جرب نار الغيرة

بقلم : ياسمين خلف

الزائد كالناقص، وخير الأمور أوسطها، هكذا تردّد على مسامعنا منذ أن كنا أطفالاً، وها هي الحياة تثبت لنا ذلك كل حين، فلا المبالغة في الأمور، ولا شحّها حدّ البخل فيها ينفع، كذلك الأمر بالنسبة للغيرة بين الأزواج. فزيادتها تخنق الحب بينهما، وعدم وجودها يطفئ الحب حتى ولو كان لهيب العشق يضطرم في قلبيهما.

الزواج لا يعني التملك ولا الاحتكار، ولا يعني أن على الزوجين أن يعتزلا العالم ويقبعا في قمقم وحدهما بعد عقد قرانهما، ولا يعني طبعاً أن يترك كلاهما الآخر ليعيش مستقلاً دون لوم أو عتاب أو حتى إبداء وجهة نظر فالزواج غير العزوبية!. فإن تلذذت الزوجة بغيرة زوجها في الأشهر الأولى من زواجهما، واهمة نفسها بأن الزوج كلما أبدى غيرته عليها يعني أنه يحبها أكثر، فإنها وبلا شك ستدرك أن الحقيقة غير ذلك، وستملّ حياتها وتضجر كلما وجدت أن حبل الغيرة قد بدأ يضغط أكثر وأكثر حول رقبتها حدّ الاختناق، في الوقت الذي لن تتمكن حينها من الإفلات من هذا الحبل بسهولة بعد أن تعوّد زوجها الإمساك بطرفيه معاً.

والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للزوج الذي يظنّ خطأً بأن تتبع زوجته له كل نصف ساعة بالمسجات والمكالمات بأنها تعيش حالة من الاشتياق والهيام به، ولا يعلم بأن كل ذلك ربما هي مؤشرات لزوجة ستقيس حتى عدد السنتميترات ما بين عينيه وبين شاشة التلفاز متى ما ظهرت ممثلة أو مغنية، وستفتح ألف تحقيق وتحقيق إن رنّ هاتفه وكان وراءه جنس لطيف، حتى وإن كان اتصالاً بالخطأ، أو لأمور متعلقة بالعمل!.

الغيرة المرضيّة ما هي إلا شك وعدم ثقة بالشريك، وإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، وشعور باطني يهمس له كل حين بأنه مهدّد بالفراق متى ما دخل بينهما منافس.

فالغيرة المقبولة وفي حدود المعقول أمر طبيعي، بل أمر ضروري أحياناً كونها تُشعر الطرف الآخر بالارتياح وربما قد تزيد من ارتباط الشريكين، ولكن حذارِ من زيادتها فتنفر الشريك، وحذارِ من نقصانها لدرجة إحساسه باللامبالاة أو عدم الأهمية. فكم من بيوت هُدمت بسبب غيرة تعاظمت فأصبحت شكاً مدمراً أحرقت كل مشاعر الحب وأوغرت الصدور، فابتعد عن نار الغيرة ولا تسمع نصيحة الراحلة وردة الجزائرية ولا تجرّب نارها.

 

ياسمينة: هناك فرق بين الغِيرة والغَيرة، فالأولى تحرق وتدمّر الحياة، والأخيرة من صميم الأخلاق.

 

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BAhUHCnhbuA_iCSsj5aeSnhK7QaA_kKYgj7npU0/

بقلم : ياسمين خلف

الزائد كالناقص، وخير الأمور أوسطها، هكذا تردّد على مسامعنا منذ أن كنا أطفالاً، وها هي الحياة تثبت لنا ذلك كل حين، فلا المبالغة في الأمور، ولا شحّها حدّ البخل فيها ينفع، كذلك الأمر بالنسبة للغيرة بين الأزواج. فزيادتها تخنق الحب بينهما، وعدم وجودها يطفئ الحب حتى ولو كان لهيب العشق يضطرم في قلبيهما.

الزواج لا يعني التملك ولا الاحتكار، ولا يعني أن على الزوجين أن يعتزلا العالم ويقبعا في قمقم وحدهما بعد عقد قرانهما، ولا يعني طبعاً أن يترك كلاهما الآخر ليعيش مستقلاً دون لوم أو عتاب أو حتى إبداء وجهة نظر فالزواج غير العزوبية!. فإن تلذذت الزوجة بغيرة زوجها في الأشهر الأولى من زواجهما، واهمة نفسها بأن الزوج كلما أبدى غيرته عليها يعني أنه يحبها أكثر، فإنها وبلا شك ستدرك أن الحقيقة غير ذلك، وستملّ حياتها وتضجر كلما وجدت أن حبل الغيرة قد بدأ يضغط أكثر وأكثر حول رقبتها حدّ الاختناق، في الوقت الذي لن تتمكن حينها من الإفلات من هذا الحبل بسهولة بعد أن تعوّد زوجها الإمساك بطرفيه معاً.

والأمر لا يختلف كثيراً بالنسبة للزوج الذي يظنّ خطأً بأن تتبع زوجته له كل نصف ساعة بالمسجات والمكالمات بأنها تعيش حالة من الاشتياق والهيام به، ولا يعلم بأن كل ذلك ربما هي مؤشرات لزوجة ستقيس حتى عدد السنتميترات ما بين عينيه وبين شاشة التلفاز متى ما ظهرت ممثلة أو مغنية، وستفتح ألف تحقيق وتحقيق إن رنّ هاتفه وكان وراءه جنس لطيف، حتى وإن كان اتصالاً بالخطأ، أو لأمور متعلقة بالعمل!.

الغيرة المرضيّة ما هي إلا شك وعدم ثقة بالشريك، وإحساس بالنقص وعدم الثقة بالنفس، وشعور باطني يهمس له كل حين بأنه مهدّد بالفراق متى ما دخل بينهما منافس.

فالغيرة المقبولة وفي حدود المعقول أمر طبيعي، بل أمر ضروري أحياناً كونها تُشعر الطرف الآخر بالارتياح وربما قد تزيد من ارتباط الشريكين، ولكن حذارِ من زيادتها فتنفر الشريك، وحذارِ من نقصانها لدرجة إحساسه باللامبالاة أو عدم الأهمية. فكم من بيوت هُدمت بسبب غيرة تعاظمت فأصبحت شكاً مدمراً أحرقت كل مشاعر الحب وأوغرت الصدور، فابتعد عن نار الغيرة ولا تسمع نصيحة الراحلة وردة الجزائرية ولا تجرّب نارها.

 

ياسمينة: هناك فرق بين الغِيرة والغَيرة، فالأولى تحرق وتدمّر الحياة، والأخيرة من صميم الأخلاق.

 

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BAhUHCnhbuA_iCSsj5aeSnhK7QaA_kKYgj7npU0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.