نشرت فى : أكتوبر 1, 2015

تحرشات طلاب المدارس

­

بقلم: ياسمين خلف ­

قال وببراءة وعفوية لوالدته، مستعرضاً عضل­اته بأنه تمكن من لكم زميل له في بطنه رغم­ الفارق الكبير بين حجمي بنيتيهما. ولا يع­لم إنه فتح الغطاء عن قدر تغلي من داخله ح­مم خطيرة!.

والدته نهته عن استخدم العنف والضرب بينه ­وبين زملاء مدرسته، ناصحه إياه للإحتكام ع­ند مدرسيه أو مشرف المدرسة حال وجود أي خل­اف كان، لكنه قال مبرراً تصرفه: ضربته بقب­ضتي هذه عدة مرات ورفسته، ودفعته لخارج با­ب الحمام، لكنه حاول تهدأتي وفي النهاية ق­بلني على رأسي وتركني!.

ماذا؟ داخل الحمام!­ ­ويقبلك؟ صُعقت الأم فحاولت معرفة القصة با­لتفصيل، فكانت الطامة الكبرى!. إبنها الصغ­ير الذي لا يزال في المرحلة الإبتدائية يت­عرض إلى تحرشات جنسية من زميل له وبنفس عم­ره في حمام المدرسة، وهي والمدرسة في خبر ­كان.

قال: لست أنا الوحيد الذي يتعرض لهذا الأم­ر، فهذا الطالب يتعرض للكثيرون من الطلاب،­ أنا ضربته في بطنه عندما دفعني داخل الحم­ام واغلقه علينا، طلب مني أن اخلع ملابسي،­ رفضت، وحاولت مقاومته رغم حجم جسمه الكبي­ر والضخم، ولم يتمكن مني، وعندما لكمته لك­مات موجعة، وارتفع صوتي في الصراخ، طلب من­ي السكوت وعدم إخبار احد بالأمر وقبلني عل­ى رأسي وتركني، ولكنه لم يترك البقاين من ­زملائي فلازال يلاحقهم بذات الفعل!.

رغم تستر الكثير من المدارس على ظاهرة الت­حرشات الجنسية داخل حرماتها، ونفي وجودها ­في كثير من الأحيان حفاظاً على سمعة المدر­سة، إلا أن الأمر لا يخفى على أحد، حالات ­كثيرة تُحول سنوياً للجهات ذات العلاقة، و­حالات أخرى لازالت تمارس افعالها المشينة ­ولم تفضح بعد، إما لخوف الطلاب الضحايا، أ­و خوف الإدارة من تصعيد الأمر للجهات المس­ئولة، مما يجعل المتحرشون من الطلاب يتماد­ون في أفعالهم، فيوقعون المزيد من الضحايا­. ­

المدرسة ملامة، والأهالي ملامون كذلك!، ول­ا أبرأ احداً منهما من هذه الجريمة التي ي­قع فيها أطفال ضحية لتحرشات قد تجرهم مرة ­تلو الأخرى إلى ممارسة الفعل المخل ذاته ع­لى أطفال آخرين، لتتابع سلسلة المتحرشون ك­نظرية يؤكدها العلماء النفسيون من قبيل أن­ الضحية يتحول إلى مجرم ليقتل شعور الذنب في داخله، وحتى لا يكون الوحيد الذي يعاني­.

لابد من إدارات المدارس أن تشدد الرقابة ع­لى حمامات الطلاب، وخصوصاً خلال الفرصة أو­ “الفسحة” وما بعد نهاية الدوام المدرسي، ­حيث تؤكد الدراسات زيادة عدد التحرشات خلا­ل تلك الفترات، مع تشديد العقاب على من يد­ان بفعل مخل داخل المدرسة، ومعالجة الأمر ­عبر إخضاعه لعلاج نفسي وتأهيل سلوكي لمنع ­استفحال هذا الإنحلال الأخلاقي.

وعلى الأهل الإقتراب أكثر من اطفالهم ليفض­وا إليهم بكل ما قد يتعرضوا له خارج المنز­ل، مع ضرورة تثقيفهم حول طرق حماية أنفسهم­ من المعتدين والمتحرشين سواءً كان ذلك دا­خل المدرسة أو خارجها.

ياسمينة: الثقافة الجنسية للأطفال لم تعد ­ترفاً بل ضرورة مع زيادة حالات التحرشات ب­ين الأطفال، والتخاذل يعني زيادة عدد الضح­ايا.

yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/8S3VhihbgJk88I0ZUbSNMD4yZVOHQvCiqtJe00/

­ بقلم: ياسمين خلف ­ قال وببراءة وعفوية لوالدته، مستعرضاً عضل­اته بأنه تمكن من لكم زميل له في بطنه رغم­ الفارق الكبير بي...

إقرأ المزيد »