ما الحل يا ترى؟

بقلم : ياسمين خلف

حالة من الإحباط يعيشها شباب اليوم ضاعفت من أعمارهم وتسبّبت في تسلل الشيب إليهم قبيل أوان المشيب!. الأوضاع السياسية من جهة، وتردي الحالة الاقتصادية من جهة أخرى، ناهيك عن آثار كل ذلك على حياتهم الاجتماعية والتي حطّمت كل آمالهم ولم تترك لهم فرصة للعيش في الأحلام الوردية التي هي من المفترض أن تكون سمة من سمات أعمارهم.

كان اليأس قد طغى على نبرة صوته وهو يستشعر اقتراب كارثة مجتمعية مع التردّي والهبوط المتسارع لأسعار براميل النفط في الأسواق العالمية. فالجرف لن يلتهم اقتصاد البلد، ويترك موظفي الحكومة بلا رواتب مع العجز المرتقب في ميزانية الدولة، بل سيلتهم كل ما قد يعترضه من فسيفساء حياة المواطنين.

الاستيراد من الخارج سيقل، وسيقابله ارتفاع واضح في الأسعار، ومع انخفاض سعر البترول سيهرب المستثمرون لبلدان أكثر أمنًا اقتصاديًا لضمان الأرباح، فستقل فرص العمل، وستتضاعف أعداد العاطلين والذين هم في أغلبهم من خريجي الجامعات. وإن توافرت فرص هزيلة لأعمال بسيطة لن تكون ضمن طموح خريجين دفع ذووهم كل ما يملكون، وما لا يملكون في سبيل إدخالهم أفضل المدارس والجامعات لنيل أعلى الشهادات على أمل الحصول في النهاية على وظائف تنسيهم ثقل الديون التي راكموها على ظهورهم سنوات طوال، يمكن عدّها منذ دخول أبنائهم الروضة إلى سنوات إنهائهم المرحلة الجامعية.

الصدمة قد تكون موجعة مع عدم قدرة الدول على احتواء أبنائها، فيضطر بعضهم للهجرة بحثًا عن لقمة عيش ومستوى معيشي أفضل، والبعض الآخر إما أن يكون عالة على أهله، أو حتى عالة على الدولة، فلا هو بقادر على الحصول على فرصة عمل، فيكون فردًا منتجًا، ولا هو بقادر على أن يستقل بحياته الخاصة فيتزوج ويبني أسرة. فستتصاعد البطالة والعنوسة بشكل متوازٍ ومتسارع، خصوصًا مع زيادة تكاليف الزواج والتي لن تقتصر على غلاء المهور فقط بل حتى مع ارتفاع إيجارات صالات الأفراح، ووجبات الضيافة، وغيرها من تجهيزات الأعراس، أو إيجارات الشقق، ولا نتكلم أبدًا عن من يبالغ فيها، بل عن أولئك الذين يقبلون بالمعقول، والذين لن يجدوا بعد الأزمة الاقتصادية ما يمكنهم القبول به؛ لأنهم أصلاً لا يملكون حتى القليل منه.

شريحة الفقراء ستتسع أكثر وأكثر، وكل ذلك سيدفع إلى ارتفاع نسب الجرائم من سرقات، وتعاطٍ للمخدرات، وزنى وغيرها من الآثار المترتبة على تردي الأوضاع الاقتصادية في الدول. باختصار لا يملك شبابنا فرصة لأن يلونوا حياتهم بعد كل ذلك بألوان ورديّة أو حتى سماويّة، فالقتامة والسوداويّة هما للأسف قدرهم على ما يبدو.

 

ياسمينة: لسنا متشائمين ولكن الواقع يوقظنا كل يوم على أوضاع أكثر سوءًا. فما الحل يا ترى؟

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/82brK6Bbi55wIspBCIfPYkGCHLrnwG_4x_wvQ0/

بقلم : ياسمين خلف

حالة من الإحباط يعيشها شباب اليوم ضاعفت من أعمارهم وتسبّبت في تسلل الشيب إليهم قبيل أوان المشيب!. الأوضاع السياسية من جهة، وتردي الحالة الاقتصادية من جهة أخرى، ناهيك عن آثار كل ذلك على حياتهم الاجتماعية والتي حطّمت كل آمالهم ولم تترك لهم فرصة للعيش في الأحلام الوردية التي هي من المفترض أن تكون سمة من سمات أعمارهم.

كان اليأس قد طغى على نبرة صوته وهو يستشعر اقتراب كارثة مجتمعية مع التردّي والهبوط المتسارع لأسعار براميل النفط في الأسواق العالمية. فالجرف لن يلتهم اقتصاد البلد، ويترك موظفي الحكومة بلا رواتب مع العجز المرتقب في ميزانية الدولة، بل سيلتهم كل ما قد يعترضه من فسيفساء حياة المواطنين.

الاستيراد من الخارج سيقل، وسيقابله ارتفاع واضح في الأسعار، ومع انخفاض سعر البترول سيهرب المستثمرون لبلدان أكثر أمنًا اقتصاديًا لضمان الأرباح، فستقل فرص العمل، وستتضاعف أعداد العاطلين والذين هم في أغلبهم من خريجي الجامعات. وإن توافرت فرص هزيلة لأعمال بسيطة لن تكون ضمن طموح خريجين دفع ذووهم كل ما يملكون، وما لا يملكون في سبيل إدخالهم أفضل المدارس والجامعات لنيل أعلى الشهادات على أمل الحصول في النهاية على وظائف تنسيهم ثقل الديون التي راكموها على ظهورهم سنوات طوال، يمكن عدّها منذ دخول أبنائهم الروضة إلى سنوات إنهائهم المرحلة الجامعية.

الصدمة قد تكون موجعة مع عدم قدرة الدول على احتواء أبنائها، فيضطر بعضهم للهجرة بحثًا عن لقمة عيش ومستوى معيشي أفضل، والبعض الآخر إما أن يكون عالة على أهله، أو حتى عالة على الدولة، فلا هو بقادر على الحصول على فرصة عمل، فيكون فردًا منتجًا، ولا هو بقادر على أن يستقل بحياته الخاصة فيتزوج ويبني أسرة. فستتصاعد البطالة والعنوسة بشكل متوازٍ ومتسارع، خصوصًا مع زيادة تكاليف الزواج والتي لن تقتصر على غلاء المهور فقط بل حتى مع ارتفاع إيجارات صالات الأفراح، ووجبات الضيافة، وغيرها من تجهيزات الأعراس، أو إيجارات الشقق، ولا نتكلم أبدًا عن من يبالغ فيها، بل عن أولئك الذين يقبلون بالمعقول، والذين لن يجدوا بعد الأزمة الاقتصادية ما يمكنهم القبول به؛ لأنهم أصلاً لا يملكون حتى القليل منه.

شريحة الفقراء ستتسع أكثر وأكثر، وكل ذلك سيدفع إلى ارتفاع نسب الجرائم من سرقات، وتعاطٍ للمخدرات، وزنى وغيرها من الآثار المترتبة على تردي الأوضاع الاقتصادية في الدول. باختصار لا يملك شبابنا فرصة لأن يلونوا حياتهم بعد كل ذلك بألوان ورديّة أو حتى سماويّة، فالقتامة والسوداويّة هما للأسف قدرهم على ما يبدو.

 

ياسمينة: لسنا متشائمين ولكن الواقع يوقظنا كل يوم على أوضاع أكثر سوءًا. فما الحل يا ترى؟

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/82brK6Bbi55wIspBCIfPYkGCHLrnwG_4x_wvQ0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.