الخميس الموافق 12/12/2013 م
احذروا إباحية الانستجرام
قالها لي وهو سعيد، “خالو” عندي انستجرام، فهنأته ووعدته أن أضع “اللايك” على صور ألبومه كلها، “فمن فرح طفلاً فرح نبيًا” كما نقول في أمثالنا الشعبية، ففوجئت به يقول، لديك صورة، وسكت، وأخذ يشير إلى فمه، وعيناه بدأتا في الانكماش والصغر، وملامح وجه أخذت في التقلص في إشارة إلى الخوف، عرفت ما كان يعني، فهززت له رأسي، معتذرة ومبررة لجوئي إلى وضع صورة لفم قد شقّه دبوس فأخذ ينزف، فاستغللتها فرصة لأبين له أثر الكلمات القبيحة، وغير اللائقة والتي لها تأثير كتأثير النزيف.
ابن أختي – الذي لم يتجاوز السابعة من عمره – متصفح لبرنامج الانستجرام شأنه شأن أبناء جيله، الذين فتحوا أعينهم على التكنولوجيا. لا مفرّ من سلبياتها، وإن كان لها إيجابيات نصفّق لها ونطْرب، ولكن هناك ما يجب علينا الالتفات إليه، الانستجرام لا يختلف عن مواقع الإنترنت، شبكة عنكبوتية تدخل منها من مشترك لآخر، لا تعرف هواياتهم، ولا بيئاتهم، ولا ثقافاتهم، ولا حتى أسماء الكثيرين منهم، صحيح أن الشخص الناضج البالغ، يعرف أن يفرق بين الغث والسمين، ويمكنه أن يعرف شخصيات الأفراد ومستويات تفكيرهم وحتى تربيتهم من خلال صور ألبومهم والتعليق المرفق بها، ولكن قل لي كيف سيعرف كل ذلك طفلٌ في سن ابن أختي هذا، أو أكبر منه، أو أصغر؟.
هناك عديمو الضمير، وهناك من يستغل هذه البرامج للتنفيس عن أمراضهم، وعلى أولياء الأمور أن يكونوا أكثر حذرًا، ليحموا فلذات أكبادهم من تلك الأمراض، عليهم مراقبة كل إضافة، وأن لا يتركوا حساب طفلهم حسابًا عامًا، بل عليهم بتحديده على خاصية “الخاص”، يستقبلون فيه من يثقون بهم “فقط”، وأن تكون أعينهم مفتوحة عن آخرها، ولكن دون أن يشعر الطفل بضغط المراقبة، فيلجأ إلى حيلة “كل ممنوع مرغوب”!.
هناك ألبومات إباحية جنسية فاضحة، تتسلل لكل مشترك، وهناك حسابات “خبيثة” توهم المتتبعين في البداية أنها حسابات عادية تحمل صورًا بريئة ورومانسية بل وكارتونية، وفجأة تجدها وقد تحولت بين ليلة وضحاها إلى حسابات للصور الإباحية.
الأمر قد يتجاوز الأطفال إلى المراهقين، الذين يكونون أكثر حبًا للاكتشاف وربما المغامرة، وأصعب في الضبط والمراقبة، فلن يتمكن الأهل من جعل حساباتهم، حسابات خاصة، فالمراهق يسعى إلى الاستقلال بشخصيته، كما أن المتربصين لهم من عديمي الضمير أكثر، منهم من يستدرج المراهقين، وعلى وجه الخصوص المراهقات بإعلانات غريبة، كذاك الذي يؤكد أنه خبير في المساج الخاص بالفتيات، وأن كل ذلك بأسعار رمزية وتتم “بسرية” تامة! مثل هذه الحسابات على الدولة ممثلة في قسم الجرائم الإلكترونية تتبعها وإنزال أشد العقوبات على أصحابها، وعلى من تسوّل له نفسه استدراج المراهقين والمراهقات لوحل الرذيلة، ولكن وقبل السلطات الحكومية لابدّ من تربية أطفالنا على السلطة الداخلية، والمراقبة الذاتية، وتربية الأبناء على الأخلاق التي تردعهم، كي لا تؤثر فيهم مثل تلك الحسابات، التي يقف وراءها “أباليس” خلعوا فيها كل ما له صلة ببني البشر، وأن نغرس فيهم مبدأ “عين الله تراك، وإن غفلت عنك أعيننا”.
ياسمينة: لمن ينفس عن أمراضه في الانستجرام أو غيره من البرامج أقول “اتقوا الله”، ويشرفني تصفحكم لحسابي على الانستجرام. yasmeen_khalaf@
الخميس الموافق 12/12/2013 م
احذروا إباحية الانستجرام
قالها لي وهو سعيد، “خالو” عندي انستجرام، فهنأته ووعدته أن أضع “اللايك” على صور ألبومه كلها، “فمن فرح طفلاً فرح نبيًا” كما نقول في أمثالنا الشعبية، ففوجئت به يقول، لديك صورة، وسكت، وأخذ يشير إلى فمه، وعيناه بدأتا في الانكماش والصغر، وملامح وجه أخذت في التقلص في إشارة إلى الخوف، عرفت ما كان يعني، فهززت له رأسي، معتذرة ومبررة لجوئي إلى وضع صورة لفم قد شقّه دبوس فأخذ ينزف، فاستغللتها فرصة لأبين له أثر الكلمات القبيحة، وغير اللائقة والتي لها تأثير كتأثير النزيف.
ابن أختي – الذي لم يتجاوز السابعة من عمره – متصفح لبرنامج الانستجرام شأنه شأن أبناء جيله، الذين فتحوا أعينهم على التكنولوجيا. لا مفرّ من سلبياتها، وإن كان لها إيجابيات نصفّق لها ونطْرب، ولكن هناك ما يجب علينا الالتفات إليه، الانستجرام لا يختلف عن مواقع الإنترنت، شبكة عنكبوتية تدخل منها من مشترك لآخر، لا تعرف هواياتهم، ولا بيئاتهم، ولا ثقافاتهم، ولا حتى أسماء الكثيرين منهم، صحيح أن الشخص الناضج البالغ، يعرف أن يفرق بين الغث والسمين، ويمكنه أن يعرف شخصيات الأفراد ومستويات تفكيرهم وحتى تربيتهم من خلال صور ألبومهم والتعليق المرفق بها، ولكن قل لي كيف سيعرف كل ذلك طفلٌ في سن ابن أختي هذا، أو أكبر منه، أو أصغر؟.
هناك عديمو الضمير، وهناك من يستغل هذه البرامج للتنفيس عن أمراضهم، وعلى أولياء الأمور أن يكونوا أكثر حذرًا، ليحموا فلذات أكبادهم من تلك الأمراض، عليهم مراقبة كل إضافة، وأن لا يتركوا حساب طفلهم حسابًا عامًا، بل عليهم بتحديده على خاصية “الخاص”، يستقبلون فيه من يثقون بهم “فقط”، وأن تكون أعينهم مفتوحة عن آخرها، ولكن دون أن يشعر الطفل بضغط المراقبة، فيلجأ إلى حيلة “كل ممنوع مرغوب”!.
هناك ألبومات إباحية جنسية فاضحة، تتسلل لكل مشترك، وهناك حسابات “خبيثة” توهم المتتبعين في البداية أنها حسابات عادية تحمل صورًا بريئة ورومانسية بل وكارتونية، وفجأة تجدها وقد تحولت بين ليلة وضحاها إلى حسابات للصور الإباحية.
الأمر قد يتجاوز الأطفال إلى المراهقين، الذين يكونون أكثر حبًا للاكتشاف وربما المغامرة، وأصعب في الضبط والمراقبة، فلن يتمكن الأهل من جعل حساباتهم، حسابات خاصة، فالمراهق يسعى إلى الاستقلال بشخصيته، كما أن المتربصين لهم من عديمي الضمير أكثر، منهم من يستدرج المراهقين، وعلى وجه الخصوص المراهقات بإعلانات غريبة، كذاك الذي يؤكد أنه خبير في المساج الخاص بالفتيات، وأن كل ذلك بأسعار رمزية وتتم “بسرية” تامة! مثل هذه الحسابات على الدولة ممثلة في قسم الجرائم الإلكترونية تتبعها وإنزال أشد العقوبات على أصحابها، وعلى من تسوّل له نفسه استدراج المراهقين والمراهقات لوحل الرذيلة، ولكن وقبل السلطات الحكومية لابدّ من تربية أطفالنا على السلطة الداخلية، والمراقبة الذاتية، وتربية الأبناء على الأخلاق التي تردعهم، كي لا تؤثر فيهم مثل تلك الحسابات، التي يقف وراءها “أباليس” خلعوا فيها كل ما له صلة ببني البشر، وأن نغرس فيهم مبدأ “عين الله تراك، وإن غفلت عنك أعيننا”.
ياسمينة: لمن ينفس عن أمراضه في الانستجرام أو غيره من البرامج أقول “اتقوا الله”، ويشرفني تصفحكم لحسابي على الانستجرام. yasmeen_khalaf@
أحدث التعليقات