امرأة من غير رجال

بقلم : ياسمين خلف

 ها هما عامان مرّا وهي معلقة، لا هي بالمتزوجة وتتمتع بحقوقها، ولا هي بالمطلقة لتفتح صفحة جديدة في حياتها. ماطل ولا يزال يماطل في الوصول إلى حل بين الاثنين، وكأنه يتلذذ بتعذيبها نفسياً، فبين كل حادثة وأخرى ردد على مسامعها ما يزيدها ضعفاً: ليس لك رجل يدافع عنك، لا إخوة ولا أب، ولا عم!. وكأنه يعايرها على ضعف حيلتها ونصيبها في هذه الدنيا، أب طاعن في السن، وأخ وحيد وشبه ميت على سريره الأبيض. ورغم قوة شخصيتها، وقدرتها على إدارة شؤون حياتها، إلا أن جرحاً عميقاً غائراً في نفسها يعمد إلى كسر همّتها كلما ذكرها بأنها امرأة بلا رجال يدافعون عنها. وكأن الرجل لا يهاب الله ولا يخافه، ولا يعرف بأنه مطالب أمام ربه بحقوق زوجته إلا إذ كانت امرأته محاطة برجال عشيرتها وأهلها!. لكن ماذا عن تلك التي شاء قدرها أن تكون امرأة من غير رجال؟

أسوأ ما يمكن أن تكون فيه المرأة، أن تكون محاطة بالرجال ولا تجد من يقف ويذود عنها إذا ما صُدمت بخذلان زوجها، وهي التي وقفت في أوجههم، رافضة اعتراضهم على الاقتران به، متحدية إياهم ومتحدية الزمن، معتقدة أنه الملاك الذي لا يأتيه الشر من ورائه ولا من أمامه، حينها لسان حالهم سيقول: هذا ما جنته يداكِ، ولسان حالها سيقول: أستحق كل ما يحدث لي! وبدلاً من أن يقدّرها زوجها، ويحفظها ويحفظ كرامتها بعد أن باعت حتى الأقربين لأجل عينيه يذلها، ليقينه أن لا رجل من أهلها سيقف معها بعد أن باعتهم لأجله، فلا تملك حينها إلا امتصاص المهانة والذل أمام رجل بلا رجولة وبلا رحمة.

الحال لا يختلف كثيراً بالنسبة للنساء المتزوجات من أجانب، فيجدها وحيدة في بلده، غريبة وسط أهله، وبدلاً من أن يصونها ويكون لها الأهل والأب والأخ فضلاً عن الزوج، يذيقها الويلات مطمئناً بأنها امرأة من غير رجال.

ليست برجولة على الإطلاق أن يستقوي الذكر على الأنثى فقط لأنه لم يجد من يقف مدافعاً عنها، ولم يجد من يردعه من الرجال إذا ما تمادى هو في ظلمه. وليست من الرجولة من شيء إذا ما وجد الزوج زوجته بلا رجل تتكئ عليه وتطلب حُكمه وإنصافه أن يدهس كرامتها ويستبيح حقوقها، فيغدو من شريك حياتها إلى منغص لحياتها ومذلٍ إياها.

 

ياسمينة: إن كانت هي امرأة من غير رجال، فأنت رجل من غير قلب ولا أخلاق.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BAza5EihbgJ6h6dQyr12uT8kde4nc4qb7I1qxo0/

بقلم : ياسمين خلف

 ها هما عامان مرّا وهي معلقة، لا هي بالمتزوجة وتتمتع بحقوقها، ولا هي بالمطلقة لتفتح صفحة جديدة في حياتها. ماطل ولا يزال يماطل في الوصول إلى حل بين الاثنين، وكأنه يتلذذ بتعذيبها نفسياً، فبين كل حادثة وأخرى ردد على مسامعها ما يزيدها ضعفاً: ليس لك رجل يدافع عنك، لا إخوة ولا أب، ولا عم!. وكأنه يعايرها على ضعف حيلتها ونصيبها في هذه الدنيا، أب طاعن في السن، وأخ وحيد وشبه ميت على سريره الأبيض. ورغم قوة شخصيتها، وقدرتها على إدارة شؤون حياتها، إلا أن جرحاً عميقاً غائراً في نفسها يعمد إلى كسر همّتها كلما ذكرها بأنها امرأة بلا رجال يدافعون عنها. وكأن الرجل لا يهاب الله ولا يخافه، ولا يعرف بأنه مطالب أمام ربه بحقوق زوجته إلا إذ كانت امرأته محاطة برجال عشيرتها وأهلها!. لكن ماذا عن تلك التي شاء قدرها أن تكون امرأة من غير رجال؟

أسوأ ما يمكن أن تكون فيه المرأة، أن تكون محاطة بالرجال ولا تجد من يقف ويذود عنها إذا ما صُدمت بخذلان زوجها، وهي التي وقفت في أوجههم، رافضة اعتراضهم على الاقتران به، متحدية إياهم ومتحدية الزمن، معتقدة أنه الملاك الذي لا يأتيه الشر من ورائه ولا من أمامه، حينها لسان حالهم سيقول: هذا ما جنته يداكِ، ولسان حالها سيقول: أستحق كل ما يحدث لي! وبدلاً من أن يقدّرها زوجها، ويحفظها ويحفظ كرامتها بعد أن باعت حتى الأقربين لأجل عينيه يذلها، ليقينه أن لا رجل من أهلها سيقف معها بعد أن باعتهم لأجله، فلا تملك حينها إلا امتصاص المهانة والذل أمام رجل بلا رجولة وبلا رحمة.

الحال لا يختلف كثيراً بالنسبة للنساء المتزوجات من أجانب، فيجدها وحيدة في بلده، غريبة وسط أهله، وبدلاً من أن يصونها ويكون لها الأهل والأب والأخ فضلاً عن الزوج، يذيقها الويلات مطمئناً بأنها امرأة من غير رجال.

ليست برجولة على الإطلاق أن يستقوي الذكر على الأنثى فقط لأنه لم يجد من يقف مدافعاً عنها، ولم يجد من يردعه من الرجال إذا ما تمادى هو في ظلمه. وليست من الرجولة من شيء إذا ما وجد الزوج زوجته بلا رجل تتكئ عليه وتطلب حُكمه وإنصافه أن يدهس كرامتها ويستبيح حقوقها، فيغدو من شريك حياتها إلى منغص لحياتها ومذلٍ إياها.

 

ياسمينة: إن كانت هي امرأة من غير رجال، فأنت رجل من غير قلب ولا أخلاق.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://www.instagram.com/p/BAza5EihbgJ6h6dQyr12uT8kde4nc4qb7I1qxo0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.