمع أو تعايش مع قصص أبطالها أطباء بلا رحمة، يعاملون المرضى كما لو كانوا قطعاً من الجماد، فلا يراعون نفسياتهم، ولا يعطونهم حقوقهم من العلاج أو المشورة الطبية الكافية. لكن في المقابل لابد أن تكون لنا كلمة حق، ليس دفاعاً عن الأطباء، ولا لإعطائهم المبررات لسلوكيات نؤكد أنها لا تليق بملائكة الرحمة، لكن لنكون منصفين، ولنضع أيدينا على الجرح بغية علاجه حتى ولو كان ذلك مؤلماً لبعض الأفراد أو الجهات، أو كان على السمع ثقيلا.

الطبيب كغيره موظف، عطاؤه محكوم بطاقته الجسدية والنفسية كأي إنسان آخر واقع تحت ضغوط العمل، ومهما كان شاطراً في مهنته فهو إنسان يتعب فيقل عطاؤه، ويتعكر مزاجه، وقد تخور قواه فيؤدي حينها عمله كآلة لا مشاعر فيها ولا إحساس، المهم حينها أنه ينهي عمله ليطلق لرجليه الريح إلى منزله حيث الراحة التي يحتاجها.

أعداد المرضى المراجعين لكل عيادة أو لكل طبيب في المراكز الطبية وبالأخص في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية أعداد كبيرة ولا تتوافق مع متوسط أعداد المرضى لكل طبيب يومياً بحسب منظمة الصحة العالمية. مريض يدخل، وآخر يخرج وليس بين هذا وذاك إلا ثوانٍ معدودات، المهم أن يدخل أكبر عدد ممكن من المرضى لغرفة الطبيب وتنتهي قائمة المرضى الجالسين في قاعة الانتظار.

الطبيب هنا لن يكون لوحده الضحية، فهو وإن كان يعاني من ضغط العمل نتيجة قلة عدد الأطباء، فإن المرضى كذلك سيقعون ضحايا لهذا القصور، فلن يحصلوا على خدمة جيدة ولا ينالوا حقهم من الاستفسار المسهب عن أمراضهم التي يجهلون أسبابها وطرق الوقاية منها مستقبلاً أو حتى كيفية التخلص منها، فالمهم أن يصرف الطبيب للمريض وصفة العلاج ليأخذها الأخير على عجالة للصيدلية، هذا إن لم يقع ضحية لأخطاء طبية نتيجة إرهاق الطبيب فيدفع المريض حينها حياته ثمناً لها.

لابد من أن توفر الدولة البيئة الملائمة لعمل الأطباء، عبر زيادة أعداد الأطباء ليقل ضغط المراجعين من المرضى على كل طبيب، ليحصل المريض على حقه في العلاج، وليؤدي الطبيب عمله بأريحية ليتمكن من أداء رسالته الإنسانية دون قصور مرغماً عليه.

ياسمينة: لا رهان ولا مراهنة في صحة البشر، فلابد من زيادة عدد الأطباء لتوفير خدمة أفضل للمرضى ولكي لا نُلقي اللوم على الطبيب وحده.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBFV1PKhbmVLFXuiqfFUXodfZ-YksCAoxNrG5s0/

بقلم : ياسمين خلف

الكثير منا قد سمع أو تعايش مع قصص أبطالها أطباء بلا رحمة، يعاملون المرضى كما لو كانوا قطعاً من الجماد، فلا يراعون نفسياتهم، ولا يعطونهم حقوقهم من العلاج أو المشورة الطبية الكافية. لكن في المقابل لابد أن تكون لنا كلمة حق، ليس دفاعاً عن الأطباء، ولا لإعطائهم المبررات لسلوكيات نؤكد أنها لا تليق بملائكة الرحمة، لكن لنكون منصفين، ولنضع أيدينا على الجرح بغية علاجه حتى ولو كان ذلك مؤلماً لبعض الأفراد أو الجهات، أو كان على السمع ثقيلا.

الطبيب كغيره موظف، عطاؤه محكوم بطاقته الجسدية والنفسية كأي إنسان آخر واقع تحت ضغوط العمل، ومهما كان شاطراً في مهنته فهو إنسان يتعب فيقل عطاؤه، ويتعكر مزاجه، وقد تخور قواه فيؤدي حينها عمله كآلة لا مشاعر فيها ولا إحساس، المهم حينها أنه ينهي عمله ليطلق لرجليه الريح إلى منزله حيث الراحة التي يحتاجها.

أعداد المرضى المراجعين لكل عيادة أو لكل طبيب في المراكز الطبية وبالأخص في أقسام الطوارئ والعيادات الخارجية أعداد كبيرة ولا تتوافق مع متوسط أعداد المرضى لكل طبيب يومياً بحسب منظمة الصحة العالمية. مريض يدخل، وآخر يخرج وليس بين هذا وذاك إلا ثوانٍ معدودات، المهم أن يدخل أكبر عدد ممكن من المرضى لغرفة الطبيب وتنتهي قائمة المرضى الجالسين في قاعة الانتظار.

الطبيب هنا لن يكون لوحده الضحية، فهو وإن كان يعاني من ضغط العمل نتيجة قلة عدد الأطباء، فإن المرضى كذلك سيقعون ضحايا لهذا القصور، فلن يحصلوا على خدمة جيدة ولا ينالوا حقهم من الاستفسار المسهب عن أمراضهم التي يجهلون أسبابها وطرق الوقاية منها مستقبلاً أو حتى كيفية التخلص منها، فالمهم أن يصرف الطبيب للمريض وصفة العلاج ليأخذها الأخير على عجالة للصيدلية، هذا إن لم يقع ضحية لأخطاء طبية نتيجة إرهاق الطبيب فيدفع المريض حينها حياته ثمناً لها.

لابد من أن توفر الدولة البيئة الملائمة لعمل الأطباء، عبر زيادة أعداد الأطباء ليقل ضغط المراجعين من المرضى على كل طبيب، ليحصل المريض على حقه في العلاج، وليؤدي الطبيب عمله بأريحية ليتمكن من أداء رسالته الإنسانية دون قصور مرغماً عليه.

ياسمينة: لا رهان ولا مراهنة في صحة البشر، فلابد من زيادة عدد الأطباء لتوفير خدمة أفضل للمرضى ولكي لا نُلقي اللوم على الطبيب وحده.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BBFV1PKhbmVLFXuiqfFUXodfZ-YksCAoxNrG5s0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.