كتبت – ياسمين خلف:
اعلنت وزيرة الصحة د. ندي حفاظ عن اطلاق برنامج للفحص الكامل والدوري مدي الحياة للاشخاص المتقدمين للتبرع بأعضائهم، موجهة المسئولين بالوزارة الي اتخاذ اجراءات فعلية ومباشرة حيال اولئك الاشخاص، مؤكدة بأن التبرع بالاعضاء يعتبر قمة في العطاء الانساني، وداعية أهالي المرضي قبل غيرهم للتبرع لانقاذ حياة ذويهم وانتشالهم من المعاناة المستمرة التي يتكبدونها، مشيرة الي ان المرضي المصابين بالفشل الكلوي، تجري لهم 4 مرات غسيل كلي، بواقع 4 ساعات في كل جلسة، وبتكلفة تصل الي 70 ألف دينار لكل مريض سنويا. جاء ذلك خلال جولتها التفقدية في وحدة المؤيد لمرضي الكلي في مجمع السلمانية الطبي للمريضين البحرينيين اللذين اجريت لهما عملية نقل وزراعة كلي من متوفي دماغيا الاسبوع الماضي.
واعقب الجولة مؤتمر صحافي، بحضور الاطباء والفريق المشارك ووكيل الوزارة د. عبدالعزيز حمزة.
وكشفت د. حفاظ عن نيتها في انعاش زراعة النخاع الشوكي، وتطوير زراعة العظام في الوزارة مبدية اعتزازها وفخرها بعمليات ترقيع القرنية باستخدام المشيمة، التي تتم علي ايدي اطباء بحرينيين. وقالت بأن 250 مريضا بالفشل الكلوي منهم 180 مريضا يتلقون علاجهم في مجمع السلمانية الطبي يعانون، ويمكن رفع تلك المعاناة بتبرع اهاليهم بإحدي كليتيهم، خصوصا ان نجاح عملية نقل وزراعة الكلي من الاقارب تتجاوز 95% فيما لا تتجاوز نسبة النجاح 35% اذ ما تم شراء تلك الكلي من الخارج، محذرة من اللجوء الي بعض الدول التي تتعامل ببيع الاعضاء، لعدم جدوي العملية.
واشارت الي ان الوزارة تسعي لخلق نظام معلوماتي قوي لمراقبة صحة الافراد بطريقة دورية معمقة، متجاوزة السطحية في التعامل مع المعلومات الصحية للاشخاص، ومؤكدة علي اهمية دور الشخص في الحفاظ علي صحته، واتباع الارشادات الطبية للوقاية من الامراض، وان لم تنفي ضرورة توفير الدولة لكافة الخدمات الصحية التي من شأنها ان تعالج المرضي وتقدم لهم الرعاية الطبية والصحية اللازمة موضحة بأن الفشل الكلوي علي سبيل المثال لا يصاب به الا من يعاني من عدم انتظام في نسبة السكر او الضغط فيما عدا من يعانون من مشاكل خلقية، او الاطفال المصابين بالتهابات المجاري البولية. وعليه لابد من الوقاية لتفادي الفشل الكلوي مضيفة بأن داء السكري الناتج عن السمنة مثلا يتلف الاوعية الدموية الدقيقة في الجسم، والتي منها الكلي، وتأسيسا علي ذلك فإن الفرد مسئول عن الوقاية اولا، وصاحب حق في العلاج ثانيا، متمنية ان تصل وزارة الصحة في السنوات القليلة القادمة لمرحلة التدخل الحقيقي في صحة الفرد، بتحديد عبر الفحوصات الدورية مؤشرات الاصابة بالامراض للوقاية منها.
وأكدت بأن عملية التبرع بالاعضاء لا تتم اعتباطا بل وفق شروط ومنها سلامة وصحة الشخص المتبرع، والتي من خلالها يستطيع الاستغناء عن احدي كليتيه، مشيرة الي ان الوزارة تقدم مكافأة للمتبرع، ولا تشتري عضو المتبرع به لعدم جواز البيع قانونيا، مثمنة جهود الطاقم الطبي والتمريض والفني المشارك في عمليتي نقل وزراعة الكلي الاخيرة.
ومقدمة تعاونها وشكرها لاهل المريض المتوفي دماغيا هندي الجنسية ويبلغ 51 عاما لسرعة استجابتهم وموافقتهم علي التبرع بأعضائه، معتبرة ذلك انجازا يضاف الي رصيد وزارة الصحة بجهود طاقمها، اذ ان الدقائق تحسب في مثل هذه الحالات.
ومن جانبه قال رئيس وحدة زراعة الكلي وزراعة الاعضاء د. احمد سالم العريض ان 50% ممن يجرون عمليات نقل وزراعة كلي من اجانب في الخارج لا تنجح عملياتهم ويتوفون، مشيرة الي ان 70 حالة زراعة كلي اجريت في البحرين، لمرضي تراوحت اعمارهم ما بين العامين والرابعة والسبعين عاما تكللت بالنجاح بنسبة فاقت 95% ولا يزالون يراجعون المستشفي للمتابعة مشيرا الي ان زراعة الاعضاء من الاقارب تحقق نسبة نجاح تصل الي 95% خلال العشر سنوات ما بعد العملية، فيما لا يتجاوز النجاح 35% في حال شراء العضو من الخارج، وان نسبة نجاح عملية النقل والزراعة من المتوفين دماغيا تصل الي 75% بعد 5 سنوات من العملية. مؤكدا رفض المنظمات العالمية والحقوقية لعملية شراء الاعضاء من الفقراء واستغلالهم.
وقال استشاري الاوعية الدموية وزراعة الاعضاء د. صادق عبدالله بأن الحصول علي موافقة الاهل بالتبرع بأعضاء قريبهم المتوفي دماغيا، عملية غاية في التعقيد، ومتي ما تمت تسهلت الامور الاخري رغم صعوبتها، حيث يخطر الجراحون واطباء الكلي لاجراء الفحوصات اللازمة، مشيرا الي ان عملية نقل الكلي تحتاج الي 5- 6 ساعات، حيث يتم خلالها تبريد الجسم بسائل خاص ليتمكن الاطباء من اخذ الكليتين.
وان كان بالامكان نقل باقي اعضاء المتوفي دماغيا كالقلب والرئتين والكبد، الا ان القسم لم يؤهل بعد لاستيعاب كل تلك الاعضاء، مكملا بأنه بعد اخذ الكلي يتم تنظيفها بسائل خاص، لتبدأ مباشرة عملية زراعة الكلي والتي تستغرق كذلك 6 ساعات.
وأوضح بأن الفريق المشارك في العمليتين بدأ في نقل الكلي الساعة السادسة مساء من يوم الاثنين وانتهي منتصف الليل، ليبدأ في زراعة الكلي الاولي الساعة الواحدة صباحا من يوم الثلاثاء، وانتهي من عملية الزراعة الثانية مع اقتراب عقارب الساعة للتاسعة والثلاثين دقيقة صباحا.
مشيرا الي ان التحدي الاكبر الذي يواجه الاطباء، عدم استقرار حالة المريض المتوفي دماغيا، مضيفا بأن المريض المتلقي للعضو يعطي بعض الجرعات الدوائية لمنع رفض الجسم للعضو المنقول، ويبقي نحو 48 ساعة في وحدة العناية القصوي، حيث يتلقي رعاية خاصة ومراقبة طبية شديدة.
وقال الدكتور العريض ان ثلاث فرق تعاين المريض المتوفي دماغيا للتأكد من الوفاة الدماغية الفعلية، حيث يتكون الفريق من اختصاصي باطنية وآخر في الامراض العصبية واخير في العناية القصوي، وكل فريق يقدم شهادة وفاة موثقة، لضمان عدم وجود اية شكوك نحو تلك الوفاة.
موضحاً بأن جذع المنح يتوقف عن العمل، ويبقي القلب ينبض، مضيفا بأن جميع الاديان في كافة دول العالم تعترف بهذا الموت الدماغي باعتباره موتا شرعيا، يمكن عن طريقه انقاذ حياة مرضي في امس الحاجة لتلك الاعضاء.
وذكر د. صادق عبدالله بأن اول عملية نقل وزراعة كلي تمت في البحرين في يوليو 2001 من متوفي دماغيا، ولازالت المريضتان علي قيد الحياة، عقبها تمت نحو 7 عمليات منها عملية حصل فيها المريض علي كلي من متبرع متوفي دماغيا من دولة الكويت الشقيقة، مشيرا الي ان تعاونا قريبا لتبادل الاعضاء سيتم بين وزارة الصحة ومركز سرور لزراعة الاعضاء الواقع بين دولتي الكويت والمملكة العربية السعودية مضيفا بأن الوفاة الدماغية تنتج في كثير من الاحيان من ضربات الرأس القوية الناتجة عن الحوادث المرورية والنزيف الدماغي الحاد والاورام المخية.
ومن جانبها اكدت منسقة زراعة الكلي هيفاء مطر الدور المحوري والرئيسي للمنسقات ومنهن هدي احمد ومسئولتهن الممرضة عائشة يوسف، في اقناع اهل المريض المتوفي دماغيا للموافقة علي التبرع بأعضائه، والتي تتم بعد التأكد من شهادة الوفاة، مشيرة الي تحديهم لعامل الوقت، وان كانوا يعطوا الاهل الوقت الكافي لاتخاذ قرارهم، مراعاة لصدمتهم بفقد عزيزهم، مضيفة بأن العملية الاخيرة علي رغم وجود أهل المريض في الهند، الا انهم استطاعوا الحصول علي موافقة الزوجة والسفارة الهندية خلال 6 ساعات فقط.
وأكملت بأن دور المنسقات يستمر، ليتضمن اخطار الفريق الطبي والجراحي، لتجهيز المرضي واختيارهم حسب شدة الحاجة الي زراعة الكلي، بعد التأكد من استقرار حالتهم الصحية، مشيرة الي ان المرضي يوضعون علي قائمة، وتجري لهم فحوصات دورية لتأهيلهم لاية عملية مفاجئة، كبروتكول متبع في القسم.
كما تجري لمن يقع عليه الاختيار فحوصات للدم وتبعث العينات لمختبر الصحة العامة، كما يخطر بنك الدم ليستعد بتوفير عينات الدم المطلوبة، وتجهيز المرضي للعملية ويستمر دورهم حتي فترة ما بعد اجراء العملية.
وأشار كل من استشاري الاشعة التداخلية د. وديع يوسف واخصائي اشعة داخلية شريف العريض الي دراسة وضع الكلي بعد الزراعة عن طريق الموجات الصوتية، باستخدام الاشعة النووية يوميا، كما يختلف الوقت اللازم ليرجع المريض لحالته الطبيعية، وان كانت فترة اسبوع كمتوسط، وقالا بأنه قبل عملية نقل وزراعة الكلي يتم اجراء فحوصات كاملة للمتقدمين للتبرع من الاهل، وعلي اثرها يتم اختيار الشخص الملائم، منوهين الي ان بعض الاشخاص يكتشف اصابتهم بأمراض هم غافلون عنها، كتلك التي اكتشفت بأنها مصابة بورم في الكبد عندما تقدمت للتبرع بكليتها لاحد اقاربها!
وأضافا بأنه بعد 24 ساعة من عملية زراعة الكلي تجري للمريض اشعة موجات صوتية لقياس مدي تدفق وجريان الدم في الكليتين لمعرفة مستوي السوائل، تتبعها اشعة نووية لمعرفة مدي قدرة الكلي علي العمل. تليها متابعات دورية ثابته للمرضي.… وتزور الرازي والنعيم الصحيين اليوم
تقوم وزيرة الصحة د. ندي حفاظ صباح اليوم، بزيارة تفقدية لمركزي الرازي والنعيم الصحيين، يرافقها وكيل الوزارة د.عبدالعزيز حمزة وعدد من المسئولين في الوزارة، وذلك للاطلاع علي مستوي الخدمة المقدمة، والوقوف علي اهم مشاكل المراجعين، بهدف تعديل الاوضاع الصحية بالمراكز.
علماً بأن مركز الرازي الصحي يلقي عددا من الشكاوي والتذمر من المراجعين، خصوصا مع الاكتظاظ الكبير والازدحام الشديد الذي يعاني منه المركز، واشار نائب مدير ادارة المركز د. فاروق زوربا في تصريح سابق للأيام بأن الوزارة تعمل لوضع خطة من شأنها ان تقلل حدة الازدحام، ودراسة فصل الفحوصات، ليتمكن المواطنون من اجراء فحوصات ما قبل العمل او الدراسة في المراكز الصحية التابعين لها.
2005-08-29
كتبت - ياسمين خلف: اعلنت وزيرة الصحة د. ندي حفاظ عن اطلاق برنامج للفحص الكامل والدوري مدي الحياة للاشخاص المتقدمين للتبر...
إقرأ المزيد »
أحدث التعليقات