التصنيفات:مقالاتي في صحيفة الوقت

غلطة بناتنا

ياسمينيات
غلطة بناتنا
ياسمين خلف

ياسمين خلف الكلام في المحظور غالبا ما ينتهي برشق صاحبه بأقسى الكلمات، وإن كان هدفه نبيلا. والكلام عن قضية الحمل في فترة عقد القران قد يكون منها، وأن كان لابد من مناقشته بجدية وبشيء من الواقعية، رغم كونه لا يخرج من دائرة الحلال.
ما دفعني للكتابة عن هذه القضية كثرة من وقعن في هذه الغلطة، وأكثرهن فتيات لم يتعدين العشرين من أعمارهن أو حتى تعدينها بسنة أو سنتين، وإن كانت المسؤولية لا تقع عليها وحدها فقط باعتبار أن المسؤولية مشتركة بينها وبين خطيبها هو الآخر، إلا أن المسألة قد تترك أثرها على البنت أكثر من الولد، حيث إن إحداهن قد تطلقت وهي في فترة الخطوبة ”عقد القران” كما أنها حامل وهي لم تتجاوز العشرين، فأي جريمة ارتكبتها بحق نفسها وبحق من سكن أحشاءها. صغر سنها قد يكون سببا، وقد يكون إهمال أهلها وعدم توعيتهم لها سبباً آخر، وإلا لماذا يترك بعض الأهالي بناتهن المخطوبات يبتن في منازل أزواجهن قبل الزواج، لدرجة أن إحداهن نقلت خزانة ملابسها بالكامل ”لا أبالغ” لغرفة خطيبها، وتسكن مع أهله طيلة الأسبوع وتزور أهلها يوم الجمعة فقط، شأنها شأن المتزوجات، وإن سألتها قالت ”أنا لازلت مخطوبة وحفل الزواج لم نحدده بعد، ربما بعد أن أنتهي من دراستي الجامعية”. هل الزواج يعني الحفلة فقط؟. كثيرات منهن تورطن حقا بحمل في غير وقته، فلا حفلة زفاف تقيمها، حيث يذوب أول حلم لها بلبس فستان الزفاف الأبيض، ولا مسكن مهيأ كما تمنت، إذ أن من تقع في تلك ”الورطة” همها الإسراع في إعلان زواجها وإن كان من غير حفلة، لعلمها اليقين بأن الناس من حولها لا هم لهم سوى عد أشهر زواجها بعد أن تضع مولودها، وهي حقيقة أخرى علينا ألا ننكرها، فتكون النتيجة أنها وحدها غالبا من تدفع الثمن، فتقبل بغرفة صغيرة غير مهيأة حقا لاستقبالها واستقبال وليدها، الذي ربما يستقبل أخيه بعد عام واحد فتزيد المسؤولية ولا يجدان فرصة لبناء حياتهما بتخطيط وروية.
فترة الخطوبة هي الأخطر في العلاقة بين الزوجين، حيث من المفترض استغلالها في الاقتراب الذي من شأنه التعرف أكثر بشريك الحياة، وهي فرصة ليست الأخيرة طبعا ولكنها مهمة في تحديد مسار حياة الشابين، إما الاستمرار وإما التوقف لتغيير الاتجاه، قبل أن تثمر تلك العلاقة المقدسة بطفل يضيع بين شتاتهما. لا أفتي بحرمة هذا الحمل فهو حلال مادام تم بعد عقد القران ولكن مجتمعنا لايزال ينظر لمن تحمل في تلك الفترة بنوع من الريبة التي لا تخلو من الاستهجان. وكما العادة الرجل لا يلقى نصيبا كالمرأة من هذا الاستهجان رغم كونه شريكا في القضية من دون أن ينكر أحد، فمجتمعنا لايزال يردد ”الرجال شايل عيبه”.

ياسمينيات غلطة بناتنا ياسمين خلف الكلام في المحظور غالبا ما ينتهي برشق صاحبه بأقسى الكلمات، وإن كان هدفه نبيلا. والكلام...

إقرأ المزيد »

كان يا ما كان

ياسمينيات
كان يا ما كان
ياسمين خلف

ياسمين خلف يحكى أنه ومنذ قديم الزمان كانت هناك جزيرة قليلة السكان، عاش أهلها في أمان، إلى أن أصبحت بين عام وعام، مأهولة بالسكان، أضحى أهلها في ذل ومهان، ولم تنفعهم حتى علاوة غلاء المعيشة والتي ستصبح ومن اليوم الأول من استلامها في خبر كان، فكان الله لهم والمستعان.
الحكاية لم تنته وإن كانت قصة ألف ليلة وليلة تنتهي، فبعد مداولات ما بين مجلسي الشورى والنواب، وبقاء أعصاب الناس مشدودة على الآخر لمعرفة متى ستصرف ”الإعانة” وكيف ستصرف وعلى من، جاءتهم المفارقة كضريبة عندما نشرت أسماؤهم (الأربعة والثلاثون ألف) في الصحف وبخط ”واضح” وعندما قامت الناس ولم تقعد، أخذت منحى آخر بنشر الرقم السكاني لأرباب العوائل للعشرة آلاف، والتي تحتاج هذه المرة إلى مكبر من النوع ”الإسبشل” للتدقيق على الأرقام، والتي أضحكت من أضحكت عندما وجدوا من بينها رب عائلة لم يتجاوز عمره العام الواحد، ومعمرين انتهى العمر الافتراضي لهم حيث تجاوزت أعمارهم المئة، وأحزنت من أحزنت عندما لم يجدوا أرقامهم من بينها ”العجلة من الشيطان يا جماعة الحكومة الإلكترونية تعدكم بقوائم جديدة”، يا ترى كم من قائمة ستضم آلافاً أخرى من فقارة البحرين ”يعني ما غلطنا يوم قلنا أن أكثر من نصف البحرينيين يعانون من الفقر ومع ذلك يخرج إليك أحدهم ليقول البحرين لاتزال بخير ولا فقراء إلا ثلة كحال أية دولة في العالم.
المسؤولون استغربوا ولم يتوقعوا مراجعة العشرات فقط لمراكز التسجيل التي شابها الإرباك الواضح في العمل فلا قوائم أصلية ولا موظفون مدربون ”هذا بعد عشرات اللي راجعت ما الذي سيفعلونه إن ما توافد عليهم المئات إن لم نقل الآلاف” والذي لا يعرفه المسؤولون ”ربما” أن الكثير من المواطنين تمنعهم عزة أنفسهم من المراجعة، فليس من الهين أن يقف أب أو زوج في طابور والجميع من حوله يتفحصون شكله، كما أن مسألة إدخال البيانات في استمارة للتسجيل الموجودة على موقع خاص في الإنترنت عملية قد لا تكون مرنة، خصوصا أن عددا ليس بالقليل من المواطنين لا يملكون أصلا خدمة الإنترنت، كما أن فئة ليست قليلة أيضا لا تجيد استخدام الجهاز، منهم كبار السن مثلا ولا نستبعد أيضا أن يكونوا وحيدين في منازلهم لا عائل لهم ولا دخل ولا أقارب يسألون عنهم، فستصبح المسألة ”تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي” فيخرجون من المولد بلا حمص، الحكاية لم تنته ودخول الناس في دوامة طويلة لم تخل من تعليقات ”مهينة” في حقهم أفسدت فرحتهم بتلك الدنانير، وكما هي جميلة من الحكومة أن تفاجئ المواطنين ولو مرة في تاريخها لتبث وعلى الهواء خبر إدخال تلك الدنانير في حسابات المواطنين البنكية ”لا من شاف ولا من دري” وأجزم أنها حركة لو طبقت حقا لكتبت في التاريخ وتناقلتها الأجيال، وإن كنت أجزم كذلك أن ما يحدث للبحريني اليوم من إذلال سينقله لأبنائه وأحفاده جيلاً وراء جيل.

ياسمينيات كان يا ما كان ياسمين خلف يحكى أنه ومنذ قديم الزمان كانت هناك جزيرة قليلة السكان، عاش أهلها في أمان، إلى أن أصب...

إقرأ المزيد »

يوسف طرادة «شكرررا»

ياسمينيات
يوسف طرادة «شكرررا»
ياسمين خلف

ياسمين خلف استيقظت صبيحة السابع من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي على رنة رسالة قصيرة، لم تكن رسالة بقدر ما كانت مفاجأة لم أكن لأحسب لها أي حساب ولم تخطر لي على بال، كانت من أحد قرائي وكانت مختصرة جدا “www.Yasmeeniat.com” قلت في نفسي أتراه حقق أمنيتي التي تأخرت كثيرا لانشغالاتي، حاولت أن لا أمُنّي نفسي كثيرا، واستأنفت عملي،حتى رجعت إلى مكتبي لأدخل على الموقع، وكانت المفاجأة الحقيقية، موقع خاص بي يضم بعضا من مقالاتي، هاتفت يوسف طرادة القارئ ومصمم الموقع المبدع حقاً، كان يظن خطأ أنني قد أجده عملاً غير مرحب به، إذ لم يأخذ أذني ولم يشاورني في الأمر، كانت فكرة خطرت على باله ليلا، وأبى ألا يشق الصباح نوره إلا وهي حقيقة وواقع، سهر على إنجازه وكان قد وضع في حسبانه سلفا أنه سيلغي الموقع بعد يوم من تصميمه.
بعد أن أبديت شكري له وإعجابي بالموقع، وللحق أقول إني لم أوفِّيه حقه من الشكر، تنفس الصعداء وأخذ يتكلم بسجيته، قال اتركِ عنكِ الشكر ولنبدأ من اليوم في العمل على هذا الموقع، والذي وإن انتهينا منه سيكون أول موقع لامرأة بحرينية، كان متحمساً جداً للفكرة، ربما أكثر مني، فلم تدع لي الصحافة فرصة للعمل على تطوير الموقع بالشكل وبالوتيرة المناسبة، جمعت بعضاً من أخباري وتحقيقاتي ومقالاتي، باختصار لملمت بعضا من تاريخ عملي الصحافي، وبدأنا في أرشفته ولم ننسَ السيرة الذاتية وبعضاً من خربشاتي الشعرية، وأنا إذ أقول بعض، فهو لأن الكثير من المواد الصحافية التي أنجزتها في سنوات عملي لم تكن متوافرة، وإن كانت محفوظة بإرشيف بدائي عبر قصاصات في ملفات بحاجة إلى مجهود كبير أيضا لتحويلها إلى الحاسب الآلي، الموقع والذي مازال يحتاج إلى ”تغذية” بسيرتي الصحافية يمكن تصفحه اليوم ليجد القارئ أو المتصفح للموقع، الجديد بين الفينة والأخرى، ويكفيني ان لم يلقَ الموقع على استحسان المتصفحين له أن يكون إرشيفا لسيرتي في مهنة المتاعب، والتي غالبا ما كنت أسأل عنها من عدد من القراء سواء في البحرين أو خارجها.
يوسف طرادة، وكما يعرفه المقربون منه شاب في الرابعة والعشرين من عمره لمّاح وذكي ومبدع ومرح لا يترك للتشاؤم مكانا في حياته، قادر على أن يعطي الكثير إن وجدت له الأرض الخصبة، ومثال للبحريني المكافح الطموح، وجدته أكبر بكثير من عمره، يضع هدفا ويسعى إليه، قد تكون كلماتي هذه لا تفيه شكرا على ما قدمه لي، فمن يشكر الناس فقد شكر الله فشكراً يا يوسف طرادة.

ياسمينيات يوسف طرادة «شكرررا» ياسمين خلف استيقظت صبيحة السابع من شهر يناير/ كانون الثاني الماضي على رنة رسالة قصيرة، لم...

إقرأ المزيد »

التفاحة الخايسة

ياسمينيات
التفاحة الخايسة
ياسمين خلف

ياسمين خلف غريب أمر بعض موظفي الوزارات الحكومية، ولولا الخوف من الظلم لقلنا جميع الموظفين، الذين غالبا ما تجدهم يعملون من غير نفس، وكأنهم مجبورون على العمل أو كأنهم يتصدقون على المراجعين بتسهيل إجراءاتهم، فتلك تتكلم وتكاد لا تتحرك شفتاها، وذاك لا يكلف نفسه حتى رفع رأسه للتجاوب مع أسئلة المراجع، وثلة أخرى تفتقر لأبسط أنواع الذوق في التعامل والكلام، لا ننكر أن هناك من هم متفانون في عملهم ويرتاح المراجع منهم حتى وإن لم يحصل على معاملته، ولكن وكما يقال ”التفاحة الخايسة تخرب التفاح كله”.
إحدى المراجعات لوزارة العمل أبدت استياءها الشديد من أسلوب الموظفين في الرد على الهاتف، الذي غالبا ما يرن ويرن ولا من مجيب وكأن الوزارة خلت من الموظفين ”يا جماعة إذا ما في موظفين يردون على الهواتف شغلوا العاطلين وساهموا في حل هالمعضلة ”تقسم المواطنة أنها اتصلت لأكثر من ثلاثين مرة حتى جاءها الرد، وعندما طلبت التعرف على اسم الموظفة حتى تعرف التجاوب معها في الحديث أو الرجوع إليها حال عدم توصلها لمبتغاها رفضت بشدة، وبصلافة تجيبها من أعطاك الرقم وحولك علي ”الغريب أن الرقم لهاتف المكتب وليس لهاتفها الخاص أو المتنقل”، المواطنة تتساءل باستغراب لم أطلب القرب من الموظفة وإنما استفسار عن معاملة؟ ولتزيد الطين بلة تحدتها بالشكوى ليس في الوزارة فقط وإنما في الصحف ”وأعلى ما في خيلك أركبيه”، بحسب ما قالت الموظفة للمواطنة. المشكلة ليست مشكلة شخصية لمواطنة وإنما هي مشكلة متكررة دائما ما تردنا في الصحافة، أولها عدم الرد على الهواتف فيضيع الوقت والجهد سدى، وأن ردوا على الهاتف حولوا المتصل على أرقام خاطئة، أو حتى أشخاص لا علاقة لهم بالموضوع، وإن وصلوا للموظفين الصح أعطوهم معلومات غير دقيقة تضطرهم إلى اللجوء للوزارة شخصيا لمتابعة القضية، وبعضهم يتكبد عناء ما بعده عناء للوصول للوزارة، إذ إن أغلب المراجعين لوزارة العمل مثلا من العاطلين الذين لا يملكون حتى مواصلات خاصة فيلجؤون لسيارات التاكسي أو طلب المساعدة من الغير، وثانيها طريقة رد الموظفين والتي غالبا ما تكون استفزازية، تثير المتصل الذي غالبا ما يكون هو الآخر متوتراً أو في مشكلة دعته إلى الاتصال بالوزارة، أعتقد أن مسألة التعريف عن الهوية وذكر اسم المتحدث أمر ضروري لابد أن يسن له قانون حتى يتمكن المواطن كأحد حقوقه من الشكوى أو حتى تقديم الشكر للموظف الذي ساعده، وما دام الموظف يقوم بواجبه فلا داعي إلى الخوف وإخفاء الهوية أو الاسم، بل لابد من وجود بطاقة تعريفية باسم الموظف تعلق على ملابسه فغالبا ما يضيع حق المراجع لعدم معرفته لاسم الموظف الذي غالبا ما يكون ”متفرعنا”- نسبة إلى فرعون- ولا يهاب المحاسبة التي غالبا ما تكون غائبة، فمن أمن العقوبة أساء الأدب كما يقول المثل.

ياسمينيات التفاحة الخايسة ياسمين خلف غريب أمر بعض موظفي الوزارات الحكومية، ولولا الخوف من الظلم لقلنا جميع الموظفين، الذ...

إقرأ المزيد »

كرامة البحريني

ياسمينيات
كرامة البحريني
ياسمين خلف

ياسمين خلف كان السبت قبل الماضي بمثابة ”اليوم المفضوح” لكل الأسر التي أدرجت أسماؤها ضمن قائمة المستحقين للخمسين ديناراً لمواجهة غلاء المعيشة، وذكرني بأيام المدرسة حيث تستبدل الطالبات كلمة ”المفتوح” ”بالمفضوح” حيث تكون أوراق الطالبة مكشوفة لأهلها وحتى زميلاتها ومدرساتها وغير مدرساتها، فيكون يوما مذلا للطالبة ”تعيسة الحظ طبعا”، والحال ذاته عندما تعلن عن أسماء الناجحين في الثانوية العامة حين يُكرَمُ المرء أو يهان، فالمذلة والمهانة هو الشعور الذي انتاب أغلب، أن لم نقل جميع من نشرت أسماؤهم في الصحف، وهي وكما يقول الله عز وجل في كتابه الحكيم ”صدقة يتبعها أذى”، ألم تكن هناك طريقة للحكومة الإلكترونية تحافظ فيها على ماء وجه المواطن عبر نشر الرقم الشخصي لرب العائلة مثلا، بدلا من نشر غسيله على الملأ، فالكثيرون لم يجدوا غضاضة من قراءة القائمة من أولها حتى آخرها، فضولا أو حتى تجسسا، لدرجة أن البعض منهم أعد قائمة بالأسماء ”الغريبة والدخيلة على مجتمعنا” لينشرها عبر المواقع الإلكترونية كدليل على أن الفتات والقليل من خير المملكة ذهب هو الآخر في بطون ”المجنسين”.
يبدو أنه لم تعد للبحريني كرامة في وطنه،عاش فقيرا حتى تعوّد على الفقر وإن ملّ الفقر منه وضجر، وأبى أن يكشف وجهه لسؤال غيره، فعاش حياته متعففا لا مرفّها كغيره من مواطني دول الخليج، ومع كل ذلك تجده عزيز النفس يرفض مذلة السؤال، حتى وان بات وعياله جوعاً، صبر كثيرا وانتظر طويلا وعلق أمله على الخمسين دينارا لعل وعسى أن تخفف عنه ضيق الحال، ليفاجأ باسمه الثلاثي بل والرباعي ينشر في الصحف اليومية ليعلن للملأ بأنه من فئة ”الفقارة” في هذا الوطن الذي لم يعد وطنا لأهله، ويستحق ”صدقة” من الحكومة ! أليست هي دليلا قاطعا على أن نصف الشعب يعيش تحت خط الفقر؟
بعض ممن نشرت أسماؤهم تمنوا عدم الحصول على تلك الدنانير البخسة على أن يعرف فلان وفلتان بأنه لم يعد قادرا على أن يوفر لنفسه وأهل بيته ما يسد به رمقه ويستر عورته، ليأتي اليوم الذي يستجدي فيها ”5 أنواط خضر” بشكل مهين، وأظن أن من لم تكتمل بياناتهم لدى الحكومة كانوا أكثر حظا فلهم مطلق الحرية، إما استكمال البيانات ونيل ”الفضيحة ” وإما نسيان الأمر والبقاء على ماء الوجه، وكفى الناس شر القتال، فلا أعتقد أن مسألة اصطفاف الناس في طوابير لاستكمال البيانات ستكون أرحم و”أستر” ففيها من المهانة والفضيحة الشيء الكثير، ”ويا ليتها تسوى، كلها خمسون دينار لا تكفي حتى ماجلة البيت لشهر” ألم يرفع التجار الأسعار حتى طالت رسوم المدارس الخاصة؟
أذكر أني خلال زيارتي لإحدى القرى ضمن جولاتي الصحافية، دلني أهل القرية على أشد الأسر فقرا فيها ليروني حجم المعاناة التي تعيشها من خلال منزلها الذي لا يجد حتى سقفا يغطي دورة المياه، ولكنهم أعقبوا قولهم بأن صاحب البيت عزيز النفس لم يجدوه يوما يطلب المساعدة من أحد، رغم أنهم جميعا يدركون بأنه فقير إلا أنهم يعلمون أيضا بأنه يرفض الاعتراف بحقيقة وضعه ودائما ما يدعي بأن الحال مستور ويرفض المساعدات من أهل الخير تعففا وليس تكبراً ”تحسبهم أغنياء من التعفف” كما يقول عز وجل، فالمواطن البحريني يتحمل الجوع والفقر، ولكنه لن يقبل بالمذلة والمهانة.

ياسمينيات كرامة البحريني ياسمين خلف كان السبت قبل الماضي بمثابة ''اليوم المفضوح'' لكل الأسر التي أدرجت أسماؤها ضمن قائمة...

إقرأ المزيد »

حب البنت للولد موضة قديمة

ياسمينيات
حب البنت للولد موضة قديمة
ياسمين خلف

ياسمين خلف من بين قصاصات التفاعل الجماهيري مع رئيسة مركز بتلكو لرعاية ضحايا العنف الأسري بنه بوزبون في لقاءتها المفتوحة قبل عام تقريبا، الكثير من الحقائق ولنقل ما قد نعتقد بأنه موجود بحسب دلائل ملموسة وحية، هناك من أكدن وجود الظاهرة في مدرسة (…) وليس بين الطالبات بعضهن البعض فقط وإنما ما بين الطالبات وبعض المدرسات، وهناك من اعترفت أن العلاقة الجنسية مع البنت أسهل وأكثر أمانا من الولد كون العلاقة غير مشكوك فيها، فيما وجدت أخرى بأن زمن العلاقة مع الأولاد بات ”موضة قديمة” وأن زماننا زمن البويات ”شنسوي” بحد تعبيرها، وأخرى تقول وبالحرف ”أنا واحدة بينكم، كنت مع صبي خلاني أصير بويه، ما عندي أي حل، رجاء أعطوني حل، وأخرى تقول ”أنا موجودة بينكم وكنت بويه وهذا واقع ولكني تعالجت في إحدى الدول الخليجية”، والكثير الكثير من الاعترافات المكتوبة من الطالبات أنفسهن.
والثابت أن للبويات تصرفات وشكلاً خارجياً مميزاً يمكن ملاحظته بسهولة، حيث يعمدن إلى تغيير أصواتهن ليبدين كالرجال بأصوات خشنة، وقد يلجأن إلى التدخين للحصول على ذلك، يطلقن على أنفسهن أسماء ذكورية ”حمود، عبود” ويمسكن المسباح تماما كالرجال في أيديهن، يرفعن ياقة القميص، يحلقن ذقونهن بالموس في محاولة منهن إلى ظهور الشعر الخشن في وجوههن، ويحاولن إخفاء إي معالم للأنوثة عليهن، فيما يلجأن إلى طقوس غريبة كأن يكتبن حرف الحبيبة على الجسم عبر موس الحلاقة تعبيرا عن قوة العلاقة، ويصلن بحسب بنه بوزبون إلى أبعد من ذلك عندما يتبادلن القبل في الحمامات، وتتم المعاشرة الجنسية خلف الأبواب الموصدة والأهل في غفلة تامة عن ذلك ”البنت مع صديقتها ما فيها شي” هكذا الأهل يقولون.
بل وتقول إن استمرار العلاقة بين البويات تأخذهن إلى أبعد من ذلك، عندما يبدأن في طرح فكرة الزواج، متسائلة إذا ما يمكنهن بعد ذلك من تقبل الارتباط والزواج من ذكر، كما هي عادة البشرية السوية، تعود لتؤكد أن عدداً من الحالات يمكن التغلب فيها على تلك السلوكيات وعيش حياتهن بشكل طبيعي 100%، مشيرة إلى أن البوية لا تستمر في سلوكها إذ ما افتقدت الأهمية التي تنشدها من الغير وهن البنات من حولها، أما إذ وجدت التشجيع فإنها ستواصل بلا تفكير بمستقبلها، لافته إلى أن بعض الأمهات قد يسهمن في وجود الظاهرة، خصوصا إذ ما أخذت تلبس ابنتها ملابس أولاد أو تناديها باسم ولد، خصوصا إذا ما حرمت من الأبناء الأولاد فتفرغ تلك الحاجة في ابنتها، فتكون أحد أسباب تحول ابنتها إلى ”بوية”.
بوزبون تقول إن أغلب ”البويات” يحاولن جذب الانتباه، إذ ينقصهن الاهتمام من الأهل والمدرسة، كأن يعتقدن بأنهن غير مرغوب فيهن أو لا يملكن مقومات الجمال أو التفوق الدراسي، الظاهرة كما تقول أعمق بكثير، إذ ما وجدنها ثغرة لضرب المسلمين بأخلاقياتهم والتي – وللأسف – باتت في انحدار، مطالبة بعدم نعتهم بالشواذ أو تحسيسهن بأنهم أشخاص غير مرغوب فيهن مع السعي إلى إيجاد طرق لإنقاذهن مما هن فيه عبر تشخيص الحالات وعلاجها، مشيرة إلى توفير الاستشارات والعلاج لمثل هذه الحالات في مركز بتلكو لحالات العنف الأسري، إضافة إلى وجود خط ساخن مجاني لاستقبال الحالات عبر المكالمات الهاتفية.
وما يثير الخوف فعلا أن نتائج دراسة محلية أجريت على 2000 من طلبة المدارس الإعدادية، بينت أن 16% فقط يستشيرون أهلهم إذ ما صادفتهم مشكلة ما، فيما 3% يلجأون إلى المشرف الاجتماعي، والأرقام تنذر بالخطر والأزمة.

ياسمينيات حب البنت للولد موضة قديمة ياسمين خلف من بين قصاصات التفاعل الجماهيري مع رئيسة مركز بتلكو لرعاية ضحايا العنف ال...

إقرأ المزيد »

حواري مع «البنوتة»

ياسمينيات
حواري مع «البنوتة»
ياسمين خلف

ياسمين خلف أتذكرون بالأمس القريب عندما ذكرت لكم جزءاً من حديثي مع إحدى «البنوتات» التي وقعت – كما اعترفت – في حب «البوية» الفتاة المسترجلة فحدث خلاف بينهما، فأخذت تبحث لها عن أخرى لتنتقم من «حبيبتها»! ها أنا أنقل لكم حواري معها من دون أي تدخل.
«شكلها حلو..؟ من هي أردفتها لترد صراحة، البوية والبنات كلهن يتكلمن عنها، البعض يراني بوية ولكني سبورت، هي الولد وأنا البنت..
وكيف بدأت علاقتكما؟
«كنت أجاملها في البداية وكنت أقول لها في النت (المحادثات الإلكترونية) مساء الحب وإني لم أدخل موقع المحادثة إلا لإحساسي بأنها على الطرف الآخر، ولكنها بدأت تثير غيرتي أو هكذا ظننت عندما كانت تقول إن هناك بوية تحبها وتحادثها في الهاتف وتطلب منها عدم الخروج، فأثارت غليان دمي وطلبت منها عدم الموافقة على الخروج وكنت أحس في أعماقي أني أحبها».
تواصل «بعد أيام وجدتها تسألني إن كنت قد مررت بحالة إعجاب بفتاة، وأجبتها بالنفي وعلقت بأني لم أمر بمثل هذه الحالة ولكني أظن أنني بدأت أفكر جدياً في ذلك، فسألتني عن تلك البنت وأجبتها بأنها هي المقصودة، وبالمثل اعترفت لي بأنها هي الأخرى تفكر بي، فكانت هي أول من دخل قلبي كأول حب لي في حياتي وأحسست بالفعل بأنها حبيبتي».
الحكاية لم تنته، فالقصة ما بين شد وجذب، واختبار للحب ربما فعندما قالت البوية لبطلة القصة إن علاقتهما ليست علاقة بنت ببوية وإنما كرفيقة، لتعترف الأخرى بأن ذلك حطم قلبها، فأخذت تبوح بذلك إلى صديقتها المقربة، التي أخذت تواسيها بأنها لا تستأهل حبها، وبقيت أسيرة أفكارها لأسابيع، حتى جاءت البوية لتعتذر عن كلامها وتؤكد ندمها وبأنها تحمل لها الصدق في العلاقة «إلا أنها ما فتئت حتى بدأت تتقرب من بوية أخرى في الصف الآخر، وهو ما أثار حفيظتي خوفاً من فقدي وخسارتي لحبيبتي»، هكذا قالت، وتابعت «واجهتها وأنكرت وادعت بأن تلك صديقتها منذ المرحلة الابتدائية وهي على خلاف مع إحدى صديقاتها وأنها ليست سوى وسيط لحل الخلاف، وإن كان قلبي يحدثني بأنها تريد التملص مني. جاءت العطلة الصيفية والتي كانت طويلة بهمي وتفكيري الدائم بالبوية، خصوصاً إن البعض من صديقاتنا كن يؤكدن بأنها تميل للبوية الأخرى أكثر مني، الأفكار تلاطمني حتى سرقت النوم من عيني، خالي أحد من لاحظ تغير نظامي حيث أسهر أفكر فيها حتى ساعات الفجر وعندما يداهمني النوم أبقى على حالي حتى ساعات العصر، تهرباً من أفكاري، صارحت أمي التي بدورها وعدتني بأنها ستكلم المشرفة الاجتماعية عن الموضوع حال بدء الدراسة، وبالفعل بدأ العام الدراسي الجديد وكنت ألحظ مدى إثارتها لغيرتي بحركاتها مع البوية الأخرى، صديقاتي نصحنني أن أكون رفيقتها وإبعاد فكرة أن تكون حبيبتي». وعن سبب تفضيل البوية للفتاة الأخرى، قالت «أعرف أنها تركتني وفضلت الأخرى لتوفير الثانية العلاقة ”الجنسية” التي لم أوفرها لها». وعن حادثة الضرب التي تعرضت إليها من قبل البويات، أشارت إلى أنها تعرضت إلى عدد من الكدمات بعد أن ضربنها بضراوة كما لو كانت الفتيات شباناً، وأخذن يضربن رأسها في الحائط ويشددن شعرها ويركلنها، حتى تمكنت إحدى الطالبات من إبلاغ إحدى المدرسات التي هرعت على الفور للصف لتنتشلها من بين أيديهن. وتلفت إلى أن القضية حولت إلى مركز الشرطة وتم استدعاء الفتاتين «البويات» إلا أن والد إحداهن رفض الحضور مع ابنته وتحدى بالقول عندما دعاهم إلى تصعيد القضية ورفع الأمر إلى النيابة العامة، والأخرى لم يتمكن من الاتصال بها لتجاهل أهلها الرد على الهاتف.
تعترف بأنها لاتزال تفكر في البوية «حبيبتها» وإن كانت تعتريها رغبة في الانتقام منها عبر إقامة علاقة أخرى مع بنت ثانية بهدف إثارة غيرتها «بصراحة في بالي واحدة ولكني أخجل من الإفصاح لها عن مشاعري» ترجع (…) سبب ما هي عليه من سلوك إلى فقدانها للحنان العائلي فوالداها مطلقان ولها أخوات شقيقات وأخ غير شقيق.
يتبع

ياسمينيات حواري مع «البنوتة» ياسمين خلف أتذكرون بالأمس القريب عندما ذكرت لكم جزءاً من حديثي مع إحدى «البنوتات» التي وقعت...

إقرأ المزيد »

«البويات» بيننا.. شئــنا أم أبيـــنا

ياسمينيات
«البويات» بيننا.. شئــنا أم أبيـــنا
ياسمين خلف

ياسمين خلف
«أبحث حالياً عن ”بنوته” لأنتقم من ”حبيبتي”! وبصراحة في بالي واحدة وتعجبني كثيراً، ولكني أخجل من مصراحتها، ولربما ترفضني وتفضل أخرى عليّ، لا أنكر تفكيري ليلاً ونهاراً في حبيبتي البوية، ومن يدري ربما لو عادت لي لنسيت الماضي وأكملت علاقتي بها».
لم يمنع (……) الخجل من الإفصاح عن مشاعرها رغم ما تعرضت إليه من اعتداء بالضرب من مجموعة من «البويات» (المسترجلات من الفتيات) في المدرسة، حيث أثبتت التقارير الطبية بشاعة الاعتداء وعنفه، ووصل الأمر إلى مركز الشرطة، وكالعادة هناك من ينكر ويدس رأسه في الرمال كالنعام خشية الاعتراف بوجود هذه الظاهرة في المدارس وحتى الجامعة، ولكن هناك من يذعن ويعترف بأن فئة من الفتيات انجرفن وراء متع رخيصة أعادتهن إلى زمن النبي لوط عليه السلام بشهادة هؤلاء الفتيات أنفسهن.
رئيسة مركز بتلكو لرعاية ضحايا العنف الأسري بنّة بوزبون أول من واجهت المجتمع البحريني بالظاهرة، رغم ردود الفعل المتباينة، ما بين رافض حتى الخوض في الكلام واعتبارها دعاية وكلام «جرايد» يهدفان إلى خلق بلبلة، وبين مؤيد يطالب بإيجاد حلول جذرية لمنع تفاقم المشكلة.
وها هي المشكلة ذاتها قد طفحت على السطح قبل أيام فقط، حيث تعرضت ثلاث طالبات إلى عنف جسدي وصل إلى درجة إغماء إحدى الطالبات في ساحة المدرسة بعد أن قامت أربع «بويات» بضربها وتسببن في إصابتها بنزيف وكدمات متفرقة في الجسم، ومع ذلك نتوقع من يخرج لنا ليؤكد أن لا وجود إلى ما تدعوه الصحف بـ «البويات»، وكأننا عندما نقول إن هناك «بويات» في المجتمع المدرسي نلقي اللوم على وزارة التربية والتعليم. مخطأة هي (الوزارة) إن اعتقدت ذلك، فهي ليست السبب ولكنها طرف في العلاج ليس إلا، وباعتقادي أن الطرف الأول هو الأسرة التي تترك لبناتها الفرصة للتشبه بالرجال إلى حد يوصلهن إلى تقمص الشخصية بصورة مرضية تجرهن إلى ممارسات غير أخلاقية.. لا ندعي ما نقول، لكنها حقائق صادرة من هؤلاء الفتيات – المسترجلات أنفسهن.
الأسطر الأولى للمقال هي جزء من حوار لي مع إحدى البنوتات، وهي بالمناسبة الطرف الآخر الذي يرضي رغبات «البويات»، حيث بدت كأي بنت أخرى في مثل سنها.. البراءة لاتزال على محياها، كيف لا وهي التي لم تتجاوز السادسة عشرة، العباءة هي لباسها، خجولة، هكذا بدا لي في حديثها، وإن كانت الحقيقة تنسف ذلك كله، خصوصاً أنها أبدت رغبتها صراحة في أنها تميل إلى إحدى بنات جنسها و«ترغب» فيها، وقالت باستحياء «البويات أشكالهن جميلة بياقتهن المرفوعة (كلر القميص) وساعاتهن الضخمة ومشيتهن المختلفة، وسلاسل الرجال التي يتزينّ بها، ناهيك عن قوة شخصيتهن ولفتهن لانتباه باقي الطالبات في المدرسة».
عدد من الطالبات اعترفن وراء الستار بأنهن يدعمن سلوك «البويات» في المدرسة عبر تشجيعهن وإبداء إعجابهن بهن، والأنكى أنهن يقلن إنهن يسعين إلى ذلك ليكون من بينهن «ولد» في المدرسة، فيما قالت إحدى «البويات» إنها لجأت إلى ما هي عليه لكون الولد أقوى وله الحرية المطلقة في المجتمع الذكوري الذي نعيشه «كرهت دور المرأة الضعيفة» هكذا كانت تقول في سرها على ما أعتقد وكما لمحت.
وعن العلاج – كما بيّنت بوزبون مروراً – يكون فردياً لا جماعياً، حيث تتم دراسة كل حالة على حدة ضمن الظروف التي تمر بها، مع التركيز على تصحيح العلاقة بين البنت وأهلها، وتوفير جو الحنان الذي تفتقده، مؤكدة حاجة الفتيات إلى اللمسة الحنون من والدها، وإلى الكلمات المعسولة من الأهل كـ «حبيبتي» مثلاً، حتى لا تلجأ إلى إطار خارج المنزل تبحث عنه حتى وإن اضطرها ذلك إلى التخلي عن أنوثتها والتحول إلى ولد كما هي حال «البويات»، مؤكدة العلاقة الجوهرية ما بين الأب والبنت واضمحلال الظاهرة، داعية إلى الابتعاد عن الألفاظ السلبية كأن تنعت البنت بـ «سبالة» و«الجيكرة» في المنزل، خصوصاً إذا ما تعدى ذلك إلى التعليق على جسمها وشكلها، ما يدفعها إلى محاولة تغيير جنسها ولو شكلياً. وقبل كل شيء، لابد من الاعتراف بالمشكلة لنبدأ جميعاً في حلها كل من موقعه.

ياسمينيات «البويات» بيننا.. شئــنا أم أبيـــنا ياسمين خلف «أبحث حالياً عن ''بنوته'' لأنتقم من ''حبيبتي''! وبصراحة في بال...

إقرأ المزيد »

«لا» يا الأسمر

ياسمينيات
«لا» يا الأسمر
ياسمين خلف

ياسمين خلف قضية مطالبة الأم البحرينية بجنسيتها لأبنائها ليست كما يعتقد ‘’الأسمر’’ الذي علق على مقال يوم الأحد الماضي، بأنها لا تفخر بجنسية زوجها فتطالب اليوم بالجنسية البحرينية لأبنائها، مستغربا متسائلا لم من الأصل تتزوج من غير جنسيتها! وأقول إن الأمر ليس بالسطحية التي ترتبط على أساس الفخر والاعتزاز بجنسية دون غيرها، فالأم البحرينية عندما طالبت بحق أبنائها بالجواز الأحمر لم تطالب به للحصول عليه لمجرد الاحتفاظ به كنوع من ازدواجية الجنسية، فهي تعيش منذ أن حملت في أحشائها أجنة هم أبناؤها الذين لا يتمتعون بأي حقوق على أرض والدتهم، إذ أنهن جميعا تزوجن ولم ينتقلن للعيش في بلدان أزواجهن، أي أن أبناءهن يعيشون بلا حقوق مكفولة لهم لا هنا في البحرين موطن والدتهم ولا هناك في موطن أبيهم، يعني كما يقول المثل المصري ‘’طلعوا من المولد بلا حمص’’.
ولو تعمقنا أكثر في مشاكل هؤلاء ممن تزوجن من غير جنسيتهن البحرينية سنجد أنهن حكمن أولا على أنفسهن وعلى أبنائهن من بعدهن بالعناء، لا نعمم فنحن نقصد هنا فئة محدودي الدخل، والذين يضطرون إلى دفع رسوم الأجنبي طوال حياتهم، والكثيرات منهن يشكون حتى اضطرارهن لدفع رسوم العلاج في المراكز الصحية والمستشفيات، بل وتجديد الإقامة والحصول على كفيل لأزواجهن ولأبنائهن، والأمر والأعقد أن بعضا من هؤلاء النسوة شاءت لهن ظروفهن أن يتطلقن لتبدأ فصلا جديدا من العناء، وتكفلها برعاية أبنائها ‘’غالبا ما تكون حضانتهم للأم’’ فلا تتمكن حتى من الحصول على مأوى لأبنائها فلا يحق لها ضمن القوانين في وزارة الإسكان تقديم الطلب الذي أصلا لن تحصل عليه إلا بعد عشرات السنين، فتعود جارة أذيال الخيبة إلى منزل والدها الذي أصلا لا يسع للباقين من إخوانها في المنزل.
من تلك القصص بحرينية تزوجت من خليجي وتطلقت منه وعادت مع طفلين إلى منزل والدها، وتعيش اليوم في ‘’كراج المنزل’’ ليس هذا فحسب وإنما تدفع لوالدها إيجار لا يقل عن 50 دينارا، كانت تعمل واليوم هي عاطلة وتقدمت لمرات لوزارة الإسكان ورفض طلبها بطبيعة الحال، لم تيأس تقدمت لعشرات المرات لوزارة الداخلية للحصول على الجنسية وتقدمت بطلبات أخرى للمجلس الأعلى للمرأة، إلا أنها وحتى اليوم لم تر تحركا فعليا يواسيها بضمان حصول أبنائها على الجنسية، رغم أن والدهم الخليجي هو الآخر ولد في البحرين وعاش على أرضها وبالمثل كان والده، ومستعد للتخلي عن جنسيته والحصول على الجنسية البحرينية، أليس هم أحق بالجنسية وأعني بذلك أبناء البحرينية إذا ما قورنوا بغيرهم ممن حصلوا على الجنسية هكذا ولأسباب سياسية.
إحداهن قالت متذمرة من أسلوب أحد المسؤولين الذي لم يتوان من أن يقول لها ‘’ألم تجدي زوجا بحرينيا لتتزوجي من غير جنسيتك لتقعي اليوم في مشكلة المطالبة بالجنسية لأبنائك ؟، لترد عليه بجرأة لتقول لم تتقدم لي أنت ولا غيرك البحريني لأتزوج من جنسيتي، فالزواج قسمة ونصيب لا يعرف أي منا نصيبه، ولا يخفى على أحد أن أغلب وليس كل الزيجات من خارج الجنسية تكون إما للفقر والحاجة، أو لتقدم المرأة في السن فتحارب العنوسة لتقع في شرك المطالبة بالجنسية، فلم نظلمها ونزيد مآسيها؟ قد أكون مخطأة ولكن هذا رأيي.

ياسمينيات «لا» يا الأسمر ياسمين خلف قضية مطالبة الأم البحرينية بجنسيتها لأبنائها ليست كما يعتقد ‘’الأسمر’’ الذي علق على...

إقرأ المزيد »

خديجة أولى بالجنسية

ياسمينيات
خديجة أولى بالجنسية
ياسمين خلف

ياسمين خلف الكثير من البحرينيات ممن تزوجن أجانب يعضون أصابعهم ندما على ”نصيبهن” الذي تركهن اليوم أمام صراع طويل لا يعرفن أين ومتى ينتهي، أهو عقاب اجتماعي حكومي لمن تفكر بالزواج من أجنبي؟ أليست المرأة كالرجل لها حق اختيار شريك حياتها؟ أهي تعلم الغيب لتدرك أنها يوما ما ستطلّق مثلاً وسيحتاج أبناؤها – الذين غالبا ما يكونون في حضانتها – للجنسية؟ فيعيشون في بلد أمهاتهم غرباء لا حقوق لهم ولا حتى مأوى يؤويهم.
خديجة إحداهن، طفلة لم تتعد الحادية عشرة من عمرها، ولكنها ذاقت صنوف العذاب على يد والدها الخليجي، كاد أن ينهى حياتها! فبينما كان أبوها يعذبها عبر رفعها من رجلها ورميها على الأرض سقطت بعد ضربتين، وأصيبت برضٍ أفقدها الوعي، وأدخلت على اثره وحدة العناية القصوى، وتعرضت في اليوم التالي إلى انخفاض مفاجئ في نسبة الهيموجلوبين في الدم، وتبين بعد الفحوصات وجود تدمي صدري طفيف في جوفي الجنب، أخرجت من العناية القصوى بعد يومين، رغم تلميح الأطباء بأنها قاب قوسين أو أدنى من الموت، فقدت حواسها، وعاشت عبر التنفس الصناعي، واستعادت قدرتها على النظر بعد ثمانية أيام من الحادثة، ولم تتمكن من النطق إلا بعد شهرين، ولم تتمكن من تحريك رقبتها وجسمها الذي بات رخواً إلا بعد سنتين. وذكرت طبيبة الأعصاب بعد تخطيط الدماغ الكهربي بأن الطفلة – وكانت حينها لم تتعد العام من عمرها – أصيبت بحالة صرعية، وذكر أخصائي الجراحة بأنها تعاني من ضعف في الناحية اليسرى من الجسم، مع عدم القدرة على الجلوس أو الوقوف أو المشي بشكل طبيعي، وتعاني اليوم إضافة إلى ذلك من صعوبة في التركيز، وضعف في الذاكرة، واعتلال في قدراتها اللغوية، رغم ذكائها بشهادة مدرساتها في المدرسة.
الأم عاطلة عن العمل ولا تملك حتى مأوى لها غير منزل والدها، الذي يفيض بالأمطار شتاء. رغم أن ابنتها خديجة عليلة وبحاجة إلى منزل صحي مجهز، لا يخلو من كرسي وطاولة يتناسبان مع حالتها الصحية، بل وسرير يغنيها عن النوم على الأرض، وما يدمي القلب أنها تستعين بكرسي بلاستيكي هيأته ليكون كدورة المياه لتتمكن من الجلوس عليه حيث لا تقوى على الجلوس على الأرض، وما يحزُّ في النفس أنها تقدمت بطلب إلى وزارة الإسكان ورفض لمرات كونها لا تستحقه باعتبارها طليقة خليجي، وعندما تلجأ إلى سفارة بلد والد ابنتها تقابل طلباتها بالرفض، حتى أنها لا تتسلم منها أي مساعدات، سوى تلك الدنانير السبعين التي تحصل عليها من الشؤون الاجتماعية البحرينية، خديجة الطفلة بحاجة إلى مكان يؤويها ويناسب حالتها الصحية، فلا نكُن نحن والزمن عليها.. أعطوها الجنسية والسكن، ولتعش باقي أيام طفولته بأمان يا وزارة الإسكان.

ياسمينيات خديجة أولى بالجنسية ياسمين خلف الكثير من البحرينيات ممن تزوجن أجانب يعضون أصابعهم ندما على ''نصيبهن'' الذي ترك...

إقرأ المزيد »