الخميس الموافق 5/3/2015 م
هل نحن نكرة!
فاطمة الزهراء بنت خير البشر نبينا محمد، زينب بنت علي بن أبي طالب، عائشة أم المؤمنين، أسماء بنت أبي بكر، أروى بنت عبدالمطلب – عمة الرسول – رفيدة الأنصارية، والكثير من الأسماء المشعة في تاريخنا الإسلامي، لم يخجل السلف من أجداد أجدادنا من ذكر أسمائهن صراحة وعلانية، لم يستشط أحدهم غضبًا إذا ما عرف أحدهم اسم أمه، أو أخته، أو زوجته، ولم نسمع أن حربًا قد قامت بسبب شيوع اسم امرأة من أولئك النساء، فيما يجد مجتمعنا الإلكتروني المتحضّر المتعلم أن اسم المرأة عورة يجب أن يوارى عن الناس وأن يُطمس، أو يلبس بلبوس أم فلان، وأم علتان، حتى وإن كانت عزباء أو لم ترزق بذرية، المهم ألا يعرف أحد اسمها، وكأن الاسم عورة، وكأن الاسم عار!
فلنترك كل النساء جانبًا رغم ثقل مكانتهن جميعًا، فهل خجل رسولنا الأكرم من ذكر اسم ابنته فاطمة أمام المسلمين؟ بل بالعكس، كان يفاخر بها، وكان يضرب بها المثل في تطبيق الأحكام كما قال حينها: “لو كانت فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، فلمَ نحرّم ما أحلّ الله؟ ولمَ نجرّد المرأة من أهم ما يميّزها، ويميّز هويتها، ونلصقها دائمًا باسم أكبر أبنائها الذكور، حتى ولو كانت أول ذريتها أنثى؟
للمرأة كيان مستقل، واسمها الذي سُجل في أول ورقة في حياتها، وستُنادى به يوم الحشر، جزء من هذه الكينونة، قد يفضل البعض منهن حمل اسم أكبر أبنائهن، وهو جميل طالما هذا يُرضيها، ويُدخل الفرحة في قلبها، ولكن أن يكون عرفًا تُجبر عليه فهو إلغاء لوجودها كإنسان، الطامّة إن تُسأل الفتاة عن اسمها، ليعقب عليها بسؤال آخر، “أم” من؟ فإن كانت أمًا فلا حرج، ولا جريمة، خصوصًا أن البعض يراه جزءًا من احترام المرأة، ولكن إن تُسأل فتاة عزباء أو محرومة من الذرية السؤال ذاته، ويتبع بالسؤال عما تحب أن تُنادى به من اسم ذَكَر، وإن لم يخطر ببالها اسم نادوها باسم ” أم غائب” كناية عن الابن الذي لم يرَ النور، والاسم المجهول الذي لم يحدّد بعد، فهو إهانة لشخصها الذي يُعتبر بلا قيمة في حال عدم اقترانه باسم ذكر.
ياسمينة: جزء من احترام المرأة، هو احترام إنسانيتها، واحترام شخصها، واسمها جزء من هذا الاحترام.. اسمكِ ليس بعورة سيدتي. وكل عام والمرأة بخير.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/z1mU3WBbm9/
الخميس الموافق 5/3/2015 م
هل نحن نكرة!
فاطمة الزهراء بنت خير البشر نبينا محمد، زينب بنت علي بن أبي طالب، عائشة أم المؤمنين، أسماء بنت أبي بكر، أروى بنت عبدالمطلب – عمة الرسول – رفيدة الأنصارية، والكثير من الأسماء المشعة في تاريخنا الإسلامي، لم يخجل السلف من أجداد أجدادنا من ذكر أسمائهن صراحة وعلانية، لم يستشط أحدهم غضبًا إذا ما عرف أحدهم اسم أمه، أو أخته، أو زوجته، ولم نسمع أن حربًا قد قامت بسبب شيوع اسم امرأة من أولئك النساء، فيما يجد مجتمعنا الإلكتروني المتحضّر المتعلم أن اسم المرأة عورة يجب أن يوارى عن الناس وأن يُطمس، أو يلبس بلبوس أم فلان، وأم علتان، حتى وإن كانت عزباء أو لم ترزق بذرية، المهم ألا يعرف أحد اسمها، وكأن الاسم عورة، وكأن الاسم عار!
فلنترك كل النساء جانبًا رغم ثقل مكانتهن جميعًا، فهل خجل رسولنا الأكرم من ذكر اسم ابنته فاطمة أمام المسلمين؟ بل بالعكس، كان يفاخر بها، وكان يضرب بها المثل في تطبيق الأحكام كما قال حينها: “لو كانت فاطمة بنت محمد سرقت لقطعت يدها”، فلمَ نحرّم ما أحلّ الله؟ ولمَ نجرّد المرأة من أهم ما يميّزها، ويميّز هويتها، ونلصقها دائمًا باسم أكبر أبنائها الذكور، حتى ولو كانت أول ذريتها أنثى؟
للمرأة كيان مستقل، واسمها الذي سُجل في أول ورقة في حياتها، وستُنادى به يوم الحشر، جزء من هذه الكينونة، قد يفضل البعض منهن حمل اسم أكبر أبنائهن، وهو جميل طالما هذا يُرضيها، ويُدخل الفرحة في قلبها، ولكن أن يكون عرفًا تُجبر عليه فهو إلغاء لوجودها كإنسان، الطامّة إن تُسأل الفتاة عن اسمها، ليعقب عليها بسؤال آخر، “أم” من؟ فإن كانت أمًا فلا حرج، ولا جريمة، خصوصًا أن البعض يراه جزءًا من احترام المرأة، ولكن إن تُسأل فتاة عزباء أو محرومة من الذرية السؤال ذاته، ويتبع بالسؤال عما تحب أن تُنادى به من اسم ذَكَر، وإن لم يخطر ببالها اسم نادوها باسم ” أم غائب” كناية عن الابن الذي لم يرَ النور، والاسم المجهول الذي لم يحدّد بعد، فهو إهانة لشخصها الذي يُعتبر بلا قيمة في حال عدم اقترانه باسم ذكر.
ياسمينة: جزء من احترام المرأة، هو احترام إنسانيتها، واحترام شخصها، واسمها جزء من هذا الاحترام.. اسمكِ ليس بعورة سيدتي. وكل عام والمرأة بخير.
Yasmeeniat@yasmeeniat.com
وصلة فيديو المقال
https://instagram.com/p/z1mU3WBbm9/
أحدث التعليقات