صالة تزحلق.. في السلمانية

ياسمينيات
صالة تزحلق.. في السلمانية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا داعي لأن تقطع تذكرة لتدخل صالة للتزحلق، فيمكنك اليوم أن تتزحلق ومجانا في مجمع السلمانية الطبي، وبالتحديد في وحدة غسيل الكلى، وما عليك إلا أن تسير على الأرضية لتنال دقيقة من المتعة لتعقبها زحلقة ستؤدي بك في نهاية المطاف إلى المكوث في أجنحة المجمع وتجّبس رجلك أو يدك أو لا قدر الله حوضك.
هذا بالفعل ما يحدث في الوحدة التي تملأها المياه، نتيجة التسربات في الأجهزة والماكينات، والأدهى والأعظم أن المياه المتسربة بعضها نجس لاختلاطه بفضلات وأوساخ جسم المرضى ممن يتلقون عملية غسيل الكلى ”الديلزة”، مما يضطر المرضى والموظفون إلى رفع ”ملابسهم” لمنع اتساخها بتلك المياه والتي بطبيعة الحال ستحول دون أدائهم للصلاة ”لنجاسة المياه”.
والمضحك المبكي أن إحدى زوار المجمع وبينما هي في أبهى صورتها وبملابسها الأنيقة مرت على الوحدة لزيارة قريب لها، وفجأة ودون سابق إنذار زلت رجلها ”وووب” وسقطت على الأرضية المبللة لتتسخ ملابسها، فقامت خجلى ورجعت لمنزلها بدلاً من أن تكمل طريقها لمريضها. أحد المرضى نال حظه من ”الزحلقة المجانية” فكسرت رجله، ومريضة أخرى أكثر حظاً إذ لم تكسر رجلها ولكنها تورمت، حتى الممرضات واللواتي يعرفن جيدا ”خبث” هذه الأرضية سقط بعضهن وضحكن على حالهن وحال مجمع السلمانية الذي تملأه العجب العجاب.
حتى المنظفون بحت أصواتهم من كثرة الشكوى من ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة التسربات من الأجهزة، فالمنشفة البيضاء البدائية لا تكفي وليست بالحل الحضاري الذي يليق بالمملكة، فهي مضيعة للوقت والجهد دون نتيجة مقبولة، وعلى أقل تقدير معالجة أنابيب الصرف للقضاء على المشكلة. عدد من دول الخليج ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قضت على مشكلة التسربات من الأجهزة ونتمنى أن تحذو وزارة الصحة حذوهن، وإن صعب عليها ذلك فعليها أن تستغل تجربتها وتبيع تذاكر للمواطنين للتزحلق على أرضيتها، فربما يكون بابا للاستثمار لزيادة موازنة الوزارة، أقول ”ربما”!
والذي لا يعرفه أغلب المواطنين وحتى الموظفين أن بإمكانهم رفع قضية تعويض على المجمع لتعريض حياتهم للخطر إذا ما تعرضوا لإصابات داخل المستشفى نتيجة الإهمال وعدم اتخاذ تدابير السلامة، هكذا جاء في قوانين الصحة المهنية، فمن سيكون لهم إذا ما أصيبوا بعاهات أو كسور أو حتى الموت لا قدر الله وسقطوا على رأسهم، من يا ترى؟

 العدد 737 الأربعاء 19 صفر 1429 هـ – 27 فبراير 2008

ياسمينيات
صالة تزحلق.. في السلمانية
ياسمين خلف

ياسمين خلف

لا داعي لأن تقطع تذكرة لتدخل صالة للتزحلق، فيمكنك اليوم أن تتزحلق ومجانا في مجمع السلمانية الطبي، وبالتحديد في وحدة غسيل الكلى، وما عليك إلا أن تسير على الأرضية لتنال دقيقة من المتعة لتعقبها زحلقة ستؤدي بك في نهاية المطاف إلى المكوث في أجنحة المجمع وتجّبس رجلك أو يدك أو لا قدر الله حوضك.
هذا بالفعل ما يحدث في الوحدة التي تملأها المياه، نتيجة التسربات في الأجهزة والماكينات، والأدهى والأعظم أن المياه المتسربة بعضها نجس لاختلاطه بفضلات وأوساخ جسم المرضى ممن يتلقون عملية غسيل الكلى ”الديلزة”، مما يضطر المرضى والموظفون إلى رفع ”ملابسهم” لمنع اتساخها بتلك المياه والتي بطبيعة الحال ستحول دون أدائهم للصلاة ”لنجاسة المياه”.
والمضحك المبكي أن إحدى زوار المجمع وبينما هي في أبهى صورتها وبملابسها الأنيقة مرت على الوحدة لزيارة قريب لها، وفجأة ودون سابق إنذار زلت رجلها ”وووب” وسقطت على الأرضية المبللة لتتسخ ملابسها، فقامت خجلى ورجعت لمنزلها بدلاً من أن تكمل طريقها لمريضها. أحد المرضى نال حظه من ”الزحلقة المجانية” فكسرت رجله، ومريضة أخرى أكثر حظاً إذ لم تكسر رجلها ولكنها تورمت، حتى الممرضات واللواتي يعرفن جيدا ”خبث” هذه الأرضية سقط بعضهن وضحكن على حالهن وحال مجمع السلمانية الذي تملأه العجب العجاب.
حتى المنظفون بحت أصواتهم من كثرة الشكوى من ضرورة إيجاد حل جذري لمشكلة التسربات من الأجهزة، فالمنشفة البيضاء البدائية لا تكفي وليست بالحل الحضاري الذي يليق بالمملكة، فهي مضيعة للوقت والجهد دون نتيجة مقبولة، وعلى أقل تقدير معالجة أنابيب الصرف للقضاء على المشكلة. عدد من دول الخليج ومنها دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية وسلطنة عمان قضت على مشكلة التسربات من الأجهزة ونتمنى أن تحذو وزارة الصحة حذوهن، وإن صعب عليها ذلك فعليها أن تستغل تجربتها وتبيع تذاكر للمواطنين للتزحلق على أرضيتها، فربما يكون بابا للاستثمار لزيادة موازنة الوزارة، أقول ”ربما”!
والذي لا يعرفه أغلب المواطنين وحتى الموظفين أن بإمكانهم رفع قضية تعويض على المجمع لتعريض حياتهم للخطر إذا ما تعرضوا لإصابات داخل المستشفى نتيجة الإهمال وعدم اتخاذ تدابير السلامة، هكذا جاء في قوانين الصحة المهنية، فمن سيكون لهم إذا ما أصيبوا بعاهات أو كسور أو حتى الموت لا قدر الله وسقطوا على رأسهم، من يا ترى؟

 العدد 737 الأربعاء 19 صفر 1429 هـ – 27 فبراير 2008

عن الكاتب

تدوينات متعلقة

One Comment on “صالة تزحلق.. في السلمانية

  1. تعليق #1
    صباح الخير اختي العزيزة ياسمين ومشكورة على المقالات الرائعه والهادفة وان شاء دوم بس حبيت اعطي ملاحظة وارجو منش ان تكتبين مقال رائع ومسموع للمسؤلين وهو عن مرضى السكلر وتعرضهم للمشاكل سواء للدراسة والعمل وكل شي بحياتهم وان الاهتمام يكون من المدارس الحكومية والخاصة والعمل الحكومي والخاص ومو كفاية عليهم صعوبة المرض وانشاء مستفى حكومي خاص لهم لان السلمانية ما يستوعب جميع الحالات ولهذا ارجو ان تساعدينا احنا الامهات وبصراحة لو عندي وقت اكثر كتبت بالتفثيل الممل شنو الحاجات الاساسية المفروض توفرها الدولة لهم وفي النهاية شكر خاص لش على الياسمينيات اللي تكتبينها والله يوفقش ويحفظش
    um salman الأربعاء 27 فبراير 2008
    تعليق #2
    شكرا على المقال الرائع وانشالله الجهات المعنية يتصرفون بدل مانص الزوار يصيرون مرضى مع العلم انه ماعندهم اسره كافيه كالعاده والله يقويج
    دانه عبدالله محمد الأربعاء 27 فبراير 2008
    تعليق #3
    هلا ياسمين ايشلونج طيبة انا بواقع الامر احترمج واحترم قلمج وهذا الاسلوب اللي تهاجمين الوزارة به لكن هل من المنطق الا لا تجدين الحل في مقال مثل هذا “:بالغ في الروعه” يعني مقالج جيد بل ممتاز وتعبيراتج حلوه وتهديداتج بالقضياء احلى لكن عندما تطرح القضية يجب على الصحفي او طارح القضية ايجاد الحل الانسب ليس بان يقول اتبع فلان او علان ولكن مهنتج وتفكيرج اللي انا احترمه يتحتم عليج ذلك …….. وجهة نظري اتمنى لها القبول . يعطيج العافية وعساج على القوة
    محب لياسمين خلف الأربعاء 27 فبراير 2008
    تعليق #4
    أختي ياسمين دائماً ماتبهرينا بمواضيعك القيمة والتي تستهدف الواقع المرير الذي نتعايش معه ..
    فاليوم البحرين وفي عهد الاصلاح والديموقراطية تريد ان تقدم لمواطنيها جميع الخدمات وتسهل عليهم توفيرها ولكن البعض منهم حتى الآن لم يستيقظ من سباته وهو قد غط في نوم عميق مع عهد ما قبل الاصلاح فنراه متخاذلاً للإنصياع لأوامر التجديد ومنها وزارة الصحة التي انتعشت في فترة الدكتورة ندى حفاظ والآن نراها تحن إلى سباتها فالخدمات المقدمة من قبلها تسير في خط متنازل مع العلم بأن البحرين تريد ان تفتح السياحة العلاجية ولكنها لا تستطيع ان توفرها ان كانت الخدمات المقدمة للمواطنين تتردى من سوء إلى أسوأ ..
    حميد المرهون الأربعاء 27 فبراير 2008
    تعليق #5
    اتفق معك يا محب لياسمين.. ولكن أرجوا منك التمعن في المقال “معالجة انابيب الصرف” فكما ترى اخذت الأخت ياسمين مسئولية البحث عن الحل ومن ثم بحثت عن الذين طبقوا الحل.. يعني دايما محترفة ..
    ويا ياسمين صراحة إحدى الأسباب التي ايضا ادت إلى عدم اهتمام الممرضات والمنظفين و العاملين في المستشفى واللي اغلبيتهم بحرينين في معدا بعض الشرطة هو تكاثر المجنسين اللي ما عندهم اسلوب ويعاملون البحريني على كعقبة في استمرار الهناء اللي هم فيه… (طبعا التعليق السابق لا يشمل الأطباء اللي حالتهم حاله من بداية سنة 2000)
    وهمسة لصحيفة الوقت.. يوم الأحد السابق تم تأجيل الصفحة وانا وربعي صارت عندنا زوبعة وافكارنا يمين وشمال نسأل روحنا وين ياسمين، مريضة ، مسافرة بدون ما تخبر احد، حصلت عرض من صحيفة منافسة وطلعت من الوقت، او يمكن احدى الوزارات او مديرة احدى المدارس امرت باغتيالها.. يعني اعتقد الكل اتصل وطرش رسائل لها يسأل ويستفسر… والحمد الله كان فقط تأجيل للصفحة لأسباب فنية… بس يا جماعة الخير حطوا تنويه علشان الواحد افكاره ما تروح بعيد.. وشكرا لأدارة الوقت..
    فارس الورود الأربعاء 27 فبراير 2008

    رد

اكتب تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.