ياسمينيات
أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء»
ياسمين خلف
أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي لاتزال في ريعان شبابها ولم تتزوج بعد، ولا يملك كل من سيعرفها إلا أن يحترمها بالمثل، ولكنها في المقابل لا تحتاج منا جميعا الاحترام فقط، وإنما هي في أمس الحاجة إلى يد تعينها على مصاريف الجامعة التي عجزت وأهلها عن تسديد رسومها.
حكايتها بدأت وهي في الحادية والعشرين من عمرها عندما فجعت وأهلها بأخيها وزوجته وأبنهما ذي الثلاث سنوات في حادث مروري بشع بعد خروجهم من المركز الصحي في طريقهم إلى المنزل، تاركين لها ثلاثة أطفال أكبرهم في الصف الثاني الابتدائي وأصغرهم لم يتعدَ العام والتسعة أشهر من عمره، فيما كان أوسطهم لتوه قد أنهى الروضة، وكان ذلك في العام 2002، ولم تجد حينها وهي طالبة الأحياء في جامعة البحرين إلا أن تحتضن هؤلاء الأطفال لتكون الأم قبل أن تكون العمة، فتسبب لها ذلك في انخفاض معدلها الجامعي وكانت النتيجة الطرد والفصل من الجامعة.
بعدها بعامين فقط فجعت العائلة ذاتها بوفاة زوجة الأخ وكأن المصائب لا يحلو لها أن تأتي فرادا فتفضل أن تكون بالجملة، فخلفت المرحومة وراءها هذه المرة خمسة أطفال، أكبرهم في الصف الثالث الابتدائي وأصغرهم لم يتعد الأربعة أشهر، نعم الأربعة أشهر، مما يعني أن المسؤولية كبيرة جدا، حيث زادت بحمل 5 أطفال إضافة إلى 3 أطفال آخرين، وكلهم يتامى وبحاجة إلى صدر أم حنون، فكانت هي من يمتلك الحنان الذي عوضهم عن حنان الأم وربما أعطتهم ما لم تكن لتعطيه إياه أمهاتهم لو قدر لهن العيش وطول العمر.
اليوم هي في السابعة والعشرين من عمرها، وهدفها الذي لم يغب عن بالها رغم المسؤولية العظيمة التي حملتها على عاتقها هو إكمال دراستها الجامعية، ولأنها فصلت فصلا تاما من جامعة البحرين، لم تجد غير الاتجاه نحو الجامعة الخاصة بمصاريفها التي لا ترحم ‘’فقير القوم’’ فكلفة السنة الدراسية تصل إلى نحو 0441 دينارا، بواقع 027 دينارا في كل فصل دراسي، ورغم تقسيط المبلغ من قبل الجامعة الخاصة التي تحمل اسما قديما للبحرين، إلا أنها لا تقوى على دفع كلفها، كيف تدفعها وهي عاطلة وأبوها شيخ كبير لا يزيد دخله عن 001 دينار كراتب تقاعدي.
لا حيلة لها اليوم غير أن تستجدي من يملك القدرة على إعانتها، بعد أن يئست من إرسال طلبها إلى الديوان الملكي، وبعد أن عجزت عن الحصول على عمل بدوام جزئي لارتباطها بالدراسة. تقول إنها تتمنى لو تحصل على من يتبناها دراسيا كإحدى الشركات أو البنوك أو من قبل وجهاء وأغنياء المملكة، أو حتى أن يتكفل أحدهم بدفع المصروفات إلى أن تتخرج كدين أو قرض تسدده متى ما حصلت على عمل بعد إنهائها للدراسة التي بقي عليها ثلاث سنوات، هل من معين لهذه الأم التي ربت 8 أيتام وهي ‘’عزباء’’؟.
العدد 569 – الأربعاء 30 شعبان 1428 هـ – 12 سبتمبر 2007
ياسمينيات أم لثمانية أطفال ولاتزال «عزباء» ياسمين خلف أجد نفسي انحني احتراما لهذه الأم العزباء التي ربت ثمانية أطفال وهي...
أحدث التعليقات