نشرت فى : أكتوبر 15, 2015

ما الحل يا ترى؟

بقلم : ياسمين خلف

حالة من الإحباط يعيشها شباب اليوم ضاعفت من أعمارهم وتسبّبت في تسلل الشيب إليهم قبيل أوان المشيب!. الأوضاع السياسية من جهة، وتردي الحالة الاقتصادية من جهة أخرى، ناهيك عن آثار كل ذلك على حياتهم الاجتماعية والتي حطّمت كل آمالهم ولم تترك لهم فرصة للعيش في الأحلام الوردية التي هي من المفترض أن تكون سمة من سمات أعمارهم.

كان اليأس قد طغى على نبرة صوته وهو يستشعر اقتراب كارثة مجتمعية مع التردّي والهبوط المتسارع لأسعار براميل النفط في الأسواق العالمية. فالجرف لن يلتهم اقتصاد البلد، ويترك موظفي الحكومة بلا رواتب مع العجز المرتقب في ميزانية الدولة، بل سيلتهم كل ما قد يعترضه من فسيفساء حياة المواطنين.

الاستيراد من الخارج سيقل، وسيقابله ارتفاع واضح في الأسعار، ومع انخفاض سعر البترول سيهرب المستثمرون لبلدان أكثر أمنًا اقتصاديًا لضمان الأرباح، فستقل فرص العمل، وستتضاعف أعداد العاطلين والذين هم في أغلبهم من خريجي الجامعات. وإن توافرت فرص هزيلة لأعمال بسيطة لن تكون ضمن طموح خريجين دفع ذووهم كل ما يملكون، وما لا يملكون في سبيل إدخالهم أفضل المدارس والجامعات لنيل أعلى الشهادات على أمل الحصول في النهاية على وظائف تنسيهم ثقل الديون التي راكموها على ظهورهم سنوات طوال، يمكن عدّها منذ دخول أبنائهم الروضة إلى سنوات إنهائهم المرحلة الجامعية.

الصدمة قد تكون موجعة مع عدم قدرة الدول على احتواء أبنائها، فيضطر بعضهم للهجرة بحثًا عن لقمة عيش ومستوى معيشي أفضل، والبعض الآخر إما أن يكون عالة على أهله، أو حتى عالة على الدولة، فلا هو بقادر على الحصول على فرصة عمل، فيكون فردًا منتجًا، ولا هو بقادر على أن يستقل بحياته الخاصة فيتزوج ويبني أسرة. فستتصاعد البطالة والعنوسة بشكل متوازٍ ومتسارع، خصوصًا مع زيادة تكاليف الزواج والتي لن تقتصر على غلاء المهور فقط بل حتى مع ارتفاع إيجارات صالات الأفراح، ووجبات الضيافة، وغيرها من تجهيزات الأعراس، أو إيجارات الشقق، ولا نتكلم أبدًا عن من يبالغ فيها، بل عن أولئك الذين يقبلون بالمعقول، والذين لن يجدوا بعد الأزمة الاقتصادية ما يمكنهم القبول به؛ لأنهم أصلاً لا يملكون حتى القليل منه.

شريحة الفقراء ستتسع أكثر وأكثر، وكل ذلك سيدفع إلى ارتفاع نسب الجرائم من سرقات، وتعاطٍ للمخدرات، وزنى وغيرها من الآثار المترتبة على تردي الأوضاع الاقتصادية في الدول. باختصار لا يملك شبابنا فرصة لأن يلونوا حياتهم بعد كل ذلك بألوان ورديّة أو حتى سماويّة، فالقتامة والسوداويّة هما للأسف قدرهم على ما يبدو.

 

ياسمينة: لسنا متشائمين ولكن الواقع يوقظنا كل يوم على أوضاع أكثر سوءًا. فما الحل يا ترى؟

Yasmeeniat@yasmeeniat.com

وصلة فيديو المقال

https://instagram.com/p/82brK6Bbi55wIspBCIfPYkGCHLrnwG_4x_wvQ0/

بقلم : ياسمين خلف حالة من الإحباط يعيشها شباب اليوم ضاعفت من أعمارهم وتسبّبت في تسلل الشيب إليهم قبيل أوان المشيب!. الأو...

إقرأ المزيد »