ياسمينيات
ارحموهم قبل بدء الدراسة
ياسمين خلف
حالة من التذمر الواضح بين أهالي طلبة المدارس، الذين ربما أفسدوا عليهم حتى متعة الإجازة الصيفية وهم يفكرون في وضعهم ووضع أبنائهم في شهر رمضان الذي سيتزامن مع بدء العام الدراسي الجديد، مطالبين وزارة التربية والتعليم بإعادة النظر في التوقيت وتأجيل الدراسة إلى ما بعد عيد الفطر المبارك تماما كما أعلنت عن ذلك كل من الكويت والسعودية الشقيقتين.
بصراحة هم محقون في ذلك، ولنكن أقرب إلى الصورة على وزارة التربية والتعليم أن تكون حليمة معنا في المبررات حتى النهاية، فبدء العام الدراسي يعني تغير روتين حياة الطلبة 100%، بمعنى أدق أن الطلبة في الصيف أغلبهم يسهرون حتى الفجر وينامون الصباح، وهي حقيقة لا يمكن نكرانها أو حتى إيقافها، إذ يفشل معظم الأهالي في إيقاف هذه العادة التي تتناقلها الأجيال ”هل نسينا أنفسنا”، وإن كان هذا لا يبرر أبدا تأجيل الدراسة لشهر كامل، فهذه العادة تتكرر كل عام ويتأقلم الطلبة بعدها بالدوام المدرسي فينامون ليلهم ويستيقظون في الصباح الباكر، ولكن ما أردت الوصول إليه هو أن عدداً من التغيرات ستحدث مرة واحدة هذا العام، إذ أن الطلبة سيبدؤون عامهم الدراسي وهم صائمون والإنهاك سيكون مضاعفاً مع تغير الساعة البيولوجية في أجسادهم، ناهيك عن الارتفاع الشديد في درجة الحرارة، وهذا كله سينعكس على مدى قدرتهم على الاستيعاب والتفكير، وإن كانت الأيام الأولى تضيع هكذا من دون بدء فعلي في العملية التعليمية، فما بالك مع صيامهم.
والوضع سيكون أصعب بالنسبة لأؤلئك الطلبة ممن سيكلفون بالصوم لأول مرة في حياتهم، أي الطالبات في الصف الثالث الابتدائي ”9 سنوات” والطلبة في الصف الثالث الإعدادي ”15 سنة” وإن كان أغلبهم مروا في السنوات الماضية بفترة تجريب أو تدريب على الصيام كما يحلو للبعض تسميته، وكلنا يذكر كيف نصوم حينها، أما لنصف يوم، أو نشرب الماء إن عطشنا بعيداً عن أعين أهالينا، ولكن أن يبدأوا بالصوم الكامل يعني مجهوداً لم يعتادوا عليه، فالصيام مباشرة مع بدء مرحلة دراسية جديدة حتماً سيكون مرهقاً، أم لطفلة أكدت بأنها تحمل هم طفلتها أكثر من أي شيء آخر، فعليها إيقاظها للسحور وعليها تدريسها بعد الفطور خصوصا أن فترة ما بعد الدوام المدرسي تذهب هكذا مع انشغال الأمهات في الإعداد للأكلات الرمضانية ونوم الطلبة بعد يوم دراسي ”بالغصب يخلص”.
المرونة مطلوبة في كل أمر في حياتنا، فما الضير في تأجيل الدراسة لما بعد عيد الفطر على أن يعوض هذا الشهر نهاية الفصل الدراسي أي بدلا من أن تبدأ العطلة في الأول من فبراير/ شباط، تبدأ مطلع شهر مارس/ آذار وهكذا، بمعنى أنه لن تقلص مدة الدراسة أبدا وإنما تؤجل مراعاة للطلبة في المقام الأول وأهاليهم في المقام التالي، ولا أعتقد أن ذلك سيكبد الوزارة خسائر من أي نوع كان، ولنا في الجامعات الخاصة التي أجلت الدوام لما بعد العيد أسوة حسنة.
العدد 916 الأحد 23 شعبان 1429 هـ – 24 أغسطس 2008
ياسمينيات ارحموهم قبل بدء الدراسة ياسمين خلف حالة من التذمر الواضح بين أهالي طلبة المدارس، الذين ربما أفسدوا عليهم حتى م...
أحدث التعليقات