الخميس الموافق 12/3/2015 م
طلاق الكبار
ما الذي يدفع زوجين قضيا أكثر من ربع قرن من الزواج – أو أكثر- كي ينفصلا؟، وأن يحدث بينهما أبغض الحلال في الوقت الذي قد تزوج فيه أبناؤهما وأنجبوا وألبسوهما ثوب الجدّين!، قد يثير الأمر استغراب واستهجان الأهل والمقربين منهما، ولكنْ ثمة أمور تبقى لها أسبابها ومبرراتها، التي دفعتهما إلى الانفصال، وعدم القدرة على الاحتمال، والاستمرار أكثر.
أوّل ما يمكن أن يقال في مثل هذه المواقف، (بعد هالعمر والعشرة الحين يتطلقون؟، اللي بيطلق يطلق من زمان مو الحين؟)، وكالعادة أوّل ما يتبادر إلى الذهن أن العيب والخطأ في الزوجة، وأن الزوج “المسكين” هو ضحية هذه المرأة التي تبدأ العيون في الترصد لها، إن كان وراء قصة طلاقها وانفصالها رجل آخر، وعشيق فضّلته على “أبو عيالها”!. للأسف هذا هو واقعنا، وهذا هو تفكير البشر من حولنا.
بالطبع، لا يمكن حصر أسباب الانفصال بين الأزواج، ولكن هل فكّر أحدهم إن كان وراء هذه البيوت، والأبواب المؤصدة أزواج وزوجات، تحملوا الكثير خلال السنوات الطويلة من زواجهم، وغصوا بآلامهم، ولم ينبسوا لمن حولهم ببنت شفة، حتى يخالهم الجميع أنهم أسعد الأزواج، وهم في الواقع أتعسهم، والمشاكل والخلافات بينهم لم تتوقف يومًا!، هل توقع أحدهم أن يكون ذاك الزوج البشوش الاجتماعي، زوجًا عبوسًا، وأبًا قاسيًا على زوجته وأبنائه، كريمًا على الناس بخيلاً على أهل داره!، هل تخيل أحدهم أن تكون تلك الزوجة العفيفة الشريفة كما ذاع صيتها، وعرف أهلها، صاحبة علاقات، وتخون زوجها كلما غاب وسنحت لها الفرصة!.
ثمة أمور وأسرار لا يعلمها إلا الزوجان اللذان قررا الانفصال، بعد أن اطمأنا على أنهما قد أديا دورهما في تربية الأبناء، وأوصلاهم إلى مرحلة الاعتماد على النفس، وربما قد فتحوا هم الآخرون بيوتهم الخاصة وأنشأوا أسرهم المستقلة، حينها فقط يلتفت الأبوان إلى حياتهما، وأنه لا سنوات طويلة بقيت ليعيشا مرتاحَي البال، لا تنغص عليهما المشاكل، التي بقيت حبيسة صدريهما أو لم تتجاوزغرفة نومهما! لخوفهما من تأثير الطلاق على الأبناء إذا ما تمّ وهم صغار في السنّ، وخوفًا من تشتت الأبناء ما بين حضن الأم وكنف الأب، ناهيك عن المشاكل النفسيّة التي قد تلحق بهم، فيفضلان أن تبقى زوبعة خلافاتهما تحوم بينهما، مهما كان ألمها، إلى أن يحين الوقت للطلاق والانفصال.
ياسمينة: لكل بيت أسرار، ووراء كل قصة طلاق أسباب، لا يعلم حجمها، ولا يتجرع ألمها إلا الزوجان، فكفّوا ألسنتكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/0HtYdtBbpp/
الخميس الموافق 12/3/2015 م
طلاق الكبار
ما الذي يدفع زوجين قضيا أكثر من ربع قرن من الزواج – أو أكثر- كي ينفصلا؟، وأن يحدث بينهما أبغض الحلال في الوقت الذي قد تزوج فيه أبناؤهما وأنجبوا وألبسوهما ثوب الجدّين!، قد يثير الأمر استغراب واستهجان الأهل والمقربين منهما، ولكنْ ثمة أمور تبقى لها أسبابها ومبرراتها، التي دفعتهما إلى الانفصال، وعدم القدرة على الاحتمال، والاستمرار أكثر.
أوّل ما يمكن أن يقال في مثل هذه المواقف، (بعد هالعمر والعشرة الحين يتطلقون؟، اللي بيطلق يطلق من زمان مو الحين؟)، وكالعادة أوّل ما يتبادر إلى الذهن أن العيب والخطأ في الزوجة، وأن الزوج “المسكين” هو ضحية هذه المرأة التي تبدأ العيون في الترصد لها، إن كان وراء قصة طلاقها وانفصالها رجل آخر، وعشيق فضّلته على “أبو عيالها”!. للأسف هذا هو واقعنا، وهذا هو تفكير البشر من حولنا.
بالطبع، لا يمكن حصر أسباب الانفصال بين الأزواج، ولكن هل فكّر أحدهم إن كان وراء هذه البيوت، والأبواب المؤصدة أزواج وزوجات، تحملوا الكثير خلال السنوات الطويلة من زواجهم، وغصوا بآلامهم، ولم ينبسوا لمن حولهم ببنت شفة، حتى يخالهم الجميع أنهم أسعد الأزواج، وهم في الواقع أتعسهم، والمشاكل والخلافات بينهم لم تتوقف يومًا!، هل توقع أحدهم أن يكون ذاك الزوج البشوش الاجتماعي، زوجًا عبوسًا، وأبًا قاسيًا على زوجته وأبنائه، كريمًا على الناس بخيلاً على أهل داره!، هل تخيل أحدهم أن تكون تلك الزوجة العفيفة الشريفة كما ذاع صيتها، وعرف أهلها، صاحبة علاقات، وتخون زوجها كلما غاب وسنحت لها الفرصة!.
ثمة أمور وأسرار لا يعلمها إلا الزوجان اللذان قررا الانفصال، بعد أن اطمأنا على أنهما قد أديا دورهما في تربية الأبناء، وأوصلاهم إلى مرحلة الاعتماد على النفس، وربما قد فتحوا هم الآخرون بيوتهم الخاصة وأنشأوا أسرهم المستقلة، حينها فقط يلتفت الأبوان إلى حياتهما، وأنه لا سنوات طويلة بقيت ليعيشا مرتاحَي البال، لا تنغص عليهما المشاكل، التي بقيت حبيسة صدريهما أو لم تتجاوزغرفة نومهما! لخوفهما من تأثير الطلاق على الأبناء إذا ما تمّ وهم صغار في السنّ، وخوفًا من تشتت الأبناء ما بين حضن الأم وكنف الأب، ناهيك عن المشاكل النفسيّة التي قد تلحق بهم، فيفضلان أن تبقى زوبعة خلافاتهما تحوم بينهما، مهما كان ألمها، إلى أن يحين الوقت للطلاق والانفصال.
ياسمينة: لكل بيت أسرار، ووراء كل قصة طلاق أسباب، لا يعلم حجمها، ولا يتجرع ألمها إلا الزوجان، فكفّوا ألسنتكم.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/0HtYdtBbpp/
أحدث التعليقات