يهدون الموت لأبنائهم

بقلم : ياسمين خلف

كان يمتلك معرضاً لبيع السيارات الرياضية، فأهدى ابنه أكثرها تميزاً وسرعة، طار الابن فرحاً بها، فأراد أن يضفي عليها بعض المميزات التي تجعل منها طائرة على الأرض عوضاً عن كونها سيارة، وكان له ما أراد طار بها إلى السماء وعانقت روحه الشابة بارئها.

وآخر.. أهدى ابنه ذا الثلاثة عشر ربيعاً دراجة نارية بعد خضوعه لعملية جراحية، “أردت أن أدخل الفرحة على قلبه بعدما مر به من تجربة صحية مؤلمة” هكذا فكر وقال والده! فرح بها يوما، يومين، ثلاثة لينتهي به المطاف بعد أسبوع واحد في العناية المركزة بعدما سقط منها، وأصيب بنزيف في الدماغ وكسر في الجمجمة!.

من حيث لا يعلم الأهل أحياناً يهدون فلذات أكبادهم الموت على طبق من ذهب، هم يعتقدون أنهم بتوفير ما يتمنى أبناؤهم، يعبرون عن حبهم، ولا يدرون أنهم يعرضونهم للخطر، وفي أحيان أخرى إلى فقدانهم لحياتهم في غمضة عين.

التهور إن كان هو صفة الأبناء ولا سيما المراهقين منهم والشباب، إلا أن تهور آبائهم أكبر، إذا ما صعروا خدهم لأبنائهم أمام تلك الرغبات، ووفروا لهم ما يدفعهم إلى ترجمة طيش أفكارهم إلى أفعال. فحتى لو طلب ابن الثالثة عشرة دراجة نارية، وألح في طلبها، وأبدى رغبته الجامحة لاقتنائها، فليس من الحكمة ولا التعقل والتدبر أن تسلم مفاتيحها إليه، على اعتبار أنها هدية ستدخل البهجة والفرحة إلى قلبه. فها هي الفرحة تنقلب إلى حزن ودموع، وخوف من تأثير الإصابة على حياته، والتي كان قاب قوسين أو هو أقرب فيها إلى الموت، وفي أفضل الحالات إصابته بالشلل أو تأثير الإصابة على قدراته العقلية.

هب أن طفلك ذا العامين يتوسلك باكياً لتسلمه السكين التي بين يديك ليلعب بها، صحيح أنك إن سلمته إياها سيتوقف عن البكاء، وسيضحك ملء فيه فرحاً، ولكن هل من التعقل في شيء أن تسلمه ما يعرض سلامته وحياته للخطر؟ المراهق والشاب في مقتبل عمره لا يختلفان عن ذاك الطفل كثيراً، سوى بضع سنوات، ومراحل من التفكير والتجربة، إلا أن التهور، والطيش، وعدم احتساب عواقب الأمور مازالت تفور في دمه، ورغباته تطورت فأخذ يحلم بالسيارة، والدراجة النارية، إلا أنه مازال لا يدرك مخاطر ما يقدم عليه من تصرفات.

ياسمينة: مؤلم أن تجد شبابا فقدوا القدرة على الحركة، وأصيب آخرون بالشلل الكلي، أو تزهق أرواحهم في عز شبابهم فقط لأن آباءهم أرادوا إدخال الفرحة على قلوبهم فقتلوهم.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BAR0EDzBbo4vQIh0Rgj4MZiXPOFjEXNaL6Bswg0/

بقلم : ياسمين خلف

كان يمتلك معرضاً لبيع السيارات الرياضية، فأهدى ابنه أكثرها تميزاً وسرعة، طار الابن فرحاً بها، فأراد أن يضفي عليها بعض المميزات التي تجعل منها طائرة على الأرض عوضاً عن كونها سيارة، وكان له ما أراد طار بها إلى السماء وعانقت روحه الشابة بارئها.

وآخر.. أهدى ابنه ذا الثلاثة عشر ربيعاً دراجة نارية بعد خضوعه لعملية جراحية، “أردت أن أدخل الفرحة على قلبه بعدما مر به من تجربة صحية مؤلمة” هكذا فكر وقال والده! فرح بها يوما، يومين، ثلاثة لينتهي به المطاف بعد أسبوع واحد في العناية المركزة بعدما سقط منها، وأصيب بنزيف في الدماغ وكسر في الجمجمة!.

من حيث لا يعلم الأهل أحياناً يهدون فلذات أكبادهم الموت على طبق من ذهب، هم يعتقدون أنهم بتوفير ما يتمنى أبناؤهم، يعبرون عن حبهم، ولا يدرون أنهم يعرضونهم للخطر، وفي أحيان أخرى إلى فقدانهم لحياتهم في غمضة عين.

التهور إن كان هو صفة الأبناء ولا سيما المراهقين منهم والشباب، إلا أن تهور آبائهم أكبر، إذا ما صعروا خدهم لأبنائهم أمام تلك الرغبات، ووفروا لهم ما يدفعهم إلى ترجمة طيش أفكارهم إلى أفعال. فحتى لو طلب ابن الثالثة عشرة دراجة نارية، وألح في طلبها، وأبدى رغبته الجامحة لاقتنائها، فليس من الحكمة ولا التعقل والتدبر أن تسلم مفاتيحها إليه، على اعتبار أنها هدية ستدخل البهجة والفرحة إلى قلبه. فها هي الفرحة تنقلب إلى حزن ودموع، وخوف من تأثير الإصابة على حياته، والتي كان قاب قوسين أو هو أقرب فيها إلى الموت، وفي أفضل الحالات إصابته بالشلل أو تأثير الإصابة على قدراته العقلية.

هب أن طفلك ذا العامين يتوسلك باكياً لتسلمه السكين التي بين يديك ليلعب بها، صحيح أنك إن سلمته إياها سيتوقف عن البكاء، وسيضحك ملء فيه فرحاً، ولكن هل من التعقل في شيء أن تسلمه ما يعرض سلامته وحياته للخطر؟ المراهق والشاب في مقتبل عمره لا يختلفان عن ذاك الطفل كثيراً، سوى بضع سنوات، ومراحل من التفكير والتجربة، إلا أن التهور، والطيش، وعدم احتساب عواقب الأمور مازالت تفور في دمه، ورغباته تطورت فأخذ يحلم بالسيارة، والدراجة النارية، إلا أنه مازال لا يدرك مخاطر ما يقدم عليه من تصرفات.

ياسمينة: مؤلم أن تجد شبابا فقدوا القدرة على الحركة، وأصيب آخرون بالشلل الكلي، أو تزهق أرواحهم في عز شبابهم فقط لأن آباءهم أرادوا إدخال الفرحة على قلوبهم فقتلوهم.

 

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://www.instagram.com/p/BAR0EDzBbo4vQIh0Rgj4MZiXPOFjEXNaL6Bswg0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.