قلبي وكليتيّ لمن سيحتاجها

بقلم : ياسمين خلف

ماذا لو قمنا بالوصية لأهلنا بالتبرع بأعضائنا بعد وفاتنا لمن هم ينتظرون بارقة أمل لإكمال مشوار حياتهم؟ أليس في ذلك صدقة نختم بها أعمارنا لتكون آخر أعمالنا مسكا يذكرها لنا من حولنا وخصوصاً أولئك الذين سيترحمون علينا لإنقاذنا أرواحا كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت؟

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فكرة قد تكون غير مستساغة خصوصاً لمن يحبوننا ويرفضون فكرة أن تستأصل أعيننا لزراعتها في أحداق إنسان آخر يتمنى يوماً أن يرى كيف هو نور الشمس الذي يتحدث عنه المبصرون ويترنم به الشعراء والأدباء؟ وكيف هي ملامح وجوههم ووجوه من حولهم؟ فكرة قد تكون مؤلمة محزنة لمن لا يتقبلون أن تُستأصل كليتي أو قلب أمهم أو أبيهم، مؤكدين بأن إكرام الميت دفنه بكامل بدنه لا نقص فيه ولا تلف. فكيف أرتضي أن تقطع أجزاء وأعضاء من أحب لأتبرع بها لإنسان آخر؟. لكن أليس من أحيا نفسياً فكأنما أحيا الناس جميعاً؟.

الألوف من المرضى يعانون من الفشل الكلوي، أو تليف الكبد أو فشله، وضعف القلب، وغيرها من الأمراض، يمكن أن تكتب لهم أعمار إضافية -الأعمار بيد الله طبعاً – إن ما وجدوا من يتبرع لهم بأعضائه. وكما أن هناك من يحتاج إلى وحدات الدم هناك من يحتاج إلى عظام لاستبدال التالف منها والناقص، وهناك من يحتاج إلى قرنية العين، وهناك من يحتاج إلى قلب سليم، وبالمقابل هناك من فقدوا حياتهم وحانت آجالهم ولازالت أعضاؤهم حيوية يمكن الاستفادة منها، كمن يذهب ضحية لحوادث مرورية، ناهيك طبعاً عن أولئك الذين ماتوا دماغياً ولا أمل في شفائهم. كل أولئك يمكن أن يهبوا الحياة لغيرهم ممن لا يزالون يتنفسون ويتمنون يوماً أن يعيشوا كغيرهم طبيعيين لا يعانون من أمراض تدخلهم المستشفيات كل حين.

ثقافة التبرع بالأعضاء لاتزال تحبو بخطوات بطيئة في المجتمعات العربية مقارنة بالمجتمعات الغربية التي تتسابق للتبرع بأعضاء أفرادها لمن يحتاجها، بل وتخطوها إلى التبرع بأنفسهم لخدمة الأبحاث العلمية التي يمكن أن تفتح باباً لعلاج الملايين من البشر حول العالم، كمهندس الكمبيوتر الروسي -30 عاماً- والذي يعاني من مرض عضال في جسده لا شفاء منه، فيما يتمتع برأس ودماغ طبيعيين، فتبرع برأسه لزراعته على جسم إنسان آخر تشوه رأسه وبقى جسده طبيعياً!. راجياً أن يكون تبرعه هذا في سبيل تقدم علاج زراعة الأعضاء، وبث الأمل للملايين من البشر.

ياسمينة: كصدقة جارية، قلبي وكليتي وكل أعضائي لمن سيحتاجها بعد وفاتي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/6mvtDehbuazYs0wplvxNNcY1t53SFnB4PBQkg0/

بقلم : ياسمين خلف

ماذا لو قمنا بالوصية لأهلنا بالتبرع بأعضائنا بعد وفاتنا لمن هم ينتظرون بارقة أمل لإكمال مشوار حياتهم؟ أليس في ذلك صدقة نختم بها أعمارنا لتكون آخر أعمالنا مسكا يذكرها لنا من حولنا وخصوصاً أولئك الذين سيترحمون علينا لإنقاذنا أرواحا كانت قاب قوسين أو أدنى من الموت؟

التبرع بالأعضاء بعد الوفاة، فكرة قد تكون غير مستساغة خصوصاً لمن يحبوننا ويرفضون فكرة أن تستأصل أعيننا لزراعتها في أحداق إنسان آخر يتمنى يوماً أن يرى كيف هو نور الشمس الذي يتحدث عنه المبصرون ويترنم به الشعراء والأدباء؟ وكيف هي ملامح وجوههم ووجوه من حولهم؟ فكرة قد تكون مؤلمة محزنة لمن لا يتقبلون أن تُستأصل كليتي أو قلب أمهم أو أبيهم، مؤكدين بأن إكرام الميت دفنه بكامل بدنه لا نقص فيه ولا تلف. فكيف أرتضي أن تقطع أجزاء وأعضاء من أحب لأتبرع بها لإنسان آخر؟. لكن أليس من أحيا نفسياً فكأنما أحيا الناس جميعاً؟.

الألوف من المرضى يعانون من الفشل الكلوي، أو تليف الكبد أو فشله، وضعف القلب، وغيرها من الأمراض، يمكن أن تكتب لهم أعمار إضافية -الأعمار بيد الله طبعاً – إن ما وجدوا من يتبرع لهم بأعضائه. وكما أن هناك من يحتاج إلى وحدات الدم هناك من يحتاج إلى عظام لاستبدال التالف منها والناقص، وهناك من يحتاج إلى قرنية العين، وهناك من يحتاج إلى قلب سليم، وبالمقابل هناك من فقدوا حياتهم وحانت آجالهم ولازالت أعضاؤهم حيوية يمكن الاستفادة منها، كمن يذهب ضحية لحوادث مرورية، ناهيك طبعاً عن أولئك الذين ماتوا دماغياً ولا أمل في شفائهم. كل أولئك يمكن أن يهبوا الحياة لغيرهم ممن لا يزالون يتنفسون ويتمنون يوماً أن يعيشوا كغيرهم طبيعيين لا يعانون من أمراض تدخلهم المستشفيات كل حين.

ثقافة التبرع بالأعضاء لاتزال تحبو بخطوات بطيئة في المجتمعات العربية مقارنة بالمجتمعات الغربية التي تتسابق للتبرع بأعضاء أفرادها لمن يحتاجها، بل وتخطوها إلى التبرع بأنفسهم لخدمة الأبحاث العلمية التي يمكن أن تفتح باباً لعلاج الملايين من البشر حول العالم، كمهندس الكمبيوتر الروسي -30 عاماً- والذي يعاني من مرض عضال في جسده لا شفاء منه، فيما يتمتع برأس ودماغ طبيعيين، فتبرع برأسه لزراعته على جسم إنسان آخر تشوه رأسه وبقى جسده طبيعياً!. راجياً أن يكون تبرعه هذا في سبيل تقدم علاج زراعة الأعضاء، وبث الأمل للملايين من البشر.

ياسمينة: كصدقة جارية، قلبي وكليتي وكل أعضائي لمن سيحتاجها بعد وفاتي.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/6mvtDehbuazYs0wplvxNNcY1t53SFnB4PBQkg0/

عن الكاتب

ياسمينيات

ياسمين خلف حاصلة على درجة البكالوريوس في تخصص الإعلام مع تخصص مساند في علم النفس من جامعة الكويت عضو في جمعية الصحفيين بمملكة البحرين أمضت أكثر من 14 سنة في القطاع الصحافي والإعلامي ، ( سبتمبر 2000- 2005 / في صحيفة الأيام ) ( 2005 - 2010 في صحيفة الوقت ). (2008- حتى الان كاخصائية إعلام ومسئولة عن مجلة آفاق الجامعية التابعة لجامعة البحرين) (2013- حتى الان كاتبة عمود في جريدة الراية القطرية ) (2013 وحتى الان مراسلة مجلة هي وهو القطرية ) شاركت في العديد من دورات التطوير المهني في البحرين وخارجها ومنها : تأهيل و إعداد الصحافيين وزارة الأعلام – مملكة البحرين فن الكتابة الصحفية جامعة البحرين فن و مهارات المقابلة الصحفية و التحقيق الصحفي جامعة البحرين أساسيات المهنة و أخلاقياتها جمعية الصحفيين – البحرين الصحافة البرلمانية جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة الخبر الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين فن كتابة التحقيق الصحفي جمعية الصحفيين – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (3) المركز الأمريكي للثقافة و التعليم – البحرين دورة تدريبية في تكنولوجيا المعلومات اتحاد الصحفيين العرب – مصر الكتابة الصحفية مؤسسة الأيام للصحافة – البحرين دورة في اللغة الإنجليزية (2) مركز الخليج الدولي – البحرين المشاركة في اللجنة المشتركة للشباب البرلمانيين وممثلي المؤسسات الحكومية لجمعية البحرين للصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة . المشاركة في دورة حول القانون الدولي الإنساني للجنة الدولية للصليب الأحمر . دورة تدريبية حول تكنولوجيا المعلومات في الإتحاد الصحفيين العرب في القاهرة . للتواصل: yasmeeniat@yasmeeniat.com

تدوينات متعلقة

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.